الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسحاق بن راهوية: الفطر أفضل، وروي عن عمر بن عبد العزيز، وقتادة، ومجاهد: أفضلهما أيسرهما على المرء، واختار هذا القول الحافظ أبو بكر بن المنذر، وهو قول حسن، والله أعلم.
(الترغيب في السحور سيما بالتمر)
1 -
عنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: تسحَّروا، فإنَّ في السحور بركةً، رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
2 -
وعنْ عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال: فصْل (1) ما بين صيامنا، وصيامِ أهل الكتاب أكْلة (2) السَّحَرِ. رواه مسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة.
3 -
وعنْ سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البركة في ثلاثةٍ: في الجماعة، والثَّريدِ، والسُّحورِ (3).
رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات، وفيهم أبو عبد الله البصري لا يدري من هو.
4 -
وعنِ ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله وملائكتهُ يُصَلُّون على المتسحِّرين (4). رواه الطبراني في الأوسط، وابن حبان في صحيحه.
5 -
وعنِ العرْباضِ بن سارية رضي الله عنه قال: دعاني رسول الله صلى الله
(1) الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم السحور فإنهم لا يتسحرون، ونحن يستحب لنا السحور، وأكلة السحر هي السحور. أهـ نووي.
(2)
المرة الواحدة من الأكل كالغدوة والعشية، وإن كثر المأكول فيها، والأكلة يضم الهمزة: اللقمة والصواب فتح الهمزة أهـ نووي.
(3)
معناه الخير الجم، والفضل الزائد في ثلاثة:
أ - الاتحاد وملازمة الجماعة، وصفاه الأفراد.
ب - الأكل الطري (الفت) لأنه سهل الهضم، فيه مادة الغذاء الدسمة في مرق اللحم.
جـ - أكل وقت السحر قبيل الفجر ليقوي الصائم على الصوم، ويزداد نشاطا وصحة، ويعمر أوقاته في طاطعة الله وذكره.
(4)
أي يدعون ويطلبون من الله المغفرة والرضوان للذين يقومون فيأكلون لإزالة ظمأ وعطش النهار، ولا يغفلون عن الله.
عليه وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: هلمَّ إلى الغذاء المبارك (1). رواه أبو داود والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحهما.
(قال المملي) رضي الله عنه: رووه كلهم عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض، والحارث لم يروعنه غير يونس بن سيف، وقال: أبو عمر النميري مجهول يروي عن أبي رهم حديثه منكر.
6 -
وعنْ أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الغداء (2) المبارك، يعني السَّحور. رواه ابن حبان في صحيحه.
7 -
وعنِ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: استعينوا (3) بطعام السَّحر (4) على صيام النَّهار، والقيْلولة على قيام الليل. رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه، والبيهقي كلهم من طريق زمعة بن صالح عن سلمة هو ابن وهرام عن عكرمة عنه إلا أن ابن خزيمة قال: وبقيْلولة النَّهار على قيام الليل.
8 -
وعنْ عبد الله بن الحارث عنْ رجلٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: دخلْتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يتسحَّر فقال: إنَّها بركة أعطاكم الله إيَّاها فلا تدعوه. رواه النسائي بإسناد حسن.
(1) أي أقبل على أكلة فيها الصحة والنضارة، وجالبة الخير ورضوان الله، ومسببة السعادة. قال في الفتح: لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم (للسين) لأنه مصدر، أو البركة كونه يقوي على الصوم وينشط له، ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح (للسين) لأنه اسم لما يتسحر به. أهـ.
وفيه دليل على مشروعية التحسر، وأقل ما يتسحر به ما يتناوله المؤمن من مأكول أو مشرب، ولو جرعة من ماء أهـ نيل الأوطار ص 189 جـ 4.
(2)
هو الغداء كذا د وع ص 363، وفي ن ط هلم. أخبر صلى صلى الله عليه وسلم أن ما يتناوله الصائم قبيل الفجر سحرا فيه الشفاء والصحة والقوة والإعانة على الصوم، ومذكر العبادة والاستغفار.
(3)
خذوا وقت السحر شيئا يمنع عنكم الجوع في بياض النهار. قال النووي: فيه الحث على السحور، وأجمع العلماء على استحبابه وأنه ليس بواجب، وأما البركة التي فيه فظاهرة لأنه يقوي على الصيام وينشط له وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام لخفة المشقة فيه على المتسحر. فهذا هو الصواب المعتمد في معناه، وقيل لأنه يتضمن الاستيقاظ، والذكر والدعاء في ذلك الوقت الشريف، وقت تنزل الرحمة، وقبول الدعاء والاستغفار وربما توضأ صاحبه وصل أو أدام الاستيقاظ للذكر والدعاء والصلاة. أو التأهب لها حتى يطلع الفجر أهـ ص 206 جـ 7.
(4)
السحر كذا د وع، وفي ن ط السحور .. معناه طلب الاستعانة:
أ - بالصوم على الأكلي سحراً.
ب - بنومة الظهر على التهجد.
9 -
وروي عن عبد الله بن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة ليْس عليهمْ حساب فيما طعموا إنْ شاء الله تعالى إذا كان حلالاً (1):
الصَّائمُ، والمتسحِّرُ، والمرابط في سبيل الله. رواه البزار والطبراني في الكبير.
10 -
وعنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السُّحور كلُّه بركة فلا تدعوه ولوْ أن يجرع أحدكمْ جرْعةً من ماءٍ، فإنَّ الله عز وجل وملائكته يُصلُّون على المتسحرين. رواه أحمد، وإسناده قوي.
11 -
وعنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحَّروا ولوْ بجرعةٍ من ماء (2). رواه ابن حبان في صحيحه.
12 -
وروي عن السَّائب بن يزيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعْمَ السَّحور التَّمر (3)، وقال: يرْحَمُ الله المتسحِّرين. رواه الطبراني في الكبير.
13 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعْم سحور المؤمن التَّمر. رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه.
(الترغيب في تعجيل الفطر وتأخير السحور)
1 -
عنْ سهل بن سعدٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال النَّاس بخيرٍ ما عجَّلوا الفطرَ (4). رواه البخاري ومسلم والترمذي.
(1) أي أباح الله أنواع الطعام الحلال، والطيبات الفاخرة من الرزق لثلاثة:
أ - الصائم ليزيل جوعه.
ب - الأكل سحراً ليزيل جوع النهار.
جـ - الغازي المجاهد ليقوى على أعدائه: هؤلاء إن استكثروا فلا سؤال يوم القيامة لأن الله تعالى يقول: (ولتسألن يومئذ عن النعيم) فيسأل الله جل وعلا عن كل صغيرة وكبيرة إلا هؤلاء فيسامحهم ويعفو عنهم لأنهم يتزودون للطاعة، ويتقوون ويتنشطون للعبادة.
(2)
معناه أن الصائم يستيقظ من نومه إن نام، ويتناول شيئا ولو جزءاً من ماء.
(3)
مدح صلى الله عليه وسلم التسحر بالتمر لأن فيه المادة الحلوة العذبة، والغذاء الكافي، وسهل الهضم، وفي هذا دليل على أن الصائم يقوم ويتناول ما تيسر له، أو يلائم صحته، ثم دعا صلى الله عليه وسلم، ودعاؤه مستجاب بالرحمة والرضوان للذين يأكلون أكلة السحر. والتمر: البلح المجفف في تنشيفه.
(4)
مدة تعجيلهم الفطر فهم في عز وسعادة. قال النووي: فيه الحث على تعجيله بعد تحقق غروب الشمس ومعناه لا يزال أمر الأمة منتظماً، وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة، وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه. أهـ ص 208 جـ 7.
2 -
وعنْهُ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لاتزال أمَّتي على سُنَّتي مالمْ تنْتظرْ بفطرها النُّجوم (1). رواه ابن حبان في صحيحه.
3 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: إنَّ أحبَّ عبادي إليَّ أعجلهم فطراً (2). رواه أحمد والترمذي وحسنه، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.
4 -
وروي عنْ يعْلي بن مرَّةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يحبُّها الله عز وجل (3): تعجيل الإفطار، وتأخير السُّحور، وضرْبُ اليدينِ إحداهما على الأخرى في الصلاة. رواه الطبراني في الأوسط.
5 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الدِّين ظاهراً ما عجَّل النَّاس الفطر (4) لأن اليهود والنصارى يؤخرون. رواه أبو داود، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، وعند ابن ماجه: لا يزال النَّاس بخيرٍ.
6 -
وعنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه
(1) ما لم تتأخر حتى تظهر العتمة، والنجوم تتجلى في ظلمتها، وكان عبد الله بن مسعود يعجل الإفطار، ويعجل الصلاة. قالت عائشة: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
أقربهم من ثوابي ورضاي ورحمتي الذين لا يؤخرون الإفطار بعد غروب الشمس.
(3)
يرضى الله عن خصال ثلاث:
أ - الميل إلى تعجيل الإفطار.
ب - تأخير أكلة السحر.
جـ - وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة لما في ذلك من الأدب والخضوع لله والتواضع، وإظهار الذلة وضياع الفخفخة والكبرياء.
(4)
يستمر دين الإسلام بالغاً قمة العز، وواصلا درجات القوة مدة عمل المسلمين بسنن خير المرسلين صلى الله عليه وسلم: ومنها السرعة في تعجيل الإفطار بعد تحري غروب الشمس، ومخالفة عوائد اليهود والنصارى في كل أعمالهم. قولة صادقة صادرة من حكيم مدرب مجرب. عاش صلى الله عليه وسلم وأصحابه متتبعين كتاب الله وسنة حبيبه فنالوا العزة والرفعة واكتسبوا المحامد ودانت لهم الدنيا فملكوها وصاروا سادة قادة، أما الآن فاتبع المسلمون خطوات الإفرنج وقلدوهم في أعمالهم، وفتنتهم مدنيتهم الكاذبة، وتبرج النساء فاستحقوا الذلة والضعة، وتحكم فيهم الأجنبي وفي رقابهم نير الاستعباد، فلا حول ولا قوة إلا بالله. قال سبحانه:(ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) 22 من سورة السجدة: أي لا أحد أظلم ممن تجلت آيات الله الواضحة ليعمل بها، ويتحلى باطاعتها لله، ثم أعرض عنها: أي لم يتفكر فيها.