المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر) - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٢

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقلومن تصدق بما لا يجب

- ‌الترغيب في صدقة السر

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل مالهفيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌(الترغيب في القرض وما جاء في فضله)

- ‌الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

- ‌(الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما)والترهيب من الإمساك والادّخار شحا

- ‌ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

- ‌(الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له)وما جاء فيمن لم يشكر ما أولى إليه

- ‌(كتاب الصوم)

- ‌الترغيب في الصوم مطلقاً وما جاء في فضله، وفضل دعاء الصائم

- ‌الترغيب في صيام رمضان احتسابا، وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

- ‌الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

- ‌الترغيب في صوم ست من شوال

- ‌(الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها)وما جاء في النهى عنه لمن كان بها حاجا

- ‌الترغيب في صيام شهر الله المحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء، والتوسيع فيه على العيال

- ‌(الترغيب في صوم شعبان)وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم له، وفضل ليلة نصفه

- ‌(الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض)

- ‌(الترغيب في صوم الاثنين والخميس)

- ‌(الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد)وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

- ‌(الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

- ‌(ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه)

- ‌(ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه)وترغيبه في الإفطار

- ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

- ‌(الترغيب في الفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء)

- ‌الترغيب في إطعام الطعام

- ‌(ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده)

- ‌(الترغيب في الاعتكاف)

- ‌(الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها)

- ‌(كتاب العيدين والأضحية)

- ‌الترغيب في إحياء ليلتي العيدين

- ‌الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

- ‌الترغيب في الأضحية، وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة، ومن باع جلد أضحيته

- ‌(الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل)وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

- ‌(الترغيب في النفقة في الحج والعمرة)وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

- ‌(الترغيب في العمرة في رمضان)

- ‌الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياباقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌(الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها)

- ‌(الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

- ‌(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)

- ‌الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها

- ‌(الترغيب في حلق الرأس بمنى)

- ‌(الترغيب في شرب ماء زمزم، وما جاء في فضله)

- ‌(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

- ‌الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينةوبيت المقدس وقباء

- ‌(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها)وفضل أُحُد، ووادي العقيق

- ‌(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

- ‌(كتاب الجهاد)

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلهاوالترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الاكثار من العمل الصالح من الصوموالصلاة والذكر ونحو ذلك، وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة، وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

- ‌(الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

- ‌الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى، وما جاء في فضل التكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهادوما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر، وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌(الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غال)

- ‌(الترغيب في الشهادة، وما جاء في فضل الشهداء)

- ‌التَّرْهِيب من أَن يَمُوت الْإِنْسَان وَلم يغز وَلم ينْو الْغَزْو وَذكر أَنْوَاع من الْمَوْت تلْحق أَرْبَابهَا بِالشُّهَدَاءِ والترهيب من الْفِرَار من الطَّاعُون

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمهوما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌(الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن)

- ‌(الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به)

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة، وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانوما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولهاأو عشر من آخرها

- ‌(الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر)

- ‌الترغيب في قراءة قل هو الله أحد

- ‌(الترغيب في قراءة المعوذتين)

- ‌(كتاب الذكر والدعاء)

- ‌(الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرَّا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

- ‌(الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه)

- ‌(الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)

- ‌(الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)

- ‌(الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء)

- ‌(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل)

- ‌(الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما)

- ‌(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)

- ‌الترغيب في الاستغفار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌الترهيب من استبطاء الإجابة، وقوله دعوت فلم يستجب لي

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالترهيب من تركها عند ذكره، صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب البيوع وغيرها

- ‌الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيرهوما جاء في نوم الصبحة

- ‌(الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة)

- ‌الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيهوما جاء في ذمّ الحرص وحب المال

- ‌الترغيب في طلب الحلال والأكل منهوالترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

- ‌الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

- ‌(الترغيب في إقالة النادم)

- ‌(الترهيب من بخس الكيل والوزن)

- ‌الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

- ‌الترهيب من الاحتكار

- ‌ترغيب التجار في الصدقوترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

- ‌الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

- ‌الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

- ‌الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوجأن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت

- ‌الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

- ‌(الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس)

الفصل: ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

وإسحاق بن راهوية: الفطر أفضل، وروي عن عمر بن عبد العزيز، وقتادة، ومجاهد: أفضلهما أيسرهما على المرء، واختار هذا القول الحافظ أبو بكر بن المنذر، وهو قول حسن، والله أعلم.

(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

1 -

عنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: تسحَّروا، فإنَّ في السحور بركةً، رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

2 -

وعنْ عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال: فصْل (1) ما بين صيامنا، وصيامِ أهل الكتاب أكْلة (2) السَّحَرِ. رواه مسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة.

3 -

وعنْ سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البركة في ثلاثةٍ: في الجماعة، والثَّريدِ، والسُّحورِ (3).

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات، وفيهم أبو عبد الله البصري لا يدري من هو.

4 -

وعنِ ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله وملائكتهُ يُصَلُّون على المتسحِّرين (4). رواه الطبراني في الأوسط، وابن حبان في صحيحه.

5 -

وعنِ العرْباضِ بن سارية رضي الله عنه قال: دعاني رسول الله صلى الله

(1) الفارق والمميز بين صيامنا وصيامهم السحور فإنهم لا يتسحرون، ونحن يستحب لنا السحور، وأكلة السحر هي السحور. أهـ نووي.

(2)

المرة الواحدة من الأكل كالغدوة والعشية، وإن كثر المأكول فيها، والأكلة يضم الهمزة: اللقمة والصواب فتح الهمزة أهـ نووي.

(3)

معناه الخير الجم، والفضل الزائد في ثلاثة:

أ - الاتحاد وملازمة الجماعة، وصفاه الأفراد.

ب - الأكل الطري (الفت) لأنه سهل الهضم، فيه مادة الغذاء الدسمة في مرق اللحم.

جـ - أكل وقت السحر قبيل الفجر ليقوي الصائم على الصوم، ويزداد نشاطا وصحة، ويعمر أوقاته في طاطعة الله وذكره.

(4)

أي يدعون ويطلبون من الله المغفرة والرضوان للذين يقومون فيأكلون لإزالة ظمأ وعطش النهار، ولا يغفلون عن الله.

ص: 137

عليه وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: هلمَّ إلى الغذاء المبارك (1). رواه أبو داود والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحهما.

(قال المملي) رضي الله عنه: رووه كلهم عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض، والحارث لم يروعنه غير يونس بن سيف، وقال: أبو عمر النميري مجهول يروي عن أبي رهم حديثه منكر.

6 -

وعنْ أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الغداء (2) المبارك، يعني السَّحور. رواه ابن حبان في صحيحه.

7 -

وعنِ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: استعينوا (3) بطعام السَّحر (4) على صيام النَّهار، والقيْلولة على قيام الليل. رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه، والبيهقي كلهم من طريق زمعة بن صالح عن سلمة هو ابن وهرام عن عكرمة عنه إلا أن ابن خزيمة قال: وبقيْلولة النَّهار على قيام الليل.

8 -

وعنْ عبد الله بن الحارث عنْ رجلٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: دخلْتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يتسحَّر فقال: إنَّها بركة أعطاكم الله إيَّاها فلا تدعوه. رواه النسائي بإسناد حسن.

(1) أي أقبل على أكلة فيها الصحة والنضارة، وجالبة الخير ورضوان الله، ومسببة السعادة. قال في الفتح: لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم (للسين) لأنه مصدر، أو البركة كونه يقوي على الصوم وينشط له، ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح (للسين) لأنه اسم لما يتسحر به. أهـ.

وفيه دليل على مشروعية التحسر، وأقل ما يتسحر به ما يتناوله المؤمن من مأكول أو مشرب، ولو جرعة من ماء أهـ نيل الأوطار ص 189 جـ 4.

(2)

هو الغداء كذا د وع ص 363، وفي ن ط هلم. أخبر صلى صلى الله عليه وسلم أن ما يتناوله الصائم قبيل الفجر سحرا فيه الشفاء والصحة والقوة والإعانة على الصوم، ومذكر العبادة والاستغفار.

(3)

خذوا وقت السحر شيئا يمنع عنكم الجوع في بياض النهار. قال النووي: فيه الحث على السحور، وأجمع العلماء على استحبابه وأنه ليس بواجب، وأما البركة التي فيه فظاهرة لأنه يقوي على الصيام وينشط له وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام لخفة المشقة فيه على المتسحر. فهذا هو الصواب المعتمد في معناه، وقيل لأنه يتضمن الاستيقاظ، والذكر والدعاء في ذلك الوقت الشريف، وقت تنزل الرحمة، وقبول الدعاء والاستغفار وربما توضأ صاحبه وصل أو أدام الاستيقاظ للذكر والدعاء والصلاة. أو التأهب لها حتى يطلع الفجر أهـ ص 206 جـ 7.

(4)

السحر كذا د وع، وفي ن ط السحور .. معناه طلب الاستعانة:

أ - بالصوم على الأكلي سحراً.

ب - بنومة الظهر على التهجد.

ص: 138

9 -

وروي عن عبد الله بن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة ليْس عليهمْ حساب فيما طعموا إنْ شاء الله تعالى إذا كان حلالاً (1):

الصَّائمُ، والمتسحِّرُ، والمرابط في سبيل الله. رواه البزار والطبراني في الكبير.

10 -

وعنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السُّحور كلُّه بركة فلا تدعوه ولوْ أن يجرع أحدكمْ جرْعةً من ماءٍ، فإنَّ الله عز وجل وملائكته يُصلُّون على المتسحرين. رواه أحمد، وإسناده قوي.

11 -

وعنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحَّروا ولوْ بجرعةٍ من ماء (2). رواه ابن حبان في صحيحه.

12 -

وروي عن السَّائب بن يزيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعْمَ السَّحور التَّمر (3)، وقال: يرْحَمُ الله المتسحِّرين. رواه الطبراني في الكبير.

13 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعْم سحور المؤمن التَّمر. رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه.

(الترغيب في تعجيل الفطر وتأخير السحور)

1 -

عنْ سهل بن سعدٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال النَّاس بخيرٍ ما عجَّلوا الفطرَ (4). رواه البخاري ومسلم والترمذي.

(1) أي أباح الله أنواع الطعام الحلال، والطيبات الفاخرة من الرزق لثلاثة:

أ - الصائم ليزيل جوعه.

ب - الأكل سحراً ليزيل جوع النهار.

جـ - الغازي المجاهد ليقوى على أعدائه: هؤلاء إن استكثروا فلا سؤال يوم القيامة لأن الله تعالى يقول: (ولتسألن يومئذ عن النعيم) فيسأل الله جل وعلا عن كل صغيرة وكبيرة إلا هؤلاء فيسامحهم ويعفو عنهم لأنهم يتزودون للطاعة، ويتقوون ويتنشطون للعبادة.

(2)

معناه أن الصائم يستيقظ من نومه إن نام، ويتناول شيئا ولو جزءاً من ماء.

(3)

مدح صلى الله عليه وسلم التسحر بالتمر لأن فيه المادة الحلوة العذبة، والغذاء الكافي، وسهل الهضم، وفي هذا دليل على أن الصائم يقوم ويتناول ما تيسر له، أو يلائم صحته، ثم دعا صلى الله عليه وسلم، ودعاؤه مستجاب بالرحمة والرضوان للذين يأكلون أكلة السحر. والتمر: البلح المجفف في تنشيفه.

(4)

مدة تعجيلهم الفطر فهم في عز وسعادة. قال النووي: فيه الحث على تعجيله بعد تحقق غروب الشمس ومعناه لا يزال أمر الأمة منتظماً، وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة، وإذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه. أهـ ص 208 جـ 7.

ص: 139

2 -

وعنْهُ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لاتزال أمَّتي على سُنَّتي مالمْ تنْتظرْ بفطرها النُّجوم (1). رواه ابن حبان في صحيحه.

3 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: إنَّ أحبَّ عبادي إليَّ أعجلهم فطراً (2). رواه أحمد والترمذي وحسنه، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.

4 -

وروي عنْ يعْلي بن مرَّةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يحبُّها الله عز وجل (3): تعجيل الإفطار، وتأخير السُّحور، وضرْبُ اليدينِ إحداهما على الأخرى في الصلاة. رواه الطبراني في الأوسط.

5 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الدِّين ظاهراً ما عجَّل النَّاس الفطر (4) لأن اليهود والنصارى يؤخرون. رواه أبو داود، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، وعند ابن ماجه: لا يزال النَّاس بخيرٍ.

6 -

وعنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه

(1) ما لم تتأخر حتى تظهر العتمة، والنجوم تتجلى في ظلمتها، وكان عبد الله بن مسعود يعجل الإفطار، ويعجل الصلاة. قالت عائشة: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(2)

أقربهم من ثوابي ورضاي ورحمتي الذين لا يؤخرون الإفطار بعد غروب الشمس.

(3)

يرضى الله عن خصال ثلاث:

أ - الميل إلى تعجيل الإفطار.

ب - تأخير أكلة السحر.

جـ - وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة لما في ذلك من الأدب والخضوع لله والتواضع، وإظهار الذلة وضياع الفخفخة والكبرياء.

(4)

يستمر دين الإسلام بالغاً قمة العز، وواصلا درجات القوة مدة عمل المسلمين بسنن خير المرسلين صلى الله عليه وسلم: ومنها السرعة في تعجيل الإفطار بعد تحري غروب الشمس، ومخالفة عوائد اليهود والنصارى في كل أعمالهم. قولة صادقة صادرة من حكيم مدرب مجرب. عاش صلى الله عليه وسلم وأصحابه متتبعين كتاب الله وسنة حبيبه فنالوا العزة والرفعة واكتسبوا المحامد ودانت لهم الدنيا فملكوها وصاروا سادة قادة، أما الآن فاتبع المسلمون خطوات الإفرنج وقلدوهم في أعمالهم، وفتنتهم مدنيتهم الكاذبة، وتبرج النساء فاستحقوا الذلة والضعة، وتحكم فيهم الأجنبي وفي رقابهم نير الاستعباد، فلا حول ولا قوة إلا بالله. قال سبحانه:(ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) 22 من سورة السجدة: أي لا أحد أظلم ممن تجلت آيات الله الواضحة ليعمل بها، ويتحلى باطاعتها لله، ثم أعرض عنها: أي لم يتفكر فيها.

ص: 140