الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الجبار بن طلحة بن عمر الفقيه الإمام أمين الدين أبو العباس ابن الأشتري الحلبي ثم الدمشقي الشافعي
كان ممن جمع من العلم والعمل والإمامة والإنابة والديانة التامة بحيث إن الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله كان إذا جاء شاب يقرأ عليه يرشده إلى القراءة على أمين الدين الأشتري لعلمه بدينه وعفته، روى الحديث عن أبي محمد بن علوان، والموفق عبد اللطيف، والقاضي أبي المحاسن بن شداد بن روزبة وجماعة، وروى عنه ابن عبد الجبار، والشيخ علاء الدين بن العطار، والحافظ أبو الحجاج المزي، وقال: كان ممن جمع من العلم والعمل، إمامًا عارفًا بالمذهب ورعًا كثير التلاوة بارز العدالة كبير القدر مقبلًا على شأنه، وكان يقرئ الفقه، وله اعتناء بالحديث، وتوفي بدمشق فجأة في ربيع
الأول سنة إحدى وثمانين وست مائة، رحمه الله.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس البرمكي الإربلي الشافعي
ولد بإربل سنة ثمان وست مائة، وسمع بها صحيح البخاري من أبي جعفر بن هبة الله بن مكرم الصوف، وأجاز له المؤيد
الطوسي، وعبد العزيز، وزينب الشعرية، وغيرهم، وارتحل إلى الموصل، فاشتغل بها على الكمال بن يونس، ثم قدم حلب، فأخذ عن القاضي بهاء الدين بن شداد، ثم قدم دمشق، ثم صار إلى الديار المصرية، فتأهل بها وناب في الحكم عن القاضي بدر الدين بن السنجاري، ثم قدم الشام على قضائها مستقلًا بالأمور، وذلك في سنة تسع وخمسين، ثم أضيف إليه من المذاهب الثلاثة من كل قاضي، وذلك في سنة أربع وستين، واستمر في الحكم إلى سنة تسع وستين، فعزل بالقاضي عز الدين ابن الصائغ فصار
إلى الديار المصرية، واستمر معزولًا سبع سنين، ثم أعيد إلى قضاء دمشق وعزله ابن الصائغ، ودخل ابن خلكان دمشق في أول سنة سبع وسبعين، وتلقاه نائب السلطنة، وأعيان البلد، وكان يومًا مشهودًا، قل أن رئي قاض مثله، وأنشأ ابن مصعب في ذلك:
رأيت أهل الشام طرا
…
ما فيهم قط غير راض
نالهم الخير بعد شر
…
فالوقت بسط بلا انقباض
وعوضوا فرحة بحزن
…
مذ أنصف الدهر في التقاضي
فسرهم بعد طول غم
…
قدوم قاض وعزل قاضي
فكلهم شاكر وشاك
…
بحال مستقبل وماض
، وهذا وإنما قاله الشاعر بحسب حاله، وإلا فكل من القاضيين من خيار عباد الله الصلحاء، وكان ابن خلكان، رحمه الله، عالمًا بارعًا عارفًا بالمذهب وفنونه سديد الفتاوى، جيد القريحة كريمًا وقورًا رئيسًا عارفًا بأيام الناس حسن الذاكرة، حلو المجالسة بصيرًا بالشعر، جميل الأخلاق، له كتاب وفيات الأعيان من أحسن ما صنف في ذلك، ولما سلطن سنقر الأشقر بدمشق في أول الدولة المنصورة، وتلقب بالملك الكامل، وبايعه القضاة والأعيان ثم جاء الأمير علم الدين الحلبي وحاصر دمشق وأخرج منها سنقر الأشقر واسترجع البلد، عزل خلقًا من أرباب المناصب ورسم على القاضي ابن خلكان في
الخنانقاه النجيبية وعزله، وولى القاضي نجم الدين ابن سني الدولة، ولزمه بالانتقال من المدرسة العادلية، وألح عليه فأكرى جمالًا لينتقل إلى الصالحية، فورد المرسوم السلطاني بالعفو عمن بايع سنقر الأشقر، واستقرارهم على مناصبهم، ومعاملة القاضي بالإكرام، والاحترام ثم عزل بعد ذلك بالقاضي ابن الصائغ المرة الثانية، واستمر معزولًا وبيده الأمينية والنجيبية إلى أن توفي يوم السبت عشية السادس والعشرين من رجب سنة إحدى وثمانين وست مائة بالمدرسة النجيبية بإيوانها وشيعه خلق كثير، وقد روى عنه قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى وبه تخرج، وشيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي،
ومؤرخ الشام الحافظ علم الدين البرزالي وخلق، ومن شعر القاضي شمس الدين ابن خلكان، رحمه الله تعالى:
أي ليل على المحب أطاله
…
سائق الظعن يوم زم جماله
يزجر العيس طارقا يقطع
…
المهمة عسفا سهوله ورماله
يسأل الربع عن ظباء المصلى
…
ما على الربع لو أجاب سؤاله
هذه سنة المحبين تتلى
…
على كل منزل لا محاله
يا خليلي إذا أتيت إلى الجزع
…
وعاينت روضة وتلاله
قف به ناشدا فؤادي فلي
…
ثم فؤاد أخشى عليه ضلاله
رنا علي الكثيب بيت أغض
…
الطرف عنه ومهابه وجلاله
حوله فتية تهز من الخوف
…
عليه ذوابلا عساله
كل من جئته لا سأل عنه
…
أظهر الغي غيرة وتباله
منزل حقه على قديم في
…
زمان الصبا وعصر البطالة
يا عريب الحمى أعذروني
…
فإني ما تجنبت أرضكم عن ملاله
لي مذ غبتمو عن العين نار
…
ليس تخبوا وأدمع هطالة