الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن الحسن المحدث
الحافظ البارع الفقيه المفيد تقي الدين أبو الطاهر ابن الأنماطي المصري الشافعي، سمع شيئًا كثيرًا وحصل أجزاء عديدة، وكان سهل العارية، سمع القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأبا القاسم هبة الله بن البوصيري، وشجاع بن محمد المدلجي، وأبا عبد الله الأرماني وجماعة، وعنه ابنه أبو بكر، والزكيان المنذري، والبرزالي وغيرهم، قال ابن البخاري: اشتغل في صباه وتفقه وقرأ الأدب وسمع الكثير، ولد سنة سبعين وخمس مائة، وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثم حج سنة إحدى وست مائة، وقدم مع الركب وكانت له همة وافرة، وحرص وجد واجتهاد مع معرفة كاملة، وحفظ وثقة وفصاحة
وسرعة قلم، واقتدار على النظم والنثر، ولقد كان بعيد الشبيه معدوم النظير في وقته كتب عني وكتبت عنه، وقال عمر بن الحاجب: كان إماما ثقة حافظًا مبرزًا فصيحًا واسع الرواية، وعنده فقه وأدب ومعرفة بالشعر، وأخبار الناس، وكاتب السر، سألت الحافظ الضياء عنه، فقال: حافظ ثقة مفيد إلا أنه كان كثير الدعابة مع المرد، قال الضياء: بات صحيحًا فأصبح لا يقدر على الكلام أياما واتصل به حتى مات في رجب سنة تسع عشرة وست مائة.
أبو بكر ابن الأمير الكبير نجم الدين أيوب بن شاذي بن يعقوب
بن مروان الدويني ثم التكريني ثم الدمشقي
المولى السلطان الملك العادل سيف الدنيا والدين، والد الملوك أحد ركني البيت الأيوبي بعد أخيه السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف فاتح بيت المقدس نور الله ضريحه، ولد الملك العادل أبو بكر ببعلبك، وأبوه نائب بها في سنة أربع وثلاثين وخمس مائة، وقيل: سنة ثمان وثلاثين، وقيل: سنة أربعين ونشأ بها، فلما آل الملك إلى أخيه الناصر، صحبه وشهد معه جميع، فتوحاته، وكانت له اليد البيضاء في تلك المشاهد، وكان أخوه يعتمد عليه لسداد رأيه، واستنابه في مصر مدة ثم أعطاه حلب ثم أخذها منه لولده الظاهر غازي، وعوضه عنها الكرك وحران، ثم لما توفي الناصر جعل من بعده أولاده
الثلاثة العزيز عثمان بمصر، والأفضل علي بدمشق، والظاهر غازي بحلب، ثم لم يزل العادل يداري الوقت، ويتلطف حتى أخذ دمشق من الأفضل بمساعدة العزيز له، ثم توفي العزيز فحصل على مصر، ورام أخذ حلب من الظاهر، فبادره الظاهر بخطبة ابنته فزوجها منه، وكاسر عنه بسبب ذلك، واستوت له الممالك المصرية والشامية والشرقية، وامتدت أيامه، وفتح اليمن، فطالت أزيال رياسته وسعادته وأولاده وجواريه من نسائه وسراريه، وكان يأكل أكلا كثيرا جدا بحيث كان له دور متعدد يطبخ في كل دار مطبخ كامل، ويدور عليها، ويأكل منه، ولم يطبخ خاص لنفسه أيضًا، وكان يأكل كل ليلة بعد العشاء عند النوم
رضيعا، ورطلا من الحلو كان يعمل له كهيئة الحوارش مع ديانة متينة، وعفة عظيمة لا يعرف أنه تخطى مكروها إلى غير حلائله، وله صدقات وإيثار، ويصوم كل يوم خميس، وكان قد قسم الممالك بين بنيه وهو متفرغ
لنفسه في سعادته يصيف في الشام، ويشتو بمصر، مع رأي سديد وطريق حميد.
وكان شحيحا بالمال إلا في الشدائد فلا شيء عنده أهون من المال في المصارف النافعة، ويتصدق حينئذ كثيرا، وكان مؤيدا من السماء فإنه عقد له مكائد كثيرة، ويصرفها الله عنه بحوله وقوته، ومات في سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وست مائة ظاهر دمشق المحروسة، وكان ابنه المعظم بنابلس فسار في ليلة فجاءه فصبره وأوهم أنه نائم وأمر خادما يروح عليه وحمله في محفة وأدخله القلعة، والناس يأتون المحفة يقبلون أذيالها ودفن بالقلعة وأظهر موته وعمل العزاء ثم نقل إلى تربته بمدرسته سنة تسع عشرة رحمه الله.
وكان له من الولد تسعة عشر ولدا وهم شمس الدين مودود والد الملك الجواد، ومات قبله، والملك الكامل محمد صاحب مصر، والمعظم عيسى صاحب الشام، والأشرف موسى صاحب حران وجلاد، وملك البلاد قبل الأشرف، والملك القاهر إبراهيم، والملك شهاب الدين غازي، والملك العزيز عثمان، والملك الأمجد حسن، ومات في حياة أبيه، والملك الحافظ رسلان، والملك الصالح إسماعيل صاحب بعلبك وبصرى، ثم تملك دمشق بعد إخوته وجرت له خطوب ثم أخذت منه بعد، والملك المغيث، ومات في حياة أبيه أيضًا والملك القاهر إسحاق، ومجد الدين يعقوب، وقطب الدين أحمد، وخليل، وتقي الدين عباس وكان أصغر الأولاد ولد
سنة ثلاث وست مائة وآخرهم وفاة في سنة تسع وستين وست مائة، وكان له بنات عدة زوج غالبهن لملوك الأطراف لحسنهن، ورياسة أبيهن، وسيادته بين الملوك ورتبته عند الخليفة الناصر لدين الله