الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النووي رحمهما الله، واستدرك عليه من جماعة وليس ما جمعناه وافيًا بالمقصود، لأنه فاته جماعة لم يذكرهم فذلك الذي جرأني على جمع هذه التعليقة في ذلك وبالله الثقة وعليه التكلان، فمن مشاهير شيوخه
ابن طبرزد، والمؤيد الطوسي، وابن سكينة، وزينب الشعرية، ومنصور الفراوي، والشيخ الموفق زين الأمناء والفخر ابنا عساكر، وممن تفقه عليه وروى عنه الشيخ شهاب الدين أبو شامة، والإمام تقي الدين بن رزين قاضي الديار المصرية، والعلامة شمس الدين ابن خلكان قاضي البلاد الشامية، والكمال سلار والكمال إسحاق وشيخنا النووي، وروى عنه من النبلاء ابنه محمد وصهره فخر الدين عمر بن يحيى الكرخي، والشيخ الإمام تاج الدين الفروي، وأخوه الخطيب شرف الدين، والشيخ زين الدين الفارقي، وآخر من حدث عنه القاضي أحمد بن علي الجيلي، وشيخنا الشهاب أحمد بن العفيف، رحمهم الله، وانتقل إلى
رحمة الله تعالى في سحر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وست مائة، والبلد محاصر بالخوارزمية، فشهد جنازته جم غفير، وعدد كبير في الجامع وحمل على الرءوس، وصلى عليه ثانيًا داخل باب الفرج، ثم خرج به نفر يسير نحو العشرة، ورجع الناس بسب الحصار، ودفن غربي مقبرة الصوفية، وقبره مشهور هناك يزار رحمه الله تعالى، وعاش ستًا وستين سنة.
علي بن محمد بن عبد الصمد الشيخ علم الدين أبو الحسن الهمداني السخاوي المصري
شيخ العربية والقراء والفقهاء في زمانه بدمشق، سمع بالثغر من السلفي وجماعة، وبدمشق من أبي طبرزد، وحنبل، والكندي، وأخذ عنه علم العربية، وأكثر عن الإمام أبي القاسم الشاطبي، وقرأ عليه وانتفع به حتى فاق أهل زمانه في القراءات والعربية والتفسير، وكان يفتتح على مذهب الإمام الشافعي، وله حلقة للأمراء بجامع دمشق عند قبر زكريا، وهو يفتتح القراءة بتربة أم الصالح، وله تفسير في أربع مجلدات، وله غير ذلك في فنون القراءة وانتفع به جماعة كثير من الطلبة وغيرهم، وأثنى عليه أئمة كالعماد الكاتب، والقاضي شمس الدين ابن خلكان، والشيخ شهاب الدين أبي شامة فإنه قال: وفي
ثاني عشر جمادى الآخرة توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه، وشيخ أوانه بمنزله بالتربة الصالحية، ودفن بقاسيون وكان على جنازته هيبة وجلالة وأصاب منه علوما جمة كالقراءات، والتفسير وفنون العربية، صحبته من شعبان سنة أربع عشرة وست مائة إلى أن مات، وهو عني راض، ومن شعره رحمه الله تعالى:
قالوا غدا نأتي ديار الحمى
…
ونترك الركب بمغناهم
وكل من كان مطيعا لهم
…
أصبح مسرورا بلقياهم
قلت فلي ذنب فما حيلتي
…
بأي وجه أتلقاهم
قيل أليس العفو من شأنهم
…
لا سيما عمن ترجاهم.