الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صوم يومِ عرفة فقال: كُنَّا ونحنُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدلهُ بصوم سنتين. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، وهو عند النسائي بلفظ سنة.
9 -
وعنْ زيد بن أرْقم رضي الله عنه عنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه سُئل عنْ صيام يوم عرفة قال: يكفِّرُ السُّنة التي أنت فيها، والسَّنة التي بعدها. رواه الطبراني في الكبير من رواية رشدين بن سعد.
10 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنْ صوم يوم عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ (1). رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه، ورواه الطبراني في الأوسط عن عائشة.
(قال الحافظ): اختلفوا في صوم يوم عرفة بعرفة، فقال ابن عمر: لم يَصُمْهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكرٍ، ولا عمرُ، ولا عثمانُ، وأنا لا أصومه، وكان مالك والثَّوريُّ: يختاران الفطر، وكان ابن الزُّبير وعائشة: يصومان يوم عرفة.
ورُوي ذلك عن عثمان بن أبي العاصي، وكان إسحاق: يميل إلى الصوم، وكان عطاء يقول: أصوم في الشِّتاء، ولا أصوم في الصيف، وقال قتاة: لا بأس به إذا لمْ يُضعفْ عن الدعاء، وقال الشافعيُّ: يستحبُّ صوم يوم عرفة لغير الحاجِّ، فأمَّا الحاجُّ فأحب إليَّ أن يفطر لتقويته على الدعاء، وقال أحمد بن حنبلٍ: إن قدر على أن يصوم صام وإنْ أفطر فذلك يوم (2) يحتاج فيه إلى القوَّة.
الترغيب في صيام شهر الله المحرم
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) الشارع حكيم، يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتفرغ الحاج لتلبية ربه، ويصفو لمناجاته، ويتجدد نشاطه، وتزداد قوته، فلا يكسل في طاعة ربه، ولا يصيبه فتور الجوع لأن هناك يكثر الحاج من التلبية والتضرع.
(2)
كذا ط وع ص 347: فذلك يحتاج أن ينشط الحاج فيه، ويقوي على التلبية والاستعداد للرحيل إلى منى: اللهم إني أسألك أن ترزقنا الإخلاص، وتتكرم علينا بزيارة الأماكن المقدسة هذه، وزيارة حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن شغوف ومشتاق، وأنت المستعان.
أفْضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم (1)، وأفضل الصَّلاة بعد الفريضة: صلاة الليل (2). رواه مسلم واللفظ له، وأبو داود والترمذي والنسائي، ورواه ابن ماجه باختصار ذكر الصلاة.
2 -
وعنْ عليٍّ رضي الله عنه وسأله رجلٌ فقال: أي شهرٍ تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال له: ما سمعت أحداً يسأل عن هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد عنده، فقال: يا رسول الله أيُّ شهر تأمرني أنْ أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: إن كنت صائماً بعد شهر رمضان، فصم المحرَّم، فإنَّه شهر الله، فيه يوم تاب الله فيه على قومٍ، ويتوبُ فيه على قوْمٍ آخرين. رواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن غيره أبيه، والترمذي من رواية عبد الرحمن بن إسحاق، وهو ابن أبي شيبة عن النعمان ابن سعد عن علي، وقال: حديث حسن غريب.
3 -
وعنْ جُنْدُبِ بن سفيان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أفضل الصَّلاة بعد المفروضةِ الصلاة في جوف الليل، وأفضلَ الصِّيام بعد رمضان شهْرُ الله الذي تدعونه الحرَّم. رواه النسائي والطبراني بإسناد صحيح.
4 -
وعن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ صام يوم عرفة كان له كفَّارة سنتين، ومنْ صام يوماً من المحرَّم فله بكلِّ يوم ثلاثون يوماً (3). رواه الطبراني في الصغير، وهو غريب، وإسناده لا بأس به.
والهيثم بن حبيب وثقه ابن حبان.
(1) فيه تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم، ولعله صلى الله عليه وسلم علم فضله في آخر حياته أهـ نووي: أي أكثر صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان ثم فضل المحرم.
(2)
اتفق العلماء على أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار لما فيه من صفاء العبادة، وعدم المشاغل، والقيام لله تعالى، وترك لذة النوم، والتفرغ لمناجاة الصمد المعبود بحق (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطعماً) اللهم وفقنا.
(3)
أي صوم يوم واحد من المحرم، يعطيه الله ثواب صوم شهر في غيره، وثلاثون كذا ط، وفي ن د وفي ع ثلاثين ص 348.