الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبداً شكوراً. لقدْ نزلتْ (1) عليَّ الليلة آية: ويل (2) لمنْ قرأها. ولمْ يتفكَّر فيها: إنَّ في خلق السَّموات والأرض الآية كلَّها. رواه ابن حبان في صحيحه وغيره.
14 -
وروي ابن أبي الدنيا عن سفيان يرفعه قال: منْ قرأ آخر آل عمران (3)، ولمْ يتفكر فيها ويله، فعدَّ بأصابعهِ عشراً.
الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها
1 -
عنْ أبي أيوب الأنصاريِّ رضي الله عنه أنَّه كانت له سهوة (4) فيها تمرٌ،
(1) نزلت. كذا د وع. وفي ن ط: أنزلت.
(2)
واد في جهنم أعده الله للذين لم يتدبروا معاني هذه الآيات، وكتب النووي على قوله صلى الله عليه وسلم (الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه) قيل: معنا كفتاه عن قيام الليل، وقيل من الشيطان، وقيل من الآفات ويحتمل من الجميع. أهـ ص 92 جـ 6.
(3)
هي الآيات المذكورة في قوله عز شأنه: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب 190 الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار 191 ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار 193 ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد 194 فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فاللذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب 195 لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد 196 متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد 197 لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار 198 وإن من أهل الكتاب لم يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب 199 يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم 200 من سورة آل عمران.
أي الدلائل واضحة على وجود الصانع ووحدته، وكمال علمه، وقدرته لذوي العقول السليمة (هاجروا) الشرك، والأوطان، والعشائر لنصر الدين (وقاتلوا) الكفار (وقتلوا) في الجهاد (نزلا) إكراما من عند الله من أصناف نعيم الطعام والشراب (وإن من أهل الكتاب) نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه، وقيل في أربعين من بجران، واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم كانوا نصارى فأسلموا (وما أنزل إليكم) من القرآن (إليهم) من الكتابين.
(4)
السهوة بيت صغيرة منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع والخزانة، وقيل هو كالصفة تكون بين يدي البيت، قيل شبيه بالرف أو الطاق: يوضع فيه الشيء، وفيه أنه دخل على عائشة في البيت سهوة عليها ستر. أهـ ونهاية ص 197 جـ 2.
وكانت تجيء الغول فتأخذ منه. قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: اذهبْ فإذا رأيتها فقلْ: باسم الله أجيبي رسول الله، قال: فأخذها فحلفتْ أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفتْ أنْ لا تعود. قال: كذبت وهي معاودة للكذب. قال: فأخذها مرَّة أخرى فحلفتْ أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفتْ أن لا تعود، فقال: كذبت وهي معاودة للكذب فأخذها، فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسيِّ اقرأها في بيتك فلا يقر بك شيطان ولا غيره، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: فأخبره بما قالتْ: قال صدقتْ وهي كذوبٌ رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وتقدم حديث أبي هريرة فيما يقوله إذا أوى إلى فراشه، وستأتي أحاديث في فضلها فيما يقوله دبر الصلوات إن شاء الله.
(السهوة) بفتح السين المهملة: هي الطاق في الحائط يوضع فيها الشيء، وقيل هي: الصُّفَّة، وقيل: المخدع بين البيتين، وقيل: هو شيء شبيه بالرفِّ، وقيل: بيت صغير كالخزانة الصغيرة. (قال المملي) كل واحد من هؤلاء يسمي السهوة، ولفظ لحديث يحتمل الكل، ولكن ورد في بعض طرق هذا الحديث ما يرجح الأول.
(والغول) بضم الغين المعجمة: هو شيطان يأكل الناس، وقيل: هو من يتلون من الجن.
2 -
وعنْ أبيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه أنَّ أباه أخبره أنَّه كان لهم جرينٌ فيه تمرٌ، وكان مما يتعاهد فيجده ينقص فحرسه ذات ليلةٍ، فإذا هو بدايةٍ كهيئة الغلام المحتلم قال: فسلم فردَّ عليه السلام، فقلتُ ما أنت، جنٌّ أم إنس؟ قال: جنٌّ، فقلت ناولني يدك، فإذا يد كلبٍ، وشعر كلب (1)، فقلتُ: هذا خلق الجنِّ، فقال: لقدْ علمت الجنُّ أن ما فيهم من هو أشدُّ مني، فقلت: ما يحملك على ما صنعت؟ قال: بلغني أنَّك الصَّدقة فأحْببتُ أن أصيب من طعامك، فقلت: ما الذي يحرزنا
(1) ليس في د (وشعر كلب)