الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ممشى لا يذكر الله (1) فيه إلا كان عليه من الله ترة. ورواه أحمد، وابن أبي الدنيا، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، كلهم بنحو أبي داود.
(الترة) بكسر التاء المثناة فوق، وتخفيف الراء: هي النقص، وقيل: التبعة.
2 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قعد قوم مقعداً لمْ يذكروا الله عز وجل فيه، ويصلُّون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم (2) إلا كان عليهمْ حسرة يوم القيامة، وإنْ دخلوا الجنَّة للثَّواب. رواه أحمد بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري.
3 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ قومٍ يقومون من مجلسٍ لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفةِ (3) حمارٍ، وكان عليهمْ حسرةً (4) عليهم يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير، والأوسط والبيهقي، ورواه الطبراني محتج بهم في الصحيح.
(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منْ
(1) لا يذكر الله. كذا د وع ص 507.
(2)
أي نسوا ذكر الله جل جلاله، والصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعقابهم على الغفلة الندامة على ضياع فرصة جني الحسنات وكثرة الثواب، وفيه الحث على الإكثار من ذكر الله جل وعلا، ومن الصلاة على السيد المصطفى صلى الله عليه وسلم.
(3)
الجيفة. جثة الميت إذا أنتن. يقال جافت الميتة وجيفت. والمعنى أن المجلس الذي يخلو من طاعة الله تعالى وذكره، والصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم ينتن وييقذر، وينصفر الجلاس عن ريحه نتنة رديئة كريهة، ويتذكرون هذا المجلس يوم القيامة فيندمرون ويتألمون على غفلتهم في دنياهم.
(4)
تلهفاً وتأسفاً. حسرت على الشيء حسراً من باب تعب، والحسرة اسم منه، فعليك أخي بالمحافظة على ذكر الله، ولا يفتر قلبك لحظة عن ذكره، والتلذذ خشية تقييد أوقات الغفلات عليك وتندم على تفريطك.
جلس مجلسا كثر فيه لغطه (1)، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسهِ ذلك (2). رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي، وابن حبان في صحيح، والحاكم وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
2 -
وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جلس مجلسا يقول بآخره إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهمَّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك، فقال رجل: يا رسول الله إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى، فقال: كفَّارة (3) لما يكون في المجلس. رواه أبو داود.
3 -
وعنْ عائشة رضي الله عنه قالتْ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلساً، أو صلى تكلَّم بكلمات، فسألته عائشة عن الكلمات، فقال: إن تكلَّم بخيرٍ كان طابعا عليهنَّ إلى يوم القيامة، وإن تكلَّم بشرٍ كان كفَّارة له: سبحانك اللهمَّ وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك. رواه ابن أبي الدنيا والنسائي، واللفظ لهما، والحاكم البيهقي.
4 -
وعنْ جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو (4) كان كفارة له. رواه النسائي والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
5 -
ورواه ابن أبي الدنيا، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جلس أحدكمْ في مجلس فلا يبرحنَّ منه حتى يقول ثلاث مرَّاتٍ: سبحانك اللهمَّ وبحمدك.
(1) كلام فيه جلبة واختلاط، لغط لغطا من باب نفع، وألغط لغة.
(2)
تلاوة هذه الصيغة تخفف ذنوب اللغو، وفيها تنزيه الله عن كل نقص، وحمده جل وجلاله، والإقرار بأنه واحد، وطلب الغفران والرجوع إلى الله جل وعلا.
(3)
مزيلة، أصل الكفر تغطية الشيء تستهلكه. أي تمحي ذنوب ما اقترف في هذا الجمع.
(4)
لغا: تكلم بالمطرح من القول وما لا يعني، وألغى إذا أسقط.