الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعشرين سنة، وسمعت قولا ومسائل، ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي، ثم ذكر مناما رأى فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، يحضه على مذهب الشافعي، رضي الله عنه، قال: فخرجت في أثر هذه الرؤيا إلى مصر، فكتبت كتب الشافعي، قال: وصنف محمد بن نصر كتبا ضمنها الآثار والاختلاف، وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام، رحمه الله، ومن اختياراته: أنه يكفي في الوصية أن يشهد على نفسه أن هذا خطه، وأن ما في هذا الكتاب فقد أوصى به، وهكذا نقله إمام الحرمين، والمتولى، وحكى أبو الحسن البغدادي أنه يكفي الكتاب بلا شهادة.
محمد بن علي البجلي أبو عبد الله القيرواني
من أكابر الشافعية ببلاد المغرب، تفقه على الربيع بن سليمان، وروى عنه، قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر: ذكر أبو عبد الله محمد بن علي البجلي الشافعي القيرواني وكان فاضلا، قال: حدثني الربيع بن سليمان، قال: سمعت ابن هشام صاحب المغازي، يقول: كان الشافعي، رضي الله عنه، حجة في اللغة، قال الكلبي: وقال لي الربيع: كان الشافعي، إذا خلا في بيته، كالسيل يهدر بأيام العرب.
موس بن إسحاق بن موسى القاضي أبو بكر الأنصاري الخطمي الشافعي
قاضي نيسابور، ولي قضاء الأهواز، قال أحمد
بن كامل القاضي: كان فصيحا، كثير السماع، محمودا، يظهر انتحال المذهب الشافعي.
وسمعت ابنه أحمد بن موسى، يقول: إني سمعت من أبي كريب ثلاث مائة ألف حديث، قلت: وروى الحديث عن أبيه، وأحمد بن يونس، وعلي بن الجعد، وعلي ابن المديني، ويحيى بن بشر الحريري، وغيرهم، وهو آخر من حدث في الدنيا عن قالون، وأخذ عنه القراءة، فكان يقرئ الناس وهو ابن ثماني عشرة سنة، وروى عنه حبيب القزاز، وعبد الباقي بن قانع، وأبو محمد بن ماس وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق، وذكروا أنه كان يضرب به المثل في ورعه وصيانته في الحكم، وقد أوصى به، وبإسماعيل القاضي أمير المؤمنين المعتضد لوزيره، وقال: بهما يدفع عن أهل الأرض، وذكروا أنه كان لا يتبسم، فقالت له امرأة: لا يحل لك أن تحكم بين الناس؛ لأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:«لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان» ، فتبسم رحمه الله.
وقال الحاكم في تاريخه: سمعت محمد بن أحمد بن موسى القاضي، يقول: حضرت مجلس موسى بن إسحاق بالري، سنة ست وثمانين ومائتين، وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمس مائة دينار مهرا، فأنكر، فطلب من يشهد فقالوا لها: قومي، لينظروا إليها، فقال الزوج: تفعلون ماذا؟ قال الوكيل: ينظرون إليها مسفرة، لتصح عندهم معرفتها، فقال الزوج: لها ما ادعت، ولا تسفر عن وجهها، قال: فردت، وأخبرت عن قوله، فقالت: وأنا أشهد القاضي أني قد وهبت له المهر وأبرأته، فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الأخلاق، توفي، رحمه الله، وقد قارب التسعين، سنة ست وتسعين ومائتين بالأهواز.