الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر الإمام الحافظ الفقيه الكبير أبو القاسم التميمي الطلحي الأصبهاني الجوزي
الملقب بقوام السنة، أحد أئمة الشافعية وجهابذة الحديث ونقادهم، ولد في تاسع شوال سنة سبع وخمسين وأربع مائة، فسمع الحديث صغيرا ببلده، ورحل وطوف وجال وصنف وتكلم في الجرح والتعديل وأسماء الرجال، وجاور بمكة سنة، وروى عن إبراهيم بن محمد الطيان، وأبي عمرو بن منده، وأبي منصور بن سكرويه، وابن ماجه الأبهري، وابن أبي نصر الذهبي البغدادي، وهو أكبر شيخ له، وبنيسابور من أبي نصر محمد بن سهل السراج، وعثمان بن محمد الملحمي، وأبي بكر بن خلف وجماعة.
وروى عنه جماعة منهم أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم ابن عساكر، وأبو موسى المديني وأفراد، له ترجمة ضخمة وزعم أنه القائم على رأس المائة الخامسة المبشر به في الحديث المشهور، وقال فيه: هو الحافظ، إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره، وقدوة أهل السنة في زمانه، قال: ولا أعلم أحدا عاب عليه قولا ولا فعلا ولا عانده أصلا في شيء إلا وقد نصره الله، وكان نزه النفس عن المطالع لا يرحل على السلاطين، ولا على المتصلين بهم، قد أخلى دارًا من ملكه لأهل العلم
مع خفة ذات يده، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده بذلك يشهد بجميع ذلك الموافقون والمخالفون، بلغ عدد
أماليه نحوًا من ثلاثة آلاف وخمس مائة مجلس، وكان يحضره المسندون والأئمة والحفاظ، قال: وله التفسير في ثلاثين مجلدًا كبارًا وسماه الجامع، وله كتب الإيضاح في التفسير في أربع مجلدات، والمعتمد بخمس مجلدات، والموضح في ثلاث مجلدات، وكتاب التفسير عدة مجلدات، وكتاب السنة مجلد، والترغيب والترهيب، وكتاب سير السلف مجلد ضخم، وشرح صحيح البخاري، وشرح صحيح مسلم، وكان قد صنفهما ابنه فأتمهما، وكتاب دلائل النبوة مجلد، وكتاب المغازي مجلد، وكتاب صغير في السنة، وكتاب الحكايات مجلدة ضخمة، وكتاب الخلفاء في جزء، وتفسير كتاب الشهاب باللسان الأصبهاني، وكتاب التذكرة نحو
ثلاثين جزءًا، ثم قال أبو موسى: أنا أبو زكريا يحيى بن منده الحافظ إذنا في كتاب الطبقات: إسماعيل بن محمد الحافظ أبو القاسم حسن الاعتقاد جميل الطريقة مقبول القول، قليل الكلام ليس في وقته مثله، وقال أبو مسعود عبد الجليل بن محمد كوتاه: سمعت أئمة بغداد يقولون: ما رحل إلى بغداد بعد أحمد بن حنبل رجل أفضل وأحفظ من الشيخ الإمام إسماعيل.
قال أبو موسى: وأما علم الفقه فقد شهد فتاويه في البلدان والرساتيق بحيث لم ينكر أحد شيئًا من فتاويه في المذهب وأصول الدين والسنة، وكان يجيد النحو وصنف إعراب القرآن، ثم أخذ يطنب في مدحه ونعته بالسنة المثلى وطريقة السلف، والقول بما ورد من غير تكييف ولا تشبيه، قال: وكان ولده أبو عبد الله محمد
قد ولد في حدود سنة خمس مائة، ونشأ فصار إمامًا في العلوم كلها حتى ما كان يتقدمه كبيرًا جدلي، وفيه في الفصاحة والبيان والفهم والذكاء، وكان أبوه يفضله على نفسه في اللغة وجريان اللسان، وقد شرح الصحيحين فأملى من كل واحد منهما صدرًا صالحًا، وله تصانيف كثيرة مع صغر
سنة، ثم اخترمته المنية بهمذان سنة ست وعشرين، فكان والده يروي عنه وجادة، وكان شديد الفجعة عليه، قال: وسمعت من يحكي عنه في اليوم الذي قدم بولده ميتًا، وجلس للتعزية، جدد الوضوء في تلك اليوم مرات قريبًا من ثلاثين مرة كل ذلك يصلي ركعتين، قال: وسمعت غير واحد من أصحابه أنه كان يملي شرح مسلم عند قبر ولده أبي عبد الله، فلما كان يوم ختم الكتاب عمل مأدبة، وحلاوة كثيرة، وحملت إلى المقبرة رحمهما الله، وقال أبو سعد السمعاني: هو أستاذي في الحديث، وعنه أخذت هذا القدر، وهو إمام في التفسير والحديث واللغة والأدب، عارفًا بالمتون والأسانيد، وكنت إذا سألت عن
الغوامض والمشكلات أجاب في الحال بجواب شاف، جمع الكثير وكتب وذهب إلى أصوله في آخر عمره، وأملى بجامع أصبهان قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس وسمعته يقول: والدك ما كان يترك مجلس إملائي، قال ابن السمعاني: وكان والدي يقول: ما رأيت بالعراق من يعرف الحديث ويفهم غير اثنين إسماعيل الجوزي بأصبهان، والمؤتمن الساجي ببغداد.
قال ابن السمعاني: وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه، وقال: رأيته قد ضعف وساء حفظه، وكذا أثنى عليه غير واحد من الحفاظ.
وقال السلفي: كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال، سمعت أبا عامر