الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه أحمد والطبراني في الكبير، والأوسط إلا أنه قال: كان حقا على الله تبارك وتعالى وأنْ يقذفه في معظم النار، والحاكم مختصرا، ولفظه قال: من دخل في شيء من أسعار المسلمين يغلي عليهمْ كان حقا على الله أن يقذفه في جهنَّم رأسه أسفله. رووه كلهم عن زيد ابن مرة عن الحسن، وقال الحاكم: سمعه معتمر بن سليمان وغيره من زيد.
(قال المملي) الحافظ: ومن زيد بن مرة فرواته كلهم ثقات معروفون غيره فإني لا أعرفه، ولم أقف له على ترجمة، والله أعلم بحاله.
9 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: احتكار الطعام بمكة إلحاد. رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن المؤمل.
10 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من احتكر حكرةً يريد أن يغالي بها على المسلمين فهو خاطئ، وقد برئتْ منه ذمَّة الله. رواه الحاكم من رواية إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، وفيه مقال، والله أعلم.
ترغيب التجار في الصدق
وترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين
1 -
عنْ أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التاجر الصدوق (1) الأمين مع النبيين والصِّدِّيقين والشهداء. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
ورواه ابن ماجه عن ابن عمر، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التاجر الأمين الصَّدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة.
2 -
وروي عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة. رواه الأصبهاني وغيره.
(1) المتصف بكثرة الصدق، وقول الحق، واتباع العدل، والمشتهر بالأمانة، وحفظ الوديعة، درجته بجوار الأنبياء، والأبرار، والمجاهدين، كما قال صلى الله عليه وسلم:(إن في الجنة مائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض).
3 -
وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ التاجر إذا كان فيه أربع خصالٍ طاب (1) كسبه: اذا اشترى لم يذمَّ، وإذا باع لمْ يمدحْ، ولمْ يدلِّس في البيع، ولمْ يحلف فيما بين ذلك. رواه الأصبهاني أيضاً، وهو غريب جداً.
ورواه أيضا وهو البيهقي من حديث معاذ بن جبل، ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أطيب الكسيب كسب التجار الذين إذا حدَّثوا (2) لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لمْ يخونوا، وإذا وعدوا (3) لم يخلفوا، وإذا اشتروا لمْ يذمُّوا، وإذا باعوا لمْ يمدحوا، وإذا كان عليهم لمْ يمطلوا (4)، وإذا كان لهمْ لمْ يعسِّروا (5).
4 -
وعن حكيم بن جزام رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البيعان (6) بالخيار مالمْ يتفرَّقا، فإن صدق (7) البيِّعان، وبيَّنا (8) بورك (9) لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا فعسى أن يربحا ربحاً، ويمحقا بركة بيعهما، اليمين الفاجرة (10) منفقة للسلعة ممحقة للكسب. رواه البخاري، ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
5 -
وعن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جدِّه رضي الله عنهما أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلًّى فرأى الناس يتبايعون، فقال: يا معشر
(1) نما وحل، والمعنى خصال أربعة تزيد التاجر ربحا وافرا.
أ - يجتنب السخط والكراهة والذم: أي عند شرائه لا يبخس.
ب - يجتنب الثناء وتحلية البضاعة عند بيعه.
جـ - يبعد عن الغشب ويجتنب المكر والخداع.
د - يجتنب الأيمان التي تروج البضاعة وتغر الشاري.
(2)
تكلموا.
(3)
أعطوا ميعادا.
(4)
يؤخروا السداد.
(5)
يطلبوا العسير ولم يضيقوا.
(6)
البائع والمشتري أحرار في تنفيذ البيع والشراء مدة عدم تفرقهما في المجلس.
(7)
صدق البائع في إخبار المشتري مثلا. وبين العيب إن كان في السلعة، وصدق المشتري في قدر الثمن مثلا وبين العيب إن كان في الثمن.
(8)
أظهروا العيوب وقيمة السلعة بما يرضى الله جل وعلا. قال في الفتح: وفيه فضل الصدق والحث عليه وذم الكذب، والحث على منعه، وأنه سبب لذهاب البركة، وأن عمل الآخرة يحصل خيري الدنيا والآخرة أهـ ص 226 جـ 4.
(9)
وضع الله البركة والخير.
(10)
الكاذبة، مروجة للشيء ونازعة ومزيلة الخير عنه.
التجار، فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجَّاراً (1) إلا من اتَّقى الله وبرَّ وصدق. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
6 -
وعن عبد الرحمن بن شبلٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ التجار همُ الفجَّار. قالوا: يا رسول الله أليْس قد أحلَّ الله البيع؟ قال: بلى، ولكنَّهم يحلفون فيأثمون، ويحدِّثون فيكذبون. رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم واللفظ له، وقال: صحيح الإسناد.
7 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الحلف حنثٌ، أوْ ندمٌ. رواه ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه.
8 -
وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكِّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ. قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مراتٍ، فقلت: خابوا وخسروا، ومن هم يا رسول الله؟ قال: المسبل (2). والمنَّان (3)، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب (4) رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه إلا أنه قال: المسْبلُ إزاره، والمنَّان عطاءه، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب.
9 -
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر (5) الله إليهم يوم القيامة: أشميط زانٍ (6)، وعائلٌ (7) مستكبرٌ، ورجلٌ جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه (8)، ولا يبيع إلا بيمينه. رواه الطبراني في الكبير، وفي الصغير والأوسط إلا أنه قال: فيهما ثلاثة لا يكلِّمُهمُ الله ولا يزكِّيهم، ولهمْ عذابٌ أليمٌ، فذكره. ورواته محتجٌ بهم في الصحيح.
(1) أشرارا مجرمين.
(2)
الذي يجر إزاره خيلاء.
(3)
كثير المن ثرثار.
(4)
المروج بالأيمان الكاذبة: أي ليست عنده أمانة وزال منه خوف الله تعالى فيحلف بجلاله زورا وبهتانا ليبيع ما عنده.
(5)
لا يرحمهم، ولا يرعاهم رعاية رأفة.
(6)
فاسق عاص.
(7)
ذو عائلة وأولاد جمة متكبر متجبر عنده خيلاء وبطر وعجب وكبر.
(8)
بالحلف والقسم.
(أشميط): مصغر أشمط، وهو من ابيضّ بعض شعر رأسه كبرا، واختلط بأسوده (والعائل) الفقير.
10 -
وروي عن عصمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله إليهم غداً: شيخٌ (1) زانٍ، ورجل اتَّخذ الأيمان بضاعته يحلف في كلِّ حق وباطلٍ، وفقير مختالٌ مزهوٌ. رواه الطبراني.
(مزهوٌ) أي متكبر معجب فخور.
11 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلِّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهمْ، ولا يزكِّيهم، ولهمْ عذاب أليمٌ: رجلٌ على فضل (2) ماء بفلاةٍ يمنعه ابن السَّبيل، ورجلٌ بايع رجلاً بسلعتهِ (3) بعد العصر، فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدَّقه فأخذها وهو على غير ذلك، ورجلٌ بايع إماماً (4) لا يبايعه إلا للدنيا، فإن أعطاه منها ما يريد وفي له، وإنْ لم يعطه لم يف.
وفي رواية نحوه وقال: ورجلٌ حلف على سلعته لقد أعطي بها أكثر مما (5) أعطى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ (6) بعد العصر ليقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ
(1) هرم كبير السن عجوز.
(2)
قليل ماء بصحراء ويطلبه المسافر سفر طاعة فيحرمه. قال ابن حجر: أي الفاضل عن حاجته. قال ابن بطال: فيه دلالة على أن صاحب البئر أولى من ابن السبيل عند الحاجة، فإذا أخذ حاجته لم يجز له منع بن السبيل أهـ ص 22 جـ 5.
(3)
أي التاجر رأى أن بضاعته كسدت وقرب أن ينتهي اليوم فحلف بالله كذبا ليروجها وأقسم غشما ليغر المشتري.
(4)
اتفق مع الحاكم وساعد الوالي لغرض وإدراك فائدة، فإن مده بخبراته وزاده من أمواله صفق له وهمال ومشي معه وساعده على ظلم الناس. وأكل حقوقهم بالباطل، وإلا خاصمه وأعلن حربه لأنه لم يستفد منه في حياته. والمعنى أن هؤلاء الثلاثة على أحط الخصال، وأبعد من رحمات الله، وعطفه ورعايته:
أ - ذلك المانع سقي الماء الزائد عن حاجته وأهله للمحتاج.
ب - التاجر الكذاب المدلس كثير الأيمان الباطلة.
جـ - الطماع الشره الذي ليست له مبادئ ثابتة في الحق، وليست له قدم راسخة في حب الولاة العادلين المحسنين بل يميل إلى الطغاة الفجرة ليكسب منهم المال والجاه، وفي زماننا هذا كثير، تجار يحلفون: وأدنياء سماسرة وضيعون، وبخلاء لا ينفقون. نسأل الله السلامة والتوفيق.
(5)
أي جاء مشتر وثمنها بمبلغ أكثر، والحال أنه كاذب: أي قوله غير مطابق للواقع. لا ربحه الله يبيع دينه بدنياه ويتهاون باسم الله الأعظم ويلقيه جزافا خداعا ابتغاء عرض زائل، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
(6)
قسمه بنية الرواج فقط، وهو غير صادق لماذا؟ لأن بضاعته كسدت وأزف الوقت وتنتهي السوق، وقال العلماء (بعد العصر) أي وقت صعود الملائكة بأعمال العباد إلى ربها، فيذهب معهم هذا الحنث، والفجور وإلقاء الأيمان على عواهنها خالية من خشية الله تعالى وبسطه رجاء نفاذها ورواجها خشية قرب المغرب.
ورجلٌ منع فضل ماءٍ، فيقول الله عز وجل له: اليوم أمنعك فضلي (1) كما منعت فضل (2) ما لمْ تعمل يداك. رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه، وأبو داود بنحوه.
12 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربعة يبغضهم الله (3): البيَّاع الحلاف (4)، والفقير المختال (5)، والشَّيخ الزَّاني (6)، والإمام الجائر (7). رواه النسائي، وابن حبان في صحيحه، وهو في مسلم بنحوه، دون ذكر البياع ويأتي لفظه في الترهيب من الزنا إن شاء الله.
13 -
وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحبُّ ثلاثة، ويبغض ثلاثة، فذكر الحديث إلى أن قال: قلتُ: فمنٍ الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: الختال الفخور (8) وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل: إنَّ الله لا يحبُّ كل مختال فخورٍ. والبخيل المنَّان (9) والتاجر، أو البائع الحلاف. رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحه بنحوه، وتقدم لفظهم في صدقة السر.
14 -
وعنْ أبي سعيد رضي الله عنه قال: مرَّ أعرابي بشاةٍ، فقلت: تبيعها
(1) زيادة نعمي وخيراتي وإحساني.
(2)
زيادة جاءت إليك بلا تعب منك، بل هي هبة من عندنا. فضل ما لم تعمل كذا ط وع ص 585، وفي ن د: حذف فضل. منعت مالم تعمل، قال تعالى (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) 47 من سورة الروم رياح الرحمة معها المطر والمنافع التابعة لها والخصب المنتج المثمر فتناولون نعم الله وتشكرونه.
(3)
يكرمهم ويبعدهم من رحمته.
(4)
كثير الأيمان الكاذبة.
(5)
كثير الكبر والبطر والخيلاء والعجب.
(6)
الفاسق العاصي مع وجود ضعف جسمه، وفقد الشهوة الجماعية الحيوانية لهرمه، ومع ذلك يجرم ويفعل الفاحشة.
(7)
الحاكم الظالم والمتولي أمور المسلمين ولا يعدل.
(8)
كثير الخيلاء والعجب والكبر والمن بنفسه: قال تعالى (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور 18 واقصد في مشيك واغضض من صوتك) من سورة لقمان.
(ولا تصعر) أي ولا تمله عنهم، ولا تولهم صفحة وجهك كما يفعله المتكبرون (مرحا) فرحا يطرأ (واقصد) توسط فيه بين الدبيب والإسراع (واعضض) انقص منه واقصر.
(9)
الشحيح كثير البخل الذي يكثر من المن، والقول بحسانه وبمدح أعماله.
بثلاثة دراهم؟ فقال. لا والله (1)، ثمَّ باعها، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: باع آخرته بدنياه. رواه ابن حبان في صحيحه.
15 -
وعنْ واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا وكنَّا تجَّاراً، وكان يقول: يا معشر التجار إياكم والكذب (2). رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به إن شاء الله.
16 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الحلف (3) منفقة (4) للسلعة (5) ممحقة (6) للكسب. رواه البخاري ومسلم، وأبو داود إلا أنه قال: ممحقةٌ للبركة.
17 -
وعن قتادة رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم، وكثرة الحلف (7) في البيع، فإنه ينفق (8)،
ثمَّ يمحق. رواه مسلم
(1) أقسم الله ألا يبيعها، ومع ذلك حنث، ولم يبر بقسمه وباعها، ولم يتق الله في قسمه فحفظ ذلك له في آخرته ليحاسبه الله تعالى جزاء كذبه.
(2)
احذروا الباطل واجتنبوا الزور، ومخالفة الواقع واتقوا الله واصدقوا.
قال أبو العتاهية:
ألا إنما التقوى هو العز والكرم
…
وحبك للدنيا هو الذل والعدم
وليس على حر تقي نقيصة
…
إذا أسس التقوى وان حاك أو جحم
قال العيني: الحداد لا يضره مهنة صناعته إذا كان عدلا ص 210 جـ 11.
وقال تعالى: (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) 77 من سورة آل عمران.
أي بما عاهدوه من الأيمان والإقرار بوحدانيته (وأيمانهم) أي الكاذبة (ثمناً) أي عوضا يسيرا (الأخلاق) لا نصيب لهم في الآخرة، ولاحظ لهم من نعيمها (ولا يكلمهم) كلاما لطيفا (ولا ينظر إليهم) بعين الرحمة (ولا يزكيهم) ولا يطهرهم من الذنوب والأدناس، وقيل لا يثني عليهم، بل يأمر بهم إلى النار (أليم) موجع.
فأنت تجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث التجار على التحلي بالصدق، والتخلي عن الكذب رجاء الربح الحلال والفوز برضا المتعال سبحانه.
(3)
اليمين الكاذبة.
(4)
مروجة، والنقاق الرواج: ضد الكساد.
(5)
المتاع.
(6)
منقصة: مبطلة مزيلة للبركة.
(7)
احذروا كثرة الأيمان الكاذبة.
(8)
يروج، ثم ينزع البركة والخير الدائم.
(خلاصة النتائج الوخيمة التي تعود على حافظ الأطعمة حتى يرتفع سعرها كما قال صلى الله عليه وسلم
أولا: هو مذنب متعمد (خاطئ).
ثانياً: بعيد من رحمة الله وإحسانه وبره (بريء من الله).
ثالثاً: يصاب بالأمراض القتالة القذرة التي تنفر الناس من رؤيته (مجذوما مشدوخا). =
والنسائي، وابن ماجه.
= رابعاً: استحق الذم والسخط من الله تعالى وعباده (بئس العبد المحتكر).
خامساً: يدخل على ماله الغش والسحت والحرام فلا تنفع صدقته، ولا يقبل عمله (ثم تصدق به لم تكن له كفارة).
سادساً: المحتكر مجرم شرير مثل قاتل النفس في عقاب الذنوب الكبائر (يحشر الحاكرون والقتلة).
سابعاً: يعذب بأقسا العذاب (يقذفه في معظم النار رأسه أسفله بعد ونفاق).
ثامناً: يصيب المحتكر وهن في دينه وزيغ في عقيدته ومروق في إسلامه ونفاق (بمكة إلحاد).
(الخلال الحميدة التي تتلألأ في جبين التاجر أنواراً وأرباحاً)
أولاً: الصدق والأمانة والأدب والكمال وطيب القول ليجاور مكانه في الجنة مكان الأبرار المتقين مثل الأنبياء والشهداء.
ثانياً: ترك ذم السلعة المباعة من غيره، ومدح سلعته واجتناب التدليس، والغش والخداع وحيل اللؤم ليطيب كسبه.
ثالثاً: الوفاء بالوعد والشهامة والمروءة وإنجاز عمله وإتمامه قوله.
قال الشاعر:
إذا قلت في شيء نعم فأتمه
…
فإن (نعم) دين على الحر واجب
وإلا فقل (لا) تسترح وترح بها
…
لئلا يقول الناس إنك كاذب
رابعاً: إظهار عيوب السلعة للمشتري ليتنور غشها من سمينها. ويعرف أضرارها ويعجم سبر غورها (وبينا).
خامساً: ترك الأيمان الكاذبة الفاجرة التي تدعو المشتري إلى الإقبال على بضاعته ثقة بصدقه.
عود لسانك قول الصدق تحظ به
…
إن اللسان لما عودت معتاد
(فضل الكسب الحلال والحث عليه كما في إحياء علوم الدين للغزالي)
من الكتاب قال تعالى: (وجعلنا النهار معاشا) فذكره في معرض الامتنان، وقال تعالى:(وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون) فجعلها ربك نعمة وطلب الشكر عليها، وقال تعالى (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) وقال تعالى (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) وقال تعالى (فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله). ومن الآثار: فقد قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني استغن بالكسب الحلال عن الفقر، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الثلاث استخفاف الناس به. وقال عمر رضي الله عنه: لا يعقد أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا، ولا فضة. وكان زيد بن مسلمة يغرس في أرضه، فقال له عمر رضي الله عنه: أصبت، استغن عن الناس يكن أصون لدينك وأكرم لك عليهم كما قال صاحبكم أحيحة:
فلن أزال على الزوراء أغمرها
…
إن الكريم على الإخوان ذو المال
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم، وقال أبو سليمان الداراني: ليست العبادة عندنا أن تصف قدميك، وغيرك يقول لك، ولكن أبدأ برغيفيك فأحرزهما، ثم تعبد أهـ ص 58 جـ 2.
(بيان العدل واجتناب الظلم في المعاملة كما في الإحياء)
أولاً: الاحتكار.
ثانياً: ترويج الزيف من الدراهم في أثناء النقد فهو ظلم إذ يستضر به المعامل إن لم يعرف وإن عرف فسيروجه على غيره فكذلك الثالث والرابع، ولا يزال يتردد في الأيدي ويعم الضرر ويتسع الفساد، ويكون وزر الكل ووباله راجعا إليه فإنه هو الذي فتح هذا الباب. =