المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الترهيب من الفرار من الزحف) - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٢

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقلومن تصدق بما لا يجب

- ‌الترغيب في صدقة السر

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل مالهفيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌(الترغيب في القرض وما جاء في فضله)

- ‌الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

- ‌(الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما)والترهيب من الإمساك والادّخار شحا

- ‌ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

- ‌(الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له)وما جاء فيمن لم يشكر ما أولى إليه

- ‌(كتاب الصوم)

- ‌الترغيب في الصوم مطلقاً وما جاء في فضله، وفضل دعاء الصائم

- ‌الترغيب في صيام رمضان احتسابا، وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

- ‌الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

- ‌الترغيب في صوم ست من شوال

- ‌(الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها)وما جاء في النهى عنه لمن كان بها حاجا

- ‌الترغيب في صيام شهر الله المحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء، والتوسيع فيه على العيال

- ‌(الترغيب في صوم شعبان)وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم له، وفضل ليلة نصفه

- ‌(الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض)

- ‌(الترغيب في صوم الاثنين والخميس)

- ‌(الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد)وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

- ‌(الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

- ‌(ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه)

- ‌(ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه)وترغيبه في الإفطار

- ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

- ‌(الترغيب في الفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء)

- ‌الترغيب في إطعام الطعام

- ‌(ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده)

- ‌(الترغيب في الاعتكاف)

- ‌(الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها)

- ‌(كتاب العيدين والأضحية)

- ‌الترغيب في إحياء ليلتي العيدين

- ‌الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

- ‌الترغيب في الأضحية، وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة، ومن باع جلد أضحيته

- ‌(الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل)وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

- ‌(الترغيب في النفقة في الحج والعمرة)وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

- ‌(الترغيب في العمرة في رمضان)

- ‌الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياباقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌(الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها)

- ‌(الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

- ‌(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)

- ‌الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها

- ‌(الترغيب في حلق الرأس بمنى)

- ‌(الترغيب في شرب ماء زمزم، وما جاء في فضله)

- ‌(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

- ‌الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينةوبيت المقدس وقباء

- ‌(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها)وفضل أُحُد، ووادي العقيق

- ‌(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

- ‌(كتاب الجهاد)

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلهاوالترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الاكثار من العمل الصالح من الصوموالصلاة والذكر ونحو ذلك، وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة، وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

- ‌(الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

- ‌الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى، وما جاء في فضل التكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهادوما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر، وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌(الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غال)

- ‌(الترغيب في الشهادة، وما جاء في فضل الشهداء)

- ‌التَّرْهِيب من أَن يَمُوت الْإِنْسَان وَلم يغز وَلم ينْو الْغَزْو وَذكر أَنْوَاع من الْمَوْت تلْحق أَرْبَابهَا بِالشُّهَدَاءِ والترهيب من الْفِرَار من الطَّاعُون

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمهوما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌(الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن)

- ‌(الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به)

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة، وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانوما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولهاأو عشر من آخرها

- ‌(الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر)

- ‌الترغيب في قراءة قل هو الله أحد

- ‌(الترغيب في قراءة المعوذتين)

- ‌(كتاب الذكر والدعاء)

- ‌(الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرَّا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

- ‌(الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه)

- ‌(الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)

- ‌(الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)

- ‌(الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء)

- ‌(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل)

- ‌(الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما)

- ‌(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)

- ‌الترغيب في الاستغفار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌الترهيب من استبطاء الإجابة، وقوله دعوت فلم يستجب لي

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالترهيب من تركها عند ذكره، صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب البيوع وغيرها

- ‌الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيرهوما جاء في نوم الصبحة

- ‌(الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة)

- ‌الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيهوما جاء في ذمّ الحرص وحب المال

- ‌الترغيب في طلب الحلال والأكل منهوالترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

- ‌الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

- ‌(الترغيب في إقالة النادم)

- ‌(الترهيب من بخس الكيل والوزن)

- ‌الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

- ‌الترهيب من الاحتكار

- ‌ترغيب التجار في الصدقوترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

- ‌الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

- ‌الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

- ‌الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوجأن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت

- ‌الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

- ‌(الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس)

الفصل: ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

وفي روايةٍ: من غازيةٍ، أوْ سريَّةٍ تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجَّلوا ثُلثيْ أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثُّلثُ وإنْ لم يصيبوا غنيمةً ثمَّ لهمْ أجرهمْ. رواه مسلم، وروي أبو داود والنسائي وابن ماجه الثانية.

(يقال) أخفق الغازي إذا غزا ولم يغنم، أو لم يظفر.

(الترهيب من الفرار من الزحف)

1 -

عنْ أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجْتنبوا السَّبع الموبقات (1). قالوا: يا رسول الله وما هنَّ؟ الإشراك (2) بالله، والسِّحْر (3)،

وقتل النَّفس التي حرم الله إلا بالحقِّ، وأكل الربِّا (4)، وأكل مال اليتيم (5)،

(1) المهلكات، والاجتناب معناه: الابتعاد.

(2)

أن تجعل لله ندا. العمل بنية إظهاره للناس، وغير خالص لوجه الله الكريم.

(3)

ما يخدع العيون كالذي يفعله المشعوذ يصرف به الأبصار عما يفعله بخفة يده وسرعة حركته (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) قال القرطبي: السحر حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب، غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس ومادته الوقوف على خواص الأشياء، والعلم بوجود تركيبها وأوقاته، وأكثرها تخيلات بغير حقيقة، وإبهامات بغير ثبوت فيعظم عند من لا يعرف ذلك كما قال تعالى في سحرة فرعون:(وجاءوا بسحر عظيم) مع أن حبالهم وعصيهم لا تخرج عن كونها حبالا وعصيا، والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرا في القلوب كالحب والبغض، وإلقاء الخير والشر، وفي الأبدان بالألم والسقم.

وإنما النكور أن الجهاد ينقلب حيوانا أو عكسه بسحر الساحر ونحو ذلك، والمراد به الضربان الأخيران، أما الأول فإنه السحر الحلال. أهـ.

قال تعالى: (واتبعوا ما قتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين بابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) 102 من سورة البقرة.

إنما نبذوا كتاب الله، واتبعوا كتب السحر التي تتبعها الشياطين من الجن والإنس على عهد سليمان إذ فشا ذلك في عصره، وعلم الملكان السحر تمييزا بينه وبين معجزة الأنبياء عليهم الصلاة (بابل) من سواد الكوفة.

(4)

الزيادة على رأس المال من وجه خاص.

(5)

من فقد أباه، ولم يبلغ مبلغ الرجال.

ص: 301

والتَّولِّي يوم الزَّحف (1) وقذف (2) المحصنات الغافلات (3) المؤمنات. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبزار، ولفظه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبائر سبع أو لهنَّ: الإشراك بالله، وقتل النَّفس بغير حقها، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والفرار يوم الزَّحف، وقذفُ المحصنات، والانتقال إلى الأعراب (4) بعد هجرته.

2 -

وروي عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا ينفع معهنَّ عمل: الشرك بالله، وعقوق الوالدين (5)، والفرار من الزَّحف. رواه الطبراني في الكبير.

3 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ لقى الله عز وجل لا يشرك به شيئاً، وأدَّى زكاة ماله طيِّبة بها نفسه محتسباً، وسمع وأطاع فله الجنَّة، أو دخل الجنَّة، وخمس ليس لهنَّ كفارة: الشرك بالله، وقتلُ النفس بغير حقٍ، وبهْتُ مؤمنٍ (6)، والفرار من الزَّحف، ويمين صابرة (7) يقتطع

(1) الفرار والهرب من محاربة أعداء الدين، وزحف الجيش: سار إلى محاربة الأعداء في ثقل لكثرته وشدة بأسه.

(2)

سب، والمراد الرمي بالزنا، والمحصنات العفيفات اللاتي أحصن نفوسهن من الخط: مأخوذ من الحصن، وهو المكان المنيع إذ نفوسهن في حصن من العفاف، وتقال للحرائر، وللمتزوجات لأن الحرية والزواج من دواعي العفة والابتعاد عن الفاحشة.

(3)

اللاتي لم تخطر الفاحشة على بالهن البعيدات عن المنكرات لطهارة قلوبهن فهن ساهيات عن المعاصي، ولسانهن رطب بذكر الرحمن، وصرفهن كل جوارحهن في العمل الصالح، وهمهن تدبير بيتهن، وتربية ولدهن، وتطهير أنفسهن. قال تعالى:

أ - (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون 4 إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) 5 من سورة النور.

ب - (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون 19 ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم) 20 من سورة النور.

جـ - (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم 23 يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون 24 يؤمئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين 25 الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولن لهم مغفرة ورزق كريم) 26 من سورة النور.

(4)

سكان البادية الكافرين.

(5)

عصيان أوامرهما وعدم برهما.

(6)

تكذيبيه والافتراء عليه.

(7)

ألزم بها وحبس عليها، وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، وقيل لها مصبورة، وإن كان صاحبها =

ص: 302

بها مالا بغير حقٍ. رواه أحمد، وفيه بقية بن الوليد.

4 -

وعنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: لا أقسم لا أقسم، ثمَّ نزل فقال: أبشروا وأبشروا، منْ صلي الصَّلوات الخمس، واجتنب الكبائر دخل من أيِّ أبواب الجنة شاء. قال المطَّلب: سمعت رجلاً يسأل عبد الله بن عمر أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهنَّ؟ قال: نعمْ عقوق الوالدين، والشِّرك بالله، وقتل النَّفس (1)،

وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم والفرار من الزَّحف، وأكل الرِّبا (2). رواه الطبراني، وفي إسناده مسلم بن الوليد ابن العباس لا يحصرني فيه جرح ولا عدالة.

= في الحقيقة هو المصبور لأنه إنما صبر من أجلها: أي حبس فوصفت بالصبر، وأضيفت إليه مجازا. أهـ نهاية. والمعنى رجل كذاب أقسم بالله على شيء ليغر ويخدع، ويضيع حقا ثابتاً.

(1)

إزهاق الروح البريئة، وإراقة الدماء الطاهرة الذكية فتلك جريمة شنعاء ترفع الأمن وتجلب الفساد، وتنشر الخوف، وتزلزل أركان الطمأنينة، وتفتك بأبناء الأمة الوادعين، وتضعف الثقة والتبادل، وتقع روابط الإخاء بينها. لماذا؟ لأنها مدمرة مخربة مرملة للنساء، ميتمة للأطفال، زراعة الإحن والعداوات.

قال تعالى:

أ - (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً). 32 من سورة المائدة.

ب - (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) 93 من سورة النساء. تهديد عظيم حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تقبل توبة قاتل المؤمن عمدا. والجمهور على أنه مخصوص بمن لم يتب. قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب).

جـ - (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) أي لا تخطر هذه الجريمة الشنعاء بقلب مؤمن، ولا تمر بجأش مسلم صالح، ولا تطاوعه نفسه على هذه الوحشية المنكرة، ويشمل قتل النفس.

أولاً: قتل العدوان.

ثانياً: قتل الأولاد خشية الإملاق.

ثالثاً: وأد البنات مخافة العار. فالنفس الإنسانية محترمة، إلا إن كانت نفساً شريرة مجرمة مفسدة فإن دواءها إراحة المجتمع منها فالقاتل يقتل:(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) 179 من سورة البقرة. والزاني التي تحت يده امرأة تعفه إذا انتهك عرض المرأة، واقترف الفاحشة يرجم. والتارك لدينه المفارق للجماعة، المحارب لله ورسوله يقتل.

(2)

إخراج المال بفائدة وهذا ظلم، وأكل مال بالباطل، ومحاربة لله ورسوله، وموجب للخلود في النار كما حكى القرآن. يستحق آكل الربا اللعن والذم والطرد من رحمة الله لأنه ينتهز فرصة الإعسار، وشدة الفقرة وخلو اليد من المال فيخرج ماله بفائدة. قال تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).

أي يمحق المال ويذهب البركة، وينزع الرحمة من قلوب عباده ليعاملوه بالقوسة والغلظة، وهذا مشاهد فكم نال =

ص: 303

5 -

وعن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزمٍ رضي الله عنه عنْ أبيه عن جده أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتابٍ فيه الفرائض والسُّنن والدِّيات فذكر فيه: وإنَّ أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة: الإشراك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير الحقِّ، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلم السحر، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم (1)، الحديث. رواه ابن حبان في صحيحه.

6 -

وعنْ عبيدٍ بن عميرٍ الليثيِّ عنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع: إنَّ أولياء الله المصلُّون، ومن يقيم الصَّلوات الخمس التي كتبهنَّ الله عليه، ويصوم رمضان، ويحتسب صومه، ويؤتي الزكاة محتسباً طيبةً بها نفسه، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها، فقال رجلٌ من أصحابه: يا رسول الله وكم الكبائر؟ قال: تسع أعظمهنَّ: الإشراك بالله، وقتل المؤمن بغير حق، والفرار من الزَّحف، وقذف المحصنة، والسحر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكمْ أحياء وأمواتاً، ولا يموت رجلٌ لم يعمل هؤلاء الكبائر، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة إلا رافق محمداً صلى الله عليه وسلم في بحبوحة جنةٍ أبوابها مصاريع الذَّهب. رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن.

(بحبوحة) المكان بحاءين مهملتين وباءين موحدتين مضمومتين: هو وسطه.

(قال الحافظ) كان الشافعي رضي الله عنه يقول: إذا غزا المسلمون فلقوا ضعفهم من العدو وحرم عليهمْ أن يولوا إلا محترفين لقتالٍ، أو متحيِّزين إلى فئة، وإن كان المشركون أكثر من ضعفهم لم أحبَّ لهمْ أن يولوا، ولا يستوجبون السخط عندي من الله لوْ ولَّوْا عنهمْ على غير التحرُّف للقتال، أو التحيز إلى فئة، وهذا مذهب ابن عباس المشهور عنه.

= المرابي ازدراء مواطنيه وتحقيرهم والكيد له وإذلاله أذله الله. إن الربا. موجب للعداء، سبب السخط، ووجود هذه الأزمة العالمية لأن الله تعالى أمر بالصدقة والقرض، والمحبة والمودة، والمعاونة والمساعدة، والربا هادم ذلك.

(1)

استحلال ماله، وانتهاز فرصة صغره فيأخذونه لهم لأن نفوسهم خبيثة شرهة نهمة. قالت تعالى:(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) 10 من سورة النساء، وقد اطلعت على الأدب النبوي ص 81 فاقتبست منه بعض جمل والله أعلم.

ص: 304