الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 -
وعنْ أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه قال: كان يقال في أيَّام العشرِ بكلِّ يومٍ ألف يومٍ، ويوم عرفة عشرة آلاف يومٍ. قال يعني: في الفضل. رواه البيهقي والأصبهاني، وإسناد البيهقي لا بأس به.
8 -
وعن الأوزاعيِّ رضي الله عنه قال: بلغني أنَّ العمل في اليوم من أيَّام العشر كقدرِ غزوة في سبيل الله، يصام (1) نهارها، ويحرس ليلها إلا أنْ يختصَّ امرؤ بشادةٍ. قال الأوزاعي: حدثني بهذا الحديث رجل من بني مخزوم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البيهقي.
(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)
عنْ جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ أيَّامٍ عند الله أفضل من عشر ذي الحجَّة، قال فقال رجلٌ: يا رسول الله: هنَّ أفضل أمْ منْ عدَّتهنَّ جهاداً في سبيل الله؟ قال: هُنَّ أفضل من عدَّتهنَّ جهاداً في سبيل الله، وما من يومٍ أفضلُ عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السَّماء (2) الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعْثاً غبراً ضاحين جاءوا من كلِّ
(1) يصام. كذا ط وع، وفي ن د: بصيام، والمعنى أن الأعمال في عشرة أيام يساوي ثوابها الغزو، والجهاد في سبيل نصر دين الله. تنتهي بصيام أيامها، وسهر لياليها لحراسة المسلمين من هجوم أعداء الدين، ولعظيم ثوابها أقسم بها سبحانه فقال تعالى:(والفجر وليال عشر) أقسم سبحانه بالصبح أو فلقه، أو بصلاته وعشر ذي الحجة (والشفع والوتر) أي الأشياء كلها شفعها ووترها أو الخلق (والليل إذا يسر) والليل إذا يمضي دلالة على كمال قدرته، ووفور نعمته (هل في ذلك قسم لذي حجر؟) لذي عقل: أي يحجر عما لا ينبغي.
(خلاصة الباب)
يدعو النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين لاستقبال هذه الأيام بالتوبة، وطاعة الله، وكثر الأعمال الصالحة فيها، والإكثار من الاستغفار، والتكبير والتهليل، وذكر الله وتسحبيه، وحضور مجالس العلم، والتهجد وفعل البر، وتشييد المكارم والجود، ويفوز بالأجر الكثير من قابل الشدائد. واخشوشن وزهد وعكف على طاعة الله واستبسل وقاسى الأهوال (عفر وجهه بالتراب).
(2)
السماء. كذا ط وع ص 396، وفي ن د: سماه، والمعنى أن الله تعالى يتفضل فينزل رحمته ويعمم نعماءه، ويغدق من بركاته، ويزداد بره في هذه الأيام، وتستجاب الدعوات، سبحانه ينجي من عذاب النار ملايين من المسلمين تكرما. قال تعالى:(ورحمتي وسعت كل شيء).
فجٍ عميق يرجون رحمتي ولمْ يروا عذابي فلمْ يرَ يوم أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة. رواه أبو يعلي والبزار، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحه واللفظ له. والبيهقي ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم عرفة، فإنَّ الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كلِّ فجِّ عميقٍ، أشهدكم أنِّي قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: إنَّ فيهم فلاناً مرهَّقاً وفلاناً. قال: يقول الله عز وجل: قد عفرْتَ لهمْ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ يومٍ أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة، ولفظ ابن خزيمة نحوه لم يختلفا إلا في حرف، أو حرفين.
(المرهَّق): هو الذي يغشى المحارم، ويرتكب المفاسد.
(قوله ضاحين): هو بالضاد المعجمة، والحاء المهملة. أي بارزين للشمس غير مستترين منهام، يقال: لكل من برز للشمس من غير شيء يظله ويكنّه: إنه لضاحٍ.
2 -
وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مارؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أحقر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى فيه من تنزلُّ الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا مأ رأى (1) يوم بدرٍ، فإنَّه رأى جبرائيل عليه السلام يزع (2) الملائكة. رواه مالك والبيهقي من طريقة وغيرها، وهو مرسل.
(أدحر) بالدال والحاء المهملتين بعدهما راء: أي أبعد وأذلّ.
3 -
وعنْ عبادة بن الصَّامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم عرفة: أيها الناس إنَّ الله عز وجل تطوَّل عليكم في هذا اليوم، فغفر لكمْ إلا التَّبعات (3) فيما بينكم، ووهب مسيئكمْ لمحسنكمْ، وأعطي لمحسنكمْ ما سألَ
(1) كذا د وع، وفي ن ط: رؤى.
(2)
في هامش النسخة العماري يزع: أي يدفع، وهي هنا بمعنى يصفهم ويرتبهم، ويدفع بعضهم بعضاً أن يتقدم على بعض. أهـ ص 396.
(3)
ما يتبع المال من نوائب الحقوق، وهو من تبعت الرجل، بحقي، والتبيع: الذي يتبعك بحق يطالبك به، والمعنى أن الله تعالى يغفر الذنوب كلها رلا حقوق الآدميين المتعلقة بالذمة المطالب بها حقا، وهناك يخسا إبليس ويتحسر، ويزداد غيظاً من هذا الغفران الجم، والخير الأعم.
فادفعوا باسم الله، فلمَّا كان بجمعٍ. قال: إنَّ الله عز وجل: قدْ غفر لصالحيكمْ، وشفَّع صالحيكمْ في طالحيكمْ (1) تنزل الرَّحمة فتعمُّهُمْ، ثمَّ تفرَّق المغفرة في الأرض فتقع على كلِّ تائبٍ ممنْ حفظ لسانه ويده، وإبليس وجنوده على جبال (2) عرفاتٍ ينظرون ما يصْنع (3) الله بهمْ، فإذا نزلت الرَّحمة دعا إبليس وجنوده بالويل والثُّبور. رواه الطبراني في الكبير، ورواته محتجّ بهم في الصحيح، إلا أن فيهم رجلاً لم يسمّ.
4 -
ورواه أبو يعلي من حديث أنس، ولفظه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الله تطوَّل على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة، يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً، أقبلوا يضربون إليَّ من كلِّ فجٍّ عميق، فأشْهد كمْ أنِّي قد أجبت دعاءهمْ، وشفَّعتُ رغبتهمْ، ووهبت مسيئهمْ لمحسنهمْ، وأعطيت لمحسنهم جميع ما سألوني غير التَّبعات التي بينهمْ، فإذا أفاض القوم إلى جمعٍ، ووقفوا وعادوا في الرَّغبة والطلب إلى الله تعالى، فيقول يا ملائكتي: عبادي وقفوا فعادوا في الرَّغبة، والطلب فأشهدكمْ أنِّي قد أجبت دعاءهمْ، وشفَّعْتُ رغبتهمْ، ووهبتُ مسيئهم لمحسنهمْ، وأعْطيتُ محسنيهمْ جميع ما سألوني، وكفلتُ عنهم التَّبعات التي بينهمْ.
5 -
وعنْ عباس بن مدراسٍ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشيَّة عرفة، فأجيب أني قد غفرتْ لهمْ ماخلا المظالم، فإنِّي آخذ للمظلوم منه. قال: أي ربِّ إنْ شئت أعطيت المظلوم الجنَّة، وغفرت للظالم فلمْ يجبْ عشية عرفة، فلمَّا أصبح بالمزدلفة أعاد، فأجيب إلى ما سأل. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال تبسَّم، فقال له أبو بكرٍ وعمر رضي الله عنهما: بأبي أنت وأمي إنَّ هذه لساعة ما كنت تضحكُ فيها، فما الذي أضحكك؟ أضحك الله سنَّك. قال: إنَّ عدوَّ الله إبليس لما علم أنَّ الله قد استجاب دعائي، وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على
(1) ضعفاء الأعمال الصالحة: المهازيل في البر، والمقصرين في أوامر الله. من طلح: أي أعيا، وجعل طليح: أي معي.
(2)
جبال. كذا ط وع، وفي ن د حْبل.
(3)
يصنع. كذا د وع، وفي ن ط: صنع، والمعنى أن الله تعالى تفضل على الحجاج الواقفين بعرفة بالغفران والرضوان، والقبول والإحسان، والعفو والخير الجزيل.
رأسه، ويدعو بالويلِ (1) والثُّبورِ فأضحكني ما رأيت من جزعهِ. رواه ابن ماجه عن عبانة بن عباس بن مرداس أن أباه أخبره عن أبيه.
6 -
ورواه البيهقي، ولفظه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشيَّة عرفة لامَّته بالمغفرة والرَّحمة فأكثر الدعاء، فأوحى الله إليه أنِّي فعلتُ إلا ظلم بعضهم بعضاً، أمَّا ذنوبهم فيما بيني وبينهمْ فقدْ غفرْتها، فقال: يا ربِّ إنَّك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيراً من مظلمتهِ، وتغفر لهذا الظالم فلمْ يجبهُ تلك العشيَّة، فلمَّا كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء، فأجابه الله أني قد غفرت لهمْ. قال: فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله! تبسَّمت في ساعة لمْ تكن تتبَسَّمُ؟ قال: تبسَّمت من عدوِّ الله إبليس، إنَّه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمَّتي أهوي يدعو بالويل والثُّبور، ويحثوا التراب على رأسه. رواه البيهقي من حديث ابن كنانة ابن العباس بن مر داس السُّلمي، ولم يسمه عن أبيه عن جده عباس، ثم قال: وهذا الحديث له شواهد كثيرة، وقد ذكرناها في كتاب البعث، فإن صح بشواهده ففيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله تعالى: ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وظُلْمَ بعضهم بعضا دون الشرك. انتهى.
7 -
وروي ابن المبارك عنْ سفيان الثَّوريِّ عن الزُّبير بن عديٍ عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: وقف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بعرفاتٍ، وقد كادت الشَّمس أن تؤوب، فقال: يا بلال أنصت لي الناس، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنصت الناس فقال: معشر الناس أتاني جبرائيل عليه السلام آنفاً فأقرأني من ربِّي السلام، وقال: إن الله عز وجل: غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر، وضمن عنهمُ التَّبعات، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله: هذا لنا خاصة؟ قال: هذا لكمْ، ولمنْ أتى من بعدكمْ إلى يوم القيامة، فقال عمرُ ابن الخطاب رضي الله عنه كثر خير الله، وطاب.
8 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1) النار والهلاك.
إنَّ الله يباهي بأهل عرفاتٍ أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثاً غبراً. رواه أحمد، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما.
9 -
وعنْ عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: إنَّ الله عز وجل يباهي ملائكته عشيَّة عرفة بأهل عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي شعْثاً غبراً. ورواه أحمد الطبراني في الكبير والصغير، وإسناد أحمد لا بأس به.
10 -
وعنْ عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما منْ يومٍ أكثر من أنْ يعتق الله فيه عبيداً من النَّار من يوم عرفة، وإنَّه ليدنو يتجلَّى، ثمَّ يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ رواه مسلم والنسائي، وابن ماجه.
وزاد رزين في جامعه فيه: اشهدوا ملائكتي أنِّي قدْ غفرتُ لهمْ.
11 -
وعنْ عد العزيز بن قيسٍ العبديِّ قال: سمعتُ ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كان فلانٌ ردفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهنَّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن أخي، إنَّ هذا يوم من ملك فيه سمعهُ وبصرهُ ولسانه غفر له. رواه أحمد بإسناد صحيح والطبراني، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصَّمت، وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي، وعندهم: كان الفضل ابن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث.
12 -
ورواه أبو الشيخ بن حبان في كتاب الثواب، والبيهقي أيضاً عن الفضل ابن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مختصراً، قال: من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة.
13 -
وروي عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو يعلم أهل الجمعِ بمن حلُّوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة. رواه الطبراني والبيهقي.
14 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله! كلمات أسأل عنهنَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: اجْلسْ، وجاء رجلٌ من ثقيفٍ، فقال: يا رسول الله، كلمات أسأل عنهنَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: سبقك الأنصاريُّ، فقال الأنصاريُّ: إنَّه رجل غريب، وإن للغريب حقا فابدأ بهِ، فأقبل على الثَّقفي فقال: إن شئتَ أنبأتك عمَّا كنْتَ تسألني عنهُ، وإنْ شئت تسألني عن الركوع والسجود، والصلاة والصوم، فقال: والذي بعثك بالحقِّ ما أخطأتِ مما كان في نفسي شيئاً، قال: فإذا ركعتَ فضعْ راحتيك على ركبتيك، ثمَّ فرِّج أصابعك، ثمَّ اسكنْ حتى يأخذ كلُّ عضو مأخذه، وإذا سجدت فمكِّنْ جبهتك، ولا تنقر نقراً، وصلِّ أوَّل النهار وآخره، فقال: يا نبي الله فإن أنا صلَّيت بينهما؟ قال: فأنت إذاً مصلٍ، وصمْ من كل شهر ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، فقام الثقفي، ثمَّ أقبل على الأنصاري فقال: إن شئت أخبرتك عمَّا جئت تسألني، وإن شئت تسألني وأخبرك، فقال: لا يا نبيَّ الله، أخبرني بما جئت أسألك، قال: جئت تسألني عن الحاجِّ ماله حين يخرج من بيتهِ، وماله حين يقوم بعرفاتٍ، وما له حين يرمي الجمار، وما له حين يحلق رأسه، وما له حين يقضي آخر طوافٍ بالبيت، فقال: يا نبي الله! والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئاً، قال: فإنَّ له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوةً إلا كتب الله له بها حسنً، أوْ حطَّ عنها بها خطيئةً، فإذا وقف بعرفاتٍ (1) فإنَّ الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً، اشهدوا أنِّي قدْ غفرتُ لهم ذنوبهمْ، وإنْ كانت عدد قطر السَّماء ورمل عالجٍ، وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ماله حتى يتوفَّاه الله يوم القيامةِ، وإذا قضى آخر طوافٍ (2)
بالبيت خرجَ من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه. رواه البزار والطبراني، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له.
15 -
وعنْ جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) بعرفات. كذا دو ع ص 400، وفي ن ط: بعرفة.
(2)
طواف .. كذا د وع، وفي ن ط: الطواف.
عليه وسلم: ما من مسلمٍ عشيَّة عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجههِ، ثمَّ يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيى ويميتُ، وهو على كل شيء قديرٌ، مائة مرَّةٍ، ثمَّ يقرأ: قل هو الله أحد مائة مرةٍ، ثم يقول: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صلين على إبراهيم وآل وإبراهيم إنَّك حمد مجيد، وعلينا معهمْ مائة مرة إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي: ما جزاء عبدي هذا سبحني، وهللني، وكبرني، وعظمني، وعرفني، وأثنى عليَّ، وصلَّى على نبيِّّ. اشهدوا ملائكتي (1): أني قد غفرت له، وشفَّعتهُ في نفسه، ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف. رواه البيهقي، وقال: هذا متن غريب، وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع، والله أعلم.
16 -
وعنْ أبي سليمان الدَّاراني قال: سئل عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه عن الوقوف بالجبل، ولم لمْ يكن في الحرم. قال: لأن الكعبة بيت الله، والحرم باب الله، فلمَّا قصدوه وافدين أوقفهمْ بالباب يتضرَّعون. قيل: يا أمير المؤمنين فالوقوف بالمشعر الحرام؟ قال: لأنه لما أذن لهمْ بالدخول إليه، وقفهم (2) بالحجاب الثاني، وهو المزدلفة، فلمَّا أن طال تضرُّعهم أذن لهمْ بتقريب قربانهم بمنى. فلما أن قضوا تفثهم، وقرَّبوا قربانهم فتطهروا بها من الذنوب التي كانت عليهم أذن لهمْ بالزِّيارة إليه على الطهارة. قيل: يا أمير المؤمنين: فمن أين حرِّم الصيام أيام التشريق؟ قال: لأنَّ القوم زوَّار الله، وهمْ في ضيافتهِ، ولا يجوز للضَّيف أن يصوم دون إذن من أضافه. قيل: يا أمير المؤمنين فتعلُّق الرَّجل بأستار الكعبة لأي معنى هو؟ قال: هو مثل الرَّجل بينه وبين صاحبهِ جناحية فيتعلَّق بثوبهِ، ويتنصَّل (3) إليه، ويتخدَّع (4) له ليهب له جنايته. رواه البيهقي وغيره هكذا منقطعا، ورواه أيضا عن ذي النون من قوله: وهو عندي أشبه، والله أعلم.
(1) اشهدوا يا ملائكتي. كذا د وع، وفي ن د: ملائكتي.
(2)
وقفهم. كذا د وع ص 401، وفي ن ط: أوقفهم.
(3)
يتبرأ: أي يخضع، ويتوب ويلجأ إلى الله بالإنابة.
(4)
ويتخدع. كذا وع، وفي ن د: يتخاذع.