المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٢

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقلومن تصدق بما لا يجب

- ‌الترغيب في صدقة السر

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل مالهفيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌(الترغيب في القرض وما جاء في فضله)

- ‌الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

- ‌(الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما)والترهيب من الإمساك والادّخار شحا

- ‌ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

- ‌(الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له)وما جاء فيمن لم يشكر ما أولى إليه

- ‌(كتاب الصوم)

- ‌الترغيب في الصوم مطلقاً وما جاء في فضله، وفضل دعاء الصائم

- ‌الترغيب في صيام رمضان احتسابا، وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

- ‌الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

- ‌الترغيب في صوم ست من شوال

- ‌(الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها)وما جاء في النهى عنه لمن كان بها حاجا

- ‌الترغيب في صيام شهر الله المحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء، والتوسيع فيه على العيال

- ‌(الترغيب في صوم شعبان)وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم له، وفضل ليلة نصفه

- ‌(الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض)

- ‌(الترغيب في صوم الاثنين والخميس)

- ‌(الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد)وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

- ‌(الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

- ‌(ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه)

- ‌(ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه)وترغيبه في الإفطار

- ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

- ‌(الترغيب في الفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء)

- ‌الترغيب في إطعام الطعام

- ‌(ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده)

- ‌(الترغيب في الاعتكاف)

- ‌(الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها)

- ‌(كتاب العيدين والأضحية)

- ‌الترغيب في إحياء ليلتي العيدين

- ‌الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

- ‌الترغيب في الأضحية، وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة، ومن باع جلد أضحيته

- ‌(الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل)وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

- ‌(الترغيب في النفقة في الحج والعمرة)وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

- ‌(الترغيب في العمرة في رمضان)

- ‌الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياباقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌(الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها)

- ‌(الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

- ‌(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)

- ‌الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها

- ‌(الترغيب في حلق الرأس بمنى)

- ‌(الترغيب في شرب ماء زمزم، وما جاء في فضله)

- ‌(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

- ‌الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينةوبيت المقدس وقباء

- ‌(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها)وفضل أُحُد، ووادي العقيق

- ‌(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

- ‌(كتاب الجهاد)

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلهاوالترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الاكثار من العمل الصالح من الصوموالصلاة والذكر ونحو ذلك، وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة، وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

- ‌(الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

- ‌الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى، وما جاء في فضل التكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهادوما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر، وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌(الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غال)

- ‌(الترغيب في الشهادة، وما جاء في فضل الشهداء)

- ‌التَّرْهِيب من أَن يَمُوت الْإِنْسَان وَلم يغز وَلم ينْو الْغَزْو وَذكر أَنْوَاع من الْمَوْت تلْحق أَرْبَابهَا بِالشُّهَدَاءِ والترهيب من الْفِرَار من الطَّاعُون

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمهوما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌(الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن)

- ‌(الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به)

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة، وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانوما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولهاأو عشر من آخرها

- ‌(الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر)

- ‌الترغيب في قراءة قل هو الله أحد

- ‌(الترغيب في قراءة المعوذتين)

- ‌(كتاب الذكر والدعاء)

- ‌(الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرَّا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

- ‌(الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه)

- ‌(الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)

- ‌(الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)

- ‌(الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء)

- ‌(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل)

- ‌(الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما)

- ‌(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)

- ‌الترغيب في الاستغفار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌الترهيب من استبطاء الإجابة، وقوله دعوت فلم يستجب لي

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالترهيب من تركها عند ذكره، صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب البيوع وغيرها

- ‌الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيرهوما جاء في نوم الصبحة

- ‌(الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة)

- ‌الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيهوما جاء في ذمّ الحرص وحب المال

- ‌الترغيب في طلب الحلال والأكل منهوالترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

- ‌الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

- ‌(الترغيب في إقالة النادم)

- ‌(الترهيب من بخس الكيل والوزن)

- ‌الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

- ‌الترهيب من الاحتكار

- ‌ترغيب التجار في الصدقوترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

- ‌الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

- ‌الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

- ‌الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوجأن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت

- ‌الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

- ‌(الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس)

الفصل: ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماء

والترهيب من منعه

1 -

عنْ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيُّ (1) الإسلام خير؟ قال: تُطْعمُ الطعام، وتقرأ السَّلام (2) على منْ عرفتَ، ومنْ لم تعْرفْ. رواه البخاري ومسلم والنسائي.

2 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه: قال قُلْتُ يا رسول الله: إنِّي إذا رأيتك طابت نفْسي (3)، وقرَّتْ عيني، أنبئني عن كل شيء؟ قال: كلُّ شيء خُلق من الماء، فقلت: أخبرني بشيء إذا عمِلْتُهُ دخلت الجنَّة؟ قال: أطعم الطَّعام، وأفش السلام، وصلِ الأرْحام، وصل بالليل (4) والناس نيام تدخل الجنَّة بسلامٍ (5). رواه أحمد، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

3 -

وعنْ عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

= والميل إلى الكرم، وأن تسبق في ميدان المحامد والمكارم ليكون لها القدح المعلى في أعمال الخير، ونهاها أن تبخل، وحذرها أن تشح ليزيدها رزقها، ويكثر مالهما، ويسمو ذكرهما، فيفوزان بالنعيم المقيم، والحياة البعيدة من شوائب الكدر، ويتمتعان برضا المولى جل وعلا. قال تعالى. (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) 47 من سورة الكهف.

(1)

يستفهم عن أحسن الأعمال التي توصله إلى كمال الإسلام، فأجاب صلى الله عليه وسلم بائنين لأن حال السائل يقتضيهما:

أ - الجود، وإطعام الفقراء، والتحلي بالكرم، وبذل الخير.

ب - إفشاء السلام على الصغير والكبير والجليل والحقير والراكب والماشي من المسلمين.

(2)

أي تحيي بتحية الإسلام كل مسلم: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

(3)

انشرحت، وأصابها السرور، وفي النهاية (وفي حديث الاستسقاء):(لو رآك لقرت عينك) أي لسر بذلك وفرح، وحقيقته: أبرد الله دمعة عينيه لأن دمعة الفرح والسرور باردة، وقيل: معنى أقر الله عينك بلغك أمنيتك حتى ترضي نفسك وتسكن عينك، فلا تستشرف إلى غيره أهـ.

(4)

صلاة التهجد في السحر.

(5)

سبب دخول الجنة أربعة:

أ - الكرم وبذل الطعام.

ب - نشر السلام، وإذاعة التحية به.

جـ - زيارة الأقارب ومودتهم والإحسان إليهم.

د - والصلاة بالليل والناس قيام.

ص: 62

اعبدوا الرَّحمن، وأطْعموا الطَّعام، وأفْشوا السلام تدخلوا الجنَّة بسلامٍ. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

4 -

وعنهُ أيضاً رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ في الجنَّة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، فقال أبو مالكٍ الأشعريُّ: لمن هي يا رسول الله؟ قال: هي لمن أطاب (1) الكلام، وأطعم الطَّعام وبات قائما والنَّاس نيام. رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.

5 -

وعنْ أبي مالكٍ الأشعريِّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ في الجنَّة غرقاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدَّها الله تعالى لمنْ أطعم الطَّعام، وأفشي السَّلام، وصلي بالليل والنَّاس نيام. رواه ابن حبان في صحيحه.

6 -

وعنْ حمزة بن صهيبٍ عن أبيه رضي الله عنه قال: قال عمر لصهيبٍ: فيك سرف في الطعام، فقال: إنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خياركمْ منْ أطعم الطَّعام. رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب، وفي إسناد عبد الله بن محمد ابن عقيل، ومن لا يحضرني الآن حاله.

7 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكفَّارات (2) إطعام الطَّعام، وإفشاء السَّلام، والصلاة بالليل والنَّاس نيام. رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.

(قال المملي) رضي الله عنه: كيف، عبد الله بن أبي حميد متروك.

8 -

وعنْ عبد الله بن سلامٍ رضي الله عنه قال: أوَّل ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة انجفل النَّاس إليه فكُنْتُ فيمن جاءه، فلمَّا تأمَّلتُ وجههُ واستثبتُّه علمت أنَّ وجهه ليس بوجهِ كذَّابٍ. قال: وكان أوَّل ماه سمعت منْ كلامهِ أنْ قال: أيها النَّاس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلُّوا، وصلوا بالليل والناس نيام تداخلوا الجنَّة

(1) أحسن فيه، واستعمل الأدب، واختار ألفاظه العذبة، وهش وبش.

(2)

مزيلات الذنوب.

ص: 63

بسلامٍ. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

(انجفل الناس) بالجيم: أي أسرعوا، ومضوا كلهم.

(استثبته): أي تحققته وتبينته، وتقدمت أحاديث من هذا الباب في الوضوء والصلاة وغيرهما، ويأتي أحاديث أخر في السلام وطلاقة الوجه إن شاء الله تعالى.

9 -

وعنْ جابرٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: منْ موجباتِ (1) الرَّحمة إطعام المسلم المسكين. رواه الحاكم وصححه، والبيهقي متصلا ومرسلا من طريقه أيضاً إلا أنه قال:

إنَّ من موجبات المغفرة إطعام المسلم السَّغبان، وقال: قال عبد الوهَّاب يعني: الجائع.

ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب إلا أنه قال:

إنَّ من موجبات الجنَّة: إطعام المسلم السَّغبان.

(السغبان) بالسين المهملة، والغين المعجمة بعدهما باء موحدة.

10 -

وعنْ عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله ليربِّي لأحدكم التَّمرة واللقمة كما يُربي أحدكمْ فلوَّه (2)، أوْ فصيله حتى يكون مثل أحدٍ. رواه ابن حبان في صحيحه، وتقدم هو وحديث أبي برزة أيضاً:

إن العبد ليتصدَّق بالكسرةِ تربو عند الله عز وجل حتى تكون مثل أحدٍ.

11 -

وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله عز وجل ليدخل بُلقمة الخبز، وقبصة التمر ومثله مما ينفع المسكين ثلاثةً الجنَّة: الآمر به (3)،

والزوجة المصلحة له، والخادم الذي يناول المسكين، وقال رسول الله

(1) الأمور التي تسبب إحسان الله المنعم، ودوام فضله.

(2)

مهره، فيه الحث على البذل والجود بشيء وإن قل فإن الله يضاعف ثوابه، ويزيد في حسناته، وينميه كما ينمو المهر فيصير حصانا. سبحانه يبارك في الصدقة القليلة حتى يوازي ثوابها وزن جبل أحد.

(3)

الصدقة تسبب دخول ثلاثة الجنة.

أ - صاحبها.

ب - زوجه.

جـ - الذي وصل الصدقة، والآمر به كذا د وع ص 319، وفي ن ط: الآمر له.

ص: 64

صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي لمْ ينْس حدمنا. رواه الطبران في الأوسط والحاكم وتقدم.

(القبصة) بفتح القاف وضمها وبالصماد المهملة: هي ما يتناوله الآخذ برءوس أصابعه الثلاث.

12 -

وعنْ أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعبَّد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعتهِ (1) ستِّين عاما، وأمطرت الأرض فاحضرَّتْ فأشرف (2) الرَّاهب من صومعتهِ فقال: لوْ نزلتُ فذكرت الله (3) فازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف فبينما هو في الأرض لقيته امرأة، فلم يزلْ يكلِّمها وتكلِّمه حتى غشيها (4)، ثمَّ أغمى عليه فنزل الغدير (5) يستحمُّ (6)، فجاء سائل، فأوْمأ إليه (7) أن يأخذ الرَّغيفين، ثمَّ مات فوزنت عبادة ستين سنةً بتلك الزَّنْية (8) فرجحت الزَّنية بحسناته، ثمَّ وضع الرَّغيف، أو الرَّغيفان مع حسناتهِ فرجحتْ حسناته فغفر له. رواه ابن حبان في صحيحه.

13 -

وعن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علِّمني عملاً يدخلني الجنَّة؟ قال: إن كنتَ أقصرْتَ الخطبة لقدْ أعرضت المسألة أعتق النَّسمة (9)، وفكَّ الرَّقبة، فإنْ لمْ تطق ذلك فأطعم الجائع، واسقِ الظَّمآن (10) الحديث: رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي، ويأتي بتمامه في العتق إن شاء الله تعالى.

14 -

وعنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ أطعمَ أخاه حتى يشبعه، وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله من النَّار سبع خنادق ما بين كلِّ خندقين (11) مسيرة خمسمائة عامٍ. رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ

(1) كذا ط وع، وفي ن د: صومعة.

(2)

اطلع.

(3)

في ن د: عز وجل سبحته وعظمته.

(4)

جامعها.

(5)

الغدير: القطعة من الماء يغادرها السيل: أي يجمع الماء فيها ثم يترك، وفي النهاية: وفيه بين يدي الساعة سنون غدارة يكثر المطر، ويقل النبات، هي فعالة من الغدر: أي تطعمهم في الخصب بالمطر ثم تخلف فجعل ذلك غدرانها أهـ.

(6)

يغتسل.

(7)

فأشار إليه.

(8)

الفاحشة. إن الله تعالى تفضل عليه بقبول صدقة الرغيف أو الرغيفين، وهنا طاشت السهام نحو كل شيء دون ما قبله الله، وكان سبب الغفران. وفيه الحث على التصدق، ولو بالقليل، والتفكير في حب الخير، والميل إلى الإحسان جزاء نعيم الله.

(9)

أطلق حرية العبد الرقيق، واجعله حرا يستنشق نعمي الإنسانية المطلقة من الأسر والذل.

(10)

العطشان.

(11)

كذا ط وع ص 320، وفي ن د: خندق، معناه يجعل الله =

ص: 65

ابن حبان في الثواب، والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

15 -

وعنْ أنسٍ رضي اللهه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفْضلُ الصَّدقة أن تشبع كبداً جائعاً. رواه أبو الشيخ في الثواب والبيهقي، واللفظ له، والأصبهاني كلهم من رواية زربي مؤذن هشام عن أنس، ولفظ أبي الشيخ والأصبهاني قال:

سمعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما منْ عملٍ أفضلُ منْ إشْباع كبدٍ جائعٍ.

16 -

وعنْ أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّما مؤمنٍ أطعم مؤمناً على جوعٍ أطعمه الله يوم القيامة من ثمارِ الجنَّة، وأيُّما مؤمن سقي مؤمناً على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرَّحيق المختوم (1)، وأيُّما مؤمنٍ كسا مُؤمناً على عرىٍ كساه الله يوم القيامة من حلل الجنَّة. رواه الترمذي، واللفظ له وأبو داود، ويأتي لفظه، وقال الترمذي: حديث غريب، وقد روي موقوفاً على أبي مسعود، ولفظه قال: يُحشر النَّاس يوم القيامة أعرْى ما كانوا قطُّ، وأجوع ما كانونا قطُّ، وأظمأ ما كانوا قطُّ، وأنصبَ ما كانوا قطُّ، فمن كسا لله عز وجل كساه الله عز وجل، ومن أطعم لله عز وجل أطعمه الله عز وجل، ومنْ سقى لله عز وجل سقاه الله عز وجل، ومنْ عمل لله أغناه الله، ومن عفا لله عز وجل أعفاه الله عز وجل. وروى مرفوعاً بهذا اللفظ.

17 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم: مرضتُ (2) فلمْ تعدني. قال يا ربِّ: كيف أعودك، وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنَّك لوْ عدته لوجدتني عنده (3). يا ابن آدم: اسْطْعمتكَ فلم تُطعمني. قال يا ربَّ: كيف أطعمكم، وأنت ربُّ العالمين؟ قال: أما علمتَ أنَّه اسْتطعمك عبدي.

= مكانه في الجنة على مسافة طويلة بعيدة من النار تستغرق 500 سنة للمسافر. وفيه الترغيب في رد جوع الإنسان، وتقديم الطعام له لينجو من العذاب في الآخرة.

(1)

الرحيق من أسماء الخمر، يريد خمر الجنة، والمختوم: المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه. أهـ. نهاية.

(2)

أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى، والمراد العبد تشريفاً للعبد، وتقريبا له.

(3)

وجدت ثوابي وكرامتي، وفيه إشارة إلي أكثرية أجر العيادة إذ قال: وجدتني عنده، وهي فرض كفاية.

ص: 66

فلان فلمْ تُطْعِمهُ، أما علمت أنَّك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي (1). يا ابن آدم (2) اسْتسقيتك، فلم تسقني. قال يا رب: وكيف أسقيك، وأنت ربُّ العالمين. قال: استسقاك عبدي فلان فلمْ تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي. رواه مسلم.

18 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن أصبح منكمُ اليوم صائماً؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، فقال: منْ أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ فقال (3) أبو بكر: أنا قال: من تبع منكم اليوم جنازةً (4) قال أبو بكرٍ: أنا، فقال من عاد (5) منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعت هذه الخصال قطُّ في رجل إلا دخل الجنَّة. رواه ابن خزيمة في صحيحه.

19 -

وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: إدخالك (6) السُّرور على مؤمنٍ أشبعْتَ جوْتهُ، أوْ كسوت عورته، أو قضيت له حاجةً. رواه الطبراني في الأوسط، ورواه أبو الشيخ في الثواب من حديث ابن عمر بنحوه.

وفي روايةٍ له: أحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلمٍ أوْ تكشفُ عنه كرْبةً، أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضي عنه ديناً.

20 -

وروى عن معاذٍ بن جبل رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: من أطْعَمَ مؤمناً حتى يشبعه من صغبٍ أدخله الله باباً من أبواب الجنَّة لا يدخله إلا منْ كان مثله. رواه الطبراني في الكبير.

(1) ثوابه تعالى. أهـ من مختار الإمام مسلم ص 437.

(2)

في ن د: ابن آدم.

(3)

في ن ط: قال.

(4)

ذهب مع ميت حتى يدفن.

(5)

زار مريضا.

نبه صلى الله عليه وسلم على أمور أربعة توصلك إلى جنة الله، وتسبب غفرانه، وتجلب إحسانه:

أ - صوم نفل الله.

ب - إطعام الفقير.

جـ - المشي على النعش لتشييع الجنازة للعظة والاعتبار.

(6)

في ن د: إدخال.

ص: 67

(السغب) بفتح السين المهملة المعجمة جميعا: هو الجوع.

21 -

وروى عن جعفرٍ العبديِّ والحسن قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله عز وجل يُباهي ملائكته بالذين يطعمون (1) الطَّعام من عبيدهِ رواه أبو الشيخ في الثواب مرسلا.

22 -

وروى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثٌ من كنَّ فيه نشر الله عليه كنفهُ، وأدخله جنَّته: رفْق (2) بالضَّعيف، وشفقه على الوالدين (3)، وإحسان إلى المملوك (4). وثلاث منْ كنَّ فيه أظلَّه (5) الله عز وجل تحت عرشه يوم لا ظلَّ إلا ظله: الوضوء في المكاره (6)، والمشي إلى المساجد في الظُّلم (7)، وإطعام الجائع. رواه الترمذي بالثلاث الأول فقط، وقال: حديث غريب. رواه الشيخ في الثواب، وأبو القاسم الأصبهاني بتهامه.

23 -

وعنْ علي رضي الله عنه قال: لأن أجمع نفراً منْ إخواني على صاعٍ، أوْ صاعين من طعامٍ أحبُّ إليَّ من أن أدخل سوقكمْ فأشتري رقبة فأعتقها. رواه أبو الشيخ في الثواب موقوفاً عليه، وفي إسناده ليث بن أبي سليم.

24 -

وروى عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: لأنْ أطعم أخالي في الله لُقْمة أحبُّ إليَّ من أن أتصدَّق على مسكين بدرهمٍ، ولأنْ أعطي أخالي في الله درهما أحبُّ إليِّ من أن أتصدَّق على مسكين بمائة درهم. رواه أبو الشيخ أيضاً فيه، ولعله موقوف كالذي قبله.

25 -

وعنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه عنْ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1) كذا نسخة دار الكتب، ولكن في ع وط: يطعمون، والمعنى ينفقون ويجودون بدليل قوله تعالى:(ويطعمون الطعام) أما يطعمون فلا معنى لها.

(2)

رأفة به.

(3)

إكرامهما والإحسان إليهما، والرفق بهما.

(4)

الخادم.

(5)

أدركه برحمته، وأدخله تحت ظله ورضوانه، وأبعده عن العذاب.

(6)

عند الشدائد، ومهام الأمور يلجأ العبد إلى ربه.

(7)

العتمة كالعشاء والصبح.

ص: 68

رجلان سلكا مفازة - صحراء (1) عابد، والآخر به رهق (2) فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه، وهو صريع - مغشي ومغمي عليه (3) فقال: والله إنْ مات هذا العبد الصَّالح عطشاً، ومعي ماء لا أصيب من الله خيراً أبداً (4)، ولئنْ سقيْتُه مائي لأموتنَّ فتوكَّل على الله وعزم فرشَّ عليه من مائه وسقاه فضله، فقام فقطع المفازة فيوقف الذي به رهق للحساب فيؤمر به إلى النَّار فتسوقه الملائكة فيرى العابد، فيقول: يا فلان أما تعرْفني فيقول: ومن أنت؟ فيقول: أنا فلان الذي آثرتك على نفسي (5) يوم المفازة، فيقول: بلى أعرفك، فيقول للملائكة: قفوا فيقفون فيجيء حتى يقف فيدعو ربَّه عز وجل فيقول يا ربِّ: قد عرفت يده (6)

عندي، وكيف آثرني على نفسه. يا ربِّ: هبه لي فيقول: هو لك فيجيء فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنَّة، فقلت لأبي ظلالٍ: أحدَّثك أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعمْ. رواه الطبراني في الأوسط: وأبو ظلال اسمه هلال بن سويد، أو ابن أبي سويد وثقه البخاري، وابن حبان لا غير، ورواه البيهقي في الشعب عن أبي ظلال أيضاً عن أنس بنحوه، ثم قال: وهذا الإسناد إن كان غير قوي فله شاهد من حديث أنس، ثم روى بإسناد هـ من طريق علي بن أبي سارة، وهو متروك.

26 -

وعنْ ثابتٍ البنانيِّ عنْ أنسٍ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ رجلاً منْ أهل الجنَّة يشرف (7) يوم القيامة على أهل النار، فيناديه رجل منْ

(1) صحراء.

(2)

يخف إلى الشر ويغشاه، والرهق: السفه وغشيان المحارم (ومنه حديث أبي وائل) أنه صلى على امرأة كانت ترهق: أي تتهم بشر. وفلان مرهق: متهم بسوء وسفه أهـ.

(3)

مغشي ومغمي عليه.

(4)

اعتقد في ثواب الله، وأعطي حبا في سبحانه.

(5)

قدمت لك الماء إيثار على نفسي.

(6)

فضله ومعروفه. فيه الحث على سقى الماء وتقديم الخير له جل وعلا، وانتظار ثوابه، فهذا رجل شرير مجرم اتفق مشيه مع رجل صالح في فلاة فعمل صالحا، وآثره على نفسه لله فاستشفع فشفعه الله فيه، قد صادفته العناية الربانية بمصاحبته الرجل الصالح زمناً يسيراً، ففعل معه خيراً فرحمه الله وغفر له، فما بالك بصحبة الصالحين أزماناً؟

آخذ دليلا من هذاللتوسل بالصالحين ومحبتهم والسير معهم، والاقتداء بأقوالهم وأفعالهم رجاء النجاة يوم الشدائد، وللبارودي رحمه الله:

كرم الطبع شيمة الأمجاد

وجفاء الأخلاق شأن الجهاد

لن يسود الفتى ولو ملك الحكـ

ـمة لما لم يكن من الأجواد

ولعمي لرقة الطبع أولى

من عناد يجر حرب الفساد

(7)

(يطلع).

ص: 69

أهلْ النَّار، فيقول يا فلان: هل تعْرفني؟ فيقول: لا، والله ما أعرفك من أنت؟ فيقول: أنا الذي مررتَ بي في الدُّنيا فاستسقيتني (1) شربةً من ماء فسقيتك؟ قال: قد عرفت، قال: فاشفع لي بها عند ربِّك. قال: فيسأل الله تعالى جلَّ ذكره، فيقول: إني أشرفت على النار فناداني رجل من أهلها، فقال لي هلْ تعرفني؟ قُلْتُ لا، والله ما أعرفك من أنت؟ قال: أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربةً من ماء فسقيتك، فاشفعْ لي عند ربك فشفِّعني (2) فيه فيشفعه الله فيأمر به، فيخرج من النار. رواه ابن ماجه، ولفظه قال: يُصفُّ الناس يوم القيامة صُفوفاً، ثمَّ يمرُّ أهل الجنَّة فيمرُّ الرَّجل على الرجل من أهل النار، فيوقل: يا فلان أما تذكر يوم استسقيت (3) فسقيتك شربةً. قال: فيشفع، ويمرُّ الرَّجل على الرَّجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهوراً فيشفع له، ويمرُّ الرَّجل على الرَّجل، فيقول: يا فلان أما تذكر يوم بعثتني لحاجة كذا وكذا فذهبتُ لك فيشفَعُ له. رواه الأصبهاني بنحو ابن ماجه.

(قوله به رهق): بفتح الراء والهاء بعدهما قاف: أي غشيان للمحارم، وارتكاب للطغيان، والمفاسد.

27 -

وعنْ كديرٍ الضَّبِّيِّ أنَّ رجلاً أعرابيًّا أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بعملٍ يُقرِّبني من الجنَّة، ويباعدني من النَّار؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أو هما أعملتاك؟ قال: نعمْ: تقول العدل (4)، وتُعطي الفضل (5). قال: والله لا استطيع أن أقول العدل كلَّ ساعةٍ، وما أستطيع أنْ أعطي الفضل. قال: فتطعم الطَّعام وتفشي السَّلام (6)؟ قال: هذه أيضاً شديدة. قال: فهل لك إبل؟ قال: نعمْ. قال: فانظر إلى بعير بعيرٍ منْ إبلك وسقاء، ثمَّ أعمدْ إلى أهل بيتٍ لا يشربون الماء إلا غبًّا (7) فاسقهم فلعلَّك لا يهلكُ بعيرك (8)، ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنَّة. قال:

(1) طلبت.

(2)

في ن د: يا رب. كذا ع ص 323.

(3)

في رواية: استسقيني.

(4)

تنطلق بالحق.

(5)

تتصدق بما زاد عن حاجتك، وحاجة أهلك. قال تعالى:(ويسألونك ماذا ينفقون؟ قل العفو): أي الفاضل.

(6)

تكثر منه.

(7)

قليلا زمنا بعد زمن.

(8)

ينفق ويموت.

ص: 70

فانطلق الأعرابي يكبِّر (1) فما انخرق سقاؤه، ولا هلك بعيره حتى قُتل شهيداً.

رواه الطبراني والبيهقي، ورواه الطبراني إلى كدير رواة الصحيح، ورواه ابن خزيمة في صحيحه باختصار، وقال: لست أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من كدير.

(قال الحافظ): قد سمعه أبو إسحاق من كدير، ولكن الحديث مرسل. وقد توهم. ابن خزيمة أن لكدير صحبة، فأخرج حديثه في صحيحه، وإنما هو تابعي شيعي تكلم فيه البخاري والنسائي، وقوّاه أبو حاتم وغيره، وقد عده جماعة من الصحابة وهماً منهم ولا يصح، والله أعلم.

(أعملتاك) أي بعثتاك واستعملتاك وحملتاك على الإتيان والسؤال، وقوله: لا يشربون الماء إلا غبًّا. بكسر الغين المعجمة، وتشديد الباء الموحدة: أي يوما دون يوم.

28 -

وعن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ما عمل إن عملت به دخلت الجنَّة؟ قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ما عمل إنْ عملتُ به دخلت الجنَّة؟ قال: أنت ببلدٍ يُجْلبُ به الماء؟ قال: نعمْ. قال: فاشتر بها سقاء جديداً، ثمَّ اسق فيها حتى تخرِّقها، فإنَّك لن تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنَّة. رواه الطبراني في الكبير، ورواة إسناد ثقات إلا يحيى الحماني.

29 -

وعنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنِّي أنزع (2) في حوض حتى إذا ملأته لإبلي ورد (3) عليَّ البعيرُ لغيري فسيته فهل في ذلك من أجرٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ في كل ذات كبدٍ (4) أجراً. رواه أحمد، ورواته ثقات مشهورون.

30 -

وعن محمود بن الرَّبيع أنَّ سراقة بن جُعشمٍ. قال يا رسول الله صلى الله: الضَّالَّة ترد على حوضي فهل لي فيها من أجرٍ إن سقيتها. قال: اسقها، فإنَّ في كلِّ ذات كبدٍ حرَّاء أجراً. رواه ابن حبان في صحيحه، ورواه ابن ماجه والبيهقي، كلاهما عن عبد الرحمن ابن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم رضي الله عنه.

31 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(1) يقول: الله أكبر مسرورا من هذه الأقوال العذبة السهلة التي تجلب رضا الله سبحانه وتعالى، وهي: سقى الماء.

(2)

بفتح الزاي وكسرها: أي أقاسي شدائد ملئه وأتعب.

(3)

كذا ط وع ص 324، وفي ن د: ويرد: حراء، أي تنال ثوابا.

(4)

وفي ن د: حراء، أي تنال ثوابا.

ص: 71

بينما رجُلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه الحرُّ فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثمَّ خرج، فإذا كلبٌ يلهث (1) يأكل الثَّرى (2) من العطش، فقال الرَّجل: لقد بلغ لهذا الكلب من العطش مثل الذي كان منِّي (3)،

فنزل البئر فملأ خُفَّه (4) ماء، ثمَّ أمْسكه بفيه (5) حتى رقى (6) فسقى الكلب فشكر الله له (7)، فغفر له. قالوا: يا رسول الله إنَّ لنا في البهائم (8) أجْراً، فقال في كلِّ كبدٍ رطبةٍ (9) أجر. رواه مالك والبخاري ومسلم، وأبو داود وابن حبان في صحيحان إلا أنه قال: فشكر الله له فأدخله الجنَّة.

32 -

وعنْ أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبْع تجرى للعبد بعد موتهِ وهو في قبْرهِ: منْ علَّم علماً، أو كرى نهراً، أوْ حفرَ بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورَّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد

(1) يخرج لسانه من شدة العطش.

(2)

التراب الندى.

(3)

كان مني: كذا د وع، وفي ن ط: كان بلغ مني.

(بهذه المناسبة نريد عدداً بخارية مائية في محاط الحجاج)

أيها الأغنياء المسلمون هل ذهبتم إلى الأماكن المقدسة لزيارة بيت الله الحرام، وقبر نبيه عليه الصلاة والسلام لتجودوا بأموالكم في إنشاء آبار للمسلمين يشربون منها، ويزيلون الظمأ، وهذا السيد المصطفى صلى الله عليه وسلم يحث على سقي الماء ويبين فضل ثوابه، وقد علمتم حسن خاتمة رجل فاسق عاهر فغفر الله له جزاء سقف فضلة مائة لعبد صالح قابله في صحراء. واحسرتا، ورد ملايين من المسلمين إلى الآن، ولم أر عدداً بخارية، (ومكنات ار توازية) تجلب الماء جلباً كل بقعة، وتكثره إكثارا، وتزيد في نضارة هذه الجهة وبهائها ورونقها فيشرب الإنسان والحيوان والنبات:

تسقط الطير حيث ينتشر السحب وتغشي منازل الكرماء.

(4)

حذاءه.

(5)

بفمه

(6)

صعد.

(7)

قبل منه حسن عمله.

(8)

أي هل في الإحسان إلى البهائم ثواب، فأجاب صلى الله عليه وسلم بأن في الإحسان إلى كل حي ثوابا جليلا سواء أكان إنسانا أم حيوانا. وفيه الدعوة الى الشفقة على أنواع الحيوان باطعامها وسقيها وعدم إيذائها، ولا يلعب الأطفال بصغيرها، وتخفيف الحمل عليها: ومداواتها إذا مرضت، وهذا إنما يكون للحيوان النافع، أما الضار المؤذي، فلا يستحق شفقة ولا رحمة. فانظر رعاك الله سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤسس جمعيات للرفق بالحيوان، ويحث على الرحمة به والرأفة، وجاءت بعده الأمم الراقية، فاحتذوا حذوه بعاطفة الإحسان الفطرية، وأنشأت جمعيات الرفق لتداوي مرضاه، وتقدم من يقسو عليه للمحاكمة والعقوبة.

هذا وأطلب اليوم شدة عنايتها بالحيوان المسكين، والضرب على أيدي القساه الظلمة، واستعمال العدل، واتباع الحق في نظمها، والعمل بقوله صلى الله عليه وسلم:(إن من لا يَرحم لا يُرحم).

(9)

كل حيوان حي.

ص: 72

موتهِ. رواه البزار، وأبو نعيم في الحلية، وقال: هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عن العزرمي.

(قال الحافظ): تقدم أن ابن ماجه رواه من حديث أبي هريرة بإسناد حسن لكن لم يذاكر ابن ماجه: غرْس النَّخل، ولا حفر البئرِ، وذكر موضعهما الصَّدقة، وبيْتَ ابن السَّبيل. ورواه ابن خزيمة في صحيحه لم يذكر فيه المصحف وقال: أو نهْراً أكراه. يعني حفره.

32 -

وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ليْس صدقة أعظم أجراً من ماء (1). رواه البيهقي.

34 -

وعنْ أنس رضي الله عنه أنَّ سعْداً أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إنَّ أمِّي توُفيتْ، ولمْ توصِ أفينفعها أنْ أتصدَّق عنها؟ قال: نعمْ، وعليكَ بالماء (2). رواه الطبراني في الأوسط، ورواته محتجّ بهم في الصحيح.

35 -

وعنْ سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قُلتُ: يا رسول الله إنَّ أمِّي ماتتْ، فأيُّ الصَّدقة أفضل؟ قال: الماء فحفر بئراً (3) وقال: هذه لأمِّ سعدٍ. رواه أبو داود، واللفظ له، وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال: إن صح الخبر، وابن حبان في صحيحه، ولفظه: قلت يا رسول الله: أيُّ الصَّدقة أفضل؟ قال: سقي الماء. والحاكم بنحو ابن حبان، وقال: صحيح على شرطهما.

(قال المملي الحافظ) رحمه الله: بل هو منقطع الإسناد عند الكل فإنهم كلَّهم رووه عن سعيد بن المسيب عن سعد ولم يدركه، فإن سعداً توفى بالشام سنة خمس عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة، ومولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة، ورواه أبو داود أيضاً، والنسائي وغيرهما عن الحسن البصري عن سعد، ولم يدركه أيضاً، فإن مولد الحسن سنة إحدى وعشرين

(1) من سقى شربة ماء.

(2)

ابذل كهدك في سقى الماء للانسان والحيوان.

(3)

رغب صلى الله عليه وسلم في إيجاد الآباء للمسلمين ليشربوا فيدوم الثواب، ويزداد الأجر، فهل للمسلمين أن يشتروا عددا بخارية ويركبوها لجلب الماء للحجاج وزوار الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال النووي: فيه الحث على الإحسان إلى الحيوان المحترم، وهو ما لا يؤمر بقتله كالكلب العقور والمرتد. والفواسق، والكافر الحربي ص 331 مختار الإمام مسلم.

ص: 73

ورواه أبو داود أيضاً وغيره عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن سعد، والله أعلم.

36 -

وعن جابرٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفرَ ماء لمْ تشربْ منهُ كبد حرَّى (1) من جنٍ ولا إنسٍ ولا طائرٍ إلا آجره الله يوم القيامة رواه البخاري في تاريخه، وابن خزيمة في صحيحه.

37 -

وعنْ عليِّ بن الحسن بن شقيقٍ قال: سمعت ابن المبارك، وسأله رجلٌ: يا أبا عبد الرَّحمن: قرْحة (2) خرجتْ في (3) رُكبتي منذ سبع سنين، وقد عالجتُ بأنواع العلاج، وسألتُ الأطبَّاء فلم أنتفعْ به؟ قال: اذهب فانظرْ موضعاً يحتاج النَّاس الماء فاحفر هناك بئراً فإني أرجو أن تنبع هناك عين، ويمسك عنك الدَّم، ففعل الرَّجل فبرأ (4). رواه البيهقي، وقال: وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله:

فإنه قرح وجههُ بأنواع المعالجة فلمْ يذْهب، وبقي فيه قريباً من سنةٍ فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصَّابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له وأكثر النَّاس التأمين، فلمَّا كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّه يقول لها: قولى لأبي عبد الله يوسِّع الماء على المسلمين، فجئْت بالرُّقعة إلى الحاكم فأمر بسقايةٍ (5) بنيت على باب داره وحين فرغوا منْ بنائها

(1) حرى كذا ع ص 325، وفي ن ط حراء، وفي النهاية الحرى فعلى من الحر، وهي تأنيث حران، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من الع طش، والمعنى أن في سقى كل ذي كبد حرى أجرا وقيل أراد بالكيد الحرى حياة صاحبها لأنه إنما تكون كبده حري إذا كان فيه حياة. يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر (في كل كبد حارة أجر) أهـ ص 215 وفيه طالب الرأفة بالحيوان، والشفقة عليه، وتقديم الماء له ليشرب، ويزيل ظمأه وليكسب الفاعل ثواب الله تعالى.

(2)

جرح طال فتح موضعه يرشح ويؤلم.

(3)

كذا دع وع، وفي ن ط: من.

(4)

شفاه الله وجف. أرشده إلى انشاء عمل بر دائم يسبب له الدعوات الصالحة لعل الله ينظر إليه نظر رحمة وشفاء، وقد كان جاء إلى جهة قفرة لا ماء فيها يروي الناس فحفر بئرا عامة يشرب منها الإنسان والحيوان والنبات، فتكرم الله جل وعلا بإزالة ألمه وشفاء دمله - وفيه الحث على إنشاء الآبار والمشافي والملاجئ والمصانع والمعامل وكل أعمال تجلب الخير، وتسهل أسباب الرزق، وتفتح أشغالا للعاطلين، وتزويل الشرع عن الآمنين.

(5)

إناء يشرب فيه، ولعله زير أو ما يشبه أو مضخة. فيه أن عمل الخيرات العامة في طريق المسلمين يسبب طول العمر، ونضارة الصحة، ويجلب بهجة الحياة، ورخاء العيش، وهناءة البال، وراحة الضمير، وزيادة الرزق =

ص: 74

أمر بصبِّ الماء فيها، وطرحِ الجمدِ في الماء، وأخذ النَّاس في الشُّرب، فما مرَّ عليهِ أسبوع حتى ظهر الشِّفاء، وما زالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين.

(فصل)

38 -

عنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلِّمهم الله (1) يوم القيامة، ولا ينظر إليهمْ (2)، ولا يزكِّيهم (3)، ولهمْ عذابٌ أليم (4): رجل على فضل ماءٍ (5) بفلاةٍ يمنعهُ ابن السَّبيل (6).

زاد في روايةٍ: يقول الله له: اليوم أمنعكَ فضلي (7) كما منعت فضْلَ ما لمْ تعْمل يداك (8)، الحديث. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى.

39 -

وعن امرأةٍ يُقال لها بهيْسةُ عنْ أبيها قالت: استأذن أبي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فدخل بينهُ وبين قميصهِ فجعل يُقبِّل ويلتزم، ثمَّ قال: يا نبيَّ الله ما الشَّيء الذي لا يحلُّ منعه؟ قال: الماء. قال: يا نبيَّ الله ما الشَّيء الذي لا يحلُّ منعهُ؟ قال: الملحُ قال: يا نبيَّ الله ما الشَّيء الذي لا يحلُّ منعه؟ قال: أنْ تفعل الخير خير لك. رواه أبو داود.

40 -

وعنْ رجلٍ من المهاجرين منْ أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: غزوْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً أسمعهُ يقول: المسلمون شركاء في ثلاثٍ: في الكلإ، والماء، والنار. رواه أبو داود.

41 -

وروي عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالتْ: يا رسول الله ما الشيء الذي

= والكسب، وهذا مجرب. لعمري رأيت صالحين عمروا الطرق بسقاية أو ظلة، فسهل الله لهم أرزاقهم وأثابهم وبارك في نسلهم.

(1)

لا يكرمهم بطيب القول.

(2)

ولا ينظر إليهم نظر رحمة.

(3)

ولا يطهرهم من الأدناس والأرجاس.

(4)

مؤلم: أي جهنم.

(5)

ماء زائد عن حاجته وحاجة أهله.

(6)

ماء زائد عن حاجته وحاجة أهله.

(7)

رحمتي ونعيمي.

(8)

الماء يرسله الله سبحانه وتعالى رحمة لعباده.

قال تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم) 24 من سورة النازعات.

ص: 75