الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد إن سرَّك أن تعبد الله ليلة حقَّ عبادته فقل: اللهمَّ لك الحمد حمداً خالداً مع خلودك، ولك الحمد حمداً دائماً لا منتهى له دون مشيئتك وعند كل طرفه عين، أو تنفسِ نفسٍ. رواه الطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ ابن حبان.
ولفظه قال: يا محمد إن سرَّك أن تعبد الله ليلا حقَّ عبادته، أو يوماً فقل: اللهم لك الحمد حمدا خالداً مع خلودك، ولك الحمد حمدا لا جزاء لقائلهِ إلا رضاك، ولك الحمد عند كلِّ طرفة عينٍ، أو تنفُّسِ نفس. وفي إسنادهما عليُّ بن الصَّلت العامري لا يحضرني حاله، وتقدم بنحو عند البيهقي، والله أعلم.
(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)
1 -
عن أبي هريرة رضية الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم. قال: وما ذاك؟ قال: يصلون كما نُصلِّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلِّمكم شيئا تدركون به من سبكمْ وتسبقون به من بعدكمْ، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر (1) كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين مرَّة. قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. قال سميٌّ: فحدث بعض أهلي بهذا الحديث، فقال: وهمت: إنما قال لك: تسبح ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتكبِّر أربعاً وثلاثين. قال: فرجعت إلى أبي صالحٍ، فقلت له ذلك فأخذ بيدي فقال: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد، حتى يبلغ من جميعهنَّ ثلاثاً وثلاثين. رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.
(1) عقب.
2 -
وفي رواية لمسلم أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سبِّح في دبر كل صلاةٍ وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، ثمَّ قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر.
رواه مالك وابن خزيمة في صحيحه بلفظ هذه إلا أن مالكاً قال: غفرت له ذنوبه ولوْ كانت مثل زبد البحر.
ورواه أبو داود، ولفظ قال أبو هريرة قال أبو ذرّ: يا رسول الله، ذهب أصحاب الدُّثورِ بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهمْ فضل أموال يتصدقون بها، وليس لنا مالٌ نتصدق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذرٍّ، ألا أعلمك كلماتٍ تدرك بها من سبقك، ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: تكبر الله دبر كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وتحمده ثلاثاً وثلاثين، وتسبِّحه ثلاثاً وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير غفر ذنوبك، ولوْ كانت مثل زبد البحر. رواه الترمذي وحسنه، والنسائي من حديث ابن عباس نحوه.
وقالا فيه: فإذا صلَّيْتمْ فقولوا: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرَّةً، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرَّةً، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرَّة، ولا إلا الله عشر مرَّاتٍ، فإنكم تدركون من سبقكمْ، ولا يسبقكمْ من بعدكم.
(الدثور) بضم الدال المهملة: جمع دثر، وهو المال الكثير.
3 -
وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: معقِّبات (1) لا يخيب، قائلهنَّ، أوْ فاعلهنَّ دبر كلِّ صلاة مكتوبةٍ: ثلاث وثلاثون تسبيحةً، وثلاثٌ وثلاثون تحميدةً، وأربع وثلاثون تكبيرةً. رواه مسلم والترمذي والنسائي.
(1) المتكررات المذكورات. قال في النهاية: سميت معقبات لأنها عادت مرة بعد مرة، أو لأنها تقال عقب الصلاة، والمعقب من كل شيء ما جاء عقب ما قبله. أهـ ص 112.
4 -
وعن عليٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا زوَّجة فاطمة بعث معها بخميلةٍ، ووسادةٍ من أدمٍ حشوها ليفٌ، ورحيين، وسقاء، وجرَّتين، فقال عليٌّ رضي الله عنه لفاطمة رضي الله عنها ذات يومٍ: والله لقدْ سنوت حتى اشتكيتُ صدري، وقد جاء الله أباك بسبيٍ فاذهبي فاستخدميه، فقالتْ: وأنا والله لقد طحنت حتى مجلتْ يداي، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال، ما جاء بك أيْ بنيَّةُ؟ قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعتْ، فقال علي: ما فعلتِ؟ قالت: أستحييت أن أسأله، فأتيا جميعاً النبي صلى الله عليه وسلم، فقال علي: يا رسول الله لقد سنوْتُ حتى اشتكيت صدري، وقال فاطمة: قد طحنت حتى مجلتْ يداي، وقدْ جاءك الله بسبي وسعةٍ فأخدمنا، فقال: والله لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع لا أجد ما أنفق عليهمْ، ولكن أبيعهم وأنفق عليهمْ أثمانهم، فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطَّت رءوسهما تكشف أقدامهما، وإذا غطت أقدامهما تكشفت رءوسهما فثارا، فقال مكانكما، ثمَّ قال: ألا أخبركما بخيرٍ مما سألتماني؟ قالا: بلى. قال: كلمات علَّمنيهنَّ جبرائيل، فقال: تسبِّحان الله في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدان عشراً، وتكبران عشراً، فإذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، وأحمد أثلاثاً وثلاثين، وكبر أربعاً وثلاثين. قال عليٌّ - كرَّم الله وجهه - فوالله ما تركتهنَّ منذ سمعتهنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقال له ابن الكوا: ولا ليلة صِفِّين، فقال قاتلكمُ الله يا أهل العراق، ولا ليلة صفِّينَ. رواه أحمد واللفظ له، ورواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي، وتقدم فيما يقول: إذا أوى إلى فراشهِ بغير هذا السياق، وفي هذا السياق ما يستغرب، وإسناده جيد، ورواته ثقات، وعطاء بن السائب ثقة، وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه، والله أعلم.
(الخميلة) بفتح الخاء المعجمة، وكسر الميم: كساء له خمل يجعل غالباً - وهو القطيفة أيضاً - (من أدم) بفتح الألف والدال: أي من جلد، وقيل: من جلد أحمر. (رحيين) بفتح الراء والحاء، وتخفيف الياء مثنى رحى، وقوله. (سنوت) بفتح السين المهملة والنون: أي استقيت
من البئر فكنت مكان السانية، وهي الناقة التي تسقي عليها الأرضون.
وقوله: (فاستخدميه): أي اسأليه خادماً، وكذلك قوله. (فأخدمنا) بكسر الدال: أي أعطنا خادما، وقوله. (مجلت يداي) بفتح الجيم وكسرها: أي تقطعت من كثرة الطحن.
5 -
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خصلتان لا يحْصيهما عبد إلا دخل الجنَّة، وهما يسيرٌ، ومن يعمل بهما قليلٌ: يسبح الله أحدكمْ دبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً فتلك مائة وخمسون باللسان، وألف وخمسمائةٍ في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه يسبح ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبِّرأربعاً وثلاثين فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيُّكم يعمل في يومهِ وليلته ألفين وخمسمائة سيئةٍ؟ قال عبد الله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهنَّ بيدهِ. قال قيل يا رسول الله: كيف لا تحصيها؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته، فيقول له: اذكرْ كذا، اذكرْ كذا، ويأتيه عند منامهِ فينوِّمهُ. رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له.
(قال المملي) رووه كلهم عن حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله.
6 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبرَ كل صلاةٍ لمْ يمنعهُ من دخول الجنَّة إلا أنْ يموت. رواه النسائي والطبراني بأسانيد أحدها صحيح. وقال شيخنا أبو الحسن: هو على شرط البخاري وابن حبان في كتاب الصلاة وصححه.
وزاد الطبراني في بعض طرقه: وقلْ هو الله أحدٌ: وإسناده بهذه الزيادة جيد أيضا.
7 -
وعن الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسيِّ في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى. رواه الطبراني بإسناد حسن.
8 -
وعنْ أبي كثير موْلى بني هاشم أنه سمع أبا ذرٍ الغفاري رضي الله عنه
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلماتٌ من ذكرهنَّ مائة مرَّةٍ دبر كلِّ صلاةٍ: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا الله إلا بالله، ثمَّ لوْ كانتْ خطاياه مثل زبد البحر لمحتْهُنَّ. رواه أحمد، وهو موقوف.
9 -
وروي عن عبد الله بن أرقم عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال دبر كلِّ صلاةٍ: سبحان الله ربك ربِّ العزَّة عما يصفون وسلامٌ على المرْسلين والحمد لله ربِّ العالمين، فقد اكْتَالَ بالجريب الأوفى من الأجر. رواه الطبراني.
10 -
وعنْ أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ قال دبر الصلاة: سبحان الله العظيم وبحمده لا حول ولا قوة إلا بالله قام مغفوراً له.
رواه البزار عن أبي الزهراء عن أنس، وسنده إلى أبي الزهراء جيد، وأبو الزهراء لا أعرفه.
11 -
وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منْ دعا بهؤلاء الكلماتِ، أو الدعوات في دبر كلِّ صلاة مكتوبةٍ حلت له الشفاعة مني يوم القيامة: اللهمَّ أعطِ محمداً الوسيلة، واجعلْ في المصطفين محبَّتهُ، وفي العالين درجته، وفي المقرَّبين داره. رواه الطبراني، وهو غريب.
12 -
وروي عن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال دبر كلِّ صلاةٍ: أستغفر الله وأتوب إليه غفر له، وإنْ كان فرَّ من الزَّحف. رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
13 -
وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدهِ يوماً، ثمَّ قال: يا معاذ، والله إنِّي لأحبُّك، فقال له معاذٌ: بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله، وأنا والله أحبك. قال: أوصيك يا معاذ لا تدعنَّ في دبر كلِّ صلاةٍ أن تقول: اللهمَّ أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك، وأوصى بذلك معاذٌ الصَّنابحيَّ، وأوصى بها الصَّنابحيُّ أبا عبد الرحمن، وأوصى به عبد الرحمن عقبة بن مسلمٍ. رواه أبو داود والنسائي، واللفظ له، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين.