الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت
1 -
عنْ عبد الله بن عبيد بن عُميرٍ رضي الله عنه: أنَّه سمع أباه يقول لابن عمر رضي الله عنهما: مالي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين: الحجر الأسود، والرُّكن اليماني؟ فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ استلامها يحطُّ الخطايا (1).
قال: وسمعته يقول: من طاف أسبوعاً يحصيه، وصلى ركعتين كان كعدلِ رقبةٍ. قال: وسمعتهُ يقول: ما رفع رجل قدماً لا وضعها إلا كتب له عشر حسناتٍ، وحطَّ عنه عشر سيِّئات، ورفع له عشر درجاتٍ. رواه أحمد، وهذا لفظه، والترمذي، ولفظه: إنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن مسحهما كفَّارة للخطايا، وسمعتهُ يقول: لا يضع قدماً، ولا يرفع أخرى إلا حطَّ الله عنه بها خطيئةً، وكتب له بها حسنةً.
2 -
ورواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد، وابن خزيمة في صحيحه، ولفظه قال: إنْ أفعلْ فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَسْحُهُما يحطُّ الخطايا، وسمعتهُ يقول: من طاف بالبيت لمْ يرفع قدماً، ولمْ يضع قدماً إلا كتب الله له حسنة، وحطَّ عنه خطيئةً، وكتب له درجةً، وسمعتهُ يقول: منْ أحصى أسبوعاً كان كعتقِ رقبةٍ.
3 -
ورواه ابن حبان في صحيحه مختصراً: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: مسْحُ الحجر، والرُّكن اليمانيِّ يحط الخطايا حطًّا.
(قال الحافظ): رووه كلُّهم عن عطاء بن السائب عن عبد الله.
4 -
وعنْ محمد بن المنكدرِ عنْ أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ طاف بالبيتِ أسبوعاً لا يلغو فيه (2) كان كعدل رقبةٍ يعتقها. رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات.
(1) يبين صلى الله عليه وسلم فائدة استلامهما. يحصيه: يعد ويراعي مرات الطواف السبع مع الخشوع.
أ - زيادة عشر حسنات، وإزالة عشر سيئات.
ب - كثرة الطواف تزيد في الثواب: كمن أعتق رقبة لله تعالى وأعطاها الحرية.
(2)
لا يقول فيه كلاما لا فائدة فيه، ولا يفحش ولا يسب، بمعنى أنه يكثر من ذكر الله وتحميده وتمجيده.
5 -
وعنْ حميد بن أبي سويَّة رضي الله عنه قال: سمعتُ ابن هشام يسأل عطاء ابن أبي رباحٍ: عن الرُّكن اليمانيِّ، وهو يطوف بالبيت، فقال عطاء: حدَّثني أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: وكل به سبعون ملكاً، فمن قال: اللهمَّ إنِّي أسألك العفو (1) والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النَّار. قالوا: آمين: فلمَّا بلغ الرُّكن الأسود قال: يا أبا محمَّدٍ ما بلغك في هذا الرُّكن الأسود؟ فقال عطاء: حدثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ييقول: من فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن. قال له ابن هشامٍ: يا أبا محمدٍ! فالطواف؟ قال عطاء: حدثني أبو هريرة أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم: من طاف بالبيت سبعاً، ولا يتكلم إلا بسبحان (2) الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله محيتْ عنهُ عشر سيئاتِ، وكتبت له عشرُ حسناتٍ، ورفع له بها عشر درجاتٍ، ومن طاف فتكلم وهو في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء برجليه. رواه ابن ماجه عن إسماعيل بن عياش، حدثني حميد بن أبي سوية، وحسَّنه بعض مشايخنا.
6 -
وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُنزَّل الله كلَّ يومٍ على حجَّاج بيته الحرام عشرين ومائة رحمةٍ (3): ستين للطائفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين. رواه البيهقي باسناد حسن.
7 -
وعن ابن عباس أيضاً رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطَّواف حول البيت صلاة إلا أنَّكم تتكلَّمون فيه، فمنْ تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخيرٍ. رواه الترمذي، واللفظ له، وابن حبان في صحيحه. قال الترمذي: وقد روي عن ابن عباس موقوفا، ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب.
8 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من طاف
(1) الغفران والنجاة.
(2)
يكثر تسبيح الله والثناء عليه، لكسب الدرجات، وزيادة الحسنات، وإزالة الخطايا، وتدركه رحمة الله تعالى وعنايته به، ويتجلى عليه برضوانه. أما من شغل قلبه بغير التسبيح ولفظ بغيره ولغا وخلط تاء، وبعد من تجل الرحمة، وخاض فيها مغامرا غيرمعتن محروما من البركات.
(3)
عبارة عن تقسيم رحماته على عباده الطائعين، وتخصيص كل واحد بجزء من فضله وبره وإحسانه.
بالبيت خمسين مرَّة خرج من ذنوبه به كيوم ولدته أمُّه. رواه الترمذي، وقال: حديث غريب، سألت محمدا، يعني البخاري عن هذا الحديث، فقال إنما يروي عن ابن عباس من قوله.
9 -
وعنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: منْ طاف بالبيت، وصلى ركعتين كان كعتق رقبةٍ. رواه ابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه، وتقدم.
10 -
وعنه أيضا رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طاف بالبيتِ أسبوعاً لا يضع قدماً، ولا يرفع أخرى إلا حطَّ الله عنه بها خطيئةً، وكتب لها بها حسنةً، ورفع له بها درجةً. رواه ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان، واللفظ له.
11 -
وروي عن عبد الله بنع مرو بن العاص رضي الله عنهما قال: من توضَّأ فأسبغ الوضوء، ثمَّ أتى الرُّكن يستلمهُ (1) خاض في الرَّحمة، فإذا استلمه فقال: بسمِ الله، والله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله غمرتهُ الرَّحمة (2)، فإذا طاف بالبيت كتب الله له بكلِّ قدمٍ سبعين ألف حسنةٍ، وحطَّ عنه سبعين ألف سيئةٍ، ورفع له سبعين ألف درجةٍ، وشُفِّعَ في سبعين من أهل بيته، فإذا أتى مقام إبراهيم فصلى عنده ركعتين إيماناً واحتساباً كتب الله له عتق أربعةٍ محررةٍ من ولد إسماعيل، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّهُ. رواه أبو القاسم الأصبهاني موقوفا.
12 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في الحجر: والله ليبعثنَّه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق (3). رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما.
(1) في طوافه.
(2)
أغدق عليه ربه رضوانه وجزاه خيرا.
(3)
أي الله تعالى يجعله شهيدا يوم القيامة على من أحسن في طوافه، أو أساء، يشفع للمحسن بالجنة، ويذم المسيء ويسخط عليه، ويطلب إبعاده من رحمة الله فيقرب من عذابه. فيه طلب الطهارة والوضوء، والإقبال على الله بالذكر والدعاء والتضرع، وتعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى.
13 -
ورواه الطبراني في الكبير، ولفظه: يبعث الله الحجر الأسود، والرُّكن اليماني يوم القيامة، ولهما عينان، ولسانان، وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء.
14 -
وعنْ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: يأتي الرُّكن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيسٍ له لسانان (1) وشفتان. رواه أحمد بإسناد حسن، والطبراني في الأوسط.
وزاد: يشهدُ لمن استلمه بالحقِّ، وهو يمين الله عز وجل يصافح بها خلقهُ. وابن خزيمة في صحيحه.
وزاد: يتكلَّم عمَّن استلمه بالنيَّة، وهو يمين الله التي يصافح بها خلقهُ.
15 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهدوا (2) هذا الحجر خيراً، فإنَّه يوم القيامة شافع يشفع، له لسانان وشفتان، يشهد لمن استلمه. رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات إلا أن الوليد بن عباد مجهول.
16 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزل الحجر الأسود من الجنَّة، وهو أشدُّ بياضاً من اللبن فسوَّدته خطايا (3) بني آدم، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال: أشدُّ بياضاً من الثلج.
17 -
ورواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد حسن، ولفظه قال: الحجرُ الأسود من حجارة الجنَّة، وما في الأرض من الجنَّة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسَّه من رجس الجاهلية ما مسَّه ذو عاهةٍ إلا برأ.
18 -
وفي رواية لابن خزيمة قال: الحجر الأسود ياقوتة بيضاء منْ يواقيت الجنة، وإنما سوَّدته خطايا المشركين يبعث يوم القيامة مثل أحدٍ، يشهد لمن استلمه، وقبَّلهُ من أهل الدنيا.
(1) كذا د وع ص 392، وفي ن ط: له لسان، والمعنى أن الله ينطقه بحسن أعمال الطائف به.
(2)
قدموا له أعمالا صالحة ليذكركم بخير شاهد عدل، وشفيعاً مقبولة شفاعته راجيا مجابا.
(3)
يظهر أن من قبل حجه زالت خطاياه وقت الطواف، وتحملها هذا الحجر الأسعد. لأن تعظيمه من شعائر الله، وهو دليل الريمان بالله، وصدق النية في الأعمال الصالحة لله.
19 -
ورواه البيهقيّ مختصرا قال: الحجرُ الأسود من الجنَّة، وكان أشدَّ بياضاً من الثَّلج، حتى سوَّدته خطايا أهل الشركِ.
(المها) مقصورا: جمع مهاة، وهي البلورة.
20 -
وعنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: نزل الرُّكن الأسود من السماء فوضع على أبي قبيْسٍ كأنَّه مهاة بيضاء فمكث أربعين سنةً، ثمَّ وضع على قواعد إبراهيم. رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح.
21 -
وعنْهُ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مسنده ظهره إلى الكعبة (1) يقول: الرُّكن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنَّة، ولولا أنَّ الله تعالى طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب. رواه الترمذي، وابن حبان في صحيحه، كلاهما من رواية، رجاء بن صبيح والحاكم، ومن طريقه البيهقي.
22 -
وفي رواية للبيهقي قال: إنَّ الركن والمقام من ياقوت الجنَّة، ولولا ما مسَّهُ من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب، وما مسَّهما من ذي عاهةٍ (2)، ولا سقمٍ (3) إلا شفي.
23 -
وفي أخرى له رضي الله عنه أيضا رفعه، قال: لولا ما مسَّه من أنجاس (4) الجاهلية ما مسَّه ذو عاهةٍ إلا شفي، وما على الأرض شيء من الجنَّة غيره.
24 -
وعنِ ابن عمر رضي الله عنهما قال: استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر، ثمَّ وضع شفتيهِ عليه يبكي طويلاً، ثمُّ التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي فقال يا عمر: هاهنا تسكب (5) العبرات. رواه ابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وصححه، ومن طريقه البيهقي، وقال: تفرَّد به محمد بن عون.
(قال الحافظ) ولا نعرفه إلا من حديثه، وهو متروك.
25 -
وعنْ جابرِ بن عبد الله رضي الله عنهما قال: فدخلنا مسكَّة ارتفاع الضُّحى
(1) الكعبة. كذا د وع ص 393، وفي ن ط: الكرمة.
(2)
نقص في الجسم دائم مشوه له.
(3)
مريض رلا برأ بإذن الله تعالى.
(4)
عقائدهم الفاسدة، وشركهم بالله.
(5)
يقشعر الإنسان من الله خوفا وإجلالا، ويخشاه ويتذكر سؤاله، ويرجو رحمته، ويدعوه رغبا ورهبا ويندم على ما فعل، وتدمع عيناه على ما اقترف، ويجدد الإنابة إلى الله والرجوع إليه سبحانه.
فأتى، يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم باب المسجد فأناخ (1) راحلته، ثمَّ دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه، وفاضت عيناه بالبكاء، فذكر الحديث، قال: ورمل (2) ثلاثاً، ومشى أربعاً حتى فرغ، فلما فرغ قبَّل الحجر، ووضع يديهِ عليه، ثمَّ مسح (3) بهما
(1) بركها.
(2)
هرول ومشى بسرعة.
(3)
تبرك به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل، ثقة بالله تعالى، ورجاء شمول رحمة الله. فلنا أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ونقبله ونعظمه إشارة إجلال لله، ونسمح به وجوهنا تبركا رجاء إحسان الله وفضله.
وقال علي رضي الله عنه في فائدة الحجر الأسود: يشهد للمؤمن بالوفاء، ويشهد على الكافر بالجحود حينما أخذ الله الميثاق على الذرية وألقمه هذا الحجر، ويعجبني ما كتبه الغزالي رحمه الله: كان بعض السلف في هذا الموضع يقول لمواليه: تنحوا عني حتى أقر لربي بذنوبي. أهـ إحياء، وقد كتب في فضيلة الحج. قال الله عز وجل:
أ - (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍ عميق. ليشهدوا منافع لهم) قيل التجارة في الموسم، والأجر في الآخرة، ولما سمع بعض السلف هذا. قال غفر لهم ورب الكعبة، وقيل في تفسير قوله عز وجل:
ب - (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) أي طريق مكة يقعد الشيطان عليها ليمنع الناس منها، وذكر بعض المقربين من المكاشفين أن إبليس لعنة الله عليه ظهر له في صورة شخص بعرفة. فإذا هو ناحل الجسم مصفر اللون، باكي العين، مقصود الظهر. فقال له: ما الذي أبكى عينك؟ قال: خروج الحاج إليه بلا تجارة. أقول: قد قصدوه، أخاف أن لا يخيبهم فيحزنني ذلك. قال: فما الذي أنحل جسمك؟ قال: صهيل الخيل في سبيل الله عز وجل. قال: فما الذي غير لونك؟ قال: تعاون الجماعة على الطاعة. قال: فما الذي قصف ظهرك؟ قال: قول العبد: أسألك حسن الخاتمة. أقول: يا ويلتي متى يعجب هذا بعمله، أخاف أن يكون قد فطن. أهـ ص 215 جـ 1.
(ترتيب أعمال الحاج الظاهرة من أول سفره إلى رجوعه إلى بيته)
كما قال الغزالي رحمه الله
أولا: في المال ينبغي أن يبدأ بالتوبة، ورد المظالم، وقضاء الديون، وإعداد النفقة لكل من تلزمه نفقته إلى وقت الرجوع، ويرد ما عنده من الودائع، ويستصحب من المال الحلال الطيب ما يكفيه لذهابه وإيابه من غيره تقتير. بل على وجه يمكنه معه التوسع في الزاد والرفق بالضعفاء والفقراء، ويتصدق بشيء قبل خروجه.
ثانياً: في الرفيق: ينبغي أن يلتمس رفيقاً صالحاً محباً للخير معيناً عليه إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه وإن جبن شجعه، وإن عجز قواه، وإن ضاق صدره صبره، ويودع رفقاءه المقيمين، وإخوانه وجيرانه، وإن الله تعالى جاعل في أدعيتهم خيرا، والسنة في الوداع أن يقول: أستودع الله دينك وآمانتك، وخواتيم عملك، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمن أراد السفر: في حفظ الله وكنفه: زودك الله التقوى، وغفر ذنبك ووجهك للخير أينما كنت.
ثالثاً: في الخروج من الدار. يصلي ركعتين يقرأ بعد الفاتحة: قل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الإخلاص ثم يدعو الله. =
وجههُ. رواه ابن خزيمة في صحيحه، واللفظ له، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم:
= رابعاً: إذا حصل على باب الدار يقول: باسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. رب إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أذل أو أذل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل على.
خامساً: إذا ركب الراحلة يقول: باسم الله وبالله والله أكبر، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سادساً: أن الله لا ينزل حتى يحمي النهار، ويكون أكثر سيره بالليل.
سابعاً: ينبغي أن يحتاط بالنهار فلا يمشي منفرداً.
ثامناً: مهما علا نشزا من الأرض في الطريق. فيستحب أن يكبر ثلاثا، ثم يقول: اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حال، ومهما هبط سبح، ومهما خاف الوحشة في سفره قال: سبحانه الله اللك القدوس رب الملائكة والروح جللت السموات بالعزة والجبروت أهـ ص 223 جـ 1 باختصار.
(خلاصة ما يفعله الحاج كما قال صلى الله عليه وسلم
أولا: أن تكون الهجرة لله والنية خالصة لوجهه الكريم:
أ - يتواضع في الحج ويتبذل.
ب - يترك الزينة ويبعد عن الترف غير مائل إلى أسباب التفاخر والتكاثر. خشية أن يكتب في ديوان المتكبرين المترفهين، ويخرج عن حزب الضعفاء والمساكين الصالحين، قال تعالى:(ثم ليقضوا ثفثهم) والتفث: الشعث والاغبرار، وقضاؤه بالحق، وقص الشارب والأظفار، وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد: اخلولقوا واخشوشنوا: أي ألبسوا الخلقان، واستعملوا الخشونة في الأشياء، وحسبك أنه صلى الله عليه وسلم (حج على رحل رث وقطيفة خلقة) ويقول الله تعالى:(انظروا إلى زوار بيتي قد جاءوني شعثاً غبرا).
وضرب لنا صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى بحج ساداتنا الأنبياء المرسلين صلى الله عليه وسلم أجمعين في التقشف والزهد.
ثانياً: أن تكون النفقة حلالا، وتكون اليد خالية من تجارة تشغل القلب. بل لا شيء يصرفه عن ذكره تعالى وتعظيم شعائره.
ثالثاً: الاجتهاد في طلب بر الحج، وأعني به:
أ - طيب الكلام.
ب - وإطعام الطعام فيتوسع في الزاد، ويطلق يده في الإنفاق، ويبذل عن طيب نفس. لأن بذل الزاد في طريق الحج نفقة في سبيل الله عز وجل، وحسبك (الدرهم بسعمائة درهم).
رابعاً: يلين الحاج جانبه، ويخفض جانحه للسائرين إلى بيت الله عز وجل: ويتحمل الأذى، ويترك الخصومة والمهاراة، ويدعو إلى التآلف والتآزر، والتعاون والتوادد، ويهذب قوله، ويترك فحشه، قال تعالى:(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) 197 من سورة البقرة (معلومات) معروفات، وهي شوال وذو القعدة وتسع من ذي الحجة بليلة النحر ع ندنا، والعشر عند أبي حنيفة رحمة الله تعالى عليه. وذو الحجة كله عند مالك (فمن فرض فيهن الحج) فمن أوجبه على نفسه بالإحرام فيهن عندنا، أو بالتلبية أو سوق الهدي عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وهو دليبل على ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله تعالى، وأن من أحرم بالحج لزمه الإتمام .. أهـ بيضاوي. =