الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولفظه قال: ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفى، وإن مات دخل الجنة رجل دخل بيته بسلامٍ فهو ضامنٌ على الله، فذكر الحديث.
(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)
1 -
عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ أحدكمْ يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم، فلييقلْ: آمنت (1) بالله ورسوله، فإنَّ ذلك يذهب عنه. رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلي والبزار، ورواه الطبراني في الكبير، والأوسط من حديث عبد الله بن عمرو.
2 -
ورواه أحمد أيضاً من حديث خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، وتقدم في الذكر وغيره حديث الحارث الأشعري، وفيه: وآمركمْ بذكر الله كثيراً، ومثل ذلك كمثل رجلٍ طلبه العدوُّ سراعاً في أثرهِ حتى أتى حصنا حصيناً فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله (2). رواه الترمذي، وصححه وابن خزيمة، وابن حبان وغيرهما.
2 -
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: تمنَّيْتُ أن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا يُنجينا مما يلقي الشيطان من أنفسنا، فقال أبو بكر. رضي الله عنه
= خامساً: الاستعاذة بالله: حصن منيع متين من وسوسة الشيطان وأذاه (أقط).
سادساً: ذكر الله يمنع الشيطان من المنزل فلا يفرخ ولا يعشش، ولا يأوى إليه.
سابعاً: ذكر السلام.
أ - يجلب البركة في الذرية وفي الرزق (فليسلم).
ب - بطاقة مملوءة حسنات تكرم بها الله جل وعلا يحفظها للذاكر المسلم (ضامن على الله تعالى) قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: وذكر الله ضربان ذكر بالقلب، وذكر باللسان، وذكر القلب نوعان: أحدهما وهو أرفع الأذكار وأجلها: الفكر في عظمة الله تعالى وجلاله، وجبروته، وملكوته وآياته في سمواته وأرضه، ومنه الحديث:(خير الذكر الخفي) والمراد به هذا، والثاني: ذكره بالقلب عند الأمر والنهي فيمتثل ما أمر به ويترك ما نهى عنه ويقف عما أشكل عليه، وأما ذكر اللسان مجردا فهو أضعف الأذكار ولكن فيه فضل عظيم كما جاءت به الأحاديث، والمراد بذكر اللسان مع حضور القلب، فإن كان لاهيا فلا، واحتج من رجح ذكر القلب بأن عمل السر أفضل، ومن رجح ذكر اللسان. قال لأن العمل فيه أكثر فإن زاد باستعمال اللسان اقتضى زيادة أجر. أهـ نووي ص 16 جـ 17.
(1)
صدقت بالله جل وعلا وبرسالة حبيبه صلى الله عليه وسلم.
(2)
ذكر الله يذهب كيد الشيطان.
قد سألته عن ذلك فقال: يُنجيكم منه ما أمرت به عمِّي أن يقوله فلم يُقْلهُ. رواه أحمد، وإسناده جيد حسن، عبد الرحمن بمن معاوية أبو الحويرث: وثقة ابن حبان، وله شواهد.
3 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكمْ فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربَّك؟ فإذا بلغه فليستعذْ بالله ولينتهِ. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وفي رواية لمسلم: فليقلْ: آمنت بالله ورسوله.
وفي رواية لأبي داود والنسائي. فقولوا: الله أحدٌ، الله الصَّمد، لمْ يلدْ ولمْ يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ، ثمَّ ليتفلْ عن يساره ثلاثاً، وليستعذْ بالله من الشيطان.
وفي رواية للنسائي: فليستعذْ بالله منه، ومنْ فتنهِ.
4 -
وعنْ أبي زميل سماك بن الوليد رضي الله عنه قال: سألت ابن عباسٍ فقلت: ما شيء أجده في صدري. قال: ما هو: قلت: والله لا أتكلم به. قال فقال لي: أشيء من شكٍ (1)؟. قال: وضحك، قال: مانجا (2) من ذلك أحدٌ. قال: حتى أنزل الله عز وجل (3):
فإن كنت في شكٍ (4) مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك (5) لقد جاءك الحقُّ من ربِّك فلا تكوننَّ
(1) هل يوجد عندك قليل من شك ووسوسة.
(2)
لم يسلم أحد من وساوس الشيطان وأرشده إلى تعلم العلم والتحصن بذكر الله تعالى والاستعاذة به.
(3)
قبل هذه الآية (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) 93 من سورة يونس:
(بوأنا) أنزلنا (مبوأ صدق) منزلا صالحا مرضيا، وهو الشام ومصر (الطيبات) اللذائذ فما اختلفوا في أمر دينهم إلا من بعد ما قرءوا التواراة وعلموا أحكامها، أو في أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا من بعد ما علموا صدقه بنعوته وتظاهر معجزاته (يختلفون) يميز ربك المحق من المبطل بالانجاء والإهلاك.
(4)
من القصص على سبيل الفرض.
(5)
فانه محقق عندهم ثابت في كتبهم على نحو ما ألقينا إليك، والمراد تحقيق ذلك والاستشهاد بما في الكتب المتقدمة، وأن القرآن مصدق لما فيها، أو وصف أهل الكتاب بالرسوخ في العلم بصحة ما أنزل إليه، أو تهييج الرسول صلى الله عليه وسلم، وزيادة تثبيته لا إمكان وقوع الشك له، والملك قال عليه الصلاة والسلام:(لا أشك ولا أسأل) وقيل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد أمته صلى الله عليه وسلم: أو لكل من يسمع: أي إن كنت أيها السامع في شك مما نزلنا على لسان نبينا إليك، وفيه تنبيه على أن كل ما خالحته شبهة في الدين أن يسارع إلى حلها بالرجوع إلى أهل العلم (الحق) واضحا أنه لا مدخل للمرية فيه بالآيات القاطعة (الممترين) بالتزلزل عما أنت عليه من الجزم واليقين. أه بيضاوي ص 314. =
من الممترين. قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً، فقل هو: الأوَّل (1)، والآخر (2)، والظاهر (3)، والباطن، وهو بكل شيء عليم (4). رواه أبو داود.
5 -
وعن عثمان بن العاصي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنَّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلبِّسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوَّذ بالله واتفُلْ (5)
= أفهم سيدنا ابن عباس أن الإنسان عرضة لوسوسة الشيطان، ولكن يجلوه العلم وذكر الله.
(1)
السابق على سائر الموجودات من حيث إنه موجدها ومحدثها.
(2)
الباقي في فنائها ولو بالنظر إلى ذاتها مع قطع النظر من غيرها، أو هو الأول تبتدأ منه الأسباب، وتنتهي إليه المسببات. أو الأول خارجا، والآخر ذهنا.
(3)
الظاهر وجوده لكثرة دلائله، والباطن حقيقة ذاته فلا تكتهها العقول، أو الغالب على كل شيء والعالم بباطنه.
(4)
مستوى عنده الظاهر والخفي. أهـ بيضاوي.
(5)
اتفل عن كذا في ط وع ص 537، وفي ن د. اتفل على: أي ابصق وارم على يسارك جزءا من لعابك رجاء ردعه وزجره وطرده.
(فقه الأحاديث)
أولا: تصدق بالله وتوحده وتخلص له، وتعمل بشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (آمنت بالله ورسوله) لتذهب عنك وسوسة الشيطان، ويزول عنك خبل العقل والشك وزعزعة العقيدة.
ثانيا: الوقاية المانعة من هجوم الشيطان: الإكثار من ذكر الله (أتى حصنا).
ثالثا: تزويد النفس بمسائل العلوم الشرعية، ومصاحبة العلماء وفهم الكتاب والسنة والعمل بهما نجاة من كل سوء (فأسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) قال الله تعالى:
أ - (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) 2 من سورة الأنفال.
ب - (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله) من سورة النساء.
جـ - (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين 36 وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون) 37 من سورة الزخرف.
يعش: يتعام، ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات. كأن الغافل عن الله مطرود من رحمة الله، ألعوبة في يد الشيطان (نقيض) نهيء له صديقا مجرما مثله يوسوسه ويغويه دائما (عن السبيل) عن الطريق الذي من حقه أن يسبل، ويسلك فيها لينجح وينعم: أي أن الشياطين سبب الضلال المبين يمنعون الناس عن الهدى ويعتقدون أنهم يدعون إلى الحق لغواية الناس وفتنتهم. فالعاقل من ذكر الله وأطاعه ليقيه شرهم ولذا قال تعالى في سورة الكهف: (واذكر ربك إذا نسيت) قال البيضاوي: ويجوز أن يكون المعنى واذكر ربك بالتسبيح والاستغفار إذا نسيت. الاستثناء مبالغة في الحث عليه، أو اذكر ربك، وعقابه إذا تركت بعض ما أمرك به ليبعثك على التدارك، أو اذكره إذا اعتراك نسيان ليذكرك المنسي. أهـ. =
عن يسارك ثلاثاً. قال: ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عنِّي. رواه مسلم.
= والآية: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا 23 إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا) 24 من سورة الكهف.
نهى تأديب من الله تعالى لنبيه حين قالت اليهود لقريش سلوه عن الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين فسألوه فقال: ائتوني غدا أخبركم، ولم يستثن فأبطأ عليه الوحي بضعة عشر يوما حتى شق عليه وكذبته قريش، والاستثناء من النهي، أي ولا تقولن لأجل شيء تعزم عليه اني فاعله فيما يستقبل إلا بأن يشاء الله: أي إلا متلبسا بمشيئته قائلا إن شاء الله، أو إلا وفت أن يشاء الله أن تقوله، بمعنى أن يأذن لك فيه (واذكر ربك) مشيئة ربك، وقل إن شاء الله كما روي أنه لما نزل: قال عليه الصلاة والسلام: إن شاء الله (إذا نسيت) إذا فرط منك نسيان لذلك ثم تذكرته. وعن ابن عباس: ولو بعد سنة ما لم يحنث، ولذلك جوز تأخير الاستثناء عنه وعامة الفقهاء على خلافه لأنه لو صح ذلك لم يتقرر إقرار ولا طلاق ولا عتاق، ولم يعلم صدق ولا كذب. أهـ بيضاوي ص 417.
(لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة)
قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالاذعان له وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئا من الأمر، ومعنى الكنز أنه ثواب مدخر في الجنة، وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أموالكم. قال أهل اللغة: الحول الحركة والحيلة: أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى، وقيل معناه لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلا الله، وقيل لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، وحكى هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكله متقارب. أهـ نووي في باب الاستكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله ص 26 جـ 17.
وقال ابن عباس في قوله تعالى:
أ - (فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) أي بالليل والنهار في البر والبحر والحضر وللسفر، والغنى والفقر، والمرض والصحة، والسر والعلانية. وقال تعالى في ذم المنافقين.
ب - (ولا يذكرون الله إلا قليلا) وقال عز وجل.
جـ - (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) 205 من سورة الأعراف.
فالله تعالى يدعو الإنسان إلى ذكره مع حضور القلب رجاء أن يرحمنا ويفرج كروبنا.
(يتمثل الحب في ذكر الله أنيسا ونورا في القبر ونعيما كما في إحياء علوم الدين)
قال الغزالي: الذكر ثمرة العبادات العملية، والذكر أول وآخر، فأوله يوجب الأنس والحب: وآخره يوجبه الأنس والحب، ويصدر عنه المطلوب ذلك الأنس والحب.
فإن المريد في بداية أمره قد يكون متكلفا بصرف قلبه ولسانه من الوسواس إلى ذكر الله عز وجل فان وفق للمداومة أنس به وانغرس في قلبه حب المذكور إلى أن قال: فأول الذكر متكلف إلى أن يثمر الأنس بالمذكور والحب له ثم يمتنع الصبر عنه آخرا فيصير الموجب موجبا، والمثمر مثمرا، وهذا عنى قول بعضهم: كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة: ولا يصدر التنعم إلا من الأنس والحب، ولا يصدر الأنس إلا من المداومة على المكابدة والتكلف مدة طويلة حتى يصير التكلف طبعا (هي النفس ما عودتها تتعود).
ثم إذا حصل الأنس بذكر الله سبحانه انقطع عن غير ذكر الله، وما سوى الله عز وجل، وهو الذي يفارقه =
(خنزب) بكسر الخاء المعجمة، وسكون النون، وفتح الزاي بعدها باء موحدة.
= عند الموت فلا يبقى معه في القبر أهل، ولا مال ولا ولد ولا ولاية ولا يبقى إلا ذكر الله عز وجل.
فإن كان قد أنس به تمتع به وتلذذ بانقطاع العوائق الصارفة عنه إذ ضرورات الحاجات في الحياة الدنيا تصدر عن ذكر الله عز وجل. ولا يبقى بعد الموت عائق فكأنه خلى بينه وبين محبوبه فعظمت غبطته، وتخلص من السجن الذي كان ممنوعا فيه عما به أنسه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إن روح القدس نفث في روعي: أحبب ما أحببت فأنت مفارقه) أراد به كل ما يتعلق بالدنيا فإن ذلك يفنى في حقه بالموت: فـ (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وإنما تفنى الدنيا بالموت في حقه إلا أن تفنى في نفسها عند بلوغ الكتاب أجله، وهذا الأنس يتلذذ به العبد بعد موته إلى أن ينزل في جوار الله عز وجل ويترقى من الذكر إلى اللقاء وذلك بعد أن يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، ولا ينكر بقاء ذكر الله عز وجل معه بعد الموت فيقول إنه أعدم فكيف يبقى معه ذكر الله عز وجل فانه لم يعدم عدما يمنع الذكر بل عدما من الدنيا، وعالم الملك والشهادة لا من عالم الملكوت، وإلى ما ذكرناه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم:(القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة) وبقوله صلى الله عليه وسلم: (أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر) وبقوله صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر من المشركين: (يا فلان يا فلان فقال عمر: يا رسول الله كيف يسمعون وأني يجيبون وقد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لكلامي منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا) والحديث في الصحيح. قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحيانا عند ربهم يرزقون 169 فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خلفهم ألا خوف عليه ولا هم يحزنون) 170 من سورة آل عمران.
ولأجل ذكر الله عز وجل عظمت رتبة الشهادة لأن المطلوب الخاتمة، ونعى بالخاتمة وداع الدنيا، ولم يساعده حاله فأمره في مشيئة الله عز وجل، ولا يؤمن في حقه الخطر، ولذلك فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم قول لا إله إلا الله على سائر الأذكار، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم الصدق والإخلاص:(من قال لا إله إلا الله مخلصا) ومعنى الإخلاص مساعدة الحال للمقال. أهـ بتصرف ص 273 جـ 1.
(صفات الله جل وعلا من معنى لا إله إلا الله)
جعل الشرع الشريف شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ركنا من أركان الإسلام. إذ معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق سوى الله، ومعنى الألوهية: استغناء الإله من كل ما سواه وافتقار كل ما عداه إليه.
أ - استغناء الإله عن كل ما سواه يوجب له تعالى الوجود، والقدم والبقاء. ومخالفته تعالى للحوادث، وقيامه تعالى بنفسه، وتنزهه سبحانه وتعالى عن النقائص، ويدخل في ذلك وجوب السمع له والبصر، والكلام ويؤخذ منه تنزهه تعالى عن الأغراض وأحكامه، ولا يجب عليه فعل شيء من الممكنات أو تركه.
ب - وافتقار كل ما عداه إليه سبحانه وتعالى يوجب له عز وجل الحياة، وعموم القدرة والإرادة والعلم، ويوجب له تعالى الوحدانية في ذاته، وفي صفاته وفي أفعاله، ويؤخذ منه حدوث العالم بأسره، وأن لا تأثير لشيء من الكائنات في أثر ما.
(محمد رسول الله) يدخل فيه الإيمان بسائر الأنبياء والملائكة، والكتب السماوية، واليوم الآخر، =