الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
وعن أبي شريحٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أقال أخاه بيعاً أقاله الله عثرته يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات.
(الترهيب من بخس الكيل والوزن)
1 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لمَّا قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث (1)
الناس كيلاً، فأنزل الله عز وجل: ويلٌ للمطففِّين فاحسنوا الكيل بعد ذلك (2) رواه ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه والبيهقي.
2 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الكيل والوزن: إنكم قد وليتمْ أمراً فيه هلكتِ الأممُ السالفة
= كتاب (صفوة رءوس الدين والأخلاق) لأستاذي الشيخ مصطفى عناني والشيخ عطية الأشقر ص 23 جـ 4.
وإن شاهدنا أمير المؤمنين الصحابي الجليل الذي عاصر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتفع رضي الله عنه بأحاديث حبيبه، وعرض بطيب خاطر، وراحة ضمير وحسن نية، والسلعة لصاحبها إن أحب بلا طمع، وترك له الحرية المطلقة ادخارا لثواب الله تعالى، ورجاء رحمة، وتفريج كروبه، فلنقتد به رضي الله عنه، ولنقل النادم، ولنصفح، ولنزل الجشع شيئا نترك الرجاء، وحب المصلحة، وتتميم العمل على ضوء الخوف من الله تعالى، وطلب رضاه.
(1)
أنقص. خبث ضد طاب، والاسم الخباثة، ويطلق الخبيث على الحرام، وعلى الرديء المستكره طعمه أو ريحه كالثوم والبصل. قال تعالى (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) أي لا تخرجوا الردئ في الصدقة من الجيد: قال تعالى (ويل للمطففين 1 الذين اكتالوا على الناس يستوفون 2 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون 3 ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون 4 ليوم عظيم 5 يوم يقوم الناس لرب العالمين) 6 من سورة المطففين.
(ويل) واد في جهنم لأولئك الذين ينقصون الكيل أو الوزن، والتطفيف: البخس، وطفيف أي حقير (اكتالوا) أخذوا حقوقهم وافية إذا اكتالوا من الناس، وأبدل على بمن للدالة على اكتيالهم لما لهم على الناس أو اكتيال يتحامل فيه عليهم (كالوهم) كالوا لهم (ألا يظن) إنكار وتعجيب من حالهم، فإن من ظن ذلك لم يتجاسر على هذه القبائح، فكيف بمن أيقن؟، والمراد استعمال العدل، فلا تستعمل مكاييل غير مضبوطة، ولا صنج مغشوشة، والبيع والشراء ضرورة من ضرورات الحياة لا يمكن الاستغناء عنهما، وأنت ترى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرقت أنواره بالمدينة فزال الجهل، وعم العدل، وحسن الفعل، فأرشد أهل المدينة إلى استيفاء الوزن والكيل.
(2)
فإذا كالوا أو وزنوا لا يأخذون أكثر من حقهم، ولا يعطون الناس أقل من استحقاقهم، فإن التاجر إذا طفف في كيله أو وزنه بأن زاد على ما أخذ أو نقص مما أعطى تضعف ثقة الناس به وينصرفون من معاملته وينفضون من حوله فتخسر تجارته وتكسد سوقه، هذا إلى عذاب الله الأليم الذي أعده له والعاقبة الوخيمة (كلا) حرف ردع من التطفيف والغفلة عن البعث والحساب (كلا إن كات الفجار لفي سجين 7 وما أدراك ما سجين 8 كتاب مرقوم 9 ويل يومئذ للمكذبين 10 الذين يكذبون بيوم الدين 11 وما يكذب به إلا كان معتد أثيم 12 =
قبْلكمْ. رواه الترمذي، والحاكم كلاهما من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. (قال الحافظ): كيف، وحسين بن قيس متروك، والصحيح عن ابن عباس موقوف، كذا قال الترمذي وغيره.
3 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا معشر المهاجرين: خمسُ خصالٍ إذا ابتليتم (1) بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهنَّ (2): لم تظهر الفاحشة (3) في قومٍ قطّ حتى يعلنوا بها إلا فشافيهم الطاعون (4) والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم (5) الذي مضوا، ولمْ ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين (6)، وشدَّة المئونة (7)، وجور (8) السلطان عليهم، ولمْ يمنعوا زكاة (9) أموالهمْ إلا منعوا القطر (10) من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. ولمْ ينقضوا عهد الله (11)
وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا (12) من غيرهمْ فأخذوا
= إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 13 كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون 14 كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون 15 ثم إنهم لصالوا الجحيم 16 ثم ييقال هذا الذي كنتم به تكذبون. كلا) 17 من سورة المطففين.
(سجين) كتاب كامع لأعمال الفجرة من الإنس والجن (مرقوم) مسطور (معتد) متجاوز عن النظر غال في التقليد حتى اقتصر قدرة الله تعالى وعلمه فاستحال منه الإعادة وقصر في أوامره سبحانه وتعالى (أثيم) منهمك في الشهوات ناس حقوق الله عليه غافل عن ذكره بعيد عن طاعته من فرط جهله وعمايته عن الحق. غلب عليهم حب المعاصي حتى صار صدأ على قلوبهم كما قال صلى الله عليه وسلم (إن العبد كلما أذنب ذنبا حصل في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه) وهذا هو الرين، أي الصدأ (لمحجوبون) لا يرونه سبحانه، هم ممنوعون عن مشاهدة الذات العلية (عن ربهم أي من قرب ربهم).
(1)
اختبرتم.
(2)
طلب صلى الله عليه وسلم نجاة المؤمنين الصادقين العاملين منها.
(3)
الزنا واللواط.
(4)
الأمراض الوبائية الحاصدة الأرواح، المؤلمة المزعجة وحوادث اليوم تحقق صدق قوله صلى الله عليه وسلم.
(5)
الأمم السابقة والأجداد.
(6)
المجاعة، والقحط، وشدة الجدب، وذهاب البركة من الزروع، والأزمة الخانقة.
(7)
الأثقال، والهموم، والأحزان.
(8)
ظلم الحاكم.
(9)
المقدر إخراجها في الذهب والفضة والتجارة والزروع والمواشي وغيرها وكذا الصدقات، وأعمال البر.
(10)
المطر.
(11)
طاعته سبحانه، والعمل بشريعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين 172 أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون 173 وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون) 174 من سورة الأعراف.
أي أخرج سبحانه من أصلابهم نسلهم على ما يتاالدون قرنا بعد قرن ليشهدوا دلائل ربوبيته، وركب في عقولهم ما يدعوهم إلا الإقرار بها. فعهد الله طاعته.
(12)
أجنبيا وحاكما ليسلبوا نعمتهم وليحبسوا حريتهم وليغلوا أيديهم فيقعوا في الأسر والهوان، والذل.
بعض ما في أيديهمْ، وما لمْ تحكمْ أئمَّتهمْ (1) بكتاب الله تعالى، ويتخيَّروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم (2)
بينمْ. رواه ابن ماجه، واللفظ له والبزار والبيهقي، ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة، وقال: صحيح على شرط مسلم.
ورواه مالك بنحوه موقوفاً على ابن عباس، ولفظه قال: ما ظهر الغلول (3) في قومٍ إلا ألقى الله في قلوبهم الرُّعب (4)، ولا فشا الزِّنا في قومٍ إلا كثر فيهم الموت (5) ولانقص قومٌ المكيال والميزان إلا قطع الله عنهم الرِّزق (6)، ولا حكم قومٌ بغير حقٍّ
(1) أمراؤهم وعلماؤهم.
(2)
قتالهم وأوجد في قلوبهم النفور والشقاق والتباغض: ونزع منهم نعمة الألفة، والاتحاد والمودة. قال تعالى (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا، ويذيق بعضكم بأس بعض، انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون) 65 من سورة الأنعام (من فوقكم) إنزال الصواعق كما فعل بقوم نوح ولوط، وأصحاب الفيل، أو سلط عليكم ظلم أكابركم وحكامكم (أو من تحت أرجلكم) أرسل عذابا من الأرض كما أغرق فرعون وخسف بقارون وانتقم من السلفة والعبيد وأشرار المجرمين (بلبسكم شيعا) يخلطكم فرقا متحزبين، على أقل شيء ينشب القتال وتتقد نانر العداوة، ويقاتل بعضكم بعضا. انظر إلى حال المسلمين يا أخي الآن سنة 1354 هـ. هل نحن متمسكون بآداب الدين. وهل نحن عاملون بكتاب الله وسنة حبيبه. أرجو أن نعمل، عسى الله أن يضم شعثنا ويقرب قلوبنا في الله ولله لنسمو، نذر خمسة نادى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبر المهاجرين الذين نصروه واتبعوه وفارقوا أوطانهم في سبيل الذب عن دين الله تعالى ونصره.
أ - يتبع المعاصي والمنكرات الأمراض الوبائية.
ب - ويتبع الغش ونقص المكيال والميزان الأزمة الطاحنة وقلة المال، وظلم الحاكم الوالي عليهم.
جـ - يتبع البخل والشح وعدم إخراج زكاة أموالهم منع الأمطار وجفاف الأنهار.
د - يتبع عدم طاعة الله ورسوله الذي والأسر والوقوع في أيدي الأجانب يتحكمون في رقابهم وثروتهم وبلدهم.
هـ - يتبع أحكام العلماء على غير مناهج القرآن والسنة الفتن الداخلية والشقاق والتنافر والتخاصم والتخاذل يحارب المسلمون بعضهم بعضا (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون). هذا نذير من النذر الأولى 56 أزفت الآزفة 57 ليس من دون الله كاشفة) 58. أي هذا القرآن إنذار من الإنذارات السابقة، أو هذا الرسول نذير من جنس المنذرين الأولين، وقد دنت الساعة (أفمن هذا الحديث تعجبون 59 وتضحكون ولا تبكون 60 وأنتم سامدون 61 فاسجدوا لله واعبدوا) 62 من سورة النجم، يعني القرآن، سامدون: لا هون أو مستكبرون: فاعبدوا الله أيها المسلمون واعملوا بشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذروا عصيانه.
(3)
السرقة الخفية والخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة في الحرب قبل القسمة، وكل من خان في شيء خفية فقد غل، وفيه (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم) هو من الإغلال: الخيانة).
(4)
الفزع والخوف، والمعنى عدم الأمانة يجلب الشقاق والنفاق وينزع الأمن، ويجلب عدم الطمأنينة.
(5)
سلط عليهم الأوباء الحاصدة الناسفة المميتة.
(6)
الخير والبركات.
إلا فشافيهم الدَّم (1)، ولا ختر قومٌ إلا سلَّط الله عليهم العدوَّ (2).
رفعه الطبراني وغيره إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(الختر) بالخاء المعجمة، والتاء المثناة فوق: هو الغدر، ونقض العهد. (والسنين) جمع سنة: وهي العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء وقع قطر أو لم يقع.
4 -
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: القتل في السبيل (3) الله يكفِّر (4) الذنوب كلها إلا الأمانة. ثمَّ قال: يؤْتي بالعبد يوم القيامة، وإن قتل في سبيل الله فيقال أدِّ أمانتك فيقول: يا ربِّ كيف وقد ذهبت الدنيا. قال فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية فينطلق به إلى الهاوية، وتمثَّل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه فيراها فيعرفها فيهوى في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبيه حتى إذا نظر ظنَّ أنه خارجٌ زلَّت عن منكبيه فهو يهوى في أثرها أبد الآبدين، ثمَّ قال: الصلاة أمانة، والوضوء أمانةٌ، والوزن أمانة. والكيل أمانة، وأشياء عدَّها، وأشدُّ ذلك الودائع.
قال يعني: زاذان، فأتيت البراء بن عازبٍ فقلتُ: ألا ترى إلى ما قال ابن مسعودٍ قال: كذا قال كذا. قال: صدق، أما سمعت الله يقول: إن الله يأمركم (5) أن تؤدُّوا الأمانات
(1) كثرة القتل. والمعنى أن الحكام إذا لم يعدلوا انتزع الأمن وتعدى كل مظلوم على ظالمه وقتله وانتقم منه.
(2)
الأجنبي الظالم يتحكم فيهم. قال تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) 129 سورة الأنعام. وقال تعالى (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون 42 فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون 43 فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون 44 فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) 45 من سورة الأنعام.
وقال. تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور 15 أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور 16 أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير) 17 من سورة الملك. شاهدنا تذليل الأرض في جوانبها وفي جبالها التماسا لنعم الله مع طاعته، والعمل بآداب دينه واعتقاد المرجع إليه جل وعلا، فيسأل سبحانه من شكر ما أنعم علينا ويطلب سبحانه وتعالى الاستقامة، ومنه وفاء الكيل والميزان وإلا سلط ملائكته الموكلين على تدبير هذا العالم على إفساد الجو فيملأ بالجراثيم والأمراض وتزلزل الأرض بمن فيها وتضطرب أو يمطر علينا حصباء مهلكة. نسأل الله السلامة.
(3)
الجهاد لأجل نصر دين الله.
(4)
يمحو.
(5)
خطاب يعم المكلفين، ويطلب الله تعالى أن ترد الأشياء المودعة في الذمة كما هي كاملة مستوفاة: أي =