الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسن الصرصري، وعنه أبو محمد بن الطراج، وأبو عبد الله السلال وقاضي المرستان، وقال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا، توفي في شعبان سنة ثمان وستين وأربع مائة، عن ست وسبعين سنة رحمه الله.
يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم الإمام الحافظ الكبير البحر العلم أبو عمر بن عبد البر النمري
من نمر بن قاسط القرطبي، محدثها، وشيخ تلك البلاد في زمانه، سمع الكثير وتبحر في علوم شتى، وصنف الكتب المفيدة النافعة (كالاستيعاب) و (الاستذكار) و (التمهيد) وكتاب (العلم) ، و (الكافي) في الفقه، وغير ذلك من الفوائد الكثيرة والعلوم الغزيرة، وقد سرد كتبه القاضي عياض رحمه الله، وقد روى الشيخ عن عمر، عن الحافظ خلف بن القاسم، وعبد الوارث، وابن سفيان، وأبي الوليد عبد الله بن محمد بن الفرضي، وأبي عمر بن الجسور، ويحيى بن مسعود
بن وجه الجنة، وأبو عمر الطلمنكي، ويونس بن عبد الله القاضي وجماعة.
وعنه أبو العباس الدلائي، وأبو محمد بن أبي قحافة، وأبو الحسن بن مفوز، وأبو عبد الله الحميدي، وأبو علي الغساني وغيرهم، وقد أثنى عليه في إمامته وجلالته المشايخ والأئمة والعلماء، ولم يزل العلماء بعده عيلة على كتبه في مصنفاتهم ومباحثهم في مناظراتهم يعني المصنفات.
قال أبو محمد بن حزم في رسالته في فضائل الأندلس ومنها يعني المصنفات: كتاب (التمهيد) لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر، وهو الآن في الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة، قال: وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه، ومنها كتاب (الاستذكار) وهو اختصار التمهيد المذكور، ولصاحبنا أبي عمر تآليف لا مثيل لها في جميع معانيها، منها كتابه المسمى بالكافي في الفقه على مذهب مالك خمسة عشر كتابًا، يغني عن المصنفات الطوال في معناه، ومنها كتابه في الصحابة يعني (الاستيعاب) ليس لأحد من المتقدمين قبله مثله على كثرة ما صنفوا في ذلك، ومنها كتاب (الاكتفاء)
في قراءة نافع وأبي عمرو، ومنها كتاب (بهجة المجالس) ، و (أنس المجالس) نوادر وأبيات، ومنها كتاب (جامع بيان العلم وفضله)، وقال القاضي أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن
عبد البر في الحديث، وقال أيضًا: هو أحفظ أهل المغرب، وقال الحافظ أبو علي الغساني: كان أبو عمر النمري طلب وتفقه، ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي الفقيه، وكتب بين يديه، ولزم ابن الفرضي، وعنه أخذ كثيرًا من علم الحديث، ودأب أبو عمر في الحديث، وافتن به، وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس، وكان مع تقدمه في علم الأثر وتبصره في الفقه والمعاني، له بسطة كبيرة
في علم النسب والخبر، قلت: آذوه وأخرجوه من بلده، فتحول من بلد إلى بلد، إلى أن مات بشاطبة ليلة الجمعة، سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربع مائة، عن خمس وتسعين سنة وخمسة أيام، ويقال: إنه ولي القضاء ببلد هناك يقال له: أشبونة مدة، رحمه الله وإيانا، ولا يشك اثنان من أهل العلم أنه كان مالكي المذهب فرع عليه وأصل، وشرح الموطأ بالتمهيد واختصره، وإنما حملنا على إيراده مع الشافعية قول أبي عبد الله الحميدي: كان أبو عمر حافظًا مكثرًا عالمًا بالقراءات، وبالخلاف وبعلوم الحديث، والرجال، قديم السماع، لم يخرج من الأندلس مثله، وكان يميل في الفقه إلى أقوال
الشافعي، قلت: من جملة ميله إلى مذهب الشافعي تصنيفه في الجهر بالبسملة، وانتصاره لذلك، وهي من المسائل المشهورة في المذهب، بل من أفراده، وهي كالشعار على أصحابنا من دون سائر الفقهاء.