المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٢

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقلومن تصدق بما لا يجب

- ‌الترغيب في صدقة السر

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل مالهفيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌(الترغيب في القرض وما جاء في فضله)

- ‌الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

- ‌(الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما)والترهيب من الإمساك والادّخار شحا

- ‌ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

- ‌(الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له)وما جاء فيمن لم يشكر ما أولى إليه

- ‌(كتاب الصوم)

- ‌الترغيب في الصوم مطلقاً وما جاء في فضله، وفضل دعاء الصائم

- ‌الترغيب في صيام رمضان احتسابا، وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

- ‌الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

- ‌الترغيب في صوم ست من شوال

- ‌(الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها)وما جاء في النهى عنه لمن كان بها حاجا

- ‌الترغيب في صيام شهر الله المحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء، والتوسيع فيه على العيال

- ‌(الترغيب في صوم شعبان)وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم له، وفضل ليلة نصفه

- ‌(الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض)

- ‌(الترغيب في صوم الاثنين والخميس)

- ‌(الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد)وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

- ‌(الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

- ‌(ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه)

- ‌(ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه)وترغيبه في الإفطار

- ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

- ‌(الترغيب في الفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء)

- ‌الترغيب في إطعام الطعام

- ‌(ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده)

- ‌(الترغيب في الاعتكاف)

- ‌(الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها)

- ‌(كتاب العيدين والأضحية)

- ‌الترغيب في إحياء ليلتي العيدين

- ‌الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

- ‌الترغيب في الأضحية، وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة، ومن باع جلد أضحيته

- ‌(الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل)وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

- ‌(الترغيب في النفقة في الحج والعمرة)وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

- ‌(الترغيب في العمرة في رمضان)

- ‌الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياباقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌(الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها)

- ‌(الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

- ‌(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)

- ‌الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها

- ‌(الترغيب في حلق الرأس بمنى)

- ‌(الترغيب في شرب ماء زمزم، وما جاء في فضله)

- ‌(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

- ‌الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينةوبيت المقدس وقباء

- ‌(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها)وفضل أُحُد، ووادي العقيق

- ‌(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

- ‌(كتاب الجهاد)

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلهاوالترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الاكثار من العمل الصالح من الصوموالصلاة والذكر ونحو ذلك، وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة، وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

- ‌(الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

- ‌الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى، وما جاء في فضل التكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهادوما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر، وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌(الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غال)

- ‌(الترغيب في الشهادة، وما جاء في فضل الشهداء)

- ‌التَّرْهِيب من أَن يَمُوت الْإِنْسَان وَلم يغز وَلم ينْو الْغَزْو وَذكر أَنْوَاع من الْمَوْت تلْحق أَرْبَابهَا بِالشُّهَدَاءِ والترهيب من الْفِرَار من الطَّاعُون

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمهوما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌(الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن)

- ‌(الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به)

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة، وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانوما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولهاأو عشر من آخرها

- ‌(الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر)

- ‌الترغيب في قراءة قل هو الله أحد

- ‌(الترغيب في قراءة المعوذتين)

- ‌(كتاب الذكر والدعاء)

- ‌(الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرَّا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

- ‌(الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه)

- ‌(الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)

- ‌(الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)

- ‌(الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء)

- ‌(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل)

- ‌(الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما)

- ‌(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)

- ‌الترغيب في الاستغفار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌الترهيب من استبطاء الإجابة، وقوله دعوت فلم يستجب لي

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالترهيب من تركها عند ذكره، صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب البيوع وغيرها

- ‌الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيرهوما جاء في نوم الصبحة

- ‌(الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة)

- ‌الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيهوما جاء في ذمّ الحرص وحب المال

- ‌الترغيب في طلب الحلال والأكل منهوالترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

- ‌الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

- ‌(الترغيب في إقالة النادم)

- ‌(الترهيب من بخس الكيل والوزن)

- ‌الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

- ‌الترهيب من الاحتكار

- ‌ترغيب التجار في الصدقوترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

- ‌الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

- ‌الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

- ‌الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوجأن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت

- ‌الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

- ‌(الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس)

الفصل: ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

1 -

عنْ خريمْ بن فاتكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

منْ أنفقَ نفقة في سبيل الله كتبتْ بسبعمائة ضعفٍ (1). رواه النسائي والترمذي، وقال: حديث حسن، وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال صحيح الإسناد.

2 -

وروي البزار حديث الاسراء من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية، أو غيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بفرسٍ يجعلُ كلَّ خطوٍ منه أقصى بصرهِ (2) فسار وسار معه جبرائيل عليه السلام فأتى على فومٍ يزرعون في يومٍ، ويحصدون (3) في يوم كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبرائيل منْ هؤلاء؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنات بسبعمائة ضعفٍ وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه (4) فذكر الحديث بطوله.

3 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما نزلتْ: مثل الذين ينفقون أموالهمْ في سبيل الله كمثل حبَّةٍ أنبتتْ سبع سنابل في كلِّ سنبلةٍ مائة حبةٍ والله يضاعف لمنْ يشاء والله واسع عليم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب زد أمَّتي، فنزلتْ: إنما يوفَّى الصابرون أجرهمْ بغير حساب. رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي.

4 -

وعن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأبي الدرداء، وأبي هريرة وأبي أمامة الباهلي، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وعمران بن حصين رضي الله عنهم، كلهم يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أرسل نفقةً في سبيل الله، وأقام في بيته فله بكلِّ درهمٍ سبعمائة درهمٍ، ومنْ غزا بنفسه في سبيل الله، وأنفق في وجهه ذلك فله بكلِّ درهمٍ سبعمائة ألف درهمٍ، ثمَّ تلا هذه الآية: والله يضاعف لمن يشاء. رواه ابن ماجه عن الخليل بن عبد الله، ولا يحضرني فيه جرح. ولا عدالة عن

(1) معناه مضاعفة الثواب للمنفقين في الجهاد لإعلاء كلمة الله، ونصر الحق، والدفاع عن الباطل، والأمر بالمعروف.

(2)

مدى ونهاية نظره.

(3)

معناه ينبت الله لهم الخير حالا ويبارك في عملهم فينتج ويثمر.

(4)

يعطيهم الجزاء ويرزقهم البدل المضاعف.

ص: 253

الحسن عنهم، ورواه ابن أبي حاتم عن الحسن عن عمران فقط.

(قال الحافظ): والحسن لمن يسمع من عمران، ولا من ابن عمر، وقال الحاكم: أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران انتهى. والجمهور على أنه لم يسمع من أبي هريرة أيضاً وقد سمع من غيرهم، والله أعلم.

5 -

وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: طوبى (1) لمنْ أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله، فإنَّ له بكلِّ كلمة سبعين ألف حسنةٍ، كلُّ حسنة منها عشرة أضعافٍ مع الذي له عند الله من المزيد (2). قيل يا رسول الله: النَّفقة؟ قال: النفقة على قدر ذلك. قال عبد الرحمن، فقالت لمعاذٍ: إنَّما (3) النفقة بسبعمائة ضعفٍ، فقال معاذ: قلَّ فهْمك، إنما ذاك إذا أنفقوها وهمْ مقيمون في أهليهم غير غزاةٍ، فإذا غزوا، وأنفقوا خبأ الله (4) لهمْ من خزائن رحمته ما ينقطع عنه علم العباد وصفتهم (5) فأولئك حزب الله، وحزب الله هم الغالبون. رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده راو لم يسم.

6 -

وعنْ زيد بن خالدٍ الجهنيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جهَّز (6) غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومنْ خلف غازياً في أهله بخيرٍ (7) فقد غزا. رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي.

7 -

ورواه ابن حبان في صحيحه، ولفظه: منْ جهَّز غازياً في سبيل الله، أوْ خلفه في أهله كتب الله له مثل أجره حتى إنَّه لا ينقص من أجر الغازي شيء. ورواه ابن ماجه بنحو ابن حبان لم يذكر: خلفه في أهله.

8 -

وروى ابن ماجه أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعتُ

(1) شجرة في الجنة يسير في ظلها الراكب خمسمائة عام.

(2)

الزيادة.

(3)

إنما. كذا ط وع ص 326، وفي ن د: إن.

(4)

حفظ وكنز.

(5)

وصفتهم فأولئك كذا د وع، وفي ن ط: وصفتهم بأولئك.

(6)

مده بالمال وإعطاء الذخيرة وعدة الحرب، ومنحه الزاد وسهل له الجهاد.

(7)

ساعدهم وراعي أعمالهم، وقضى مآربهم، وسد حاجاتهم.

ص: 254

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من جهَّز غازيا حتى يستقلَّ (1) كان له مثل أجره حتى يموت، أو يرجع.

9 -

وعنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان: ليخرجْ من كلِّ رجلين رجلٌ، ثمَّ قال: للقاعد أيُّكم خلف الخارج في أهله فله مثل أجرهِ. رواه مسلم، وأبو داود وغيرهما.

10 -

وعنْ زيد بن ثابتٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: منْ جهَّز غازياً في سبيل الله فله مثل أجره، ومنْ خلف غازياً في أهله بخير، أو أنفق على أهله فله مثل أجرهِ. رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح.

11 -

وعنْ عبد الله بن سهل بن حنيفٍ رضي الله عنه أن سهلا رضي الله عنه حدَّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أعان مجاهداً في سبيل الله، أو غارماً (2) في عسرته أو مكاتباً (3) في رقبته أظلَّه يوم لا ظل إلا ظله. رواه أحمد والبيهقي كلاهما عن عبد الله بن عقيل عنه.

12 -

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ أظلَّ (4) رأس غازٍ أظله الله يوم القيامة، ومن جهَّز غازيا في سبيل الله فله

(1) يكتفي بما أخذ، وتوجد عنده الأقوات والعدد.

(2)

مديناً أعطاه فسد دينه.

(3)

عبدا فك ذله ودفع ما اتفق عليه مع سيده أن يدفعه ليعتقه.

(4)

وفر له المأوى، وأبعد عنه الضيق، وزوده بآلات الدفاع، وأعطاه خيمة تقيه الحر والبرد. ومنحه لباساً.

(آيات الجهاد في سبيل الله)

قال الله تعالى:

أ - (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين 10 واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين. الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) - 190 من سورة البقرة.

ب - وقال تعالى: (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيما 75 وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء =

ص: 255

مثل أجره وَمن بنى لله مَسْجِدا يذكر فِيهِ اسْم الله بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة

= والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا 75 الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) 76 من سورة النساء.

جـ - وقال تعالى: (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً. وإن منكم لمن ليبطئن) 71، 72 من سورة النساء.

د - وقال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير 39 وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير) 41، وقال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 45 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) 46 من سورة الأنفال.

(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين. وألف بين قلوبهم أو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم. يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون) 60 - 65 من سورة الأنفال.

هـ - (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير إلا تنصروه فقد نصره الله) 38 - 40 سورة التوبة.

(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله الآية) 111 من سورة التوبة. وقال تعالى:

و- أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرون الله من ينصره إن الله لقوى عزيز) 39، 40 من سورة الحج.

ز - قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) 10، 11 من سورة الصف، وقال تعالى:(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) 4، من سورة الصف.

ح - وقال تعالى: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون 21 يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) 20 - 22 من سورة التوبة (أعظم درجة) أعلى رتبة وأكثر كرامة (الفائزون) بالثواب ونيل الحسنى عند الله.

ط - وقال تعالى: (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين اووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم) 74 من سورة الأنفال. =

ص: 256

رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْبَيْهَقِيّ.

= قال البيضاوي: لما قسم المؤمنين ثلاثة أقسام بين أن الكاملين في الإيمان منهم هم الذين حققوا إيمانهم بتحصيل مقتضاه من الهجرة والجهاد، وبذل المال ونصرة الحق، ووعد لهم الوعد الكريم (لهم مغفرة ورزق كريم) لا تبعة لهم ولا منة فيه، ثم أحلق بهم في الأمرين من سيلحق بهم ويتسم بسمتهم. فقال:(والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) أي من جملتكم أيها المهاجرون والأنصار. أهـ ص 273.

أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى

إن أسمى درجة في الجهاد:

أولا: محاربة الكفار لأجل نصر دين الله، وذب الأعداء عن الهجمات في الدين، والتفاني في خدمته، والتضحية في إعلاء كلمته سبحانه، وإعزاز إسلامه، والرباط لانتظار الدفاع في حومة الوغي.

ثانياً: محاربة المارقين، ومخاصمة الملحدين، وإقناعهم بالحجة الدامغة حتى يبوءوا بالخزي المبين.

ثالثاً: دعوة الناس إلى الحق، وحثهم على العمل بكتاب الله تعالى وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم.

رابعاً: مجاهدة النفس بالتحلي بالمكارم والتخلي عن الرذائل، وتعلم أمور الدين، والسير على منهج خير المرسلين، ثم العمل بأحكام الشريعة الغراء حتى يينع ثمرتها في دوحته.

خامساً: مجاهدة الشيطان بدفع ما يأتي به من الشبهات. وما يزينه من الشهوات. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم) 21 من سورة النور (خطوات الشيطان) طرقه الزينة للموبقات، والداعية إلى المعاصي، وإشاعة الفاحشة، والغيبة والنميمة، والبغضاء والغواية، و (الفحشاء) ما أفرط قبحه (والمنكر) ما أنكره الشرع (ورحمته) بتوفيق التوبة الماحية للذنوب وشرع الحدود المكفرة لها. (ما أزكى): ما طهر من دنسها (يزكى) يحمله على التوبة وقبولها (سميع) لمقالهم (عليم) بنياتهم.

سادساً: ترك مجالس السوء، وهجر صحبة الأشرار، ونبذ مودة العاصين، وقطع كل صلة بالفاسقين، وإعلان الحرب على الضالين المضلين الغاوين.

سابعاً: نصيب العالم كله للارشاد والوعظ، والهداية والنصيحة، وتفهيم الناس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والأحكام الفقهية، والسيرة النبوية، وتاريخ أبطال الإسلام وحماته.

ثامناً: الإقبال على النصيحة والعمل بها، والسعي لجني ثمارها، ومحبة الصالحين وزيارة المتقين، ومودة العاملين والاستضاءة بأنوارهم والاقتداء بأفعالهم. قال تعالى:

1 -

(للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد) 18 من سورة الرعد (الحسنى) الاستجابة الحسنى والمثوبة بالجنة، وهذا مثل المؤمنين الصالحين (والذين لم يستجيبوا له) هذا مثل العصاة، وقال البيضاوي: ووهم الكفرة واللام متعلقة بيضرب. بقوله تعالى: (كذلك يضرب الله الأمثال) على أنه جعل ضرب المثل لشأن الفريقين ضرب المثل لهما، وقيل للذين استجابوا خير الحسنى وهي المثوبة أو الجنة (سوء الحساب) المناقشة فيه بأن يحاسب الرجل بذنبه لا يغفر منه شيء (ومأواهم) مرجعهم (النار وبئس المهاد) ذم المستقر. أهـ.

ص: 257