الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أن رسول الله) في نسخةٍ: "أنَّ النبي". (إثره) بكسر الهمزة، وسكون المثلثة، وبفتحهما: ما بقي من رسم الشيءِ، والمراد هنا: عقب فراغ الأذان، وتقدم في باب الكلام في الأذان أنه يقول حين بلوغه: حي على الصلاة (1)، ولا منافاة بينهما لما مر، ثم إن الأمرين جائزان.
633 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْطَحِ، فَجَاءَهُ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ ثُمَّ خَرَجَ بِلالٌ بِالعَنَزَةِ حَتَّى رَكَزَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْطَحِ، وَأَقَامَ الصَّلاةَ".
[انظر: 187 - مسلم: 503 - فتح: 2/ 112].
(إسحق) في نسخةٍ: "إسحق بن منصور". (أبي جحيفة) اسمه: وهب بنُ عبد الله.
(بالأبطح) مكان معروف بظاهر مكة (2). (فآذنه) بالمدّ أي: أعلمه. (ثم خرج) في نسخةٍ: "ثم أخرج" بهمزةٍ مضمومة.
19 - بَابٌ: هَلْ يَتَتَبَّعُ المُؤَذِّنُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وَهَلْ يَلْتَفِتُ فِي الأَذَانِ
؟
وَيُذْكَرُ عَنْ بِلالٍ: "أَنَّهُ جَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ" وَكَانَ ابْنُ
(1) سبق برقم (616) كتاب: الأذان، باب: الكلام في الأذان.
(2)
الأَبْطَحُ: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والحاء مهملة: وكل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح، وقال ابن دريد: الأبطح والبطحاء، الرمل المنبسط على وجه الأرض والأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى؛ لأن المسافةَ بينه وبينهما واحدة، وربّما كان إلى منى أقرب، وهو المحصب وهو خيف بني كنانة، وقد قيل: إنه ذو طوى وليس به. انظر: "معجم البلدان"1/ 74.
عُمَرَ: "لَا يَجْعَلُ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ" وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: "لَا بَأْسَ أَنْ يُؤَذِّنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ" وَقَالَ عَطَاءٌ: "الوُضُوءُ حَقٌّ وَسُنَّةٌ" وَقَالَتْ عَائِشَةُ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ".
(باب: هل يتتبع) في نسخةٍ: "يتبع" بضم أوله، وسكون ثانية، وكسر ثالثه. (المؤذن) بالرفع: فاعل مما قبله. (فاه) مفعول، وفي نسخةٍ:"المؤذن" بالنصب مفعول، والفاعلُ: مقدَّر أي: يتبع الشخصُ المؤذنُ، و (فاه) بدلٌ من المؤذن. (ها هنا وههنا) يمينًا وشمالا وعطفٌ على هل تتبع قوله. (وهل يلتفت) أي: المؤذن (في) الحيعلتين في الأذان يمينًا وشمالا، و (هل) في الموضعين بمعنى قد (1)، كما في قوله تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ} [الإنسان: 1]. (ويُذكر) بالبناء للمفعول. (أنَّه جعل إصبعيه) أي: أنملتي إصبعيه (2) المسبحتين. (في أذنيه) ليعَينه ذلك على زيادةِ رفع صوته، أو ليكون علامةً يعرف بها مَنْ به صَمَمٌ، أو بَعُدَ عن المؤذن أنَّه يؤذن. (وكان ابن عمر لا يجعل إصبعيه) أي: أنملتيهما (في أذنيه) ويؤخذ منه مع ما قبله: أنَّ ميل البخاريُّ إلى عدم
(1) مجيء (هل) بمعنى: (قد) قال به قومٌ من النحويين منهم الكسائي والفراء وتبعهم ابن مالك، وقال به أيضًا بعضُ المفسرين. في قوله تعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} واستدل بعضُهم على ذلك بقول الشاعر:
سائِلْ فوارسَ يَرْبُوعِ بشِدَّتنا
…
أَهَلْ رأونا بسَفْحِ القُفِّ ذي الأكَمِ
وأنكر آخرون أن تكون (هل) بمعنى: (قد).
(2)
وهو مجاز مرسل علاقته الجزئية، ومنه قوله تعالى:{جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} . لأنه لا يتوقع أن يدخلوا الإصبعَ كلها في الأذن.