الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 -
وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصَّدقات ظلُّ فُسطاطٍ في سبيل الله، ومنحة خادمٍ في سبيل الله، أوْ طروقة فحلٍ في سبيل الله. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
(طروقة الفحل) بفتح الطاء وبالإضافة: هي الناقة التي صلحت لطرق الفحل، وأقلّ سنها: ثلاث سنين، وبعض الرَّابعة، وهذه هي الحقة، ومعناه أن يعطي الغازي خادماً، أو ناقة هذه صفتها، فإن ذلك أفضل الصدقات.
الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلها
والترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة
1 -
عنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من احتبسَ فرساً في سبيل الله (1) إيماناً بالله وتصديقاً بوعدهِ (2) فإنَّ شبعة (3) وريَّهُ (4) وروثه، وبوله في ميزانهِ يوم القيامة، يعني حسناتٍ (5). رواه البخاري والنسائي وغيرهما.
2 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله: فالخيل؟ قال: الخيل ثلاثة: هي لرجلٍ وزرٌ، وهي لرجلٍ سترٌ، وهي لرجلٍ أجرٌ، فأمَّا الذي هي له وزرٌ (6): فرجل ربطها رياء وفخراً، ونواء (7) لأهل الإسلام فهي له وزرٌ، وأمَّا التي هي له سترٌ: فرجل ربطها في سبيل الله، ثمَّ لمْ ينس حق الله في ظهورها، ولا رقابها فهي له ستر، وأما التي هي له أجرٌ: فرجل ربطها في سبيل الله تعالى لأهلِ الإسلام في مرجٍ (8) أو روضةٍ (9) فما أكلتْ من ذلك المرج أو الرَّوضة من شيء إلا كتب الله له
(1) وقفها للدفاع عن بيضة الإسلام.
(2)
بنيل نعيمه.
(3)
ما يشبع به.
(4)
ما يرويه من الماء. هذه الأشياء كلها ثواب له في ميزانه، وتكون في كف ميزانه مثل المسك الأذفر وتنقى صحائفه وتضيء أمامه. قال صلى الله عليه وسلم:(ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيراً ثم يعلقه عليه إلا كتب الله له بكل حبة حسنة) رواه الإمام أحمد في مسنده ص 306 شرقاوي.
(5)
كل شيء يفعله فيه يكنز ثوابه حسنات.
(6)
ذنب.
(7)
عداء.
(8)
مزارع، وفي المصباح أرض ذات نبات ومرعي.
(9)
والروضة: الموضع المعجب بالزهور. يقال نزلنا أرضا أريضة. قيل سميت بذلك لاستراضة المياه السائلة إليها. أي لسكونها بها. أهـ.
عدد ما أكلت حسناتٍ، وكتب له عدد أرواثها (1) وأبوالها حسناتٍ، ولا تقطع طوالها فاستنَّتْ شرفاً، أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأروثها حسناتٍ، ولا مرَّ بها صاحبها على نهرٍ فشربتْ منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربتْ حسناتٍ. رواه البخاري ومسلم واللفظ له، وهو قطعة من حديث تقديم بتمامه في منع الزكاة.
3 -
ورواه ابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال: فأمَّا الذي هي له أجرٌ: فالذي يتخذها في سبيل الله (2)، ويعدها له لا تغيِّب في بطونها شيئاً إلا كتب له بها أجرٌ، ولوْ عرض مرجاً، أومرجينِ (3) فرعاها صاحبها فيه كتب له بما غيَّبت في بطونها أجر ولو استنَّذت شرفاً، أو شرفين تب له بكلِّ خطوة خطاها أجر، ولوْ عرض نهراً فسقاها به كانت (4) له بكلِّ قطرة غيبَّبت في بطونها منه أجر حتى ذكر الأجر في أوراثها وأبوالها. وأما التي هي له سترٌ: فالذي يتخذها تعففاً وتجملاً وتستراً، ولا يحبسُ حق ظهورها وبطونها في يسرها وعسرها: وأما الذي عليه وزرٌ: فالذي يتخذها أشراً وبطراً وبذخاً عليهم، الحديث.
4 -
ورواه البيهقي مختصرا بنحو لفظ ابن خزيمة، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيل (5) معقود في نواصيها (6)
الخير إلى يوم القيامة، والخيل ثلاثةٌ: خيل
(1) ثفل طعامها.
(2)
أي بنية جهاد العدو لا لقصد الزينة والترفه، والتفاخر إيمانا بالله: أي ربطه خالصاً لله تعالى وامتثالا لأمره.
(3)
أظهر لها مزرعة.
(4)
كانت. كذا د وع ص 428، وفي ن ط: كان.
(5)
الخيل المعدة للجهاد.
(6)
ملازم لها كأه معقود فيها، ويجوز أن يشبه الخير لظهوره، وملازمته بشيء محسوس على مكان مرتفع ليكون منظوراً للناس ملازما تنظره، والعقد تخييل لأنه لازم المشبه به، والناصية تجريد، والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل من مقدم الرأس، وقد يكني بالناصية عن جميع ذات الفرس. قال الولي ابن العراقي ويمكن أنه أشير بذكر الناصية إلى أن الخير إنما هو في مقدمها للاقدام به على العدو دون مؤخرها لمافيه من الإشارة إلى الإدبار. أهـ شرقاوي ص 305.
وقد فسر صلى الله عليه وسلم الخير بقوله في رواية البخاري (الأجر والمغنم).
أ - أي الثواب في الآخرة.
ب - أي الغنيمة في الدنيا. قال الشرقاوي: وفي الحديث مع مجاوزة لفظه من البلاغة والعذوبة ما لا مزيد عليه في الحسن مع الجناس الذي بين الخيل والخير. قال ابن عبد البر: وفيه تفضل الخيل على سائر الدواب لأنه عليه الصلاة والسلام لم يأت عنه في غيرها مثل هذا القول، وروي النسائي عن أنس:(لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل) وروي (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى: =
أجرٍ، وخيل وزرٍ، وخيل سترٍ، فأمَّا خيل سترٍ: فمن اتَّخذها تعففاً وتكرُّما وتجملا، ولم ينس حقَّ ظهورها (1) وبطونها (2) في عسْرهِ ويسرهِ، وأما خيل الأجر فمن ارتبطها في سبيل الله، فإنَّها لا تغيب في بطونها شيئاً إلا كان له أجرٌ حتى ذكر أرواثها وأبوالها، ولا تعدو في وادٍ شوطاً أو شوطين إلا كان في ميزانهِ، وأما خيل الوزرِ، فمن ارتبطها تبذُّخا على الناس، فإنَّها لا تغيِّبُ في بطونها شيئاً إلا كان وزراً حتى ذكر أرْواثها وأبوالها، ولا تعدو في وادٍ شوطاً أو شوطين إلا كان عليه وزرٌ.
(النواء) بكسر النون وبالمد: هو المعاداة. (الطِّوال) بكسر الطاء، وفتح الواو: هو حبل تشدّ به الدابة، وترسلها ترعى. (واستنت) بتشديد النون: أي جرت بقوة.
(والشرف) بفتح الشين المعجمة، والراء جميعا: هو الشوط، ومعناه جرت بقوة شوطاً، أو شوطين كما جاء مفسراً في لفظ البيهقي.
(البذخ) بفتح الباء الموحدة، وسكون الذال المعجمة آخره خاء معجمة: هو الكبر، والتبذخ التكبر، ومعناه أنه اتخذ الخيل تكبراً وتعاظماً، واستعلاء على ضعفاء المسلمين وفقرائهم.
5 -
وعنْ أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
= (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا) الآية: من هم؟ فقال عليه الصلاة والسلام: هم أصحاب الخيل، ثم قال: إن المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة لا يقبضها وأبوالها وأرواثها كذكي المسك يوم القيامة).
وروي (أن الفرس إذا التقت الفئتان تقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح) وهي أشد الدواب عدوا، وفي طبعه الخيلاء في مشيه، والسرور بنفسه، والمحبة لصاحبه، وربما عمر الفرس إلى سبعين سنة. أهـ شرقاوي.
(1)
أي يقدمها للجهاد فينتفع بقوتها ويركب على ظهورها.
(2)
وبطونها: أي يحافظ على زكاة نتائجها، والمعنى أن وجودها عنده لله، ويؤدي فيها حقوق الله، والله تعالى أعلم.
ولقد مدح الله جل وعلا في محكم كتابه سيدنا سليمان الذي كان يعتني بمراقبة خيله للغزو، ويراعي واجبها (ردوها على فطفق مسحاً بالسوق والأعناق) فأخذ يمسح بيده الشريفة بسوقها وأعناقها.
روي أنه عليه الصلاة والسلام غزا دمشق ونصيين وأصاب ألف فرس، وقيل أصابها أبوه من العمالقة فورثها منه. فلم تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس. فغفل عن ورد كان له فاغتم لما فاته. قال عز وجل:(ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب 30 إذا عرض بالعشي الصافنات الجياد 31 فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب) 32 من سورة ص.
قائد الجيوش عليه السلام يستعرض عدد حربه ومطاياها عناية بالجهاد في سبيل الله تعالى، لأنها سبب النصر ولذا سماها خيرا لتعلق الخير بها.
الخيل في نواصيها الخير معقود أبداً إلى يوم القيامة، فمن ارتبطها عدَّة في سبيل الله وأنفق عليها احتساباً في سبيل الله، فإنَّ شعبها وجوعها وريَّها وظمأها وأرْواثها وأبوالها فلاحٌ في موازينهِ (1) يوم القيامة، ومن ارتبطها رياءً وسمعة ومرحاً وفرحاً، فإن شعبها وجوعها وريها وظمأها، وأرواثها وأبوالها خسرانٌ (2) في موازينه يوم القيامة. رواه أحمد باسناد حسن.
6 -
وروي عن خبَّابِ بن الأرتِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشَّيطان، فأمَّا فرس الرَّحمن فما اتُّخذ في سبيل الله، وقتل عليه أعداء الله، وأما فرس الإنسان فما استبطنَ وتجمِّل (3) عليه، وأمَّا فرس الشيطان: فما روهن عليه، وقومر عليه. رواه الطبراني وهو غريب.
7 -
وعن رجلٍ من الأنصار رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: الخيل ثلاثة: فرس يرتبطه الرَّجل في سبيل الله عز وجل فثمنه أجرٌ، وركوبه أجرٌ، وعاريَّته أجرٌ، وفرس يغالق (4) عليه الرجل ويراهن: فثمنه وزرٌ، وركوبه به وزرٌ، وفرسٌ للبطنة: فعسى أن يكون سداد من الفقر إن شاء الله. رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
8 -
وعنْ عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيل ثلاثةٌ: فرس (5) للرَّحمن (6)، وفرس للإنسان (7)، وفرس للشَّيطان (8)، فأما فرس الرَّحمن: فالذي يرتبط (9) في سبيل الله عز وجل فعلفه وبوله وروْثهُ، وذكر
(1) حسنات.
(2)
نقص وسيئات.
(3)
وتجمل. كذا د وع ص 429، وفي ن ط: وتحمل.
(4)
يراهن، والمغلق: سهام الميسر، واحدها مغلق بالكسر كأنه كره الرهان في الخيل إذا كان على رسم الجاهلية، ومنه الحديث:(لا طلاق ولا عتاق في إغلاق) في أي في إكراه لأن المكره لأن المكره لأن المكره مغلق عليه في أمره ومضيق عليه فيتصرفه كما يغلق الباب على الإنسان. أهـ نهاية ص 168.
(5)
فرس. كذا د وع ص 429، وفي ن ط: ففرس.
(6)
للجهاد في سبيله سبحانه.
(7)
البذخ والعز.
(8)
للرياء والكبرياء.
(9)
يحبس.
ما شاء الله، وأما فرس الشيطان: فالذي يقامر عليه ويراهن (1)، وأما فرس الإنسانِ: فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها (2)، فهي ستر من فقرٍ. رواه أحمد أيضا باسناد حسن.
9 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة: ومثل المنفق عليه كالمتكفِّفِ بالصدقةِ. رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، وهو في الصحيح باختصار النفقة.
10 -
وروي ابن حبان في صحيحه شطره الأخير قال: مثل المنفقِ على الخيل كالمتكتفِّفِ بالصدقة، فقلت لعمر: ما المتكفِّف بالصَّدقة؟ قال الذي يعطي بكفِّهِ (3).
11 -
وعنْ أبي كبشة رضي الله عنه صاحب النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: الخيل معقود في نواصيها الخير (إلى يوم القيامة)(4) وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصَّدقة. رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
12 -
وروي عن عريبٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: الخيل معقود في نواصيها الخير والنَّيْل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفقُ عليها كالباسط (5) يده بالصَّدقة، وأبوالها وأرْواثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسكِ الجنة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفي نكارة.
13 -
وعنْ سهل بن الحنظلية، وهو سهل بن الرَّبيع بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المنفقُ على الخيل كالباسط يده بالصَّدقة لا يقبضها (6). رواه أبو داود.
(1) يسابق عليه في الرهان. نعوذ بالله من مال يجلب لصاحبه الويل والثبور وينميه في حرام.
(2)
يربيها لينتفع بأولادها ونتاجها، ويقضي عليها حاجاته.
(3)
بكفه. كذا ط وع، وفي ن د بالله: أي الذي يجود بما عنده، وينفق من ذات يده كناية عن كرمه وكثرة إنفاقه، وضيق يده. فثوابه مضاعف لإيثار الجود عن البخل:(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).
(4)
إلى يوم القيامة ليست في ع.
(5)
أي المرخي ليده العنان فيتصف بكثرة الإنفاق.
(6)
لا يمر عليه بخل، والمعنى أنه سباق إلى جني المكارم، كثير الإحسان، وافر الصدقات لإنفاقه على الخيل =
14 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخيلُ معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. رواه مالك والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه.
15 -
وعنْ عروق بن أبي الجعدِ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: الخيل معقود في نواصيها الخير: الأجر والمغنم إلى يوم القيامة. رواه البخاري، ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
16 -
وعنْ جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخيل معقود في نواصيها الخير والنَّيْلُ إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها فامْسحوا بنواصيها (1)، وأدْعوا لها بالبركة وقلِّدوها (2)، ولا تقلدوها الأوْتار. رواه أحمد باسناد جيد.
17 -
وعنْ جريرٍ رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلْوي ناصية فرس بأصبعه، وهو يقول: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة. رواه امسلم والنسائي.
18 -
وعن معقل بن يسارٍ رضي الله عنه قال: لمْ يكنْ شيء أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثمَّ قال: غفرانك النِّساء (3).
رواه أحمد ورواته ثقات.
19 -
ورواه النسائي من حديث أنس، ولفظه: ولفظه: لمْ يكن شيء أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النِّساء من الخيل.
= التي تغزو في سبيل الله.
(1)
مدو أيديكم عليها تبركا ونظافة وشدة عناية.
(2)
أي قلدوها: طلب أوتار الجاهلية، وذحولها التي كانت بينكم، والأوتار جمع وتر بالكسر: وهو الدم، وطلب الثأر. يريد: اجعلوا ذلك لازما بها في أعناقهم لزوم القلائد للأعناق، وقيل أراد بالأوتار جمع وتر القوس: أي لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق. لأن الخيل ربما رعت الأشجار فنشبت الأوتار ببعض شعبها فشنقتها، وقيل إنما نهاهم عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى فتكون كالعوذة لها فنهاهم وأعلمهم أنها لا تدفع ضررا ولا تصرف حذرا. أهـ نهاية ص 272.
(3)
أي أطلب غفرانك اللهم، ثم يعقب ذلك محبة النساء.
النبي صلى الله عليه وسلم يحب أمرين جليلين عليهما عماد الحياة، ونظامها وعزها وصفائها.
أ - الخيل للجهاد وللغزو، ولمحاربة أعداء الدين، ولإعلاء كلمة الله تعالى.
ب - النساء للنسل ولانتظام المعيشة، ولتوفير أسباب الراحة، ولوجود الهناءة: وبزوغ شموس المسرة، وقرة العيون.
20 -
وعنْ أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ فرسٍ عربي إلا يؤذن له عند كلِّ سحرٍ (1) بكلمات يدعو بهنَّ: اللهمَّ خوَّلتني (2) منْ خوَّلتني (3) من بني آدم، وجعلتني له فاجعلني أحبَّ (4) أهلهِ ومالهِ، أوْ منْ أحبِّ أهله وماله إليه. رواه النسائي.
21 -
وعنْ أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البركة في نواصي الخيل. رواه البخاري ومسلم.
22 -
وعنْ عقبة بن عبدٍ السُّلميِّ رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقصوا نواصي الخيل، ولا معارفها (5)، ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابُّها (6) ومعارفها دفؤها (7) ونواصيها (8) معقود فيها الخير. رواه أبو داود، وفي إسناده رجل مجهول.
23 -
وعنْ عقبة بن عامر، وأبي قتادة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الخيلِ الأدْهم الأقرح (9) الأرْثم (10) المحجَّلُ (11) طلق اليد اليُمنى. قال يزيد، يعْني ابن أبي حبيبٍ، فإنْ لمْ يكن أدهم فكميتٌ على هذه الشِّية. رواه ابن حبان في صحيحه.
(1) قبيل الصبح.
(2)
ملكتني وجعلتني له من خدمه، والخول: حشم الرجل وأتباعه، ومنه الحديث (هو إخوانكم وخولكم).
(3)
من التمليك، وقيل من الرعاية.
(4)
أحب أهله. كذا د وع ص 431، وفي ن ط: أحب إلى أهله. أي أطلب منك يا رب أن تكون محبته لي أكثر من أهله وماله ليرعاني، ويستعملني فيما يرضيك، وأكون سبب الخير والنصر.
(5)
جمع معرفة بفتح الراء: الشعر النابت على رقبتها، وفي حديث ابن جبير:(ما أكلت لحماً أطيب من معرفة البرذون): أي منيت عرفه من رقبته. أهـ.
(6)
الدفاعات عنها: المزيلات عنها أي ضرر يلحقها، المفرد مذبة.
(7)
التي تجلب لها الدفء، وتقيها البرد، وتمنع عنها الألم.
(8)
الشعر الذي في مقدم الرأس فوق الجبهة لأنها سبب العز والفخر والفتح.
(9)
هو ما كان في جبهته قرحة بالضم: وهي بياض يسير فيوجه الفرسن دون الغرة.
(10)
الذي أنفه أبيض وشفته العليا.
(11)
هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد، ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين لأهما مواضع الأحجال: وهي الخلاخيل والقيود، ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان. أهـ نهاية ص 204.
24 -
ورواه الترمذي، وابن ماجه والحاكم عن أبي قتاده وحده، ولفظ الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيْرُ الخيلِ الأدْهمُ الأقرح والأرْثم، ثمَّ الأقرح المحجَّل طلق اليد اليمنى، فإنْ لم يكنْ أدْهم فكميتٌ على هذا الشِّية. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.
(الأقرح): هو الفرس يكون في وسط جبهته قرحة، وهي بياض يسير.
(والأرثم) بفتح الهمزة، وثاء مثلثة مفتوحة: هو الفرس يكون به رثم محرّكاً ومضموم الرّاء ساكن الثاء، وهو بياض في شفته العليا، والأنثى رثماء.
(وطلق اليمنى) بفتح الطاء، وسكون الزام وبضمها أيضاً: إذا لم يكن بها تحجيل.
(والكميت) بضم الكاف، وفتح الميم: هو الفرس الذي ليس بالأشقر ولا الأدهم، بل يخالط حمرته سواد.
(والشية) بكسر الشين المعجمة، وفتح الياء مخففة: هو كل لون في الفرس يكون معظم لونها على خلافه.
25 -
وعنْ عقبة رضي الله عنه أيضاً عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا أردْت أن تغزو فاشتر فرساً أغرَّ محجَّلا مطلق اليمنى (1) فإنَّك تغنم (2) وتسلم (3). رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
26 -
وعنْ أبي وهبٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكمْ من الخيلِ بكلِّ كميتٍ (4) أغرَّ (5) محجِّلٍ، أوْ أشقر أغرَّ محجَّلٍ، أوْ أدهم أغرَّ مجَّلٍ رواه أبو داود، واللفظ له، والنسائي أطول من هذا.
27 -
وعن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمنُ الخيل في شقرها. رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن غريب.
(اليمن) بضم الياء: هو البركة والقوَّة.
(1) اليمنى. كذا ط وع ص 432، وفي ن د: اليمين. والمعنى أن يكون واسع الخطا قويا على الحركة، وشدة العدو متين الأرجل.
(2)
تربح وتنال الفوز.
(3)
تنجو من الأعداء.
(4)
بين اللون الأسود والأحمر. قال أبو عبيد: ويفرق بين الكميت والأشقر بالعرف والذنب، فإن كانا أحمرين فههو أشقر، وإن كانا أسودين فهو الكميت، وهو تصغير أكمت على غير قياس، والاسم الكمتة. أهـ مصباح.
(5)
في جبهته بياض، فرس أغر ومهرة غراء.