الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصلى عليه ابنه أمير المؤمنين المسترشد، وذلك سنة إحدى عشرة وخمس مائة.
أحمد بن علي بن برهان أبو الفتح الحماس البغدادي
تفقه أولًا بمذهب أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي الوفاء بن عقيل ثم تحول شافعيًا، فاشتغل على أبي حامد الغزالي، وإلكيا، وأبي بكر الشاشي وبرع في المذهب، وكان ذكيا حاذقًا فطنا خارقا، لا يكاد يسمع شيئًا إلا حفظه، يضرب به المثل في المشكلات في الأصول والفروع، وصار عالما يقتدى به، ورحل إليه الطلبة من البلدان، واستغرق عامة ليله ونهاره في الاشتغال ورقت به الحال حتى درس في النظامية شهرًا، وسمع الحديث من النعالي، ونصر بن النظر وجماعة، وقرأ صحيح البخاري على أبي طالب الزينبي وسمعه ابن كليب بقراءته، ومات في ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثماني عشرة وخمس مائة.
أحمد بن محمد بن محمد أبو الفتوح الغزالي الطوسي أخو أبي حامد الغزالي
كان واعظًا بليغًا له في ذلك مصنفات كثيرة، وكان له حظ وافر، وحصل من ذلك دنيا كثيرة، وكان عنده فقه أيضًا، فإنه لما ترك أخوه الإمام أبو حامد تدريس النظامية، درس قليلًا بها بعده حتى ولي فيها شيخ، ولكن كان جل فنه الوعظ، وحلاوة الكلام، والقبول في ذلك، وله شعر
جيد، ولكن ذكروا أنه كان يوجد في وعظه من كلام القصاص ومجازفاتهم وشطحهم ما هو العادة، وقد تكلم فيه محمد بن طاهر المقدسي، ورماه بالكذب، ونبذه الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي بأشياء أخر، وذكر الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح في طبقات الشافعية، فقال: كان يلقب بلقب أخيه حجة الإسلام، زين الدين، وكان أحد فرسان
المذكرين، رأيت من وعظه أربع مجلدات وهي مشتملة على شقاشق الوعاظ وخرقهم وجسارات متأخري الصوفية وعسفهم، وكان عنده مخاشنة في كلامه، ولا سيما في أجوبته، وكان يقول: الفقهاء أعداء أرباب المعاني، ثم ذكر أشياء مما أنكر من كلامه.
وطول شيخنا أبو عبد الله الذهبي ترجمته في تاريخ، قال: وحكى عنه القاضي أبو يعلى بن الفراء الصغير أنه صعد يومًا، فقال: يا معشر المسلمين كنت دائمًا أدعو إلى الله، وأنا اليوم أحذركم منه، والله ما شدت الزنانير إلا من حبه، ولا رأيت الحرية إلا في عشقه.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: كان أحمد الغزالي آية في الكذب يتوصل إلى الدنيا بالوعظ سمعته بهمدان، يقول: رأيت إبليس في وسط هذا الرباط يسجد لي، قال ابن طاهر: فقلت: ويحك إن الله أمره بالسجود لآدم، فأبى، فقال: والله لقد سجد لي أكثر من سبعين مرة، فقلت: إنه لا يرجع إلى دين، قال: وكان يزعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ويذكر على المنبر أنه كلما أشكل عليه شيء سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدله على الصواب، قال: سمعته يقول: لا أحتاج إلى الحديث مهما قلت سمع مني، والله أعلم.
وقال أبو سعد السمعاني: كان مليح الوعظ حلو الكلام حسن المنظر قادرًا على التصرف، اجتهد في شبيبته بطوس غاية الاجتهاد