الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المهملة، وتشديد المعجمة. (عن أبي المنهال) هو سيَّار بن سلامة الرياحي، بكسر الراءِ وبالتحتية. (عن أبي برزة) بفتح الموحدة وسكون الراءِ، وفتح الزاي، اسمه: نضلة بن عبيد الأسلميُّ.
(كان يكره النوم قبل العشاءِ) لأنَّه يعرضها للفوات باستغراق النوم أو لتفويت الجماعة تكاسلًا. (والحديث بعدها) أي: فيما لا مصلحة فيه في الدين؛ خوف السهر وغلبة النوم بعده، فيفوت قيام الليل أو الذكر فيه أو عن الصبح، أو الكسل عن العمل بالئهار في مصالح الدنيا وحقوق الدين، أما ما فيه مصلحة الدين كعلم وحكايات الصالحين، ومؤانسة الضيف والعروس، والأمر بالمعروف فلا كراهة فيه.
24 - بَابُ النَّوْمِ قَبْلَ العِشَاءِ لِمَنْ غُلِبَ
(باب: النوم قبل العشاء) أي: عدم كراهته قبلها. (لمن غلب) بالبناءِ للمفعول، أي: لمن غلبه النوم.
569 -
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ هُوَ ابْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ هُوَ ابْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالعِشَاءِ حَتَّى نَادَاهُ عُمَرُ: الصَّلاةَ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَخَرَجَ، فَقَالَ:"مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيْرُكُمْ"، قَالَ: وَلَا يُصَلَّى يَوْمَئِذٍ إلا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الأَوَّلِ.
[انظر: 566 - مسلم: 638 - فتح: 2/ 41]
(أيوب بن سليمان) زاد في نسخة: "هو ابن بلال". (أبو بكر) هو عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي. (عن سليمان) زاد في نسخة: "هو ابن بلال". (قال صالح) في نسخة: "قال: حدثنا صالح".
(الصلاة) بالنصب على الإغراءِ. (قال) أي: الراوي وهي عائشة.
(ولا تصلَّى) بضمِّ الفوقية وفتح اللام المشددة أي: العشاءُ، وفي نسخة: بضمِّ التحتية، أي: ولا يصلى. (يومئذٍ إلا بالمدينة) أي: لأنَّ الإسلام لم يبلغ غيرها حينئذٍ. (وكانوا) أي: النبيُّ وأصحابه، وفي نسخة:"قال: وكانوا". (فيما بين أن يغيب الشفق) في نسخة: "فيما بين مغيب الشفق" أي: الأحمر، كما هو في اللغة. (إلى ثلث الليل الأول) بالجر صفة و (ثلث) وفي ذلك حذف؛ لأجل بين وتقدم بيانه.
وفي الحديث: تذكير الإمام واعتذاره لهم عند تأخيره الصلاة.
570 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ يَعْنِي ابْنَ غَيْلانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شُغِلَ عَنْهَا لَيْلَةً، فَأَخَّرَهَا حَتَّى رَقَدْنَا فِي المَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ غَيْرُكُمْ" وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: "لَا يُبَالِي أَقَدَّمَهَا أَمْ أَخَّرَهَا، إِذَا كَانَ لَا يَخْشَى أَنْ يَغْلِبَهُ النَّوْمُ عَنْ وَقْتِهَا، وَكَانَ يَرْقُدُ قَبْلَهَا".
[مسلم: 639 - فتح: 2/ 50]
(محمود) زاد في نسخة: "يعني: ابن غيلان". (أخبرنا عبد الرزاق) في نسخة: "حدثنا عبد الرزاق" أي: ابن همام بن نافع الحميري. (أخبرني ابن جريج) في نسخة: "أخبرنا ابن جريح" أي: عبد الملك. (حدثنا عبد الله) في نسخة: "حدثني عبد الله".
(شُغل) بالبناءِ للمفعول. (عنها) أي: عن العشاءِ. (حتَّى رقدنا في المسجد) أي: قعودًا ممكنين المقعدة، أو مضطجعين غير نائمين. (ثم استيقظنا) أي: من النوم الذي لا ينقض الوضوءِ، أو من الغَفْلَةِ، إذ لفظ: الاستيقاظ يقال: للأعم من النوم ومن السِّنَةِ والغفلة. (وكان يرقد)
في نسخة: "وقد كان يرقد". (قبلها) أي: قبل صلاة العشاءِ، وحملوه على ما إذا لم يخش غلبة النوم عن وقتها.
وفيه: أنَّ كراهةَ النوم قبلها للتنزيه لا للتحريم.
571 -
وَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً بِالعِشَاءِ، حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ وَاسْتَيْقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: الصَّلاةَ - قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -: فَخَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الآنَ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا هَكَذَا" فَاسْتَثْبَتُّ عَطَاءً كَيْفَ وَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِهِ يَدَهُ، كَمَا أَنْبَأَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَبَدَّدَ لِي عَطَاءٌ بَيْنَ أَصَابِعِهِ شَيْئًا مِنْ تَبْدِيدٍ، ثُمَّ وَضَعَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ عَلَى قَرْنِ الرَّأْسِ، ثُمَّ ضَمَّهَا يُمِرُّهَا كَذَلِكَ عَلَى الرَّأْسِ، حَتَّى مَسَّتْ إِبْهَامُهُ طَرَفَ الأُذُنِ، مِمَّا يَلِي الوَجْهَ عَلَى الصُّدْغِ، وَنَاحِيَةِ اللِّحْيَةِ، لَا يُقَصِّرُ وَلَا يَبْطُشُ إلا كَذَلِكَ، وَقَالَ:"لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا هَكَذَا".
[7239 - مسلم: 642 - فتح: 2/ 50]
(قلت لعطاء) أي: ابن أبي رباح، لا ابن يسار، كما وقع لبعضهم.
(فقال) أي: عطاء لابن جريج، وفي نسخة:"وقال". (قال عطاء) في نسخة: "فقال عطاء". (فخرج نبيُّ الله) في نسخة: "فخرج النبيُّ" وفي أخرى: "فخرج رسول الله". (ماء) بالنصب تمييز محوَّلٌ عن الفاعل (1)، وأصله: يقطر ماءُ رأسه. (لأمرتهم أن يصلوها هكذا) أي: في هذا الوقت، وفي نسخة:"كذا". (أنبأه) أي: أخبره. (فبدَّد) أي: فرق. (على قرن الرأس) أي: جانبه. (ثم ضمها) أي: أصابعه، ولمسلمٍ: ثم
(1) قد يكون التمييز محولًا عن فاعل كما ذكر المصنف أو عن مفعول نحو: غرست الأرض شجرًا، أو عن مضاف نحو: زيد أكثر مالًا. أو عن مبتدأ.
صبها (1) بمهملة فموحدة، قال القاضي وهو الصواب فإنه يصف عصر الماء من الشغر باليد (2).
(حتَّى مست إبهامه طرف الأذن) برفع إبهامه على الفاعلية ونصب (طرف) على المفعولية، وفي نسخة:[إبهاميه][بالتثنية](3) بالنصب على المفعولية، ورفع (طرف) على الفاعلية، وأنث (مست) المسند و (طرف) المذكرة لاكتسابه التأنيث من المضاف إليه (4). (على الصدغ) بضم الصاد. (لا يقصر) بقافٍ فمهملة مشددة مكسورة: من التقصير أي: لا يبطئ وفي نسخة: "لا يعصر" بمهملة ساكنة مع فتح أوَّله وكسر ثالثه، قال شيخنا: والصواب الأول (5). (ولا يبطش) أي: ولا يستعجل. (إلا كذلك) أي: الأمثل ما ذكر من التبديد، وما بعده. (لأمرتهم) أي: أمر إيجاب. (أن يصلُّوا) في نسخة: "أن يصلُّوها". (هكذا) أي: في هذا الوقت، أو بعد الغسل.
(1)"صحيح مسلم"(642) كتاب: المساجد، باب: وقت العشاء وتأخيرها.
(2)
"إكمال المعلم" 2/ 606.
(3)
من (م).
(4)
يكتسب المضاف من المضاف إليه واحدًا من عشرة أمور هي: التعريف نحو: غلام الأمير، والتخصيص نحو: غلام رجلٍ، والتخفيف نحو: ضارب علي، ورفع القبح نحو: زيد الحسن الوجه، والتذكير نحو:{إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ} والتأنيث نحو: قطعت بعض أصابعه، والظرفية نحو:{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} ، والمصدرية نحو:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} ، ووجوب التصدير، نحو: غلام من عندك؟، والبناء نحو {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} .
(5)
"الفتح" 2/ 51.