الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن أبي زكريا يحيى بن النعمان أبو بكر الهمذاني الفقيه الشافعي
أحد أصحاب ابن سريج، كان أوحد زمانه، وله كتاب السنن، لم يسبق إلى مثله، سمع: موسى بن إسحاق الأنصاري، وأبا حامد، وجماعة، وعنه: الحاكم، وأبو بكر ابن لال، والقاضي عبد الجبار، توفي في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وثلاث مائة، هكذا ترجمه، شيرويه.
محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان أبو العباس الأصم مولى بني أمية النيسابوري
راوي المذهب، كان إماما، ثقة، حافظا، ضابطا، صدوقا، دينا، حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة، ورحل إليه الناس من الأقطار، وألحق الأحفاد بالأجداد، روى الكثير، وطوف في البلاد، ودخل مصر، فسمع من إبراهيم بن منقذ، وبحر ابن نضر، وبكار بن قتيبة، والربيع بن سليمان، سمع منه كتب الشافعي، رضي الله عنه، المبسوط، وغيره، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وسمع من بيروت: من العباس ابن الوليد مسائل الأوزاعي، وسمع ببلدان شتى من خلق وأمم، وروى عنه الناس، ممن روى عنه: الحاكم فأكثر عنه، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو الوليد: حسان بن محمد
الفقيه،
وأبو علي الحافظ، وأبو عبد الله بن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر الحيري، وابن الفقيه أبو نصر محمد بن علي الفقيه، وإبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه، وآخر من روى عنه سماعا: علي بن محمد الطرازي، ومنصور بن الحسين بن محمد النيسابوري، وآخر من حدث عنه بالكتابة: أبو نعيم الأصبهاني، وقد مات سنة ثلاثين وأربع مائة، وبينه وبين وفاة أحمد بن المبارك المستملي أحد الرواة عن الأصم، مائة وستة وأربعين سنة، والله أعلم.
قال الحاكم: سمعت محمد بن الفضل، يقول: سمعت جدي أبا بكر بن خزيمة، وسئل عن سماع كتاب المبسوط تأليف الشافعي من الأصم، فقال: اسمعوا منه، فإنه ثقة قد رأيته سمع بمصر، قال: وسمعت أبا أحمد الحاكم، سمعت أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، يقول: ما بقي لكتاب المبسوط راو، غير أبي العباس الوراق، يعني: الأصم، وقد حضرت أبا العباس يوما، وخرج ليؤذن العصر فوقف، وقال بصوت عال: أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس ثم أذن.
قال الحاكم: وقد أذن في مسجده سبعين سنة فيما بلغني، وكان حسن الصوت سخي النفس، ربما كان يحتاج فيورق، ويأكل من أجرته، وكان يكره الأخذ على التحديث، وكان ابنه أبو سعيد ووراقه، يطالبان الناس، ويعلم هو فيكره ذلك، ولا يقدر على مخالفتهم، قال الحاكم: وإنما ظهر فيه الصمم بعد انصرافه من الرحلة، فاستحكم فيه حتى بقي لا يسمع نهيق الحمار، قال: وكان محدث وقته بلا مدافعة، حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة، ولم يختلف في صدقة، وصحة سماعه، قال: وخرج علينا في ربيع الأول سنة
أربع وأربعين، يعني: وثلاث مائة، فلما نظر إلى كبره الناس، والغرباء، وقد امتلأت السكة بهم، وقد
قاموا يطرقون له، ويحملونه على عواتقهم من داره إلى مسجده، فجلس على جدار المسجد، وبكى ثم نظر إلى المستملى، فقال: اكتب: سمعت الصغاني، يقول: سمعت الأشج، يقول: سمعت عبد الله بن إدريس، يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته، فدققت الباب فأجابتني امرأة، هاي هاي تبكي تنعي، وقالت: يا عبد الله، ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟ ثم بكى الكثير، ثم قال: كأني بهذه السكة ولم يدخلها أحد منكم، فإني لا أسمع، وقد ضعف البصر، وحان الرحيل، وانقضى الأجل، فما كان بعد شهر، أو أقل حتى كف بصره، وانقطعت الرحلة، ورجع أمره إلى أنه يناول قلما، فإذا أخذه بيده على أنهم
يطلبون الرواية، فيقول: حدثنا الربيع بن سليمان، ويسرد أحاديث يحفظها، وهي أربعة عشر حديثا، وسبع حكايات، وصار بأسوأ حال، وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاث مائة، قال: وسمعته، يقول: ولدت سنة سبع وأربعين ومائتين، رحمه الله، قلت: وقع لنا من رواية الأصم كتاب المسند عن الشافعي، يرويه عن الربيع عنه، وليس هذا المسند صنعه الشافعي، وإنما انتخبه الإمام أبو جعفر محمد بن جعفر بن مطر من كتب المبسوط، فكان يسمع على الأصم، قال الحاكم: سمعت الأصم، يقول: رأيت أبي في المنام، فقال لي: عليك بكتاب البويطي، فليس في كتب الشافعي كتاب أقل خطأ منه، وذكره ابن الصلاح
في الطبقات، حكاه عن بعضهم أنه امتدحه بقصيدة منها:
أتيتك من بساط يا غاية المنى
…
لطيب ذكر منك في الناس فائح