الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله في الغافلين بمنزلة الصابر (1) في الفارِّين. رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به.
6 -
وروي عن عصمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبُّ العمل إلى الله عز وجل سبحة الحديث، وأبغض الأعمال إلى الله عز وجل التحريف فقلنا: يا رسول الله وما سبحة الحديث؟ قال: يكون القوم يتحدثون، والرَّجل يسبح (2) قلنا: يا رسول الله وما التحريف؟ قال: القوم يكونون بخيرٍ فيسألهم الجار والصاحب، فيقولون: نحن بشرٍ (3). رواه الطبراني.
الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيه
وما جاء في ذمّ الحرص وحب المال
1 -
عن عبد الله بن سرجسٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1) الذي يحبس غيظه ويكتم ألمه حبا في سبيل الله تعالى. ويقف في ميدان الجهاد وحده.
يذكر الله تعالى وسط أولئك الناسين الساهين الذين حرمهم الله نعمة ذكره، والتلذذ باسمه سبحانه، وأن هذا الذاكر له أجر المجاهد الشجاع، دون زملائه الفارين من القتال.
(2)
القوم في المجلس يشكرون اللغط واللهو، والرجل يذكر الله تعالى ولا يعتني بحديثهم.
(3)
الذين لم يحمدوا الله على ما أنعم وتفضل. بل يذكرون السخط وينكرون نعمة الله من صحة ورغد عيش وخيرات متصلة بهم، وفيه أن الإنسان لا يغفل عن ذكر الله لحظة، ويجتهد أن يسبحه ويحمده ويكبره، ويهجر لغو المجلس، وإذا سئل عن حاله يشكر لله فضائله، ويحمده ويثني عليه، ولا يضجر ولا يبطر، ولا ييأس.
(صفات الصالحين المتحلين برضوان الله، والساعين لرزقهم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولاً: يوحدون الله، ويسبحونه ويثنون عليه أول ابتداء عملهم في أسواقهم (لا إله إلا الله).
ثانياً: يتعاون التقي مع أخيه على طاعة الله، وطلب المغفرة منه سبحانه وتعالى (نستغفر).
ثالثاً: مثلهم مثل الغصن النضير، والنبراس المضيء لأن لسانهم رطب دائما بذكر الله وسط العصاة القساة الغافلين عن الله.
رابعاً: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة (يريه الله مقعده من الجنة).
خامساً: يتصفون بالجلد في ذكر الله، والجهاد والاستقامة، وتذكير الغافلين طاعة الله وحبه (بمنزلة الصابر من الفارين).
سادساً: أعمالهم مشمولة بحب الله تعالى لها وإحاطته، وعليهم مسحة السعادة والهداية (سبحة الحديث).
السَّمْتُ (1) الحسن، والتؤدة (2)، والاقتصاد (3) جزء من أربعةٍ وعشرين جزءا من النبوَّة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، ورواه مالك وأبو داود بنحوه من حديث ابن عباس إلا أنهما قالا: من خمسة وعشرين.
2 -
وعنْ جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تستبطئوا (4) الرِّزق، فإنه لم يكن عبدٌ ليموت حتى يبلغ آخر رزقٍ هو له فأجملوا (5) في الطَّلب: أخذ الحلال، وترك الحرام. رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.
3 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس اتَّقوا الله، وأجملوا في الطلب، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإنْ أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلَّ ودعوا ما حرم. رواه ابن ماجه واللفظ له، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
4 -
وعنْ أبي حميدٍ السعيدِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أجملوا في طلب الدنيا، فإنَّ كلا ميسَّر (6) لما خل رواه ابن ماجه واللفظ له، وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب، والحاكم إلا أنهما قالا:
فإنَّ كلا ميسَّرٌ لما كتب له منها، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.
5 -
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس من عملٍ يقرِّب من الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا عملٍ يقرِّب من النار إلا وقدْ نهيتكمْ عنه فلا يستبطئن أحد منكم رزقه، فإنَّ جبريل ألقى في روعي أنَّ أحداً منكمْ لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل (7) رزقه، فاتقوا الله أيُّها الناس:
(1) زي الصالحين، وهيئة الخير كما في المصباح وحسن النحو والتخلق بالكمال.
(2)
التأني والتثبت.
(3)
الإنفاق بلا بخل أو تقتير. والمعنى هذه خصال الأنبياء.
(4)
ينهي النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يضجروا وبيأسوا فيقولوا: سعينا فتأخر رزقنا فكل شيء مقدر، ويسوق الله الأرزاق لأصحابها كما يريد جل وعلا.
(5)
فاقتصدوا وتحروا الحلال واجتنبوا الحرام.
(6)
مساق وذاهب وموجه سفينته إلى دفة المقدر له.
(7)
يستوفى.
وأجملوا في الطَّلب، فإن استبطأ أحدٌ منكمْ رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فإنَّ الله لا ينال فضله (1) بمعصيته. رواه الحاكم.
6 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيُّها الناس: إن الغني ليس عن كثرة العرض، ولكنَّ الغني غنى النفس، وإن الله عز وجل يؤتي عبده ما كتب له من الرِّزق فأجملوا في الطَّلب، خذوا ما حلَّ ودعوا ما حرم. رواه أبو يعلي، وإسناده حسن إن شاء الله.
7 -
وعنْ حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم فدعا الناس، فقال: هلمُّوا إليَّ فأقبلوا إليه فجلسوا، فقال: هذا رسول ربِّ العالمين جبريل صلى الله عليه وسلم نفث (2) في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فإنْ أبطأ (3) عليها فاتَّقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنَّكمُ استبطاء الرِّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنَّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته (4).
رواه البزار، ورواته ثقات إلا قدامة بن زائدة ابن قدامة، فإن لا يحضرني فيه جرح، ولا تعديل.
8 -
وعنْ أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرِّزق ليطلب (5) العبد كما يطلبه أجله (6). رواه ابن حبان في صحيحه والبزار، ورواه الطبراني بإسناد جيد إلا أنه قال: إنّ الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله.
9 -
وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر يوم غزوة تبوك (7)، فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: يا أيُّها الناس
(1) رحمته ورزقه وكثرة خيراته.
(2)
ألقى وأوحى، من النفث بالفم، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل. لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. أهـ نهاية.
(3)
تأخر.
(4)
التقرب إليه بالعبادة والطاعة. قال تعالى:
أ - (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) 36 من سورة الأحزاب.
ب - (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) 16 من سورة الجن.
جـ - (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) 96 من سورة الأعراف.
د - (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) 24 من سورة الأنفال.
(5)
يسعى إليه ويحصله.
(6)
الموت، والمعنى أن ما كتبه الله للإنسان من الخير لابد أن يناله، ويغدق عليه ويتمتع به.
(7)
بلد. =
إنِّي ما آمركمْ إلا بما أمركم الله، ولا أنهاكمْ إلا عمَّا نهاكم الله عنه فأجملوا (1) في الطلب، فوالذي نفس أبي القاسم بيده إن أحدكمْ ليطلبه رزقه كما يطلبه أجله، فإن تعسَّر عليكمْ شيء منه فاطلبوه بطاعة الله (2) عز وجل رواه الطبراني في الكبير.
10 -
وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتلو هذه الآية: ومنْ يتقِ الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب. فجعل يردِّدها حتى نعسْتُ، فقال يا أبا ذرٍّ: لوْ أن الناس أخذوا بها لكفتهمْ. رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
11 -
وعن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو فرَّ (3) أحدكم من رزقه أدركه (4) كما يدركه الموت. رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن.
12 -
وروي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعْجلنَّ إلى شيء تظنُّ أنك إن استعجلت إليه أنَّك مدركه إن كان لم يقدَّر لك ذلك، ولا تستأخرنَّ عن شيء تظنُّ أنك إن استأخرتْ عنه أنَّه مدفوعٌ عنك إن كان الله قدره عليك. رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
13 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى تمرةً عابرةً (5) فأخذها فناولها (6) سائلا: فقال: أما إنَّك لوْ لمْ تأتها لأتتك. رواه الطبراني بإسناد جيد، وابن حبان في صحيحه والبيهقي.
14 -
وعنْ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
= أمر صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يتجهزوا لغزو الروم. فتأهب لها صلى الله عليه وسلم في زمن عسرة، وشدة من الحر وجدب في البلاد، وأنفق سيدنا عثمان عشرة آلاف دينار، وحمل على تسعمائة بعير ومائة فرس وجهز ركابا، وتصدق أبو بكر بجميع ماله فسار عليه الصلاة والسلام في جيش كبير حتى وصل تبوك، وهي آخر غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم.
(1)
اقتصدوا في طلباتكم.
(2)
التجئوا إلى الله بالطاعة: التوبة، وبالصلاة النافلة وبالذكر والتسبيح، وبقراءة القرآن أو سماعه.
(3)
هرب.
(4)
لحقه.
(5)
غابرة: أي ساقطة ملقاة على الأرض قديمة.
(6)
فأعطاها فقيرا، وقال صلى الله عليه وسلم: هي تبحث عنك، ولا بد أن تصل إليك، فليطمئن الإنسان ويعمل ويكد، ورزقه يسعى إليه كما قدر.
ما خلق الله من صباحٍ يعلمُ ملكٌ من السماء، ولا في الأرض ما يصنع الله في ذلك اليوم، وإنَّ العبد له رزقه، فلو اجتمع عليه الثَّقلان الجنُّ والإنس أن يصدُّوا (1) عنه شيئاً من ذلك ما استطاعوا (2). رواه الطبراني بإسناد لين، ويشبه أن يكون موقوفاً.
15 -
وعنْ حبَّة وسواءا بنيْ خالدٍ رضي الله عنهما أنَّهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل عملاً يبني بناءً، فلمَّا فرغ دعانا فقال: لا تنافسا في الرِّزق ما تهزهزتْ رءوسكما، فإنَّ الإنسان تلده أمُّه أحمر ليس عليه قشرٌ، ثمَّ يعطيه الله ويرزقه. رواه ابن حبان في صحيحه.
16 -
وعن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما طلعت شمس قطُّ إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس: هلمُّوا (3) إلى ربكم، فإنَّ ما قلَّ وكفى خيْرٌ مما كثر وألهى (4)، ولا آبتْ (5) شمس قطُّ إلا بعث بحنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: اللهمَّ أعط منفقاً خلقاً، وأعط ممسكاً تلفاً. رواه أحمد بإسناد صحيح واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه.
17 -
وعنْ سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير الذكر الخفيُّ، وخير الرِّزق ما يكفي (6). رواه أبو عوانة وابن حبان في صحيحهما.
18 -
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من انقطع (7) إلى الله عز وجل كفاه الله كلَّ مؤنةٍ ورزقه من حيث لا يحتسب،
(1) يمنعوا.
(2)
لم يقدروا.
(3)
أقبلوا. 564 ع.
(4)
شغل عن طاعته.
(5)
بزغت. والمعنى وظيفة ملكين من ملائكة الرحمة يطلبان من العباد الاقبال على الله تعالى بأداء أوامره واجتناب مناهيه والتخلق بالكرم، والانفاق في مشروعات الخير، وإشادة المكارم الخالدة والصالحات الباقي ثوابها، ويدعو ان للمنفق بالعوض وزيادة الأجر، وعلى البخيل الشحيح بالخراب والدمار، ونزع البركة من أمواله.
(6)
ما يقوم بأداء الواجبات، ويمنع ذل السؤال، ويغني عن الناس.
(7)
تبتل إلى الله تعالى، واستقام وفوض أمره إليه جل وعلا، وتوكل عليه وعمل، مده الله بالنعم، ويسر عليه أرزاقه، وألهمه الصواب والحكمة، وساق له الربح.
ومن انقطع إلى الدنيا (1) وكله (2) الله إليها. رواه الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي كلاهما من رواية الحسن عن عمران، وفي إسناده إبراهيم بن الأشعث خادم الفضل، وفيه كلام قريب.
19 -
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ كانت الدنيا همَّته (3) وسدمهُ، ولها شخصٌ (4)، وإيَّاها ينوي (5) جعل الله الفقر بين عينيه، وشتَّتَ عليه ضيعته، ولميأته منها إلا ما كتب (6) له منها، ومن كانت الآخرة همَّته (7) وسدمه، ولها شخصٌ (8) وإياها ينوي (9) جعل الله عز وجل الغني في قلبه، وجمع عليه ضيعته، وأتته الدنيا وهي صاغرة (10). رواه البزار والطبراني واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، ورواه الترمذي أخصر من هذا، ويأتي لفظه في الفراغ للعبادة إن شاء الله.
(سدمه) بفتح السين، والدال المهملتين: أي همه، وما يحرص عليه، ويلهج به.
(وقوله شتت عليه ضيعته) بفتح الضاد المعجمة: أي فرق عليه حاله وصناعته، وما هو مهتمّ به، وشعبه عليه.
20 -
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف (11) فحمد الله، وذكره بما هو أهلهُ، ثمَّ قال: منْ كانت
(1) مشى فيها بالشر هو اطمع، وقصر في حقوق الله عز شأنه وجشع.
(2)
تركه الله تعالى بلا مساعدة، وسلط عليه مشاغل الدنيا وهمومها، وملأ قلبه طمعا وجزعا، وفزعا وخوفا من الفقر المدقع فأشقى نفسه، وأتعب بدنه، ولم يشبع بحطامها.
(3)
طلبه ورجاءه.
(4)
وهو لها هدف تلعب به لخلو قلبه من الإيمان بالله، والثقة به، يجعل كل أغراضه من حياته البذخ والترف وجمع المال.
(5)
يقصد خدمة الدنيا، ولم يسع إلى الآخرة.
(6)
ما قدره سبحانه له.
(7)
يعمل الأعمال الصالحة ادخارا ليوم القيامة: يوم الجزاء.
(8)
الدار الآخرة مقصده ونهاية آماله.
(9)
يطلب طاعة الله رجاء الآخرة.
(10)
ذليلة حقيرة.
(11)
موجود بمني.
الدنيا همَّه (1) فرَّق الله (2) شمْله، وجعل فقره بين عينيه، ولمْ يؤتهِ من الدُّنيا إلا ما كتب له. رواه الطبراني.
21 -
وروي عن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح وهمه الدُّنيا (3) فليس من الله في شيء، ومنْ لم يهْتمَّ (4) بالمسلمين فليس منهمْ (5)، ومنْ أعطى الذِّلَّة (6) من نفسه طائعاً غير مكرهٍ فليس منَّا. رواه الطبراني.
22 -
وعنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم إذ قضى الأمر وهمْ في غفلةٍ الذِّلة (7)
من نفسه طائعاً غير مكرهٍ فليس منَّا. رواه الطبراني.
23 -
وروي عنْ أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربعة من الشِّقاء (8) جمود العين (9)، وقسوة القلب (10)، وطول الأمل (11)، والحرصُ
(1) غرضه في جمع المال وارتكاب الشهوات وفعل الموبقات، والتباهي بحطامها الفاني.
(2)
أي شتت ما اجتمع من أمرهم كما يقال: جمع الله شملهم: أي ما تفرق من أمرهم.
والمعنى خادم الدنيا لذاتها الفانية وضيع ذليل مصاب بهواجس وأفكار تزيده جشعا، وتبعده عن القناعة والرضا بما قسم الله تعالى له، ومهما يسع فلن يأتي شيئاً إلا ما قدره له مولاه جل وعلا.
(3)
غرضه التمتع بملذاتها وجمع خيراتها.
(4)
يخدمهم، ويسع لقضاء حاجاتهم جهد طاقته، ويحن إليهم، ويعطف عليهم ويواسيهم.
(5)
خرج من زمرة المسلمين لأنه قاسى القلب جامد الفكر، جاحد نعمة الجاه، ولم ينفع المسلمين، والشجرة التي لا تظل قطعها أحسن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول. (اشفعوا فلتؤجروا).
(6)
الطمع والشره، وسؤال الناس، وعرض نفسه للعذلة والإهانة.
(7)
يشير إلى قول الله تبارك وتعالى: (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون 39 إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون) 40 من سورة مريم.
أي يوم يتحسر الناس: المسيء على إساءته، والمحسن على قلة إحسانه (إذ قضي الأمر) فرع من الحساب وتصادر الفريقان إلى الجنة والنار. كذا د وع ص 565، وزاد في د: وهم لا يؤمنون: أي أنذرهم غافلين غير مؤمنين في الدنيا. سبحانه الملك الباقي وحده يتوفى الأرض ومن عليها بالإفناء والإهلاك، والدوام لذي الجلال والإكرام.
(8)
الجالب الدمار والعذاب.
(9)
لا تبكي لتقصيرها في طاعة الله، بمعنى أن صاحبها عاص.
(10)
جامد القلب لا يخشى الله تبارك وتعالى. فيتبجح ويعصي ويرتكب المعاصي، وحوله النذير البشير، والواعظ المرشد الأمين، ولا يستحيي ولا ينزجر، ولا يرعوي، ولا يفقه فيعمل صالحا لله. قال تعالى:(إنما يخشى الله من عباده العلماء) 28 من سورة فاطر (ولمن خاف مقام ربه جنتان) 46 من سورة الرحمن.
(11)
إرخاء العنان للنفس أن تطمع في زهرات الدنيا، وتفسح لها الأفكار في ملك كيت، وفعل كذا، ونيل الدرجات، وهكذا من الأماني الفانية مع تقصيرها في تشييد الصالحات الخالدة.
على الدنيا (1). رواه البزار وغيره.
24 -
وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ترضينَّ أحداً بسخط (2) الله، ولا تحمدنَّ أحداً على فضل الله (3)، ولا تذمنَّ (4) أحداً على ما لمْ يؤتك الله، فإنَّ الله لا يسوقه إليك حرص حريصٍ، ولا يردُّه عنك كراهية كارهٍ، وإنَّ الله بقسطه وعدلهِ جعل الرَّوح والفرج في الرضا واليقين، وجعل الهمَّ والحزن في السَّخط. رواه الطبراني في الكبير.
25 -
وعن كعب بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذئبان جائعان أرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المرء (5) والشرف لدينه. رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن.
(قال المملي) رضي الله عنه: وسيأتي غير ما حديث من هذا النوع في الزهد إن شاء الله.
26 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1) كنز المال وجمعه بلا إنفاقه في الخير، ووجود البر وحب التباهي بكثرته.
(2)
أي لا يكن رضا أحد بعمل ما يغضب الله جل وعلا. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
(3)
ولا تشكرن أحدا تعتقد أنه ساق إليك نعمة فالحمد لله المتفضل المتكرم، المعطي الوهاب. قال تعالى:(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) أي اعتقد أيها المسلم أن الذي أعطاك الخير هو الله وحده. فلا تقصر حمدك على مخلوق مثلك لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا. بل أحمد الله على ما وهب ووفق.
(4)
ينهي صلى الله عليه وسلم المسلم الذي يسخط ويذم إنسانا سعى إلى عمل له فلم يوفق، والمعنى الأعمال بيد الله تعالى يتمها ويقضيها، فلا تضجر أيها المؤمن، ولا تخصب ولا تسب، وسلم أمرك لله، فرزق الله لا يجلبه حريص نبيه، ولا يمنعه أحد مهما أعطى من القوة، وقد تفضل المولى فأعقب الخير واليسر لمن يرضي ويقنع وحول الهم والغم لمن يبطر وييأس.
(5)
يريد النبي صلى الله عليه وسلم غرس القناعة، والتسليم لله مع الحذر، فإن الحرص المشوب بالمعاصي أضر على مال الإنسان من إرسال ذئبين جائعين على ماشيته التي أخرج زكاتها، وأدى حقوق الله فيها: أي لا يفسد ذئبان جائعان اشية محصنة بالزكاة، وإن الذي يفسد المال البخل والشح في إخراج حقوق الله فيه. قال صلى الله عليه وسلم:(حصنوا أموالكم بالزكاة) وفي الجامع الصغير: ما بمعنى ليس بأفسد خبر ما والباء زائدة أي أشد فساد للغنم (من حرص المال) هو المفضل عليه لاسم التفضيل، والمراد بالشرف الجاه كأنه قيل بأفسد لأي شيء؟ قيل لدينه، والقصد أن الحرص على المال والشرف أكثر فسادا للدين من إفساد الذئبين للغنم أهـ. وعلى هامشه للشيخ الحنفي، أي ما الذئبان الجائعان بأشد إفسادا للغنم من إفساد المرء المذكور لدينه. فإن الحرص على المال والجاه يوقعان في البخل والبطر والكبر المفسدات لصاحبها أهص 248 جـ 3.
وفيه الحث على الزكاة وحب الخير، والعمل بالشرع وترك الكبرياء، وحب الصيت الكاذب، والجاه الذي يشيد على أضداد الأخلاق الكاملة.
قلْبُ الشَّيخ شاب (1) على حبِّ اثنتين: حبِّ العيش، أو قال طول الحياة، وحبِّ المال.
رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال: طول الحياة، وكثرة المال.
27 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهمَّ إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع (2)، ومن قلب لا يخشع (3)، ومن نفس لا تشبع (4)، ومن دعاء لا يسمع (5). رواه ابن ماجه والنسائي، ورواه مسلم والترمذي وغيرهما من حديث زيد بن أرقم، وتقدم في العلم.
28 -
وعنْ أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لوْ كان لابن آدم واديان (6) من مالٍ لابتغى (7) إليهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب (8) ويتوب الله على من تاب (9).
رواه البخاري ومسلم.
(1) كبر وشاخ وهرم على الرغبة.
أ - في التنعم وحب الرخاء والترف.
(ب) في جمع المال.
(2)
يعينني على أداء الواجبات، ولا يوصلني إلى العمل الصالح.
(3)
لا يخشى الله، ويخاف عقابه.
(4)
تطمع وتسترسل في جمع المال: حرامه وباطله.
(5)
لا يستجاب، يستعيذ صلى الله عليه وسلم من أربعة ليرشد أمته:
أ - علم غير مثمر وغير مفيد يشغل عن الله ويقصي صاحبه من نعيم الجنة، ويجر إلى الإلحاد والفسوق، ويدعو إلى المروق من الدين كما قال تعالى في حق الجاهلين فضل الله:(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) أي ما يشاهدونه منها، والتمتع بزخارفها، ويدعو صلى الله عليه وسلم المؤمن أن يتفقه في دين الله، ويتبحر في شرع حبيبه صلى الله عليه وسلم.
ب - قل لا يتأثر بالمواعظ فيتعظ وفؤاد لاه عن أوامر الله وعبادته.
جـ - جشع النفس وطمعها في عرض الدنيا.
د - من التوجه إلى الله وسؤاله عز وجل. فلا ينظر الله إلى الداعي لأنه غير مؤدب مع الله، وأنه مقصر في واجبات الله مرتكب المعاصي.
(6)
الوادي: مكان واسع المدى.
(7)
لطلب واديا آخر مملوءا ذهبا.
(8)
قال القسطلاني: أي لا يشبع من الدنيا حتى يموت.
(9)
من المعصية ورجع عنها، وبعد عن الشره المذموم، وجمع المال الحرام وكنزه، ثم أورد البخاري في هذا الباب قول الله تبارك وتعالى:
(زين الناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسمومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا) 13 من سورة آل عمران.
قال القسطلاني: المزين هو الله تعالى عند الجمور للابتلاء لقوله تعالى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) المسمومة: المعلمة أو المرعية (الأنعام) الإبل، والبقر، والغنم يتمتع بها في الدنيا.
ب - (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون 15 أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) 16 من سورة هود.
29 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنَّ لابن آدم وادياً من ذهبٍ لأحبَّ أن يكون إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب. رواه البخاري مسلم.
30 -
وعن ابن عباس بن سهل بن سعدٍ رضي الله عنهم قال: سمعت ابن الزبير على منبر مكَّة في خطبتهِ يقول: يا أيها الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: لو أنَّ ابن آدم أعطى وادياً من ذهب أحبَّ إليه أحبَّ إليه ثانياً، ولو أعطى ثانياً أحبَّ إليه ثالثاً، ولا يسدُّ (1) جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. رواه البخاري.
31 -
وعن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة: لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ لابتغى إليه ثانياً، ولو أعطى ثانياً لابتغى إليه ثالثاً: ولايملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. رواه البزار بإسناد جيد.
32 -
وعن أنسٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجاء بابن آدم كأنه بذبح فيوقف (2) بين يدي الله عز وجل، فيقول الله له: أعطيتك، وخوَّلتك (3)،
وأنعمت عليك فما صنعت: فيقول: يا ربِّ جمعته، وثمَّرته فتركتهُ
(1) ولا يملأ.
(2)
فيوقف ط وع ص 566، وفي د: فيقف ..
(3)
منحتك لتتعهدها.
(معاني الأحاديث والآيات القرآنية التي تناسب هذا الباب)
اعمل أيها المسلم وثق أن الأرزاق التي قدرها الله لك تساق إليك كما قال صلى الله عليه وسلم:
أولاً: بين صلى الله عليه وسلم أن التوفير والتوسط في الإنفاق من شيم النبيين، صلوات الله وسلامه عليهم (جزء من النبوة).
ثانياً: (نهى صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يضجروا أو يسأموا، أو يملوا، بل يجدوا ويكدوا ويسعوا (لا تستبطئوا الرزق).
ثالثاً: دعا صلى الله عليه وسلم إلى طلب الحلال واجتناب الحرام.
رابعاً: الإقبال على عمل الصالحات وفعل الطاعات (فإن الله لا ينال فضله بمعصيته).
خامساً: ما شاء الله كان، وما قدره لك من الخير فلابد أن تناله وتدرك نعيمه.
سادساً: لو اجتمع الإنس والجن على منع خير ساقه الله إليك لعجزوا عن رده (ما استطاعوا).
سابعاً: كل يوم يطلب ملكان تحري العيش الكفاف، والعكوف على عبادة الله، وذكره وتسبيحه =
أكثر ما كان فارجعني آتك به، فيقول الله له: أرني ما قدَّمت، فيقول يا ربِّ جمعتهُ
= وتحميده (هلموا إلى ربكم).
ثامناً: تكفل الله جل وعلا للمطيع أن يسهل أمره، ويفرج كربه ويزيل عسره (كفاه الله كل مؤنة).
تاسعاً: المنهمك على الدنيا ينزع من ماله البركة فيتعب، ويطمع ويذم، ويكبح والدنيا تسخره (وكله الله إليها).
عاشراً: البخل والشح، والتقصير في واجبات الشرع لا تنمي الثروة ولا تزيد في المال، بل يجلبان التلف والدمار (رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص).
الحادي عشر: السعادة والرخاء، وانشراح الصدر واطمئنان البال، ورغد العيش وهناءة الضمير في ثنتين:(الرضاء واليقين).
الثاني عشر: لا يشبع الإنسان من جمع المال مهما كثر، ويتمنى المزيد منه دائما (لابتغى ثالثاً).
الثالث عشر: كثرة المال تؤدي إلى النار إذا لم يشيد الغني مشروعات الخير الباقية بعد مماته الجالبة له الحسنات الكثيرة (فيمضي به إلى النار) لماذا؟ لأن الله امتحنه فأعطاه هذا المال، وجعله حر التصرف فيه مالكه كأنه أمانة، وهو قوام على إنفاقها فيما يرضيه جل وعلا (أعطيتك وخولتك).
الرابع عشر: صاحب الأموال الجمة يساق يوم القيامة كالخروف الصغير الحمل لحقارته ودناءته، وينتهز فرصة غناه فينفق ماله في البر.
السادس عشر: أهل الشقاوة الأغنياء المنصرفون إلى ملذاتهم، والمحرومون من العمل بالدين، واتبع خير المرسلين صلى الله عليه وسلم فيقدمون على ربهم المنعم، وليس لهم شيء مدخر (فإذا عبد لم يقدم خيرا).
(الآيات الواردة في تفضل الله جّ وعلا بأرزاق كل ما هبّ ودبّ)
قال تعالى:
أ - (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56 ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون 57 إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) 58 من سورة الذاريات.
ب - (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر).
جـ - (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) 6 من سورة هود.
د - (وفي السماء رزقكم وما توعدون 22 فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) 23 من سورة الذاريات.
هـ - (قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله) من سورة سبأ.
و- (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) 254 من سورة البقرة.
ز - (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون 31 فذلك الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأني تصرفون) 32 من سورة يونس عليه السلام.
ح - (فنقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها =
وثمرَّته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به، فإذا عبد لم يقدِّم خيراً فيمضي به
= رزقا قال يا مريم أني لك هذا؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) 36 من سورة آل عمران.
المحراب المسجد، وكان يجد عندها فاكهة الشتاء في زمن الصيف، وبالعكس.
ط - (فلينظر الإنسان إلى طعامه 26 أنَّا صببنا الماء صبا 27 ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا 28 وعنبا وقضبا 29 وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا 30 وفاكهة وأبا 31 متاعا لكم ولأنعامكم) 33 من سورة عبس.
(حبا) كالحنطة والشعير (وعنبا وقضبا) يعني الرطبة، والقضب كل نبت قطع فأكل طريا (غلبا) كثيفة عظاما (وأبا) مرعى يهيأ للرعي، أو فاكهة يابسة.
ي - (أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها 27 رفع سمكها فسواها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32 متاعا لكم ولأنعامكم) 33 من سورة النازعات.
ك - (أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين 64 قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) 65 من سورة النمل.
ل - (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون) 71 من سورة النحل.
أي فمنكم غني ومنكم فقير، ومنكم موال يتولون رزقهم ورزق غيرهم، ومنكم مماليك حالهم غير ذلك (برادى رزقهم) أي بمعطي رزقهم على مماليكهم. فإن ما يردون عليهم رزقهم الذي جعله الله في أيديهم (فهم فيه سواء) أي فالموالي والمماليك سواء في أن الله رزقهم. إن هذه الآية تفسر الحديث القدسي (أعطيتك وخولتك) أي ملكتكه لترعاه، وتقوم بحقوقه فتستخدمه وتكون آلة في إنفاقه. فالخول: الخدم والحشم كما قال صلى الله عليه وسلم: (إخوانكم خولكم).
م - أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفروا 99 قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا) 100 من سورة الإسراء.
أي ليسوا أشد خلقا منهن (أجلا) الموت (كفورا) جحودا (خزائن رحمة ربي) أي خزائن رزقه، وسائر نعمه (لأمسكتم) أي لبخلتم مخالفة النفاد بالإنفاق (قتورا) بخيلا:
وللأستاذ الرصافي أشهر علماء العراق في آيات الخالق جلّ وعلا
انظر لتلك الشجرة
…
ذات الغصون النضرة
كيف نمت من حبة
…
وكيف صارت شجرة
فابحث وقل من ذا الذي
…
يخرج منها الثمر
وانظر إلى الشمس
…
جذوتها مستعرة
فيها ضياء وبها
…
حرارة منتشرة
من ذا الذي أوجدها
…
في الجو مثل الشررة
انظر إلى الليل فمن
…
أوجد فيه قمره
وزانه بأنجم
…
كالدرر المنتشرة =