المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور) - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٢

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقلومن تصدق بما لا يجب

- ‌الترغيب في صدقة السر

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل مالهفيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌(الترغيب في القرض وما جاء في فضله)

- ‌الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

- ‌(الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما)والترهيب من الإمساك والادّخار شحا

- ‌ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماءوالترهيب من منعه

- ‌(الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له)وما جاء فيمن لم يشكر ما أولى إليه

- ‌(كتاب الصوم)

- ‌الترغيب في الصوم مطلقاً وما جاء في فضله، وفضل دعاء الصائم

- ‌الترغيب في صيام رمضان احتسابا، وقيام ليله سيما ليلة القدر وما جاء في فضله

- ‌الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر

- ‌الترغيب في صوم ست من شوال

- ‌(الترغيب في صيام يوم عرفة لمن لم يكن بها)وما جاء في النهى عنه لمن كان بها حاجا

- ‌الترغيب في صيام شهر الله المحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء، والتوسيع فيه على العيال

- ‌(الترغيب في صوم شعبان)وما جاء في صيام النبي صلى الله عليه وسلم له، وفضل ليلة نصفه

- ‌(الترغيب في صوم ثلاثة أيام من كل شهر سيما الأيام البيض)

- ‌(الترغيب في صوم الاثنين والخميس)

- ‌(الترغيب في صوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد)وما جاء في النهي عن تخصيص الجمعة بالصوم أو السبت

- ‌(الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم وهو صوم داود عليه السلام

- ‌(ترهيب المرأة أن تصوم تطوعا وزوجها حاضر إلا أن تستأذنه)

- ‌(ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه)وترغيبه في الإفطار

- ‌(الترغيب في السحور سيما بالتمر)

- ‌(الترغيب في الفطر على التمر، فإن لم يجد فعلى الماء)

- ‌الترغيب في إطعام الطعام

- ‌(ترغيب الصائم في أكل المفطرين عنده)

- ‌(الترغيب في الاعتكاف)

- ‌(الترغيب في صدقة الفطر وبيان تأكيدها)

- ‌(كتاب العيدين والأضحية)

- ‌الترغيب في إحياء ليلتي العيدين

- ‌الترغيب في التكبير في العيد وذكر فضله

- ‌الترغيب في الأضحية، وما جاء فيمن لم يضح مع القدرة، ومن باع جلد أضحيته

- ‌(الترهيب من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل)وما جاء في الأمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

- ‌(الترغيب في النفقة في الحج والعمرة)وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

- ‌(الترغيب في العمرة في رمضان)

- ‌الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياباقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌(الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها)

- ‌(الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني، وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله

- ‌(الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة)

- ‌الترغيب في رمي الجمار، وما جاء في رفعها

- ‌(الترغيب في حلق الرأس بمنى)

- ‌(الترغيب في شرب ماء زمزم، وما جاء في فضله)

- ‌(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

- ‌الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينةوبيت المقدس وقباء

- ‌(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها)وفضل أُحُد، ووادي العقيق

- ‌(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

- ‌(كتاب الجهاد)

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌(الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى)

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة، وما جاء في فضلهاوالترغيب فيما يذكر منها، والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الاكثار من العمل الصالح من الصوموالصلاة والذكر ونحو ذلك، وتقدم في باب النفقة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة، وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى

- ‌(الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

- ‌الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى، وما جاء في فضل التكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهادوما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر، وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌(الترهيب من الفرار من الزحف)

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌(الترهيب من الغلول والتشديد فيه، وما جاء فيمن ستر على غال)

- ‌(الترغيب في الشهادة، وما جاء في فضل الشهداء)

- ‌التَّرْهِيب من أَن يَمُوت الْإِنْسَان وَلم يغز وَلم ينْو الْغَزْو وَذكر أَنْوَاع من الْمَوْت تلْحق أَرْبَابهَا بِالشُّهَدَاءِ والترهيب من الْفِرَار من الطَّاعُون

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمهوما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌(الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن)

- ‌(الترغيب في تعاهد القرآن وتحسين الصوت به)

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة، وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمرانوما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولهاأو عشر من آخرها

- ‌(الترغيب في قراءة سورة يس وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا الشمس كورت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها)

- ‌(الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر)

- ‌الترغيب في قراءة قل هو الله أحد

- ‌(الترغيب في قراءة المعوذتين)

- ‌(كتاب الذكر والدعاء)

- ‌(الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرَّا وجهرا والمداومة عليه وما جاء فيمن لم يكثر ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى)

- ‌(الترغيب في كلمات يكفرن لغط المجلس)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وما جاء في فضلها)

- ‌(الترغيب في قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)

- ‌(الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه)

- ‌(الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)

- ‌(الترغيب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)

- ‌(الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء)

- ‌(الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات)

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل)

- ‌(الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما)

- ‌(الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها)

- ‌الترغيب في الاستغفار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌الترهيب من استبطاء الإجابة، وقوله دعوت فلم يستجب لي

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالترهيب من تركها عند ذكره، صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب البيوع وغيرها

- ‌الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وغيرهوما جاء في نوم الصبحة

- ‌(الترغيب في ذكر الله تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة)

- ‌الترغيب في الاقتصاد في طلب الرزق والإجمال فيهوما جاء في ذمّ الحرص وحب المال

- ‌الترغيب في طلب الحلال والأكل منهوالترهيب من اكتساب الحرام وأكله ولبسه ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور

- ‌الترغيب في السماحة في البيع والشراء وحسن التقاضي والقضاء

- ‌(الترغيب في إقالة النادم)

- ‌(الترهيب من بخس الكيل والوزن)

- ‌الترهيب من الغش والترغيب في النصيحة في البيع وغيره

- ‌الترهيب من الاحتكار

- ‌ترغيب التجار في الصدقوترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين

- ‌الترهيب من خيانة أحد الشريكين الآخر

- ‌الترهيب من التفريق بين الوالدة وولدها بالبيع ونحوه

- ‌الترهيب من الدين وترغيب المستدين والمتزوجأن ينويا الوفاء والمبادرة إلى قضاء دين الميت

- ‌الترهيب من مطل الغني والترغيب في إرضاء صاحب الدين

- ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

- ‌(الترهيب من اليمين الكاذبة الغموس)

الفصل: ‌(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

مُتعتعٍ. ورواه البزار عن حديث عائشة مختصراً، والطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد جيد.

(الترغيب في كلمات يقولهن المديون والمهموم والمكروب والمأسور)

1 -

عن علي رضي الله عنه أن مكاتباً جاءه، فقال: إني عجزت عن مكاتبتي (1) فأعني (2)، فقال: ألا أعلِّمك كلمات علمنيهنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوْ كان عليك مثل جبل صبيرٍ ديناً أدَّاه الله عنك، قل: اللهم اكفني (3) بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك (4) عمَّن سواك. رواه الترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن غريب، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

= وقال تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون) 92 من سورة النحل.

وقال تعالى: (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون) 95 من سورة النحل.

ب - قال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) 34 من سورة الإسراء.

جـ - وقال تعالى: (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون) 12 من سورة الروم.

د - وقال تعالى: (وقد أفلح من زكاها 9 وقد خاب من دساها) 10 من سورة الشمس.

(زكاها) أنماها بالعلم والعمل (دساها) نقضها وأخفاها بالجهالة والفسول والخيانة.

هـ - وقال تعالى: (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون 131 ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون 132 وربك الغني ذو الرحمة) 133 من سورة الأنعام.

(ذلك) إشارة إلى إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام، لم يكن ربك مهلك أهل القرى بسبب ظلم فعلوه أو ملتبسين بظلم وهم غافلون لم ينبهوا برسول. سبحانه لا يخفى عليه عمل، بل قدر عليه ثوابا أو عقابا (الغني) عن العباد والعبادة، يترحم على عباده بالتكليف تكميلا لهم ويمهلهم على المعاصي. وفيه تنبيه على أن ما سبق ذكره من الإرسال والأوامر ليس لنفع الله بل لترحمه على العباد ورأفته بهم.

و- وقال تعالى: (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة نعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم) 53 من سورة الأنفال.

أي مبدلا إياها بالنقمة لخيانتهم ومعاصيهم يزيل الخير ويحفهم بالضير سبحانه.

ز - وقال تعالى: (وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) 3 من سورة الأنعام

ح - وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)} [الحج]

(1)

عن دفع ما اتفقت به مع سيدي ليعتقني فأعيش حرا.

(2)

فأعطني إعانة.

(3)

اجعل الحلال كافيا.

(4)

وارزقني بنعمك وإحسانك عن غيرك.

ص: 613

2 -

وعنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ المسجد، فإذا هو برجلٍ من الأنصار يقال له: أبو أمامة جالساً فيه، فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاةٍ؟ قال: هموم (1) لزمتني وديونٌ يا رسول الله. قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله عز وجل وهمك، وقضى عنك دينك؟ فقال: بلى يا رسول الله؟ قال قل: إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهمَّ (2) إني أعوذك بك من الهمِّ والحزن، وأعوذ بك من العجز (3) والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذك بك من غلبة الدَّين، وقهر (4) الرِّجال قال: فقلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همِّي، وقضى عني ديني. رواه أبو داود.

3 -

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذٍ: ألا أعلمك دعاء تدعو به لوْ كان عليك مثل جبل أحدٍ ديناً لأدَّاه الله عنك؟ قلْ يا معاذ: اللهمَّ مالك (5) الملك تؤتي (6) الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعزُّ (7) من تشاء، وتذلُّ من تشاء بيدك الخير (8) إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد.

4 -

وروي عن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذاً، فقال: يا معاذ مالي لمْ أرك؟ فقال: يا رسول الله، ليهوديِّ عليَّ أوقيَّةٌ من تبرٍ فخرجت إليك فحبسني عنك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ ألا أعلِّمك دعاءً تدعو به، فلوْ كان عليك من الدين مثل صبيرٍ أدَّاه الله عنك.

(1) كروب وغموم متصلة بي.

(2)

يا الله.

(3)

للضعف والفتور.

(4)

غلبة.

(5)

أنادي الذي يتصرف فيه تصرف الملاك فيما يملكون.

(6)

تعطي منه ما تشاء من تشاء وتسترد، فالملك الأول عام والآخران بعض منه، وقيل المراد بالملك النبوة ونزعها: نقلها من قوم إلى قوم.

(7)

في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما بالنصر والإدبار والتوفيق والخذلان.

(8)

ذكر الخير وحده لأنه المقتضي بالذات، والشر مقضي بالعرض إذ لا يوجد شر جزئي ما لم يتضمن خيرا كليها أو لمراعاة الأدب في الخطاب.

ص: 614

(وصبير): جبلٌ باليمن، فادْع الله يا معاذ، قل: اللهمَّ مالك الملك تؤتي الملك منْ تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعزُّ من تشاء، وتذلُّ من تشاء بيدك الخير إنك على كلِّ شيء قديرٌ. تولج (1) الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحيَّ من الميت، وتخرج الميت من الحيِّ، وترزق من تشاء بغير حسابٍ رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما، وتمنع من تشاء ارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك.

وفي روايةٍ قال معاذٌ: كان لرجلٍ عليَّ بعض الحقِّ فخشيته، فلبثت يومين لا أخرج، ثمَّ خرجت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا معاذ ما خلَّفك؟ قلت: كان لرجلٍ عليَّ بعض الحقِّ، فخشيته حتى استحييت وكرهت أن يلقاني.

قال: ألا آمرك بكلماتٍ تقولهنَّ، لوْ كان عليك أمثال الجبال قضاه (2) الله؟ قلتُ: بلى يا رسول الله. قال قل: اللهمَّ مالك الملك، فذكر نحوه باختصار.

وزاد في آخره: اللهمَّ أغنني من الفقر، واقض عنِّي الدين، وتوَّفني (3) في عبادتك، وجهادٍ (4) في سبيلك. رواه الطبراني.

5 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ: دخل عليَّ أبو بكرٍ، فقال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءاً علَّمنيه، قلت: ما هو؟ قال: كان عيسى ابن مريم يعلِّم أصحابه. قال: لوْ كان على أحدكم جبل ذهبٍ ديْناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه: اللهمَّ فارج الهمِّ (5)، وكاشف الغمِّ، ومجيب دعوة المضطرين (6). رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنيني (7) بها عن رحمة من سواك.

قال أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه: وكانت على بقية من الدين، وكنت للدين كارهاً،

(1) تدخل عقب ذلك ببيان قدرته على معاقبة الليل والنهار والموت والحياة وسعة فضله دلالة على أن من قدر على ذلك قدر على معاقبة الذل والعز وإيتاء الملك ونزعه. والولوج الدخول في مضيق، وإيلاج الليل والنهار إدخال أحدهما في الآخر بالتعقيب أو الزيادة والنقص، وإخراج الحي من الميت وبالعكس إنشاء الحيوانات من موادها وإماتتها وإنشاء الحيوان من النطفة والنطفة منه، وقيل إخراج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن.

(2)

أداء.

(3)

أمتني.

(4)

طاعة ومشقة وعمل.

(5)

مزيله.

(6)

المستغيثين، قال تعالى:(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).

(7)

تكفيني.

ص: 615

فكنت أدعو الله بذلك، فأتاني الله بفائدة فقضى عنِّي ديني. قالت عائشة: كان لأسماء بنت عميس رضي الله عنها: على دينارٌ، وثلاثة دراهم، وكانت تدخل عليَّ فأستحيي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك الدعاء فما لبثت إلا يسيراً حتى رزقني الله رزقاً ما هو بصدقةٍ تصدِّق بها عليَّ، ولا ميراثٍ ورثته، فقضاه الله عني، وقسمت في أهلي قسما حسناً، وحلَّيت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواقٍ من ورقٍ (1)، وفضل لنا فضلٌ حسنٌ. رواه البزار، والحاكم والأصبهاني، كلهم عن الحكم بن عبد الله الأيلي عن القاسم عنها، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

(قال الحافظ) عبد العظيم: كيف والحكم متروك متهم، والقاسم مع ما قيل فيه لم يسمع من عائشة.

6 -

وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصاب أحداً قطُّ همٌّ، ولا حزن فقال: اللهمَّ إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك ناصيتي (2) بيدك ماضٍ فيَّ (3) حكمك، عدلٌ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت (4) به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع (5) قلبي، ونور صدري، وجلاء (6) حزني، وذهاب همَّي إلا أذهب الله عز وجل همَّه، وأبدله مكان حزنه فرحاً. قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهنَّ أن يتعلمهن. رواه أحمد والبزار وأبو يعلي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم كلهم عن أبي سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن عن أبيه.

(قال الحافظ): لم يسلم، وأبو سلمة الجهني يأتي ذكره.

(1) فضة.

(2)

تصريف أموري وتوجيه أفكاري، قال تعالى:(ما من دابة إلا هو آخذر بناصيتها) أي متمكن منها، وفلان نصية قوم: أي خيارهم تشبيها بالنصي: أفضل المرعي.

(3)

نافذ في أمرك.

(4)

اخترت.

(5)

زهزهة ورعرعة ونماء. قال في النهاية جعله ربيعا له لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان ويميل إليه أهـ.

(6)

مزيلا ومبعداً صدأ، فيه التضرع إلى الله جل وعلا، وإسناد الأفعال له والتوسل به سبحان أن يزهو بقرآنه

ص: 616

وروي هذا الحديث الطبراني من حديث أبي موسى الأشعري بنحوه، وقال في آخره: قال قائلٌ: يا رسول الله إنَّ المغبون (1) لمنْ غبن هؤلاء الكلمات. قال: أجلْ (2) فقولوهنَّ وعلِّموهنَّ، فإنه من قالهنّ وعلَّمهن التماس ما فيهنَّ أذهب الله كربه، وأطال فرحه.

7 -

وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كلمات المكروب: اللهمّ رحمتك أربجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ (3)، وأصلحْ لي شأني كله. رواه الطبراني، وابن حبان في صحيحه.

وزاد في آخره: لا إله إلا أنت.

8 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار (4) جعل الله له من كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ومنْ كلِّ همٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود واللفظ له، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، والبيهقي، كلهم من رواية الحكم بن مصعب، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

9 -

وروي عن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال: لا إله إلا الله قبل كل شيءٍ، ولا إله إلا الله يبقى ربُّنا ويفني كلُّ شيء عوفي (5) من الهمِّ والحزن. رواه الطبراني.

10 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعةٍ وتسعين داء أيسرها الهمُّ. رواه الطبراني في الأوسط، والحاكم كلاهما من رواية بشر بن رافع أبي الأسباط، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

11 -

وعن أسماء بنت عميسٍ رضي الله عنها قالتْ: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلِّمك كلماتٍ تقوليهنَّ عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي

(1) ناقص الأجر، غبنه في البيع: غلبه، وغبنه نقصه، أي إن ظالم نفسه الذي حرمها من تلاوة هذا الدعاء.

(2)

نعم.

(3)

أي أرجو رأفتك بي مدة لمح البصر.

(4)

اتخذه وردا وداوم عليه يسر الله له وأزال عسيره وفك ضيقه ووسع عليه.

(5)

عافاه الله وأبعد عنه الغم والأذى.

ص: 617

لا أشرك به شيئا. رواه أبو داود واللفظ له، والنسائي، وابن ماجه.

ورواه الطبراني في الدعاء، وعنده فليقل ربي لا أشرك به شيئا ثلاث مراتٍ.

وزاد: وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز عند الموت.

12 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولع ند الكرب: لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السماوات والأرض، وربُّ العرش الكريم. رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال في الأولى: لا إله إلا الله العليُّ الحليم: والنسائي وابن ماجه إلا أنه قال: لا إله إلا الله الحليم الكريم. سبحان الله رب العرش العظيم. سبحان الله ربِّ السماوات السبع، ورب العرش الكريم.

13 -

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النُّون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا الله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (1)، فإنه لم يدع رجلٌ مسلم في شيء قطُّ إلا استجاب الله له.

رواه الترمذي، واللفظ له والنسائي، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

وزاد الحاكم في رواية له: فقال رجل يا رسول الله. هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمع إلى قول الله عز وجل: ونجيَّناه (2) من الغم وكذلك ننجي المؤمنين.

14 -

وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك الكلمات التي تكلم بها موسى عليه السلام حين جاوز (3) البحر ببني إسرائيل؟ فقلنا: بلى يا رسول الله. قال قولوا: اللهمَّ لك الحمد، وإليك المشتكى، وأن المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال عبد الله: فما تركتهنَّ منذ سمعتهنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد.

15 -

وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا نادى

(1) لنفسي بالمبادرة إلى المهاجرة.

(2)

في ن فاستجبنا له ونجيناه من الغم

(3)

عبره بإذن الله تعالى.

ص: 618