الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و " أبو عبيدة بن الجراح ِ " سنةَ ثماني عشرة، وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة. وفي بعض ما ذكرتُه خلافٌ لم أذكره. والله أعلم.
الثاني: شخصان من الصحابة عاشا في الجاهلية ستينَ سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وماتا بالمدينة سنة أربع وخمسين:
أحدهما: " حكيمُ بن حِزام " وكان مولده في جوفِ الكعبة قبلَ عام الفيل بثلاث عشرة سنة (1).
والثاني: " حسانُ بن ثابت بن المنذر بن حَرَام الأنصاري ".
وروى " ابنُ إسحاق " أنه وآباءه: ثابتًا، [114 / و] والمنذر، وحرامًا: عاش كلُّ واحد منهم عشرين ومائة سنة. وذكر " أبو نعيم الحافظ " أنه لا يُعرَفُ في العرب مثلُ ذلك لغيرهم. وقد قيل: إن " حسان " مات سنة خمسين (2). والله أعلم *.
(1) على هامش (غ): [قال النواوي: قد يستشكل في " حكيم " فإنه أسلم يوم الفتح سنة ثمان، فيكون المراد بالسنين في الإسلام، من حين ظهر الإسلام ظهورًا فاشيا]. تهذيب الأسماء للنووي، في ترجمة حسان (1/ 157 - 117) ويأتي في فائدة المحاسن.
(2)
على هامش (غ): [وقيل في حسان: إنه مات قبل الأربعين في خلافة علي، وقيل سنة خمسين. ولم يختلفوا فيه وفي حكيم أنهما عاشا مائة وعشرين: ستين في الجاهلية، وستين في الإسلام] واستدرك عليه العراقي أربعة آخرين: حويطب بن عبدالعزى القرشي العامري، من مسلمة الفتح. وسعيد بن يربوع القرشي، من مسلمة الفتح أيضا. ومخرمة بن نوفل الزهري، من مسلمة الفتح. وحمنن بن عوف الزهري أخا عبدالرحمن، ثم قال: وفي الصحابة جماعة آخرون عاشوا مائة وعشرين سنة، جمعهم أبو زكريا ابنُ منده في جزء له لكنه لم يطلع على كون نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام (التقييد 427). ومعه فائدة المحاسن.
_________
* المحاسن:
" فائدة: وقيل في " حكيم بن حزام " إنه مات سنة ستين، ذكره البخاري في (تاريخه) (1). وقيل في " حسان " أنه مات قبل الأربعين في خلافة علي رضي الله عنه. حكاه " ابنُ عبدالبر " مع القولين السابقين. ثم قال: " ولم يختلفوا أنه عاش مائة سنة وعشرين سنة، منها ستون في الجاهلية وستون في الإسلام ". وهذا مشكل باعتبار ما سنذكر. =
_________
(1)
في التاريخ الكبير للبخاري: " مات سنة ستين، وفي قول لعشر سنوات من إمارة معاوية " 3/ 11 - 42.
.............................................................................................................................
= وممن عاش ستين في الجاهلية وستين في الإسلام جماعة: منهم: " حُوَيْطِبُ بنُ عبدالعُزَّى " مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابنُ مائةٍ وعشرين سنة، ومنهم من قال: في إمارة معاوية (1). ولا تنافي بين القولين؛ فقد قالوا في حكيم بن حزام: إنه مات في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين. ولكن إن قيل: إن وفاة حويطب في بدء إمارة معاوية، وكان منافيًا. ومنهم " سعيد بن يربوع المخزومي " توفي بالمدينة - وقيل بمكة - سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية، فكان له يومَ توفي مائةُ سنة وعشرون سنة، وقيل: وأربع وعشرون، وقدمه ابنُ عبدالبر في (الاستيعاب)(2)، ومنهم " حَمْنَنُ بنُ عوف " أخو عبدالرحمن بن عوف. قال ابن عبدالبر في (الاستيعاب) (3): عاش في الجاهليو ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة. ومنهم " نوفل بن معاوية الديلي " قال ابن عبدالبر في (الاستيعاب):" [وقيل]: إنه عُمِّر في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، وقيل: بل كان منتهى عمرِه مائة سنة (4) .. وتوفي بالمدينة في زمن يزيد بن معاوية " وهذا ينافي ما تقدم.
وقد ذكر الماوردي في كتابه (أعلام النبوة)(5) ان نوفلا هذا، وحكيم بن حزام، وحويطب بن عبدالعزى، شهدوا الطير الأبابيل مع جماعةٍ غيرهم، وأن كلَّ واحدٍ منهم عاش ستين في الجاهلية وستين في الإسلام.
وذكر " الصريفيني " أن النابغة الجعدي ولبيد بن ربيعة وأوس بن معن، الشعراء الثلاثة المخضرمين، من الذين عاشوا ستين في الجاهلية وستين في الإسلام، وذكر سنده في ذلك، وفيه نظر (6).
واعترض بعضهم، فقال عن حكيم وحسان: " إذا ماتا سنة أربع وخمسين، كيف =
_________
(1)
القولان في الاستيعاب (1/ 400 - 557).
(2)
2/ 626 - 933.
(3)
1/ 402 - 564.
(4)
4/ 1513 - 2644 والمقابلة عليه.
(5)
أعلام النبوة لأبي الحسن الماوردي: 195 ط 2 بيروت 1401 هـ - 1981 م.
(6)
هامش المحاسن، لحقا، بخط البلقيني (142 / و).