الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد الدارمي السجزي السجستاني
محدث هراة، أحد الحفاظ والأعلام، أخذ الفقه عن أبي يعقوب البويطي، والعربية عن ابن العربي، والحديث عن أحمد، وإسحاق، وعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، ولقي الكبار وبرع في العلوم وطرق الآفاق، وسمع الحديث بحمص: من أبي اليمان، ويحيى بن الوحاظي، وحيوة بن شريح وغيرهم، وبدمشق: من خطيبها هشام بن عمار، وحماد بن مالك الخرساني وطائفة، وبمصر: من سعيد بن أبي مريم، وعبد الغفار بن داود، ونعيم بن حماد وطائفة، وبالعراق: من سليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل التبوذكي وخلق، وعنه: أحمد بن محمد بن الأزهر، وأبو عمرو أحمد بن محمد الحيري، وأحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي،
وأبو النضر محمد بن محمد الطوسي الفقيه، ومحمد بن يوسف الهروي نزيل دمشق وجماعة.
قال أبو الفضل يعقوب الهروي القراب: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد، ولا رأى هو مثل نفسه، وقال الحافظ أبو حامد الأعمش: ما رأينا في المحدثين مثل محمد بن يحيى، وعثمان بن سعيد، ويعقوب الفسوي ، وقال أبو عبد الله بن أبي ذهل: قلت لأبي الفضل بن القراب الهروي: هل رأيت أفضل من عثمان بن سعيد الدارمي، فأطرق ساعة، ثم قال: نعم إبراهيم الحربي، وقال أبو الفضل: ولقد كنا في مجلس عثمان غير مرة، ومر به الأمير عمرو بن الليث فسلم عليه، فقال: عليكم ثنا
مسدد، ولم يزد على هذا، وقال ابن عبدوس الطرائفي: لما أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد الدارمي، كتب لي ابن خزيمة إليه، ودخلت
هراة في ربيع الأول سنة ثمانين ومائتين، فقرأ الكتاب، ورحب بي، وسأل عن ابن خزيمة، ثم قال: يا فتى، متى قدمت؟ قلت: غدا، قال: يا بني فارجع اليوم، فإنك لم تقدم بعد، أو قال: فإنك بعد في الطريق، وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه، وكتاب في الرد على بشر المريسي سمعناه، قلت: ووقع لي سماعهما أيضا، ولله الحمد والمنة.
قال الذهبي: وكان جذعا في أعين المبتدعين، وصنف مسندا كبيرا، وهو الذي قام على محمد بن كرام وطرده من هراة فيما قيل.
وقال الحاكم: سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد الوراق، يقول: سمعت أبا بكر الفسوي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: قال لي رجل ممن يحسدني: ماذا كنت لولا العلم؟ فقلت: أردت شينا فصار زينا، سمعت نعيم بن حماد، يقول: سمعت أبا معاوية، يقول: سمعت الأعمش، يقول: لولا العلم لكنت بقالا، وأنا لولا العلم لكنت بزازا، من بزازي سجستان.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي، رحمه الله: من لم يجمع حديث شعبة، وسفيان، ومالك، وحماد بن زيد، وابن عيينة فهو مفلس في الحديث.
قال أحمد بن محمد بن يونس الهروي ، وأبو يعقوب القراب: مات في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين، ووهم من قال: سنة ثنتين ومائتين، والله أعلم.