المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها) - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٢

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقلومن تصدق بما لا يجب

- ‌الترغيب في صدقة السر

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل مالهفيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌(الترغيب في القرض وما جاء في فضله)

- ‌الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

- ‌(الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما)والترهيب من الإمساك والادّخار شحا

- ‌ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

- ‌(الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له)وما جاء فيمن لم يشكر ما أولى إليه

- ‌(كتاب الصوم)

- ‌الترغيب في الصوم مطلقاً وما جاء في فضله، وفضل دعاء الصائم

- ‌الترغيب في صيام رمضان احتسابا، وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

- ‌الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

- ‌الترغيب في صوم ست من شوال

- ‌(الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها)وما جاء في النهى عنه لمن كان بها حاجا

- ‌الترغيب في صيام شهر الله المحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء، والتوسيع فيه على العيال

- ‌(الترغيب في صوم شعبان)وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم له، وفضل ليلة نصفه

- ‌(الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض)

- ‌(الترغيب في صوم الاثنين والخميس)

- ‌(الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد)وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

- ‌(الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

- ‌(ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه)

- ‌(ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه)وترغيبه في الإفطار

- ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

- ‌(الترغيب في الفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء)

- ‌الترغيب في إطعام الطعام

- ‌(ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده)

- ‌(الترغيب في الاعتكاف)

- ‌(الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها)

- ‌(كتاب العيدين والأضحية)

- ‌الترغيب في إحياء ليلتي العيدين

- ‌الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

- ‌الترغيب في الأضحية، وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة، ومن باع جلد أضحيته

- ‌(الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل)وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

- ‌(الترغيب في النفقة في الحج والعمرة)وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

- ‌(الترغيب في العمرة في رمضان)

- ‌الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياباقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌(الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها)

- ‌(الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

- ‌(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)

- ‌الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها

- ‌(الترغيب في حلق الرأس بمنى)

- ‌(الترغيب في شرب ماء زمزم، وما جاء في فضله)

- ‌(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

- ‌الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينةوبيت المقدس وقباء

- ‌(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها)وفضل أُحُد، ووادي العقيق

- ‌(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

- ‌(كتاب الجهاد)

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلهاوالترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الاكثار من العمل الصالح من الصوموالصلاة والذكر ونحو ذلك، وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة، وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

- ‌(الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

- ‌الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى، وما جاء في فضل التكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهادوما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر، وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌(الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غال)

- ‌(الترغيب في الشهادة، وما جاء في فضل الشهداء)

- ‌التَّرْهِيب من أَن يَمُوت الْإِنْسَان وَلم يغز وَلم ينْو الْغَزْو وَذكر أَنْوَاع من الْمَوْت تلْحق أَرْبَابهَا بِالشُّهَدَاءِ والترهيب من الْفِرَار من الطَّاعُون

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمهوما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌(الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن)

- ‌(الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به)

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة، وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانوما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولهاأو عشر من آخرها

- ‌(الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر)

- ‌الترغيب في قراءة قل هو الله أحد

- ‌(الترغيب في قراءة المعوذتين)

- ‌(كتاب الذكر والدعاء)

- ‌(الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرَّا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

- ‌(الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه)

- ‌(الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)

- ‌(الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)

- ‌(الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء)

- ‌(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل)

- ‌(الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما)

- ‌(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)

- ‌الترغيب في الاستغفار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌الترهيب من استبطاء الإجابة، وقوله دعوت فلم يستجب لي

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالترهيب من تركها عند ذكره، صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب البيوع وغيرها

- ‌الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيرهوما جاء في نوم الصبحة

- ‌(الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة)

- ‌الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيهوما جاء في ذمّ الحرص وحب المال

- ‌الترغيب في طلب الحلال والأكل منهوالترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

- ‌الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

- ‌(الترغيب في إقالة النادم)

- ‌(الترهيب من بخس الكيل والوزن)

- ‌الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

- ‌الترهيب من الاحتكار

- ‌ترغيب التجار في الصدقوترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

- ‌الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

- ‌الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

- ‌الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوجأن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت

- ‌الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

- ‌(الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس)

الفصل: ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

لا إله إلا أنت، اغفر لي وتب عليَّ، فإنْ كان أتى خيرا كان كالطابع عليه، وإن كان مجلس لغوٍ كان كفَّارة لما كان في ذلك المجلس.

6 -

وعنْ رافع بن خديجٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخرهِ إذا اجتمع إليه أصحابه، فأراد أن ينهض، قال: سبحانك اللهمَّ وبحمدك. أشهد أن لا إله إلا أنت. أستغفرك وأتوب إليك. عملتٌ سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال قلنا: يا رسول الله إن هذه كلمات أحدثهنَّ؟ قال: أجل، جاءني جبرائيل، فقال: يا محمد هنَّ كفَّارات المجلسِ. رواه النسائي واللفظ له، والحاكم وصححه، ورواه الطبراني في الثلاثة باختصار بإسناد جيد.

(بأخره) بفتح الهمزة، والخاء المعجمة جميعا غير ممدود: أي بآخر أمره.

7 -

وعنْ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: كلمات لا يتكلم بهنَّ أحد في مجلس حقٍ، أو مجلس باطلٍ عند قيامه ثلاث مرَّاتٍ إلا كفر بهنَّ عنه، ولاي قولهنَّ في مجلس خير ومجلس ذكرٍ إلا ختم الله له بهنَّ كما يختم بالخاتم على الصحيفة: سبحانك اللهمَّ وبحمدك. لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه.

(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

1 -

عنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت في حرصك على الحديث: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله (1) خالصا من قبلهِ أو نفسه. رواه البخاري.

2 -

وعنْ عبادة بن الصَّامت رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: منْ

(1) أي نطق بالشهادتين معتقدا صحتهما متبعاً أوامر الله تعالى مجتنبا نواهيه عاملا بشرعه مستقيما.

ص: 412

شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروحٌ منه، والجنَّة حقٌّ، والنار حق أدخله الله الجنَّة على ما كان من عملٍ. زاد حباذة: من أبواب الجنَّة الثمانية أيها شاء رواه البخاري واللفظ له، ومسلم.

؛3 - وفي رواية لمسلم والترمذي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: منْ شهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدا رسول الله حرَّم (1) الله عليه النار.

4 -

وعنْ أنسٍ رضي الله عنه أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومعاذ رديفهُ على الرَّحل قال: يا معاذ بن جبلٍ؟ قال لبيك (2) يا رسول الله وسعديك ثلاثاً. قال: ما منْ أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرَّمه الله على النار. قال: يا رسول الله أفلا أخبربهِ الناس فيستبشروا؟ قال إذا يتَّكلموا، وأخبر بها معاذٌ عند موتهِ تأثماً (3) رواه البخاري ومسلم.

(تأثما): أي تحرّجا من الإثم، وخوفا منه أن يلحقه إن كتمه.

(قال المملي) عبد العظيم: وقد ذهب طوائف من أساطين أهل العلم إلى أن مثل هذه الإطلاقات التي وردت فيمن قال: لا إله إلا الله دخل الجنَّة، أو حرَّم الله عليه النار. ونحو ذلك إنما كان في ابتداء الإسلام، حين كانت الدعوة إلى مجرد الإقرار بالتوحيد، فلما فرضت الفرائض، وحدت الحدود نسخ ذلك، والدلائل على هذا كثيرة متظاهرة، وقد تقدم غير ما حديث يدل على ذلك في كتاب الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ويأتي أحاديث أخر متفرقة إن شاء الله، وإلى هذا القول ذهب الضحاك، والزهري، وسفيان الثوري وغيرهم وقال طائفة أخرى: لا احتياج إلى ادعاء النسخ في ذلك، فإن كل ما هو من أركان الدين، وفرائض الإسلام هو من لوازم الإقرار بالشهادتين، وتتماته، فإذا أقرّ ثم امتنع عن شيء من الفرائض جحدا، أو تهاونا على تفصيل الخلاف فيه حكمنا عليه بالكفر، وعدم دخول الجنة،

(1) أبعد عنه العقاب.

(2)

إجابة بعد إجابة، وإسعاداً بعد إسعاد، والمعنى أنا سامع ملب مطيع.

(3)

أي خوفا من الوقوع في الذنب. خاف سيدنا معاذ رضي الله عنه أن يعتمد الناس على هذه الرخصة: البشرى: ويقصروا في تشييد الأعمال الصالحة، وخشي رضي الله عنه كتمان العلم.

ص: 413

وهذا القول أيضا قريب، وقالت طائفة أخرى: التلفظ بكلمة التوحيد سبب يقتضي دخول الجنة والنجاة من النار، بشرط أن يأتي بالفرائض، ويجتنب الكبائر، فإن لم يأت بالفرائض، ولم يجتنب الكبائر لم يمنعه التلفظ بكلمة التوحيد من دخول النار، وهذا قريب مما قبله، أو هو هو. وقد بسطنا الكلام على هذا، والخلاف فيه في غير ما موضع من كُتبنا، والله سبحانه وتعالى أعلم.

5 -

وروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنَّة. قيل: وما إخلاصها؟ قال: أنْ تحجزه (1) عن محارم الله. رواه الطبراني في الأوسط، وفي الكبير إلا أنه قال: أن تحجزه عمَّا حرَّم الله عليه.

6 -

وعنْ رفاعة الجهنيِّ رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنَّا بالكيد (2)، أو بقديد فحمد الله، وقال خيراً، وقال أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسول الله صدقاً من قبلهِ، ثمَّ يسدِّد (3) إلا سلك في الجنة. رواه أحمد بإسناد لا بأس به، وهو قطعة من حديث.

7 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قال عبد: لا إله إلا الله قطُّ مخلصاً: إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي (4) إلى العرش ما اجتنبت (5) الكبائر. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

8 -

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهرهِ يصيبهُ قبل ذلك ما أصابه (6). رواه الطبراني، وروا رواة الصحيح.

(1) أي تمنعه وتبعده عن ارتكاب المعاصي وغشيان الفجور.

(2)

كانوا في جماعة، أن الغبار كان يثور من مشيهم. والكديد: التراب الناعم. فإذا وطئ ثار غباره، ومنه حديث إسلام عمر:(فأخرجنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفين له كديد ككديد الطحين).

(3)

يتحرى السداد، ويقصد العمل بالكتاب والسنة.

(4)

يذهب ثواب نطقه.

(5)

مدة الابتعاد عن الذنوب المهلكة.

(6)

ما لحق به من الأهوال تقيه الشهادة.

ص: 414

9 -

وعنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال موسى صلى الله عليه وسلم: يا ربِّ علِّمني شيئاً أذكرك به، وأدعوك به؟ قال قلْ: لا إله إلا الله. قال: يا ربِّ كلُّ عبادك يقول هذا؟ قال قلْ: لا إله إلا الله. قال: إنما أريد شيئاً تخصُّني به؟ قال: يا موسى لوْ أنَّ السموات السَّبع والأرضين السبع في كفةٍ، ولا إله إلا الله في كفةٍ مالتْ بهم (1) لا إله إلا الله. رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم، كلهم من طريق دراج عن أبي الهيثم عنه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

10 -

وعن جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله. رواه ابن ماجه، والنسائي وابن حبان في صحيحه، والحاكم، كلهم من طريق طلحة بن خراش عنه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

11 -

وعنْ يعلي بن شدَّاد قال: حدَّثني أبي شداد بن أوسٍ رضي الله عنه، وعبادة بن الصامت حاضر يصدِّقه، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل فيكمْ غريبٌ، يعني أهل الكتاب؟ قلنا: لا يا رسول الله، فأمر بغلق الباب وقال: ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعةً، ثمَّ قال: الحمد لله، اللهمَّ إنك بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنَّة، وأنت لا تخلف الميعاد، ثمَّ قال: أبشروا فإنَّ الله قد غفر لكمْ. رواه أحمد بإسناد حسن، والطبراني وغيرهما.

12 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جدِّدوا إيمانكمْ. قيل يا رسول الله: وكيف نجدِّد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول: لا إله إلا الله. رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن.

13 -

وعنْ عبد الله رضي الله عنه من جاء بالحسنة؟ قال: من جاء بلا إله إلا الله، ومن جاء بالسَّيئة؟ قال: من جاء بالشِّرك: رواه الحاكم موقوفاً، وقال: صحيح على شرطهما.

14 -

وعن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(1) رجع ثوابهما، وزاد أجرها.

ص: 415

إنِّي لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقًّا من قلبه فيموت على ذلك الإحرام على النَّار: لا إله إلا الله. رواه الحاكم. وقال: صحيح على شرطهما، وروياه بنحوه.

15 -

وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا من شهادة أن لا إلا الله قبل أن يحال (1) بينكم وبينها. رواه أبو يعلي بإسناد جيد قويّ.

16 -

وروي عن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الجنَّة شهادة أن لا إله إلا الله. رواه أحمد والبزار.

17 -

وروي عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ عبدٍ قال: لا إله إلا الله في ساعةٍ من ليل أوْ نهارٍ إلا طمستْ (2) ما في الصَّحيفة من السيئات، حتى تسكن (3) إلى مثلها من الحسنات. رواه أبو يعلي.

18 -

وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ لله تبارك وتعالى عموداً (4) من نورٍ بين يدي العرش، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله اهتز ذلك العمود، فيقول الله تبارك وتعالى: اسكنْ، فيقول: كيف أسكن ولمْ تغفرْ لقائلها؟ فيقول: إني قد غفرت له، فيسكن عند ذلك. رواه البزار، وهو غريبْ.

19 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليْس عل أهل لا إله إلا الله وحشةٌ (5) في قبورهم، ولا منشرهمْ (6)، وكأني أنظر إلى أهل لا إله إلا الله، وهمْ ينفضون التراب عن رؤوسهمْ ويقولون: الحمد لله الذي أذهب عنَّا الحزن (7).

(1) قبل أن تمرضوا وتحتضروا فلا يفيد قولها، لأن العقل قد ذهب، وحرية العمل فقدت والله يحاسب على الاختيار (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت).

(2)

محت.

(3)

تدبج وتنقش الثواب بكثرة ذكر الله جل جلاله.

(4)

معناه أن ذلك النور المتلألئ يدعو الله جل جلاله أن يعفو عن ذكره سبحانه.

(5)

نفور وخوف.

(6)

في حياتهم ثانية.

(7)

همهم من خوف العاقبة، أو همهم من أجل المعاش وآفاته، أو من وسوسة إبليس وغيرها. قال تعالى:(جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير 33 وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، 3 الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب) 35 من سورة فاطر.

(نصب) تعب (لغوب) كلال. إذ لا تكليف فيها ولا كد.

ص: 416

وفي روايةٍ: ليْس على أهل لا إله إلا الله وحشةٌ (1) عند الموتِ، ولا عند القبر. رواه الطبراني، والبيهقي كلاهما من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني، وفي متنه نكارة.

20 -

وعنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركمْ بوصيَّة نوحٍ ابنه؟ قالوا: بلى. قال: أوصى نوحٌ ابنه فقال لابنه: يا بنيَّ إنِّي أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين: أوصيك بقول: لا إله إلا الله، فإنَّها لو وضعت (2) في كفَّةٍ، ووضعت السماوات والأرض في كفةٍ لرجحت بهنَّ، ولوْ كانت حلقة لقصمْتُهنَّ (3) حتى تخلص إلى الله، فذكر الحديث. رواه البزار، ورواته محتج بهم في الصحيح إلا ابن إسحاق، وهو في النسائي عن صالح بن سعيد رفعه إلى سليمان ابن يسار إلى رجل من الأنصار لم يسمِّه.

ورواه الحاكم عن عبد الله، وقال: صحيح الإسناد، ولفظه قال: وآمر كما بلا إله إلا الله، فإنَّ السماوات والأرض، وما فيهما لوْ وضعت في كفةٍ، ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح منهما، ولوْ أنَّ السماوات والأرض، وما فيها كانتْ حلقة فوضعتْ لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما، وآمرُ كما بسبحان الله وبحمده، فإنَّها صلاة كلِّ شيءٍ، وبها يرزق كلُّ شيء.

21 -

وروي الترمذي عنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: التسبيح (4) نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجابٌ (5) حتى تخلص إليه، وقال الترمذي: حديث غريب.

22 -

وعنْ عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله يستخلص رجلاً من أمَّتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشرُ عليه تسعةً وتسعين سجلاًّ (6) كلُّ سجلٍ مثل مدِّ البصر، ثمَّ يقول: أتنكر من هذا

(1) نفور وذلة، وقشعريرة وخوف أثناء الاحتضار. يتجلى الله برضوانه تعالى على العبد الموحد المخلص، ويحفظه من عاديات القبر وأهواله.

(2)

ثواب قولها.

(3)

لكسرتهن وقطعتهن.

(4)

سبحان الله ثوابها يملأ نصف الميزان أجرا.

(5)

يذهب ثوابها إلى الله بلا مانع.

(6)

كتاباً: أي متسعا جدا بعيد المدى.

ص: 417