الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسلام بالنفس المال. (حدثني بهن) أي: بالثلاثة المذكورة، والجمع بين هذا الحديث وأحاديث: إطعام الطعام خير أعمال الإسلام (1)، وأفضل أعماله أن يسلم المسلمون من يده ولسانه (2)، وأحب العمل إلى الله أدومه (3) وغير ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يجيب كلامًا يوافقه ويليق به، أو بحسب الوقت، أو الحال، وقد تعارضت النصوص على تفضيل الصلاة على الصداقة، نعم إن عرضت حالة تقتضي المواساة لمضطر كانت الصدقة أفضل من الصلاة، وقِسْ على ذلك غيرها.
وفي الحديث: تفضيل بعض أعمال البر على بعض، وفضلُ بر الوالدين.
6 - بَابٌ: الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ كَفَّارَةٌ
(باب: الصلوات الخمس كفارة) للخطايا إذا صلاهن لوقتهن في الجماعة وغيرها، في نسخة:"كفارات" وما بعدها ساقط من أخرى.
528 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ " قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ:"فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا".
[مسلم: 667 - فتح: 2/ 11]
(قال: حدثني) في نسخة: "قال: حدثنا". (عن يزيد) أي: "ابن عبد الله" كما في نسخة، وفي أخرى:"عن يزيد يعني: ابن عبد الله بن الهاد".
(1) سبق برقم (12) كتاب: الإيمان، باب: إطعام الطعام من الإسلام.
(2)
سبق برقم (11) كتاب: الإيمان، باب: أي الإسلام أفضل.
(3)
سيأتي برقم (1132) أبواب: التهجد، باب: من نام عند السحر.
(أرأيتم) بهمزة الاستفهام التقريري، أي: أخبروني، وفي نسخة:"أرأيتكم". "كم" حرف لا محل له من الإعراب، وسبق مع زيادة في باب: السمر في العلم (1). (لو أنَّ) أي: لو ثبت أن (2)؛ لأن (لو) لا تدخل إلا على فعل. وجوابها محذوف: لما بقي الدرن. (نهرًا) بفتح الهاء، وسكونها: وهو ما بين حافتي الوادي، سمي بذلك لسعته؛ ولذلك سمي اليوم بالنهار لسعة ضوئه. (خمسًا) أي: خمس مرات. (ما) استفهامية في موضع نصب بـ (يُبقي) الآتي، وقدم عليه؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام. (تقول) أي: أيها السامع، فالمخاطب عام، فيناسب خطاب الجماعة بقوله:"أرأيتم" وجرى القول مجرى الظن، فيتعدى إلى مفعولين: الأول: ذلك، والثاني:(يُبقي) بضم أوله وكسر ثانيه، أي: يبقي شيئًا. (من درنه) بفتح الراء: وسخه. (قال) أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذلك مثل الصلاة) جواب شرط محذوف (3)، أي: إذا علمتم ذلك، وفائدة التمثيل: التأكيد، وجعل المعقول كالمحسوس، حيث شبه حال المقترف لبعض الذنوب المحافظ على أداء الصلوات الخمس بحال المغتسل في نهرٍ على باب داره كل يوم خمس مرات، بجامع أن كلًّا منهما يزول بفعله الأقذار وهي الذنوب في الأول، والأوساخ في الثاني. (بها) أي: بالصلوات، وفي نسخة:"به" أي: بأدائها. (الخطايا) أي: الصغائر.
(1) سبق برقم (116) كتاب: العلم، باب: السمر في العلم.
(2)
تدخل (لو) على (أن) كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ} وهو كثير، وقد اختلف النحاة في موضع (أن) بعد (لو): فذهب سيبويه إلى أنها في موضع رفع بالابتداء، وذهب الكوفيون والمبرد والزجاجي وغبرهم إلى أنها فاعل بفعل مقدر تقديره: ولو ثبت، وقد اختار المصنف هنا مذهب الكوفيين ومن تبعهم.
(3)
والفاء في: (فذلك)، الفاء الفصيحة.