الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله أبو الحسن البغدادي الدارقطني الحافظ الكبير الشهير
صاحب المصنفات المفيدة، منها: كتاب السنن المشهور، وكتاب العلل الذي لم ير مثله في فنه، روى عن أمم لا يحصون كثرة من أهل الأقاليم والآفاق، وتفقه بأبي سعيد الإصطخري، وروى عنه خلق كثير، وجم غفير، منهم: الشيخ أبو حامد الإسفراييني، والقاضي أبو الطيب الطبري، والحاكم، وأبو نعيم البرقاني، وتمام الرازي، وأبو ذر الهروي، وحمزة السهمي، قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ، والفهم، والورع، وإمام في النحو، والقراءة، وأشهد أنه لم يخلق على أديم الأرض مثله، وقال الخطيب البغدادي: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر،
والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع في علوم سوى علم الحديث، منها: القراءات، فإنه له فيها مصنفات ومختصرات، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت من، يقول: لم يسبق إلى مثل ذلك.
ومنها: المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل على ذلك، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، وقيل: على غيره، ومنها: المعرفة بالأدب، والشعر، فقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة، حدثني حمزة بن محمد بن طاهر، إنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع، قال: وحدثني الأزهري، أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل
الصفار، فجلس ينسخ جزءا، والصفار يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك، وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، تحفظ كم أملى الشيخ؟ قال: لا، قال: أملى ثمانية عشر حديثا، الحديث الأول عن فلان عن فلان، ومتنه كذا،
والحديث الثاني عن فلان، ومتنه كذا، ثم مر في ذلك حتى أتى الأحاديث، فتعجب الناس منه، أو كما قال.
وقال رجاء بن محمد: قلت للدارقطني: هل رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] فألححت عليه، فقال: لم أر أحدا جمع ما جمعت، قال الخطيب، عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر، قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ ! وقال الخطيب: سمعت القاضي أبا الطيب الطبري، يقول: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، وقال أيضا: سألت البرقاني: هل كان الدارقطني يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، وأنا الذي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي، وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس، عن علة حديث، أو
اسم، ثم قال: يا أبا الفتح، ليس بين المشرق والمغرب من يعرف هذا غيري، قلت: وفضائله، ومحاسنه كثيرة، وقد ذكرنا نبذة منها، يستدل بها على ما بقي، وله من المصنفات المشهورة السنن، وقد وقع لنا سماعه، ولله الحمد والمنة، وكتاب العلل، وكتاب الأفراد، وغيرها من الكتب الباهرة التي لا يلحق فيها، هذا مع صيانة، وسنة، وحسن اعتقاد، وطوية، وقد سئل مرة: أيما أفضل عثمان، أو علي، فقال: عثمان أفضل، باتفاق جماعة أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هذا قول أهل السنة، وأول عقد يحل من الرفض، توفي، رحمه الله، في ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة عن تسع وسبعين سنة،
وقال الخطيب: حدثني أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا،