الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يركب حماره، وعباس المستملي بين يديه، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، يقول: يا عباس غير كذا واكسر كذا، وقال أبو عبد الله بن الأخرم: استعان بي السراج في التخريج على صحيح مسلم، فكنت أتخير من كثرة حديثه، وحسن أصوله، وكان إذا وجد حديثا عاليا في الباب، يقول: لا بد
من أن نكتب هذا، فأقول: ليس من شرط صاحبنا، فيقول فينفعني في هذا الحديث الواحد، وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، رحمه الله، في طبقات الشافعية في ترجمة السراج هذا: توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة بنيسابور، احتج في مسنده بالجهر بالبسملة، ولم يذكر سنده، قال الحاكم: سمعت محمد بن عمر ابن قتادة، يقول: رأيت محمد بن إسحاق بن خزيمة، يقبل وجه أبي العباس السراج.
محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري
الحافظ إمام الأئمة، سمع الحديث من إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، ولم يحدث عنهما لصغره، وتفقه على الربيع، والمزني، وكان جديرا أن يذكر في الطبقة الثانية، ولكن تأخرت وفاته بعد الثلاث مائة، وروى الحديث عن: محمود بن غيلان، ومحمد بن أبان المستملى، وإسحاق بن موسى الخطمي، وعلي بن حجر،
وأحمد بن منيع، ويونس بن عبد الأعلى، وخلق، وروى عنه خلق منهم: البخاري، ومسلم في غير الصحيحين، وشيخه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وهؤلاء أكبر منه، وأبو علي النيسابوري، وإسحاق بن سعد النسوي، وأبو عمرو بن
حمدان، وحفيده محمد بن المفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وقال: سمعت جدي، يقول: استأذنت أبي في الخروج إلى قتيبة، فقال: اقرأ القرآن أولا، حتى آذن لك فاستظهرت القرآن، فقال: امكث حتى تصلي بالختمة، فمكثت، فلما عدنا أذن لي، فخرجت إلى مرو، فسمعت بها من محمد بن هشام، فنعى إلينا قتيبة، قال: وكان جدي لا يدخر شيئا جهده، بل ينفقه على أهل العلم، وكان لا يعرف الوزن ولا يميز بين العشرة والعشرين.
وقال أبو أحمد: حسبتك سمعت إمام الأئمة ابن خزيمة، يحكى عن علي بن حشرم، عن إسحاق بن راهوية، أنه قال: أحفظ سبعين ألف حديث، فقلت: لابن خزيمة: فكم يحفظ الشيخ؟ فضربني على رأسي، وقال: ما أكثر فضولك! ثم قال: يا بني ما كتبت سوادا في بياض، إلا وأنا أعرفه، وقال أبو علي
الحافظ: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه، كما يحفظ القارئ السورة، وقال أبو حاتم بن حبان: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن، ويحفظ ألفاظها الصحاح، وزياداتها حتى كأنها بين عينيه، إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: وقد سئل عن ابن خزيمة، فقال: ويحكم هو،
يسأل عنا، ولا نسأل عنه، هو إمام يقتدى به.
وقال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماما ثبتا، معدوم النظير، وقال أبو علي الحسين بن محمد الحافظ: لم أر مثل محمد بن إسحاق بن خزيمة، وقال أبو العباس بن سريج: كان ابن خزيمة، يستخرج النكت من حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالمنقاش، وقال الزاهد أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحربي: إن الله ليدفع البلاء عن أهل هذه المدينة، بمكان أبي بكر محمد بن إسحاق، قال: وحدثنا ابن خزيمة، قال: كنت إذا أردت أن أصنف الشيء، دخلت الصلاة مستخيرا، حتى يفتح لي فيها ثم أبتدئ التصنيف.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: وَسُئِلَ: مِنْ أَيْنَ أُوتِيتَ الْعِلْمَ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:«مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» .
وَإِنِّي لَمَّا شَرِبْتُ مَاءَ زَمْزَمَ؛ سَأَلْتُ اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا
وقال أبو بكر محمد بن سهل الطوسي: سمعت الربيع بن سليمان، وقال لنا: هل تعرفون ابن خزيمة؟ قلنا: نعم، قال: استفدنا منه أكثر مما استفاد منا، وقال محمد بن إسماعيل البكري، سمعت ابن خزيمة يقول: حضرت مجلس المزني يوما، وسئل عن شبه العمد، وقال السائل: إن الله وصف في كتابه القتل صنفين، عمدا، وخطأ، فلم قلتم: إنه على ثلاثة أصناف؟ وتحتج بعلي بن زيد بن جدعان؟ فسكت المزني، فقلت لمناظره: قد روى هذا الحديث أيضا أيوب، وخالد الحذاء، فقال لي: فمن عقبة بن أوس، قلت: بصري روى عنه ابن سيرين مع جلالته، فقلت للمزني: أنت تناظر، أو هذا؟ قال: إذا جاء الحديث فهو مناظر؛ لأنه
أعلم بالحديث مني، ثم أتكلم أنا.
وقال الحاكم النيسابوري: سمعت أبا