الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمس مائة، واعتنى به أبوه وسمعه ورحل به، وسمعه الكثير، وأدرك الإسناد أبا المعالي، وسمع غالب البخاري، وسنن أبو داود، والترمذي، والنسائي، وصحيح أبي عوانة، وتاريخ يعقوب بن سفيان القشيري، وسمع من خلق كثير وجم غفير، وروى عنه جماعة من الأئمة منهم أبو بكر الحازمي، ومات قبله، والشيخ أبو عمرو ابن الصلاح، والحافظ الضياء، والزكي البرزالي، والمحب بن النجار، وكان فقيهًا مفتيا عارفًا بالمذهب له أنس بالحديث، وخرج لنفسه أربعين حديثًا، عدم في دخول التتار إلى مرو في أواخر سنة سبع عشرة وست مائة وأوائل التي تليها.
عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن علي بن عبد الواحد
قاضي القضاة بدمشق جمال الدين أبو القاسم ابن الحرستاني الأنصاري الخزرجي العبادي السعدي الدمشقي الفقيه العلامة الشافعي ولد سنة عشرين وخمس مائة في أحد الربيعين، وسمع الحديث من جمال الإسلام أبي الحسن علي بن المسلم أحد أئمة الشافعية، ونصر الله المصيصي، وهبة الله بن طاوس خطيب دمشق، ومعالي بن هبة الله بن الحبولي، وأبي القاسم بن البن، وعلى بن أحمد بن منصور بن قيس، وجماعة كثيرين، وتفرد بالرواية عن أكثر شيوخه لطول عمره، وروى بالإجازة عن عبد الله الفراوي، وزاهر
الشحامي، وهبة الله السيدي، وغيرهم من مشايخ العراق استجازهم له الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن
محمد الميمي، وحدث بصحيح مسلم، ودلائل النبوة للبيهقي، وقد سمعنا ذلك من طريقة ولله الحمد.
وروى عنه الحافظ البرزالي، والضياء، وابن خليل، وابن عبد الدايم، والزكي عبد العظيم، والزين خالد، والفخر بن البخاري، وخلق كثير، ورحل في حال شبيبته إلى حلب، فتفقه بها على المحدث الفقيه أبي الحسن المرادي، وبرع في المذهب وساد فيه أقرانه، وولي القضاء نيابة بدمشق عن الإمام أبي سعد بن أبي عصرون ثم استقل بالقضاء قبل وفاته بسنتين وسبعة أشهر، وذلك بعد ما امتنع وألحوا عليه في الولاية، وكان يحكم بالمدرسة المجاهدية، وناب عنه ولده عماد الدين، ثم ابن الشيرازي، وشمس الدين ابن سني الدولة، فكان محمود السيرة عادلا ورعًا عالمًا حسن الإنصات صحيح السماع، وقال الشيخ
شهاب الدين أبو شامة: دخل أبوه من حرستان، فنزل بباب يوما وأم بمسجد الزينبي، ثم أم فيه بعده جمال الدين ابنه، ثم انتقل إلى داره بالحويرة وكان يلازم الجماعة بمقصورة الخضر، ويحدث هناك ويجتمع خلق كثير من حسن سمته وسكونه وهيبته.
حدثني الفقيه عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام: أنه لم ير أفقه منه، وعليه كان ابتداء اشتغاله، ثم صحب فخر الدين ابن عساكر، فسألته عنهما فرجح ابن الحرستاني، وقال: إنه كان يحفظ كتاب الوسيط للغزالي، قال: وكان في حال ولايته صارمًا عادلًا على طريقة السلف في لباسه وعفته، قال: وقد بلغني أنه ثبت عنده حق لامرأة على بيت المال، فحضر وكيل بيت المال الكمال المصري،