الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(بايعت رسول الله) في نسخة: "بايعت النبي". (والنصح لكل مسلم) خصَّ جريرًا بالنصيحة؛ لأنه كان سيد بجيلة وقائدهم، فأرشده إلى النصيحة؛ لأن حاجته إليها أمس، بخلاف وفد عبد القيس؛ حيث خصهم بأداء الخمس؛ لكونهم أهل محاربة مع من يليهم من كفار مضز، فذكر لكل قوم أهم ما يحتاجون إليه، ويخاف عليهم من جهته، ومرت مباحث الحديث في باب: الدين النصيحة (1).
4 - بَابٌ: الصَّلاةُ كَفَّارَةٌ
(باب: الصلاة كفارة) في نسخة: "باب: تكفير الصلاة" أي: لصغائر الذنوب.
525 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الفِتْنَةِ، قُلْتُ أَنَا كَمَا قَالَهُ: قَالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ، قُلْتُ:"فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ، وَالأَمْرُ وَالنَّهْيُ"، قَالَ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، وَلَكِنِ الفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ البَحْرُ، قَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَدًا، قُلْنَا: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ البَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا أَنَّ دُونَ الغَدِ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: البَابُ عُمَرُ.
[1435، 1895، 3586، 7096 - مسلم: 144، فتح: 2/ 8]
(شقيق) هو أبو وائل بن سلمة الأسدي. (سمعت حذيفة) في نسخة: "حدثني حذيفة".
(1) سبق برقم (57) كتاب: الإيمان، باب: الدين النصيحة.
(قول رسول الله) في نسخة: "قول النبي". (في الفتنة) هي الحيرة والبلية. (قلت أنا) أي: أحفظه. (كما قاله) أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتى بالكاف، مع أنَّ مدخولَها عينُ قولِه؛ لأنه نقله بالمعنى، فاللفظ مثل لفظه بأداء ذلك المعنى، أو الكاف زائدة، قاله الكرماني (1). (إنك عليه) أي: على قول النبي صلى الله عليه وسلم (أو عليها) أي: على مقالته. (لجريء) أي: جسور. (فتنة الرجل في أهله) أي: بأنه ياتي من أجلهم ما لا يحل. (وماله) أي: بأن يأخذه من غير مأخذه، ويصرفه في غير مصرفه. (وولده) أي: لفرط المحبة والشغل به عن كثير من الخيرات. (وجاره) أي: بأن يتمنى مثل حاله أي: إن كان متسعًا مع الزوال. (يكفرها) أي: الفتنة المفصلة بما مر. (الصلاة. إلخ) أي: تكفر الصغائر؛ لخبر "الصلاة إن الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر"(2). (ولكن الفتنة) بالنصب أي: ولكن أريد الفتنة العظيمة. (التي تموج) أي: تضطرب. (بابًا) في نسخة: "لبابًا".
(إذًا) جواب وجزاء (3)، أي: إذا يكسر. (لا يغلق أبدًا) إذ الإغلاق
(1)"البخاري بشرح الكرماني" 4/ 178.
(2)
رواه مسلم (233) كتاب: الطهارة، باب: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، والحاكم في "المستدرك"4/ 259 كتاب: التوبة والإنابة. والبيهقي في "شعب الإيمان" 3/ 309 (3620).
(3)
هذا قول سيبويه في إذًا: وقد اختلف النحاة في تفسيره: فحمله قوم منهم الشلوبين (عمر بن محمد الأزدي، من أئمة النحاة- سير أعلام النبلاء 23/ 207) على ظاهره، وقال: إنها للجواب والجزاء في كل موضع. وحمله الفارسي على أنها قد ترد لهما وهو الأكثر، وقد تكون للجواب وحده، وقال بعض المتأخرين: إنها وإن دلت على أن ما بعدها مسبب عما قبلها على وجهين.
أحدها: أن تدل على إنشاء الارتباط والشرط بحيث لا يفهم الارتباط من غيرها. =
إنما يكون في الصحيح لا في المكسور، ويغلق بالنصب بإذًا (1)، وبالرفع خبر مبتدأ محذوف. قلنا أي: لحذيفة. (كما أن دون الغدِ الليلة) أي: كما يعلم أن الليلة أقرب من الغدِ، وإنما علم عمر أنه الباب؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان على حراء هو والعمران وعثمان، فقال:"إنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان"(2). (ليس بالأغاليط): جمع أغلوطة بضم الهمزة، وهو ما يغلط به، قال النووي: معناه: حدثه حذيفة صدقًا عن النبي صلى الله عليه وسلم لا عن اجتهاد رأيٍ ونحوه (3). وحاصله: أن عمر كان هو الحائل بين الفتنة والإسلام فإذا مات دخلت. (فهبنا) أي: قال شقيق: فهبنا، أي: خفنا. (أن نسأل حذيفة) أي: عن الباب. (مسروقًا) أي: ابن الأجدع. (فقال) أي: مسروق. (الباب عمر) لا ينافيه قوله قبلُ: (إن بينك وبينها بابًا)، لأن المراد بقوله:(بينك) أي: بين زمانك وزمان الفتنة وجود حياتك، وعلم حذيفة ذلك مستندًا إلى الرسول لله بقرينة السؤال والجواب.
= الثاني: أن تكون مؤكدة لجواب ارتبط بمتقدم، أو منبهةً على سبب حصل في الحال نحو: إن أتيتني إذا آتيك.
(1)
ينصب الفعل بعد إذن بثلاثة شروط:
الأول: أن يكون مستقبلًا فإن كان حالا رُفع.
الثاني: أن تكون إمَّا مصدرة، فإن تأخرت ألغيت حتمًا، وإن توسطت وافتقر ما قبلها لما بعدها وجب إلغاؤها أيضًا.
الثالث: ألا يفصل بينها وبين الفعل بغير القسم، وأجاز بعضهم الفصل بالظرف، وآخرون أجازوا الفصل بالنداء والدعاء. وانظر "عمدة القارئ" 5/ 10.
(2)
سيأتي برقم (3686) كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر بن الخطاب.
(3)
انظر: "صحيح مسلم بشرح النووي" 2/ 175.
526 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِي هَذَا؟ قَالَ: "لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ".
[4687 - مسلم: 2763 - فتح: 2/ 8]
(ابن زريع) بضم الزاي وفتح الراء. (سليمان) أي: ابن طرخان.
(عن أبي عثمان النهدي) هو عبد الرحمن بن مل، بتثليث الميم، وتشديد اللام.
(أن رجلًا) هو أبو اليسر بفتح التحتية والمهملة: ابن عمرو الأنصاري. (طرفي النهار) أي: الغداة والعشي، والظهر والعصر. (وزلفًا من الليل) أي: وساعات منه قريبة من النهار (1)، فإنه من أزلفه إذا قربه، وقيل: صلاة المغرب والعشاء (2)، وقيل: صلاة العشاء (3)، وهو معطوف على طرفي النهار، وقيل: على الصلاة. ({إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ})[هود: 114] أي: يكفرنها، والمراد بالحسنات: الصلوات الخمس، كما عليه أكثر المفسرين، وقال مجاهد: هو قول العبد: سبحان الله، الحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (4).
(1) روى ذلك الطبري في "التفسير" 7/ 127 (18638) عن مجاهد.
(2)
رواه الطبري في "التفسير" 7/ 128 (18648) عن الحسن.
(3)
رواه الطبري في "التفسير" 7/ 127 (18642) عن الحسن.
(4)
أخرجه الطبري في: "التفسير" 7/ 131 (18680).