الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتفقه على أبي بكر الخجندي، ونبل أمره، وارتفع وصار له صيت ووجاهة، وكن فصيحا مفوها وعظ ببغداد وغيرها من البلاد، وسمع الحديث من أبي المظفر السمعاني، وأحمد وشجاع ابني الصقلي، وعائشة الركابية وغيرهم، وروى عنه الحافظ أبو موسى المديني وأبو سعد السمعاني، وقال: هو إمام مفسر واعظ حلو الكلام مليح الإشارة، وصار أحد وقته والمرجوع إليه في بلده، وطعن بالسكين غير مرة فليس يؤثر فيه، وحماه الله تعالى ثم توفي في حادي عشر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وخمس مائة بأصبهان رحمه الله.
معدان بن كثير بن الحسن أبو المجد البالسي الفقيه الشافعي
قدم بغداد وتفقه على الإمام أبي بكر الشاشي، وبرع وصار من أئمة المذهب وأعيانه وصار طرفا صالحا من اللغة والأدب، وسمع الحديث من أبي نصر الزينبي، وأخيه الكامل أبي الفوارس، وأبي بكر الطريثيثي، رجع إلى بلده بالس، فأقام بها حتى توفي تقريبًا سنة أربعين وخمس مائة.
منصور أبو حفص الراشد بالله أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين أبي جعفر المسترشد بن المستظهر بالله
وقد تقدم ذكر أبيه وجده رضي الله عنهما في طبقات الشافعية، وأما الراشد بالله
فإنه اشتغل على مؤدبه الإمام أبي العباس أحمد بن الرطبي أحد أعيان الشافعية وتلاميذه الشيخ أبي إسحاق كما تقدم في المرتبة التي قبل هذه، ولد سنة اثنتين وخمس مائة، وبلغ تسع سنين وخطب له بولاية العهد في سنة ثلاث عشرة، وبويع بالخلافة في ذي القعدة سنة تسع وعشرين، وكان أبيض جميلًا تام الخلق شديد البطش حسن السيرة حميد الطوية يؤثر العدل ويكره الشر، وكان فصيحا أديبًا شاعرًا سمحا جوادا خليفة جيدا صالحا لها ولكن لم تطل أيامه أكثر من سنة حتى خلع وبويع لعمه المقتفي بالله أبي عبد الله
محمد ابن المستظهر، وقيل: إنه كتب عليه محضر بسفك الدماء وشرب المنكر وظلم وأخذ الأموال واستفتى عليه وخلع فالله أعلم، ثم إنه خرج إلى بلاد أذربيجان ثم إلى نواحي أصبهان فمرض هنالك مرضا شديدا، ثم دخل عليه في السادس، وقيل: السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ثنتين وثلاثين وخمس مائة جماعة من فراشيه، وقيل: من الملاحدة الباغية، فقتلوه بالسكاكين، وقيل: سموه وهو صائم رحمه الله، ودفن بمدينة حي، وله هناك تربة وعقد له العزاء ببغداد، فكان عمره ثلاثين سنة.
قال العماد الكاتب: كان له الحسن اليوسفي، والكرم الحاتمي بل الهاشمي، استدعى والدي صفي الدين لتولية الوزارة، فتعلل عليه وخلف ببغداد نيفا وعشرين ولدا ذكرا، سامحه الله وغفر له أمين، وقال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي: الناس يقولون: إن كل سادس يقوم للناس يخلع، فتأملت ذلك، فرأيته عجبا أعتقد الأمر لنبينا صلى الله عليه وسلم، ثم قام بعده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم الحسن، فخلع، ومعاوية ويزيد ومعاوية بن يزيد ومروان وعبد الملك ثم ابن الزبير فخلع، وقتل،