الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق الوزير أبو المحاسن وهو ابن أخي الوزير الكبير نظام الملك الشهير
تفقه على إمام الحرمين، وأفتى وناظر، ثم وزر السلطان سنجر فاشتغل قليلًا بالوزارة، سمع الحديث من محمد بن إسماعيل التفليسي، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وسمع منه السمعاني، وقال: كان إمام نيسابور في عصره، وكان فصيحًا جريئًا مناظرًا، ومولده سنة تسع وخمسين وأربع مائة، مات بسرخس في محرم سنة خمس عشرة وخمس مائة.
علي بن حسكويه بن إبراهيم أبو الحسن المراغي الأديب الشاعر
تفقه ببغداد على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وقرأ عليه اللمع في أصول الفقه وسمع منه الحديث، ومن الخطيب وجماعة، ومات فجأة سنة ست عشرة وخمس مائة.
القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الأديب أبو محمد البصري الحرامي
نسبة إلى محلة بني حرام من البصرة، الحريري مصنف
المقامات وملحة الأعراب، وشرحها، ودرة الغواص في أوهام الخواص، وله ديوان شعر وترسل، أحد الأئمة في النظم والنثر والبلاغة والفصاحة، مولده سنة ست وأربعين وأربع مائة، وقرأ الأدب بالبصرة على أبي القاسم بن الفضل القصباني، وسمع الحديث من أبي تمام محمد بن الحسن بن موسى المقري، وعنه ابنه القاسم عبد الله، وأبو العباس الميداني الواسطي، وأبو الكرم الكرابيسي، والوزير علي بن طراد، وقوام الدين علي بن صدقة الوزير، ومحمد بن ناصر الحافظ وجماعة، آخرهم بركات بن إبراهيم الخشوعي، روى عنه بالإجازة، ذكره الشيخ أبو عمرو في
طبقات الشافعية، فقال: كان شافعي المذهب، وذلك بين من مقاماته في فتاويه التي ضمنها المقامة الثانية والثلاثين ناسبا لها إلى فقيه العرب، وقال: أيجوز بيع الخل بلحم الجمل؟ قال: لا، ولا بلحم الجمل، قال الحريري: الخل ابن المخاض، ولا يحل بيع اللحم بالحيوان سواء كان من جنسه أو غير جنسه.
وقال أيضًا: ما يجب على المحتفي في الشرع؟ قال: القطع لإقامة الردع، والمحتفي: يباشر القيود، وقال: أينعقد نكاح لم يشهده القواري؟ قال: لا والخالق الباري.
والقواري: الشهود لأنهم يقرون الأشياء أي يتبعونها، قال ابن الصلاح: فهذه أجوبة شافعي ليس غير، لمخالفة الأول لمذهب أبي حنيفة، والثالث لمذهب مالك، وقد قال في خاتمتها: فقلت له خفض الأحزان ولا تلم الزمان، واشكر لمن نقلك من مذهب إبليس إلى مذهب ابن إدريس، وذكر ابنه أبو القاسم عبد الله أن سبب وضع أبيه المقامات أنه كان جالسا في مسجده ببني حرام، فدخل شيخ ذو ظهرين عليه أهبة السفر، فصيح الكلام، حسن العبارة، فسأله الجماعة: من أين الشيخ؟ فقال: من سروج، فاستخبروه عن كنيته، فقال: أبو زيد، فعمل أبي المقامة المعروفة بالحرامية، وهي الثانية والأربعون وعزاها
إلى
أبي زيد المذكور، واشتهرت فبلغ خبرها الوزير شرف الدين أنوشروان ابن خالد القاشاني وزير المسترشد فأعجبته، وأشار إلى أبي أن يضم إليها غيرها فأتمها خمسين مقامة، وإلى الوزير أشار الحريري بقوله: فأشار من إشارته حكم وطاعته غنم.
وأما تسمية الراوي الحارث بن همام، فإنما عنى به نفسه، أخذه من قوله عليه الصلاة والسلام:«كلكم حارث وكلكم همام» ، فالحارث الكاسب والهمام الكثير الاهتمام، لأن كل أحد كاسب ومهتم بأموره، وذكر التاج المسعودي عن أبي بكر بن النقور أنه سمع أبا القاسم الحريري يقول: لما سمعت مقالة الشيخ الذي وقف علينا بمسجد بني حرام، ورأيت فصاحته وبلاغته وحسن إيراده، أسر الروم بعض أولاده، أمسيت تلك الليلة، فذكرت ما سمعت منه لبعض أصحابي، فذكروا أنه يأتي إلى المساجد متنكرا في هيئات شتى، ويذكر أحوالا وقصصا متنوعة، وتعجبوا من جريانه في ميدانه، وتصرفه في تلونه وإحسانه، فأنشأت
المقامة الحرامية ثم بنيت عليها سائر المقامات، وقال القاضي شمس الدين ابن خلكان: وجدت في عدة تواريخ أن الحريري صنف المقامات
بإشارة أنوشروان، إلى إن رأيت بالقاهرة سنة ست وسبعين يعني وست مائة نسخة مقامات كلها بخط مصنفها، وقد كتب بخطه أيضًا أنه صنفها للوزير جلال الدين عميد الدولة أبي الحسن علي بن صدقة وزير المسترشد، قال: ولا شك في أن هذا أصح، لأنه يخط المصنف، وتوفي الوزير المذكور في سنة اثنين وعشرين وخمس مائة، قال: وذكر الوزير كمال الدين علي بن يوسف الشيباني القفطي في تاريخ النحاة، أن أبا زيد السروجي اسمه المطهر بن سلام، وكان بصريا لغويا صحب
الحريري وتخرج به، وقال القاضي ابن خلكان: ورأيت في بعض المجاميع أن الحريري صنف المقامات أربعين مقامة، وحملها إلى بغداد فاتهمه جماعة من فضلاء بغداد، وقالوا: هي لرجل مغربي مات بالبصرة ووقعت أوراقه إلى الحريري فظفر بها فادعاها، فسأله الوزير عن صناعته، فقال: أنا رجل منشئ، فاقترح عليه إنشاء رسالة في واقعة عينها، فانفرد في ناحية من الدار، وأخذ الدواة والورقة، ومكث زمانا فلم يفتح عليه بشيء يثبته، فقام خجلا، وقد كان ممن أنكر عليه دعواه علي بن أفلح الشاعر، فعمل في ذلك:
شيخ لنا من ربيعة الفرس
…
ينتف عثنونه من الهوس
أنطقه الله بالمشان كما
…
رماه وسط الديوان بالخرس
، وكان الحريري يذكر أنه من ربيعة الفرس، وكان يولع بنتف لحيته عند الفكرة، وكان يسكن في مسان البصرة، فلما رجع إلى بلده أكملها خمسين مقامة وسير العشر، واعتذر عن عيه بالهبية، وقيل: بل كره المقام ببغداد فتجاهل، قال: ويحكى أنه كان دميما قبيح المنظر، فأتاه رجل يزوره ويأخذ عنه، فلما رآه استزرى شكله ولبسه، قصيرا دميما نحيلا مولعًا بنتف لحيته، فنهاه الأمير عن ذلك وتوعده عليه، وكان كثير المجالسة له، فبقي مقيدا محصورا، فتكلم في بعض الأيام بكلام أعجب الأمير، فقال له: ثمنه تقطعن لحيتي، فضحك وقال: قد فعلت، مات الحريري بالبصرة في سادس رجب سنة ست عشرة وخمس
مائة عن سبعين سنة رحمه لله، وخلف ولدين، نجم الدين أبو القاسم عبد الله، وكان أديبًا كأبيه، وقاضي البصرة ضياء الإسلام عبيد الله، وقال الشيخ أبو عمرو ابن