المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى) - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٢

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقلومن تصدق بما لا يجب

- ‌الترغيب في صدقة السر

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل مالهفيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌(الترغيب في القرض وما جاء في فضله)

- ‌الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

- ‌(الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما)والترهيب من الإمساك والادّخار شحا

- ‌ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

- ‌(الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له)وما جاء فيمن لم يشكر ما أولى إليه

- ‌(كتاب الصوم)

- ‌الترغيب في الصوم مطلقاً وما جاء في فضله، وفضل دعاء الصائم

- ‌الترغيب في صيام رمضان احتسابا، وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

- ‌الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

- ‌الترغيب في صوم ست من شوال

- ‌(الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها)وما جاء في النهى عنه لمن كان بها حاجا

- ‌الترغيب في صيام شهر الله المحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء، والتوسيع فيه على العيال

- ‌(الترغيب في صوم شعبان)وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم له، وفضل ليلة نصفه

- ‌(الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض)

- ‌(الترغيب في صوم الاثنين والخميس)

- ‌(الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد)وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

- ‌(الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

- ‌(ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه)

- ‌(ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه)وترغيبه في الإفطار

- ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

- ‌(الترغيب في الفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء)

- ‌الترغيب في إطعام الطعام

- ‌(ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده)

- ‌(الترغيب في الاعتكاف)

- ‌(الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها)

- ‌(كتاب العيدين والأضحية)

- ‌الترغيب في إحياء ليلتي العيدين

- ‌الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

- ‌الترغيب في الأضحية، وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة، ومن باع جلد أضحيته

- ‌(الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل)وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

- ‌(الترغيب في النفقة في الحج والعمرة)وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

- ‌(الترغيب في العمرة في رمضان)

- ‌الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياباقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌(الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها)

- ‌(الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

- ‌(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)

- ‌الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها

- ‌(الترغيب في حلق الرأس بمنى)

- ‌(الترغيب في شرب ماء زمزم، وما جاء في فضله)

- ‌(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

- ‌الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينةوبيت المقدس وقباء

- ‌(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها)وفضل أُحُد، ووادي العقيق

- ‌(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

- ‌(كتاب الجهاد)

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلهاوالترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الاكثار من العمل الصالح من الصوموالصلاة والذكر ونحو ذلك، وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة، وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

- ‌(الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

- ‌الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى، وما جاء في فضل التكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهادوما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر، وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌(الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غال)

- ‌(الترغيب في الشهادة، وما جاء في فضل الشهداء)

- ‌التَّرْهِيب من أَن يَمُوت الْإِنْسَان وَلم يغز وَلم ينْو الْغَزْو وَذكر أَنْوَاع من الْمَوْت تلْحق أَرْبَابهَا بِالشُّهَدَاءِ والترهيب من الْفِرَار من الطَّاعُون

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمهوما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌(الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن)

- ‌(الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به)

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة، وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانوما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولهاأو عشر من آخرها

- ‌(الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر)

- ‌الترغيب في قراءة قل هو الله أحد

- ‌(الترغيب في قراءة المعوذتين)

- ‌(كتاب الذكر والدعاء)

- ‌(الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرَّا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

- ‌(الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه)

- ‌(الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)

- ‌(الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)

- ‌(الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء)

- ‌(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل)

- ‌(الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما)

- ‌(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)

- ‌الترغيب في الاستغفار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌الترهيب من استبطاء الإجابة، وقوله دعوت فلم يستجب لي

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالترهيب من تركها عند ذكره، صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب البيوع وغيرها

- ‌الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيرهوما جاء في نوم الصبحة

- ‌(الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة)

- ‌الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيهوما جاء في ذمّ الحرص وحب المال

- ‌الترغيب في طلب الحلال والأكل منهوالترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

- ‌الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

- ‌(الترغيب في إقالة النادم)

- ‌(الترهيب من بخس الكيل والوزن)

- ‌الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

- ‌الترهيب من الاحتكار

- ‌ترغيب التجار في الصدقوترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

- ‌الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

- ‌الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

- ‌الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوجأن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت

- ‌الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

- ‌(الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس)

الفصل: ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

21 -

وعنْ أمِّ مالكٍ البهزيَّة رضي الله عنها قالتْ: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنةً فقرَّبها؟ قالتْ: يا رسول الله من خيْرُ الناس فيها؟ قال: رجل في ماشيةٍ يؤدِّي حقَّها (1) ويبعدُ ربَّه، ورجل آخذ برأس فرسهِ يخيف العدوَّ ويخيفونه (2)، رواه الترمذي عن رجل عن طاوس عن أمّ مالك، وقال: حديث غريب من هذا الوجه، ورواه ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أم مالك انتهى.

22 -

ورواه البيهقي مختصراً من حديث أم مبشر تبْلغُ به النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: خيرُ النَّاس منزلة رجلٌ على متن فرسهِ يخيف العدوَّ ويخيفونه.

(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

1 -

عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عينان لا تمسُّهما النَّار: عين بكت من خشية الله (3)، وعين باتت تحرس في سبيل الله (4). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

2 -

وعنْ معاذ بن أنسٍ رضي الله عنه عنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حرس منْ وراء المسلمين (5) في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعاً لا يأخذه سُلْطان (6) لم ير النار بعينه (7) إلا تحلَّة القسم (8) فإنَّ الله تعالى يقول: وإنْ منكمْ إلا واردها. رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني، ولا بأس بإسناده في المتابعات.

(تحلة القسم). هو بفتح التاء المثناه فوق، وكسر الحاء المهملة، وتشديد اللام بعدها تاء تأنيث معناه: تكفير القسم، وهو اليمين.

(1) في عمله يتقنه، ويجتنب الفتن، ويؤدي حقوق الله.

(2)

ويخيفونه. كذا ط وع ص 422، وفي ن د: ويخوفونه.

(3)

تذكر صاحبها جلال الله وعظمته فبكى لتقصيره وقلة زاده أمام الله سبحانه.

(4)

ظلت طول ليلها مستيقظة تحرس المجاهدين حباً في ثواب الله، وتخشى هجوم الأعداء لتفتك بالمسلمين.

(5)

يشد أزرهم، ويحمي ظهورهم، ويرد كيد أعدائهم، ويمدهم بالمدد والذخيرة.

(6)

معناه ذاهب ابتغاء وجه الله تعالى لم يقهره حاكم، ولم يجبره وال. بل جاهد لنصر دين الله وإعلاء كلمته رغبة لا رهبة.

(7)

بعينه. كذا د وع ص 422، وفي ن ط: بعينيه.

(8)

أي الله تعالى أقسم (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا 71 ثم تنجي الذين اتقوا ونذر =

ص: 248

3 -

وروي عنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: سمعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حرس ليلةٍ في سبيل الله أفضل منْ صيام رجلٍ وقيامهِ في أهله ألف سنةٍ السَّنة ثلاثمائة يومٍ وستُّون يوماً، اليوم كألفِ سنةٍ. رواه ابن ماجه ويشبه أن يكون موضوعاً.

4 -

ورواه أبو يعلي مختصرا قال: منْ حرس ليلةً على ساحل البحرِ (1) كان أفضل من عبادتهِ في أهلهِ ألف سنةٍ.

5 -

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عينانِ لا تمسُّهما النَّار أبداً: عينٌ باتتْ تكلأ في سبيل الله (2)، وعينٌ بكتْ من خشية الله (3). رواه أبو يعلي، ورواته ثقات، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: عينانِ لا تريان النَّار.

(تكلأ مهموزاً): أي يحفظ ويحرس.

6 -

وعنْ معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترى أعينهمُ النَّار: عينْ حرست في سبيل الله، وعين بكتْ من خشية الله، وعينٌ كفَّتْ عن محارم الله (4). رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن أبا الحبيب العبقري لا يحضرني حاله.

7 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكمْ

= الظالمين فيها جثيا) 72 من سورة مريم (إلا واردها) إلا واصلها وحاضر دونها يمر بها المؤمنون، وهي خامدة وتنهار بغيرهم. وعن جابر رضي الله عنه (أنه عليه الصلاة والسلام سئل عنه؟ فقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض: أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار؟ فيقال لهم قد وردتموها وهي خامدة). وأما قوله تعالى: (أولئك عنها مبعدون) فالمراد عن عذابها، وقيل ورودها الجواز على الصراط فإنه ممدود عليها (حتما) كان ورودهم واجباً أوجبه الله على نفسه، وقضي به بأن وعد به وعدا لا يمكن خلفه، وقيل أقسم عليه (ثم تنجي الذين اتقوا) فيساقون إلى الجنة (جثيا) منهارا بهم كما كانوا، وهو دليل على أن المراد بالورود الجثو حواليها، وأن المؤمنين يفارقون الفجرة إلى الجنة بعد تجاثيهم، وتبقى الفجرة فيها منهارا على هيئاتهم. أهـ بيضاوي ص 43.

(1)

أي مهاجما غازيا في ميدان الحرب متحملا آلام البرد.

(2)

ظلت طول ليلها تسهر في حفظ الله حبا في ثواب الله.

(3)

إنسان تذكر جلال الله فبكى لتقصيره في الصالحات، وأكثر الخوف من الوقوف بين يدي الله فتزود بالتقوى وأقبل على الطاعات واجتنب المنهيات.

(4)

ابتعد عن المعاصي صاحبها خوفا من الله، وتحلي بالمكارم، واتبع أوامر الله، وعمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 249

ليْلة أفضل من ليلة القدر، حارس حرس في أرض خوفٍ لعَّله أن لا يرجع إلى أهله.

رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري.

8 -

وعنْ عثمان رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حرس (1) ليلةٍ في سبيل الله أفضل من ألف ليلةٍ يقام ليلها، ويصام نهارها. رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

9 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة أعين لا تمسُّها النار: عينٌ فقئت في سبيل الله، وعين حرستْ في سبيل الله، وعين بكتْ من خشية الله. رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

(قال المملي) رضي الله عنه: بل في إسناده عمر بن راشد اليماني.

10 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حرَّم على عينين أن تنالهما النَّار: عين بكتْ منْ خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من الكفر. رواه الحاكم، وفي إسناده انقطاع.

11 -

وعنْ أبي ريحانة رضي الله عنه قال: كُنَّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ فأتيننا ذات يومٍ على شرفٍ فبتنا عليهِ فبتنا عليه فأصابنا برد شديدٌ حتى رأيتُ منْ يحفر في الأرض حفرةً يدخل فيها، ويلْقى عليه الحجفة يعني التُّرس، فلمَّا رأي ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس قال: منْ يحرسنا الليلة، وأدْعو له بدعاء يكون فيه فضلٌ؟ رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله، قال: ادنُهْ فدنا، فقال: من أنت؟

(1) حرس. كذا ط وع ص 423، وفي ن د: حارس، وفي غريب القرآن: الجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو. والجهاد ثلاثة أضرب: مجاهدة العدو الظاهر، ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة النفس، وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى:

أ - (وجاهدوا في الله حق جهاده).

ب - (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله).

جـ - (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله).

د - وقال صلى الله عليه وسلم (جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم) والمجاهدون تكون باليد واللسان.

هـ - قال صلى الله عليه وسلم (جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم) أهـ ص 100.

ص: 250

فتسمَّى له الأنصاريُّ، ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدُّعاء فأكثر منه. قال أبو ريحانة: فلمَّا سمعت مادعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أنا رجل آخر قال: ادنهْ فدنوْتُ، فقال: منْ أنتَ؟ فقلت: أبو ريحانة فدعا لي بدعاء، وهو دون ادعا للأنصاري، ثمّ قال: حرِّمت النَّار على عين دمعتْ، أو بكتْ من خشية الله، وحرِّمت النار على عينٍ سهرت في سبيل الله عز وجل، وقال: حرِّمت النار على عينٍ أخرى ثالثةٍ لمْ يسمعها محمد بن شميرٍ. رواه أحمد واللفظ له، ورواته ثقات للنسائي ببعضه والطبراني في الكبير، والأوسط والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

12 -

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلُّ عينٍ باكية يوم القيامة إلا عين غضَّت عن محارم الله، وعينٌ سهرتْ في سبيل الله، وعينٌ خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله. رواه الأصبهاني.

13 -

وعنْ سهلِ بن الحنظليَّة رضي الله عنه أنَّهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنينٍ فأطنبوا السير حتى كان عشيةً، فحضرتُ صلاة الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فارس فقال: يا رسول الله إني انطلقتُ بين أيديكمْ حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهمْ ونعمهمْ ونسائهمُ اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله تعالى، ثم قال: من يحرسنا الليلة؟ قال أنس بن أبي مرثدٍ الغنويُّ: أنا يا رسول الله. قال: ارْكبْ فركب فرساً له، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقبلْ هذا الشِّعْب (1)

حتى تكون

(1) الشعب بالكسر: طريق في الجبل والجمع شعاب. وبالفتح. ما انقسمت فيه قبائل العرب، والجمع شعوب مثل فلس وفلوس. هذه نهاية الشجاعة والإخلاص لله ولرسوله. رجل يفدي نفسه ويضحي براحته في سبيل حراسة المسلمين من الأعداء، ويظل طوال ليلته مستيقظاً وسط الجبل يرقب حركات اعداء الإسلام، ولا يخشى إلا الله تعالى، ولا يرجو ثوابا إلا من الله تعالى، وقد سأله صلى الله عليه وسلم:(هل نزلت الليلة) أي هل أمضيت المدة على ظهر جوادك مترقباً؟ فأجاب رضي الله عنه نعم. إلا متهجدا أو مزيل ضرورة. بخ بخ هذه خلال المؤمنين يفدون أنفسهم في سبيل نصر دين الله، والله يحفظهم ويرعاهم. وتكرم الله:

أ - بحراسته في حياته.

ب - كسب نعيم الجنة بعد مماته. لماذا؟ لأن تعاليم الله أثمرت في حدائقهم، وأينعت في بساتينهم، ووجدت =

ص: 251

في أعلاه، ولا تُغرَّنَّ من قبلك الليلة، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين، ثم قال: هل أحسستم فارسكمْ؟ قالوا: يا رسول الله ما أحسسناه فثوِّب بالصلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي، وهو يلتفت إلى الشعبِ حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبشروا فقد جاء فارسكم، فجعلنا ننظر إلى خلال الشَّجر في الشِّعبِ، فإذا هو قدْ جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشِّعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت اطَّلعت الشعبين كلاهما فنظرت فلمْ أر أحداً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلْ نزلتَ الليلة؟ قال لا: إلا مصليا أوْ قاضي حاجةٍ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدْ أوْ جببتَ فلا عليك أن لا تعمل بعدها. رواه النسائي، وأبو داود واللفظ له.

(أوجبت): أي أتيت بفعل أوجب لك الجنة.

= قلوبا فترعرعت وشبت على طاعة الله ورسوله، وطاب غرسه صلى الله عليه وسلم حينما يتلو عليه قوله تعالى:(انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنت تعلمون) 41 من سورة التوبة (خفافا) لنشاطكم له (وثقالا) عند لمشقته عليكم، أو لقلة عيالكم ولكثرتها، أو ركبانا ومشاة، أو خفافا وثقالا من السلاح، أو صحاحا ومراضا، ولذلك لما قال ابن أم مكتوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى أن أنفر؟ قال نعم. حتى تنزل:(ليس على الأعمى حرج). فكر في حال المسلمين الآن واقرأ في تاريخ الصدر الأول وتفانيهم لأجل نصر دين الله، وقد قال الإمام علي:(أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة) وحنين واد بين مكة والطائف حارب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وكانوا اثني عشر ألفاً: العشر الذين حرضوا فتح مكة، وألفان انضموا إليهم من الطلقاء هوازن وثقيفاً، وكانوا أربعة آلاف. فلما التقوا قال رجل من المسلمين كما روى يونس بن بكير عن الربيع بن أنس:(لن نغلب اليوم من قلة) إعجابا بكثرتهم، واقتتلوا قتالا شديداً، فأدرك المسلمين إعجابهم واعتمادهم على كثرتهم فانهزموا حتى بلغ فلهم مكة وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مركزه ليس معه إلا عمه العباس آخذا بلجامه، مه أبو سفيان ابن الحارث، وناهيك بهذا شهادة على تناهي شجاعته. فقال للعباس وكان صيتا صح بالناس، فنادى يا عبد الله يا أصحاب الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة، فكروا عنقاً واحدا يقولون: لبيك لبيك، ونزلت الملائكة فالتقوا مع المشركين. فقال صلى الله عليه وسلم: هذا حين حمى الوطيس، ثم أخذ كفاً من تراب فرماهم، ثم قال انهزموا ورب الكعبة فانهزموا. أهـ بيضاوي ص 278. وقال تعالى:(لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين 25 ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين 26 ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم) 27 من سورة التوبة.

ص: 252