الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمران
وما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر (1) إنَّ الشيطان يفرُّ من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم والنسائي والترمذي.
2 -
وعنْ معقل بن يسار رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البقرة سنام (2) القرآن وذروته نزل مع كلِّ آيةٍ منها ثمانون ملكاً، واستخرجت: الله لا إله إلا هو الحيُّ القيوم من تحت العرش فوصلت بها، أوْ فوصلتْ بسورة البقرة، ويس قلْب (3) القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدَّار الآخرة إلا غفر له. رواه أحمد عن رجل عن معقل، وروي أبو داود والنسائي وابن ماجه منه ذكر يس.
3 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبرائيل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقهِ فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح لمْ يفتحْ قطُّ إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قطُّ إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أو تيتهما لمْ يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرفٍ منهما إلا أعطيته. رواه مسلم والنسائي والحاكم وتقدم.
4 -
وعن أبي أمامة الباهليِّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرءوا القرآن، فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه.
اقرءوا الزَّهْراوين (4): البقرة، وسورة آل عمران، فإنَّهما يأتيان يوم القيامة
(1) أماكن مهجورة من العبادة والذكر، والمعنى اتلوا ما تيسر من القرآن في منازلكم رجاء أن يفر الشيطان منها، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم فائدة سورة البقرة: نفور الشيطان الخناس، وذهابه إذا تليت.
(2)
سنام كل شيء: أعلاه.
(3)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبرائيل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقهِ فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح لمْ يفتحْ قطُّ إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قطُّ إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أو تيتهما لمْ يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرفٍ منهما إلا أعطيته. رواه مسلم والنسائي والحاكم وتقدم.
(4)
قال النووي: قالوا سمينان الزهراوين لنورهما وهدايتهما، وعظيم أجرهما، وفيه جواز قوله سورة =
كأنهما غمامتانِ (1) أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافَّ تحاجَّان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة، فإنَّ أخذها بركة وتركها حسرةٌ، ولا تستطيعها البطلة. قال معاوية بن سلامٍ: بلغني أنَّ البطلة السَّحرة. رواه مسلم.
(الغايتان) مثنى غياية بغين معجمة، وياءين مثناتين تحت، وهي: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة والغاشية ونحوهما.
(وفرقان): أي قطعتان.
5 -
وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكلِّ شيءٍ سنامٌ، وإنَّ سنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيدة (2) آي القرآن، رواه الترمذي، عن حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وقال: حديث غريب.
ورواه الحاكم من هذه الطريق أيضاً، ولفظه: سورة البقرة فيها آية سيِّدة آي القرآن لا تقرأ في بيتٍ وفيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسيِّ. وقال صحيح الإسناد.
6 -
وعنْ سهل بن سعدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ لكلِّ شيء سناماً (3)، وإنَّ سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلاً لمْ يدخل الشَّيطان بيته ثلاث ليالٍ، ومنْ قرأها نهاراً لمْ يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيَّامٍ. رواه ابن حبان في صحيحه.
7 -
وعنْ عبد الله رضي الله عنه قال: اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم، فإنَّ الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة البقرة. رواه الحاكم موقوفاً هكذا، وقال: صحيح على شرطهما ورواه عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي الأحوص عن عبد الله فرفعه.
= آل عمران، وسورة النساء، وسورة المائدة وشبهها، ولا كراهة في ذلك، وبه قال الجمهور، وكرهه بعض المتقدمين أهـ ص 90 جـ 6.
(1)
الغمامة، والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه. قال العلماء: والمراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين، أو يأتي الأجر مثل قطيع الطير وجماعته.
(2)
رئيسة جليلة: المعنى تلاوتها جمة الفائدة، مانعة للشيطان، يتجلى الله على قارئها بالحفظ والصون، وطرد اللصوص، ومنع الشر، وآيات القرآن كلها جليلة الفوائد، والنبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قراءة آية الكرسي لما فيها من اسم الله الأعظم وصفاته السامية، وأنه الملك القادر القاهر. سبحانه وتعالى.
(3)
ارتفاعا، وفي شعر جسان:
وإن سنام المجد من آل هاشم
…
بنو بيت مخزوم ووالدك العبد
أي أعلى المجد، والمعنى سورة البقرة ثوابها عظيم عند الله تعالى لقارئها، وتفضل الله أن يحصن المنزل من الشيطان إذا تليت فيه، كما قال صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار لعظيم ثوابه وجزيل أجره.
(قال الحافظ): وهذا إسناد حسن بما تقدم، والله أعلم.
8 -
وعن أسيد بن حُضْيرٍ رضي الله عنه قال: يا رسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبةً (1) منْ خلفي فظننتُ أنَّ فرسي انطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ أبا عتيكٍ (2) فالتفتُّ، فإذا مثل المصباح مُدلي (3) بين السماء والأرض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أقرأ أبا عتيكٍ، فقال: يا رسول الله فما استطعت أن أمضي (4)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة تنزَّلتْ لقراءة سورة البقرة، أما إنَّك لو مضيت (5) لرأيت العجائب. رواه ابن حبان في صحيحه، ورواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد بنحوه وتقدم.
9 -
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتي بالقرآن يوم القيامة، وأهله الذين كانوا يعملون (6) به في الدنيا تقدمه (7) سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثالٍ مانسيتهنَّ (8) بعد قال: كأنَّهما غمامتان، أو ظلَّتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طيرٍ صوافَّ يحاجَّان عن صاحبهما. رواه مسلم والترمذي، وقال: حديث حسن غريب. ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم أنه يجيء ثواب قراءته، كذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث، وما يشبه من الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن، وفي حديث نواس: يعني هذا ما يدل على ما فسروا إذ قال: وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، ففي هذا دلالة على أنه يجيء ثواب العمل، انتهى.
(1) أسيد صحابي جليل في القاموس كزبير أو كأمير. سقط مع هدة، وفي حديث سعيد (لولا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشمس): أي سقوطها مع المغيب. أهـ نهاية: أي سمعت جلبة وضجة.
(2)
معلق يتدلى كالنور الوضاء.
(3)
أي اقرأ يا أبا عتيك. صحابي جليل.
(4)
لم أقدر أن أتمم من شدة الضوء الوهاج.
(5)
استمررت، ومثله كما في الفتح (اقرأ يابن حضير) أي كان ينبغي أن تستمر على قراءتك لتستمر لك البركة بنزول ملائكة الرحمة، واستمالتها لقراءتك، وفهم أسيد ذلك فأجاب بعذره (خفت أن تطأ يحيى) أي خشيت إن استمررت على القراءة أن تطأ الفرس ولدي، ودل سياق الحديث على محافظة أسيد على خشوعه في صلاته، وأبو عتيك: كنية أسيد ص 52 جـ 9.
(6)
يتحملون بآدابه.
(7)
تكون في الطليعة، وتسبقه وتتبختر. قال تعالى:(يقدم قومه يوم القيامة).
(8)
ما نسيتهن. كذا ط وع ص 494، وفي ن د: يشتبهن.
(قوله بينهما شرق) هو بفتح المعجمة، وقد تكسر، وبسكون الراء بعدهما قاف: أي بينهما فرق يضيء.
10 -
وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه مرفوعاً: تعلَّموا البقرة وآل عمران فإنَّهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقانْ منْ طيرٍ صوافَّ. رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
11 -
وعن النُّعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عامٍ أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليالٍ فيقربها شيطان. رواه الترمذي، واللفظ له، وقال: حديث حسن غريب والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم إلا أن عنده: ولا يقرآن في بيت فيقر به شيطان ثلاث ليالٍ. وقال صحيح على شرط مسلم.
12 -
وعنْ أبي ذرٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيها من كنزه الذي تحت العرش فتعلَّموهنَّ وعلِّموهنَّ نساءكمْ وأبناءكم فإنَّها: صلاة وقرآن ودعاء. رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري.
(قال الحالفظ): معاوية بن صالح لم يحتج به البخاري، إنما احتج به مسلم، ويأتي الكلم عليه، ورواه أبو داود في مراسليه عن جبير بن نفير.
13 -
وعنْ عبيد بن عميرٍ رضي الله عنه أنه قال لعائشة رضي الله عنها: أخبرنا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فسكتتْ، ثمَّ قالت، لما كان ليلة من الليالي. قال يا عائشة: ذريني أتعبَّد الليلة لربي. قلت: والله إني أحبُّ قربك، و، أحب ما يسرُّك. قالتْ: فقام فتطهر، ثمَّ قام يصلي. قالتْ: فلمْ يزلْ يبكي حتى بلَّ حجره. قالت: وكان جالسا فلمْ يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بلَّ لحيته. قالت: ثم بكى حتى بلَّ الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي. قال: يا رسول الله تبكي. وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون