الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: برّ الوالدين
1241 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا بَحْرُ بن نَصْرٍ: نا خالد ابن عبد الرحمن: نا مِسْعَر بن كِدَام عن حَبيب بن أبي ثابت عن أبي العبّاس.
عن عبد الله بن عَمرو، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّي أريدُ الجهادَ. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أحيٌّ أبواك؟ ". فقال: نعم. قال: "ففيهما فجاهِدْ".
1242 -
حدّثنا خَيثمةُ بن سليمان: نا محمّد بن عَوف: نا عُبيد الله ابن موسى: أنا مِسْعَر. (ح) وحدّثنا عليُّ بن يعقوب: نا أبو زُرْعَةَ بن عَمرو: نا أبو نُعَيم: نا مِسْعَر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العبّاس.
عن عبد الله بن عَمرو، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يستأذِنُه في الجهادِ. فقال: "أحيٌّ والداك؟ " قال: نعم. قال: "ففيهما فجاهِدْ".
هذا أبو العبّاس الشاعرُ ثقةٌ مشهورٌ، واسمه: السائبُ بن فَرُّوخَ الأعمى الشاعرُ.
أخرجه مسلم (4/ 1975) من طريق مِسْعَر به.
وأخرجه البخاري (10/ 403) ومسلم أيضًا من طرقٍ أخرى عن حبيبٍ به.
1243 -
حدَّثنا خيثمة: نا محمد بن مَسلمة: نا موسى الطَّويل:
حدّثني مولايَ أنسُ بن مالك، قال: صَعِدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ فقال: "آمين". ثمّ صَعِدَ فقال: "آمين". ثمّ صَعِدَ فقال: "آمين". فقال له
معاذُ بن جَبَل: يا رسول الله! صَعِدتَ فأمَّنتَ ثلاثًا؟! قال: نعم. إنَّ جبريلَ أتاني آنفًا فقال لي: يا محمّدُ! من سُمِّيتَ بينَ يدَيْه فلم يُصلِّ عليك فمات، فدخلَ النّارَ، فأبعده الله عز وجل (1) -. قل: آمين. فقلتُ: آمين. ومَنْ أدرك والديه -أو أحدَهما- فلم يبرَّهما فمات، فدخل النَّارَ، فأبعده الله عز وجل. فقل: آمين. فقلت: آمين. ومن أدرك شهرَ رمضانَ فصامه، فلم يُتَقَبَّلْ منه فمات، فدخل النَّارَ، فأبعده الله عز وجل. قل: آمين. فقلت: آمين".
الحديث عزاه إلى "فوائد تَمَّام": السخاويُّ في "القول البديع"(ص 142).
وأخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 211) من طريق محمد بن مسلمة به.
وموسى الطويل قال ابن حبّان: روى عن أنس أشياء موضوعة. وقال ابن عدي: روى عن أنس مناكير، وهو مجهول. (اللسان: 6/ 122 - 123). وقال السخاوي: سنده ضعيف.
وله طريق آخر:
فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "القول البديع" -وعنه جعفر الفريابي- كما في "جلاء الأفهام"(ص 67) - والبخاري في "برّ الوالدين" -كما في "تفسير القرطبي"(10/ 241 - 242) - وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم"(رقم: 15) والبزّار (كشف - 3168) والخطيب في "الموضح"(2/ 110) من رواية سلمة بن وَرْدان عن أنس بمعناه.
قال البزّار: "وسَلَمةُ صالحٌ، وله أحاديثُ يُستوحشُ منها، ولا نعلم روى أحاديث بهذه الألفاظ غيره".
(1) ليس في (ف) عز وجل، وكذا الموضعين الآخرين.
وتعقّبه السخاوي بقوله: "قلت: بك هو ضعيف! والظاهر أن قول البزّار: صالح. يعني به الديانة"(1).
وقال ابن القيّم في "الجلاء"(ص 68): "وسلمة هذا ليّن الحديثِ، قد تُكلِّمَ فيه، وليس ممّن يُطَّرحُ حديثه، ولا سيّما حديثٍ له شواهد، وهو معروفٌ من حديث غيره".
وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 166): "وفيه سلمة بن وَرْدان، وهو ضعيف، وقد قال فيه البزّار: صالح. وبقيّة رجاله ثقات".
وقد ورد الحديث من رواية جَمْعٍ من الصحابة، وهم:
1 -
كعب بن عُجْرة:
أخرج حديثه: البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 220) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 319) وإسماعيل القاضي (رقم: 19) والطبراني في "الكبير"(19/ 144) والحاكم (4/ 153 - 154) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشُعب"(2/ 215) من رواية إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه مرفوعًا.
قال الهيثمي (10/ 166) والسخاوي (ص 141): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: إسحاق مجهول الحال كما قال ابن القطّان والحافظ.
والحديث: عزاه السخاوي إلى: البخاري في "برّ الوالدين"، وسَمُّويَه في "فوائده"، والضياء في "المختارة".
2 -
مالك بن الحُويرث:
أخرج حديثه: ابن حبّان (2386) والطبراني في "الكبير"(19/ 291 - 292) من طريق عمران بن أبان عن مالك بن الحسن بن مالك بن الحُويرث عن أبيه عن جدّه مرفوعًا.
(1) أخذه من تعليق الحافظ على "مجمع الزوائد": انظر "حاشية المجمع"(10/ 166).
وقال الهيثمي (10/ 166) -وتبعه السخاوي (ص 141) - "وفيه: عمران بن أبان، وثّقه ابن حبّان، وضعّفه غير واحدٍ. وبقيّة رجاله ثقات". أهـ.
وعمران جزم الحافظ في "التقريب" بضعفه، ومالك بن الحسن قال الذهبيُّ في "الميزان" (3/ 425):"منكر الحديث".
3 -
جابر بن عبد الله:
أخرج حديثه البخاري في "الأدب"(644) والطبري في "تهذيب الآثار" والدراقطني في "الأفراد" -كما في "التهذيب"(7/ 195) - من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن عصام بن زيد عن محمد بن المنكدر عنه مرفوعًا.
وقد تفرّد به عبد الله بن نافع عن عصام كما قال الدارقطني. وعصام قال الذهبي في "الميزان"(3/ 66): "لا يُعرف". أهـ. ومع هذا فقد حسَّنه السخاوي (ص 142)!
وقد تابع عصامًا: أبو يحيى محمد بن عيسى العَبْدي عند البيهقي في "الشعب"(3/ 309 - 310)، والعَبْدي قال البخاري والفلاّس: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني، وقال ابن حبّان: يأتي عن ابن المنكدر بعجائب. (اللسان: 5/ 332 - 333).
4 -
عبد الله بن مسعود:
أخرج حديثه: البزّار (كشف- 3165) من طريق جارية بن هَرِم عن حُميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عنه مرفوعًا.
وإسناده واهٍ: جارية متروك كما قال الساجي والدارقطني (اللسان: 2/ 91 - 92) وحُميد ضعيف كما في "التقريب"، وقال ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 262):"منكر الحديث جدًّا، يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود نسخةً كأنّها موضوعة".
وأعلّه الهيثمي (10/ 164) بضعف الأول فقط، وأعلّه السخاوي (ص 143) بضعف الاثنين.
5 -
عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزُّبيدي:
أخرج حديثه: يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 498) وابن أبي عاصم -كما في "القول البديع"(ص 145) - والبزّار (كشف - 3167) وجعفر الفريابي -كما في "الجلاء"(ص 114) - والطبراني -كما في "المجمع"(10/ 165) - من طريق ابن لهيعة: ثنا عبد الله بن يزيد الحضرمي عن مسلم بن يزيد الصَّدفي عنه مرفوعًا.
وقال السخاوي: "وفي سنده: ابن لهيعة وهو ضعيفٌ، لكن لحديثه شواهد كما ترى". أهـ. وقال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفه". أهـ. وأشار المنذري في "الترغيب"(2/ 507) بتصديره بـ (رُوي) إلى ضعفه.
6 -
عبد الله بن عبّاس:
أخرج حديثه: الطبراني في "الكبير"(11/ 82) من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عنه مرفوعًا.
وقال الهيثمي (10/ 165) -وتبعه السخاوي (ص 143) -: "وفيه يزيد بن أبي زياد وهو مختلفٌ فيه، وبقية رجاله ثقات". أهـ. ويزيد جَزَمَ الحافظ في "التقريب" بضعفه.
وأخرجه أيضًا (12/ 83 - 84) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كَيْسان عن أبيه عن سعيد بن جُبير عنه مرفوعًا.
وقال المنذري في "الترغيب"(2/ 507). "إسناده ليّنٌ". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 165): "وفيه إسحاق بن عبد الله بن كَيْسان، وفيه ضعف". أهـ. وكذا قال السخاوي (ص 143) وعزاه إلى عبد الوهاب بن منده والمُخلِّص في فوائدهما.
وإسحاق قال البخاري: منكر الحديث. وليّنه أبو أحمد الحاكم. (اللسان: 1/ 365 - 366) وأبوه ضعّفه العقيلي والنسائي وأبو حاتم وابن عدي.
7 -
جابر بن سَمُرة:
أخرج حديثه: البزّار (كشف - 3166) والطبراني في "الكبير"(2/ 271) والدراقطني في "الأفراد" -كما في "القول البديع"(ص 144) - والدقيقي في "أماليه" -كما في "الجلاء"(ص 111) - من طريق إسماعيل بن أَبَان عن قيس بن الربيع عن سِماك عنه مرفوعًا.
وقال السخاوي: "قلتُ: إسماعيل بن أَبَان هو الغَنَويُّ كذّبه يحيى بن معين وغيره، وقيس بن الربيع ضعيف. "لكن قد قال شيخنا (يعني: الحافظ) إنّ إسنادَه حسنٌ. يعني لشواهده".
وقد تُوبع قيس:
تابعه ناصح أبو عبد الله الحائك عند الطبراني (2/ 275)، وناصح ضعيف كما في "التقريب": وقال المنذري في "الترغيب"(3/ 318) والهيثمي (8/ 139): "رواه الطبراني بأسانيد أحدها حسنٌ".
8 -
بريدة بن الحصيب:
أخرج حديثه: الروياني في "مسنده"(ق 14/ ب) من طريق جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أصحابه به عنه مرفوعًا.
وسنده ضعيف لجهالة راويه عن بُريدة، ولاختلاط عطاء، فرواية جرير عنه بعد الاختلاط.
9 -
عمّار بن ياسر:
أخرج حديثه: البزّار (كشف - 3164) والطبراني -مختصرًا كما في "القول البديع"(ص 142) - من طريق عثمان بن أبي عبيدة بن محمَّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه عن جدّه عنه مرفوعًا.
قال البزّار: "لا نعلمه يُروى عن عمّار إلَّا بهذا الِإسناد". أهـ. قال السخاوي (ص 143): "قلت: ومحمد بن عمّار ذكره ابن حبّان في "الثقات"،
وابنه أبو عبيدة وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث". أهـ. وابن أبي عبيدة لم أعثر على ترجمة له.
وقال الهيثمي (10/ 164 - 165): "وفيه من لم أعرفهم".
10 -
أبو هريرة:
أخرج حديثه: البخاري في "الأدب المفرد"(646) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة"(18) والبزّار (كشف- 3169) وابن خزيمة في "صحيحه"(1888) من طريق كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عنه.
وقال الهيثمي (10/ 167): "وفيه كثير بن زيد الأسلمي وقد وثَّقه جماعة وفيه ضعفٌ، وبقيّة رجاله ثقات".
وأخرجه ابن مَنيع في "مسنده"(المطالب المسندة: ق 86/ أ) من طريق يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا.
ويحيى قال الحافظ: "متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع". وبه أعلَّ البوصيري في "مختصر الإتحاف"(2/ ق 136/ أ). وأبوه: عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب مجهولٌ كما قال الذهبي في "الديوان"(2698).
وأخرجه أبو يعلى (المطالب: ق 86/ أ) -وعنه ابن حبّان (2028، 2387) - وابن خزيمة -كما في "مختصر الإِتحاف"(2/ ق 136/ أ) - من طريق محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا.
وهذا إسناد حسنٌ، محمَّد بن عمرو بن علقمة صدوق حسن الحديث كما قال الذهبي في "المغني"(5876)، وهذا الطريق هو أقوى طرق الحديث.
وقال السخاوي (ص 143): "وعن أبي ذزٍّ نحوه أخرجه الطبراني أيضًا، وعن بُريدة كذلك أخرجه إسحاق بن راهويه".
ورُوي الحديثُ مرسلًا:
فأخرجه ابن منيع (المطالب: ق 86/ أ) من طريق علي بن زيد بن
جُدْعان عن سعيد بن المسيّب مرسلًا، قال البوصيري في "مختصر الإِتحاف" (2/ ق 136/ أ):"سنده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان".
وأخرجه الفريابي عن عبد الله بن جعفر مرسلًا، وأخرجه سعيد بن منصور عن الحسن مرسلًا كما في "القول البديع"(ص 145).
وله شاهد من حديث أبي هريرة:
أخرجه أحمد (2/ 254) والترمذي (3545) -وحسّنه- وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة"(16، 17) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 128/أ) عن عبد الرحمن بن إسحاق العامري عن سعيد بن أبي سعيد عنه مرفوعًا.
وفي عبد الرحمن كلام يسير، فالإِسناد حسنٌ. وعند مسلم (4/ 1978) منه ما يتعلّق ببرّ الوالدين.
1244 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم -قراءةً عليه-: نا أبو أسامة عبد الله بن محمَّد بن أبي أسامة الحلبي بدمشق في سنة تسعٍ وستين ومائتين: نا حجّاج بن أبي مَنيع -واسمُ أبي مَنيع: يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي-: نا جدّي: عبيد الله بن أبي زياد عن الزُّهري، قال: حدّثني سالم بن عبد الله.
أنّ عبد الله بن عمر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "انطلق ثلاثةُ رَهْطٍ ممّن كان قبلَكم حتى أواهم المَبيتُ إلى غارٍ فدخلوا فيه، فانحدرت من الجبلِ صخرةٌ فسدّت عليهم الغارَ، فقالوا: إنّه -واللهِ- لا يُنجيكم من هذه الصخرةِ إلَّا أَن تدعوا اللهَ تبارك وتعالى (1) - بصالح أعمالكم. فقال رجلٌ منهم: اللَّهمَّ كان لي أبوانِ شيخان كبيرانِ، فكنتُ لا أَغْبُقُ قبلَهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي طَلَبُ الشجرِ يومًا فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ
(1) ليس في (ظ).
غَبُوقَهما، فجئتُهما به فوجدتهما نائمَين، فتحرّجتُ أن أوقِظَهما، وكَرِهتُ أن أغْبُقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فقمتُ والقَدَحُ على يدي أنتظرُ استيقاظَهما حتى بَرَقَ الفجرُ فاستيقظا فشرِبا. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجت انفراجًا لا يستطيعون الخروجَ منه". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وقال الآخَرُ: اللَّهمَّ كانت لي ابنةُ عمٍّ كانت أحبَّ الناسِ إليَّ، فأردتُها فامتنعت منّي، حتى ألَمَّتْ بها سَنَةٌ جهِدتْ فيها، فجاءتني فأعطيتُها (1) عشرين ومائةَ دينارٍ على أن تُخلِّيَ بيني وبينَ نفسِها ففعلتْ، حتى إذا قدِرتُ عليها قالت. لا يحلُّ لك أن تَفُضَّ الخاتمَ إلَّا بحقِّه. فتحرّجتُ من الوقوعِ عليها، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إليَّ، وتركتُ لها الذهبَ الذي أعطيتُها. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرج عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجتِ الصخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطيعون أن يخرجوا منها". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ قال الثالثُ: اللَّهمَّ استأجرتُ أُجراءَ فأعطيتُهم أجورَهم غيرَ رجلٍ منهم واحدٍ ترك أجرَه وذهبَ، فثمّرتُ أجرَه حتى كثُرتْ منه الأموالُ فارتفعتْ، فجاءني بعدَ حينٍ، فقال لي: يا عبدَ الله! أدِّ إليَّ أُجرتي. فقلت له: كلُّ ما ترى من أجرك: من الإِبل والبقر والغنمِ والرقيقِ. فقال: يا عبد الله! لا تستهزأ بيِ! فقلت: إنّي لا أستهزأُ بك. فأخذ ذلك كلَّه، فاستاقه ولم يتركْ لي منه شيئاً. اللَّهمَّ فإن كنتُ فعلت ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ عنّا ما نحن فيه من همِّ هذه الصخرةِ. فانفرجت وخرجوا من الغارِ يمشون".
1245 -
أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم قراءةً عليه: نا عبد الله ابن الحسين (2) المِصِّيصىّ: نا أبو اليمان: نا شعيب عن الزُّهريِّ عن سالم.
عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثَ الغارِ نحوَه.
(1) في (ظ): (وأعطيتُها).
(2)
في الأصل: (الحسن) والمثبت من (ظ) و (ر) وكتب الرجال.
أخرجه البخاري (4/ 449) ومسلم (4/ 2100) من طريق أبي اليمان -واسمه: الحكم بن نافع- به. وهو شيخ البخاري في هذا الحديث.
1246 -
حدّثنا أبي رحمه الله: نا أبو دفّافة أسلم بن محمد العَمّاني، بدمشق: نا أبو عطاء السائب بن أحمد بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب المخزومي العَمّاني، قال: أخبرني أبي، وابن عمّي: السائب بن عمر بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب عن جدّي: حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب عن الزُّهري، عن سالم.
عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ ثلاثةَ نَفَرٍ أَوَوْا إلى غارٍ
…
" وذكر حديثَ الغار بطوله.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ ق 409/ ب) من طريق تمّام.
وأسلم والسائب بن عمر ذكرهما ابن عساكر في "تاريخه"(2/ ق 409/ ب - 410/ أ - و 7/ ق 25/ ب) ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا.
1247 -
أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب قراءةً عليه: نا الربيع بن سليمان المُرادي: نا بشر بن بكر عن عبد القدوس بن حبيب، عن نافع.
عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "بينما ثلاثة نَفَرٍ يمشون
…
" وذكر حديث الغار بطوله.
عبد القدوس كذّبه ابن عيّاش وابن المبارك، واتّهمه ابن حبّان بالوضع (اللسان: 4/ 45 - 48).
1248 -
أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم قراءة عليه: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيُّ: نا سعيد بن أبي مريم: أنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، قال: أخبرني نافع.
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "بينما ثلاثةُ نَفَرٍ يتماشون (1)
(1) في (ظ): (يمشون).
أخذهم (1) المطرُ، فأوَوْا إلى غارٍ في الجبلِ، فانحطّت على فم غارهم صخرةٌ من الجبل أطبقت عليهم. فقال بعضهم لبعضٍ: انظروا أعمالًا عَملتموها صالحةً، فادعوا الله (2) لعلّه يفرُجها. فقال أحدهم: اللَّهمَّ إنّه كان لي والدان شيخان كبيران (3)، ولي صِبيةٌ صغارٌ كنت أرعى عليهم، فإذا رُحتُ عليهم فحلبتُ بدأتُ بوالديّ أسقيهما قبلَ ولدي. وإنّه نأى بي الشجرُ يومًا فلم آتِ حتى أمسيتُ فوجدتُهما قد ناما، فحلبتُ ما كنتُ أحلُبُ، وجئت بالحِلابِ، وقمتُ عندَ رؤوسهما، أكره أن أوقظَهما من نومهما، وأكره أن أبدأَ بالصبيةِ قبلَهما، والصبية يتضاغون عند قدميَّ، فلم يزلْ ذلك دأبي ودأبُهمِ حتى طلعَ الفجرُ. فإن كنت تعلمُ أنّى فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ لنا فُرْجةً نرى منها السماء. فَفَرَجَ الله (4) فُرْجَةً رأوا منها السماءَ. وقال الآخرُ: اللَّهمَّ إنّه كانت لي بنت عمٍّ أحببتُها كأشدِّ ما يحبُّ الرجلُ النِّساءَ، طلبتُ إليها نفسَها فأبت حتى آتيها بمائةٍ، فسعيتُ حتى جمعتُ مائةَ دينارٍ فجئتُها بها، فلمّا قعدتُ بين رجلَيْها قالت: يا عبدَ الله! اتقِ (5) اللهَ، ولا تفتحِ الخاتمَ إلَّا بحقِّه. فقمتُ عنها. فإن كنت تعلم أنّى فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرجْ لنا منها. ففَرَجَ اللهُ (6) لهم فُرْجَةً.
وقال الآخرُ: اللَّهمَّ إنّي كنتُ استأجرتُ أجيرًا بفَرَقِ أَرُزٍّ، فلما قضى عملَه قال: أعطني حقّي. فعرضتُ عليه حقَّه فتركه ورَغِبَ عنه، فلم أزل
(1) في الأصل: (أخدهم) وكذا في (ش)، وفي (ظ) و (ر):(أحدُهم)، والمثبت من البخاري.
(2)
في (ظ): عز وجل.
(3)
في (ظ): (والدين شيخين كبيرين) وعليه تضبيب وكذا في الأصل لكنّه أصلح بخطٍّ مغاير، والمثبت من (ر).
(4)
في (ظ): عز وجل.
(5)
في الأصل و (ر): (اتقي)، والمثبت من (ظ).
(6)
في (ظ): عز وجل.
أزرّعه حتى جمعتُ بقرًا وراعيَها، فجاءني فقال: اتّقِ (1) اللهَ (2) ولا تظلمني، وأعطني حقّي. فقلت: اذهبْ إلى تلك البقر وراعيها فخذْه فانطلقْ به. فإن كنتَ تعلمُ أنّي فعلت ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُجْ ما بقي. ففَرَجَ اللهُ (3) عنهم".
أخرجه البخاري (10/ 404) عن شيخه سعيد بن أبي مريم به.
1249 -
أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمّد بن خالد بن محمد بن يحيى ابن حمزة الحضرمي قراءةً عليه ببيت لَهْيا، قال: حدّثنا جدّي لأمّي: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا أبي عن أبيه، قال: أخبرني موسى بن عُقْبة عن نافعٍ.
عن ابن عمرَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما ثلاثةُ نَفَرٍ يمشون أخذهم (4) المطرُ، فأوَوْا إلى غارٍ في جبلٍ
…
" وذكر حديثَ الغارِ نحوَه.
قال: وزَعَمَ أن سليمان بن يَسَار يُحدِّثُ بهذا الحديثِ أيضًا. قال بحيى بن حمزة: وسمعتُ أنا عطاءَ الخراسانيَّ يُحدث هذا الحديثَ.
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نقل أبو أحمد الحاكم عن شيخه أبي الجهم أنه قال عنه: كان قد كبُرَ فكان يُلقَّن ما ليس من حديثه فيتلقّن. قال الحاكم: وأخبرنا أبو الجهم عنه بأحاديث بواطيل عن أبيه عن جدّه عن مشايخ ثقات لا يحتملونها. (تاريخ ابن عساكر: 2/ ق 114/ أ).
وأبوه قال ابن حبّان: هو ثقة في نفسه يتّقى من حديثه ما رواه عنه ابناه: أحمد وعبيد، فإنّهما كانا يُدخلان عليه كل شيءٍ. (اللسان: 5/ 422 - 423).
(1) انظر التعليق السابق.
(2)
انظر التعليق (3) في الصفحة السابقة.
(3)
انظر التعليق (3) في الصفحة السابقة.
(4)
في (ظ) و (ر): (أحذهم).
والحديث أخرجه البخاري (5/ 16) ومسلم (4/ 2099) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن موسى به.
1250 -
حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلاّن الحرّاني الحافظ: نا محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمَّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني: نا عمّي: سليمان بن عبد الله: نا جدّي: محمَّد بن سليمان، عن أبيه: سليمان بن أبي داود عن نافعٍ.
عن ابن عمرَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "أنَّ ثلاثةَ نَفَرٍ انطلقوا إلى غارٍ
…
" الحديثَ.
سليمان بن أبي داود قال أحمد: ليس بشيءٍ. وقال البخاري والأزدي: منكر الحديث. وضعّفه أبو حاتم. وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدًّا. (اللسان: 3/ 90، المجروحين: 1/ 335).
1251 -
حدّثنا علي بن الحسن بن عَلّان الحرّانيُّ [الحافظُ](1): نا محمد بن جعفر بن أحمد بن عَوْسَجَة البغدادي: نا داود بن رُشَيد: أنا عبد الله ابن جعفر: أخبرني عبد الله بن دينار.
عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدِّثُ عن ثلاثةِ نَفَرٍ من بني إسرائيلَ خرجوا يرعون فأخذتهم السماءُ، فأوَوْا إلى غارٍ في جبلٍ فدخلوه، فانحطّت عليهم صخرةٌ فأطبقت عليهم الغارَ، فنظروا فإذا هم لا مخرجَ لهم. فقالوا: لا يُنجيكم اليومَ إلَّا الصّدقُ، لِيُحدِّثْ كلُّ رجلٍ منكم بأفضلِ عملٍ عمِلَه ويصدقْ. فقال رجل منهم: كان لي أبوان شيخان كبيران، وكانت لي ماشيةٌ، فكنتُ إذا حَلَبْتُ بدأتُ بهما فسقيتُهما، ثمَّ شرِبتُ أنا وعيالي
…
" وذكر الحديثَ بطوله.
(1) من (ظ) و (ر).
قال عبد الله بن دينار: وكان ابنُ عمرَ كثيرًا ما يُحدِّثُ بهذا الحديثِ، وذَكرَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُحدّث بمحنتهم فيُكثِرُ.
[قال تَمَّام:](1) لم أكتبه إلَّا عنه، ولم يُحدّثْ به إلَّا داود، والله أعلم.
عبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني ضعيف كما في "التقريب"، وابن عَوْسَجَة ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 133) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا.
1252 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراءةً عليه: نا محمّد بن عوفٍ، وإبراهيم بن الهيثم البَلَديُّ، قالا: نا الهيثم بن جَميل: نا المبارك بن فَضالة عن الحسن.
عن أنس بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّ ثلاثةَ [نَفَرٍ](2) أوَوْا إلى غارٍ
…
" وذَكرَ الحديثَ بطوله.
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 112/ أ) عن شيخه إبراهيم بن الهيثم به.
وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 208) من طريق خيثمة به. وأخرجه من طرقٍ أخرى عن ابن عوف وابن الهيثم به.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(1/ 273) من طريق ابن الهيثم وابن عوف به.
وأخرجه البزّار (كشف - 1870) والطبراني في "الدُعاء"(رقم: 200) من طريق ابن عوفٍ به.
وقال ابن عدي عن إبراهيم بن الهيثم: "حدّث ببغداد بحديث الغار عن
(1) من (ظ) و (ر).
(2)
من (ظ).
الهيثم بن جميل عن المبارك عن الحسن عن أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فكذّبه فيه الناس وواجهوه به. وبلغني أنّ أوّلَ من أنكر عليه في المجلس: أحمد بن هارون البرديجي". ثم نقل عن محمّد بن عوف قولَه: "ما سمع من الهيثم بن جميل حديثَ الغار إلَّا أنا والحسن بن منصور البالسي". قال ابن عدي: "وإبراهيمُ أحاديثُه مستقيمةٌ سوى هذا الحديث الواحد الذي أنكروه عليه، وقد فتّشتُ عن حديثه الكثيرَ فلم أرَ له منكرًا يكون من جهته، إلَّا أن يكون من جهة من روى عنه".
وقال البزّار: "لم يروِ هذا الحديث أحدٌ عن مبارك عن الحسن عن أنس إلَّا الهيثم، وكلُّ من حدَّث به عن الهيثم غير محمّد بن عوف (1)، فقد قيل فيه واتُّهم". أهـ.
وإبراهيم وثّقه الدارقطني، ودافع عنه الخطيب (6/ 207 - 208) فقال:"قلت: قد روى حديث الغار عن الهيثم جماعةٌ (2)، وإبراهيم بن الهيثم عندنا ثقةٌ ثبتٌ لا يختلف شيوخنا فيه، وما حكاه ابن عدي من الإِنكار لم أرَ أحدًا من علمائنا يعرفه، ولو ثبت لم يؤثِّر قدحًا فيه؛ لأنّ جماعةً من المتقدّمين أُنكر عليهم بعضُ رواياتهم، ولم يمنع ذلك من الاحتجاج بهم". ثم قال: "وأمَّا قول محمَّد بن عوف: إنَّ حديثَ الغار لم يسمعه من الهيثم بن جميل إلَّا هو والحسن بن منصور. فلا حجّةَ فيه، لجواز أن يكون قد سمعه من لم يعلم به". أهـ.
وقال الحافظ في "اللسان"(1/ 123) معلّقًا على مقالة ابن عوف:
(1) كان عليه -على أقل الأحوال- أن يستثني أيضًا: الحسن بن منصور البالسي بشهادة ابن عوف نفسه!
(2)
كخالد بن يزيد عند البزّار، والهيثم بن خالد بن يزيد عند الخطيب (6/ 209)، لكن لم أرَ من وثَّقَهما، وقد ذكر الأول في "اللسان"(2/ 391) بمقالة البزّار! والآخر ذكره الخطيب (14/ 61 - 62) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.
"ومحمد بن عوف ثبتٌ، لكنّ شهادتَه على النفي يُتوقّفُ فيها". أهـ.
أمّا عن الإِسناد: فالمبارك والحسن مشهوران بالتدليس، وقد صرَّحا بالتحديث عند الخطيب (6/ 208)، لكنّ في القلب من تصريح المبارك شيئًا! ففي "التهذيب" (10/ 29):"قال أبو طالب عن أحمد: كان مبارك بن فضالة يرفع حديثًا كثيرًا، ويقول في غير حديثٍ عن الحسن: قال: ثنا عمران، وقال: حدثنا ابن معقل. وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك. يعني: أنه يُصرّح بسماع الحسن من هؤلاء، وأصحاب الحسن يذكرونه عندهم بالعنعنة".
وقد حسَّن الحافظ هذا الطريق كما سيأتي.
1253 -
حدّثنا علي بن الحسن بن عَلاّن الحرّاني الحافظ، قال: حدّثني أبو طالب بن نَصْر الحافظ: نا أبو حمزة إدريس بن يونس، قال: نا محمد بن سعيد بن جدار: نا جرير بن حازم عن قتادة عن أنسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حديثَ الغارِ.
إدريس قال ابن القطان: لا يُعرف حاله. وقال عن شيخه: مجهول. (اللسان: 1/ 335 و 5/ 180). وجرير في روايته عن قتادة ضعفٌ.
وأخرجه الطيالسي (2014) -ومن طريقه: الروياني في "مسنده"(ق 233/ ب) - عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعًا.
وأخرجه أحمد (3/ 142 - 143) والبزّار (كشف - 1868) وأبو يعلى (2938) والطبراني في "الدُّعاء"(192) من طرقٍ عن أبي عوانة به مرفوعًا.
هكذا رواه يحيى بن حمَّاد -عند أحمد وأبي يعلى-، ومسدّد -عند الطبراني-، وهلال بن يحيى -عند البزّار- مرفوعًا، والأولان ثقتان، والأخير ضعّفه ابن حبّان (اللسان: 6/ 202).
وخالفهم بهز بن أسد -عند أحمد (3/ 143) -، وعبد الواحد بن غياث وسعيد بن أبي الربيع -عند أبي يعلى (2937) - فرووه عن
أبي عوانة موقوفًا. والأول ثقة والآخران صدوقان. والذي يظهر أن أبا عوانة كان يرويه تارةً موقوفًا وتارة مرفوعًا، فنُقِلَ عنه على الوجهين، والإِسناد صحيح، وأشار الحافظ إلى ذلك فقال في "الفتح" (6/ 510:"وجاء بإسنادٍ صحيحٍ عن أنس، أخرجه الطبراني في "الدعاء" من وجهٍ آخرَ حسنٍ". أهـ يعني طريق المبارك عن الحسن المتقدمة.
وقال الهيثمي (8/ 140) بعدما عزاه لأحمد وأبي يعلى: "رجاله رجال الصحيح". وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف"(3/ ق 94/ ب): "رواه أبو يعلى بسندٍ صحيحٍ".
وأخرجه الخطيب في "التلخيص"(1/ 161) من طريق الحسين بن عبيد الله التميمي عن حُبَيب بن النعمان عن أنس مرفوعًا.
وسنده ضعيف: قال الخطيب: "حُبيب أعرابي ليس بالمعروف، والحسين أيضًا في عداد المجهولين". أهـ والحسين جهله العقيلي أيضًا (اللسان: 2/ 296).
1254 -
أخبرني أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح قراءةً عليه: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي بمصر: نا سُوَيْد بن سعيد، قال: نا المُفضّل بن عبد الله عن جابر بن يزيد عن عبد الرحمن بن الحارث المُرادي.
عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكر حديثَ الغارِ بطوله.
[قال أبو القاسم تمّام:](1) وقال غيره: (المُفضَّل بن صالح)، وهو: أبو جَميلة الأسدي (2)، والله أعلم.
(1) من (ظ).
(2)
في (ظ): (الأسيدي)، وكذا كتب فوق (الأسدي) في (ر)، والمثبت هو الصواب.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(12/ ق 218/ ب) من طريق تمَّام، وذكر مقالته بعد.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(196) من طريق سُويد به.
وسُويد ضعيف، وقد أخطأ في تسمية والد (المفضل) فسمَّاه: صالحًا، والصواب: عبد الله. قال ابن عدي في ترجمة (المُفضّل بن صالح) من "الكامل"(6/ 2406): "وكان سويد الأنباري يخطئ في اسم أبيه فيقول: ابن عبد الله". أهـ. وقال الحافظ في "التقريب" في ترجمة المفضل بن عبد الله: "وقال أبو حاتم: هو ابن صالح، أخطأ بعضهم في اسم أبيه". أهـ. كذا وقع الكلام منسوبًا إلى أبي حاتم خلافًا للأصل (التهذيب: 10/ 272) الذي وقع الكلامُ فيه منسوبًا إلى ابن عدي وهو الصواب!
وأمّا أبو حاتم فقد عدَّهما راوَييْن كما في "الجرح والتعديل" لابنه (8/ 316 - 317، 319)، وقال في ابن صالح: منكر الحديث. وفي ابن عبد الله: ضعيف الحديث! وقد فات محقّق "التقريب" الشيخ محمد عوّامة التنبيهُ على ذلك.
والمفضل ضعيف كما في "التقريب".
وأخرجه الطبراني من طريق جندان بن والق عن عمرو بن شِمْر عن جابر به. وابن شِمْر متروكٌ رافضيٌّ كذّبه الجوزجاني، واتهمه بالوضع غير واحدٍ (اللسان: 4/ 366 - 367). والراوي عنه لم أقف على ترجمته. وأخشى أن يكون اسمه مُصَحَّفًا.
وآفة الحديث: جابر بن يزيد الجُعْفي، فقد كذّبه أيّوب وأبو حنيفة وابن معين والجوزجاني. وشيخه لم أعثر على ترجمته.
1255 -
أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم قراءةً عليه: نا عبد الله بن الحسين المِصِّيصيُّ: نا ابن أبي مريم: أنا ابن لَهِيعةَ عن يزيد بن عَمرو المَعَافري عن أبي مسلم القِتْباني.
عن عُقْبة بن عامر الجُهَني عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وذَكَرَ حديثَ الغارِ إلَّا أنَّه قال الثالثةَ:"قال: كنتُ في غنمٍ لي فحضرتِ الصلاةُ، فقمتُ أصلِّي، فجاء الذئبُ فدخَلَ (1) الغَنَمَ، فكرِهتُ أن أقطعَ صلاتي، فصبرتُ حتى فرغتُ منها. اللهمَّ إنْ كنت تعلمُ أنّي فعلتُ ذلك ابتغاءَ رضاك فافْرُجْ لنا". قال: فسمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يحكيها: "فقالت الصخرة: طاق! فخرجوا".
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(195) من طريق سعيد بن أبي مريم به، ووقع عنده:(أبو سلمى القِتْباني).
وأخرجه الروياني في "مسنده"(ق 59/ ب - 60/ ب)، وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 174) من طريق ابن وهب عن ابن لَهِيعة به، ووقع عند الروياني:(أبو أسلم القِتْباني) وعند ابن أبي حاتم (ابن سلمان)!.
والقِتْباني هذا لم أقف على ترجمته، وقد اضطرب الرواة في تسميته. وأمّا ابن لَهِيعة فلا يُعلّ الحديثُ به لأنّه من رواية ابن وهب عنه، وهو ممّن روى عنه قبل اختلاطه، كما أنّه قد صرّح بالتحديت عند الطبراني، فأَمِنّا بذلك اختلاطه وتدليسَه.
وممّن روى حديث الغار غير من تقدّم:
1 -
علي بن أبي طالب:
أخرج حديثه البزّار (كشف - 1867) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 33/ أ) من طريق عبد الصمد بن النُعمان، والطبراني في "الدعاء"(187) من طريق أشعث بن شعبة، كلاهما عن حَنَش بن الحارث عن أبيه عنه مرفوعًا.
قال البزّار: "لا نعلمه يروى عن عليٍّ إلَّا بهذا الإِسناد، وقد رواه غير واحدٍ عن حَنَش عن أبيه عن عليٍّ موقوفًا، وأسنده عبد الصمد وأشعث عن حَنَشٍ عن أبيه عن عليٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم".
(1) في (ظ): (فأخذ)، والمثبت موافق لما عند الطبراني.
وقال الطبراني: "لم يرفعه عن حنش إلَّا أشعث، وهو ثقة".
وعبد الصمد وثّقه ابن معين والعجلي وابن حبّان، وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي. (اللسان: 4/ 23). وأشعث وثّقه أيضًا أبو داود وابن حبّان، وليّنه أبو زُرعة، وضعّفه الأزديُّ.
وخالفهما أبو نُعيم -الثقة المثبت-، فرواه عن حَنَشٍ عن أبيه عن عليٍّ موقوفًا، أخرجه الطبراني (188) وإسناده حسنٌ، وكذا الإِسنادان الأوّلان.
وقال الهيثمي (8/ 144): "رواه البزّار، ورجاله ثقات".
2 -
عبد الله بن عمرو:
أخرج حديثه: الطبراني في "الدعاء"(201) وابن عدي في "الكامل"(5/ 1802) من طريق عمرو بن خليف الحَثّاوي عن روّاد بن الجراح -زاد ابن عدي: وآدم- عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عنه مرفوعًا.
قال ابن عدي: "قال لنا ابن قتيبة: ذكرت هذا الحديث لمحمد بن خَلَف، فقال: إنَّما حدّثنا آدم وروّاد عن حفص عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي ذكره ابن خَلَف هو الصواب، والذي جاء به عمرو بن خُلَيف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو أبطل. أو قال: باطلٌ". أهـ.
وابن خُليف اتّهمه بوضع الحديث ابن حبّان وابن عدي. "اللسان: 4/ 363)، فالسند تالفٌ.
وقد ضعّف الحافظ في "الفتح"(6/ 510) أحاديث ابن أبي أوفى وعقبة وعلي وابن عمرو.
3 -
النعمان بن بشير:
أخرج حديثه: أحمد (4/ 274) وابن الأعرابي في "معجمه"
(ق 53/ ب) والطبراني في "الدعاء"(190) و"الأحاديث الطوال"(رقم: 41) من طريق إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل عن وهب بن مُنبِّه عنه مرفوعًا.
وإسناده جيِّدٌ قويٌّ.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 134/ أ - ب، ب) و"الدعاء"(190) من طرقٍ أخرى عن وهب به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء، (189) من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن شُرحبيل عنه مرفوعًا. وأبو إسحاق هو السَّبيعي مدلّس وقد عنعنه.
وأخرجه البزّار (كشف- 3178) من طريق مُؤمّل بن إسماعيل عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجلٌ من بَجيلة عنه مرفوعًا. ومُؤمّل ضعيف الحفظ.
وأخرجه أيضًا (كشف- 3179) والطبراني في "الدعاء"(191) من طريق مُؤمّل عن حماد بن سلمة عن سماك عنه مرفوعًا. وفيه مؤمّل أيضًا. وأخرجه البزّار (كشف- 3180) والطبراني (191) من طريق أبي سعد البقّال سعيد بن المرزبان: عن سماك به. وأبو سعد ضعيف مدلّس كما في "التقريب".
وقال الهيثمي (8/ 142): "رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير والبزّار بنحوه من طرقٍ، ورجال أحمد ثقاتٍ". وقال: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح".
وقال الحافظ في "الفتح"(6/ 510): "وعن النعمان بن بشير من ثلاثةِ أوجه حسان، أحدها عند أحمد والبزّار، وكلّها عند الطبراني".
4 -
أبو هريرة:
أخرج حديثه: الطيالسي (2014) -ومن طريقه: البزّار (كشف - 1869) والروياني في "مسنده"(ق 233/ ب) - والبخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 462) والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 134/ ب) و"الدعاء"(193) وابن حبّان (2027) من طريق عمران القطّان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عنه مرفوعًا.
وإسناده لا بأس به، عمران القطّان حسنُ الحديث في الشواهد. وقال الحافظ في "الفتح" (6/ 510):"إسناده حسنٌ".
وأخرجه البزّار (كشف - 1866) من طريق عوف -وهو ابن أبي جميلة- عن خِلاس عنه مرفوعًا. وخلاس لم يسمع من أبي هريرة شيئًا كما قال الإِمام أحمد.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 134/ ب) و"الدعاء"(194) من طريق داهر بن نوح عن عبد الله بن عَرَادة عن داود بن أبي هند عن أبي العالية عنه مرفوعًا. وقال: "لم يروه عن داود إلَّا عبد الله، تفرّد به داهر".
وإسناده ضعيف: ابن عَرَادة ضعيف كما في "التقريب"، وداهر قال الدارقطني: ليس بقويٍّ. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 2/ 413).
وقال الهيثمي (8/ 143): "رواه البزّار والطبراني في "الأوسط" بأسانيد، ورجال البزّار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح".
5 -
عائشة:
أخرج حديثها: العقيلي في "الضعفاء"(3/ 196 - 197) والإِسماعيلي في "معجمه"(2/ 540 - 541) من طريق عمرو بن واقد عن عمر بن يزيد النصري عن الزهري عنها مرفوعًا. وقال: "وقال ابن عيينة وشعيب بن
أبي حمزة وإسحاق بن راشد وعبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي [في الأصل: الوصافي. تحريف] عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه. هذه الرواية أولى". وقال عن عمر بن يزيد: "يخالف في حديثه". أهـ.
وقد وثّقه دُحيم وأبو زرعة الدمشقي، واضطرب فيه قول ابن حبَّان. (اللسان: 4/ 340). والآفة فيه من الراوي عنه: عمرو بن واقد، فإنّه متروك، واتّهمه بالكذب أبو مُسهر ودُحَيم.
وعزاه في "كنز العمال"(19/ 121 - 122) إلى: الحسن بن سفيان.
6 -
ابن عبّاس:
أخرج حديثه: البخاري في "تاريخه" كما في "الدُّر المنثور"(4/ 213).
1256 -
أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ببيت لَهْيا: نا جدّي لأمّي: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: حدّثني أبي عن أبيه: نا هشام بن حسّان عن بَهْز بن حَكيم بن معاوية القُشيري عن أبيه.
عن جدّه معاويةَ أنّه قال: يا رسولَ الله! من أبرُّ؟. قال: "أمَّك". ثمَّ قال (1): من أبرُّ؟. قال: "أمَّك". ثمّ قال: من أبرُّ؟. قال: "أبوك"(2). ثم قال: من أبرُّ؟ قال: "الأقربَ فالأقربَ".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 406) من طريق هشام بن حسان به.
وأخرجه عبد الرزّاق (11/ 132) وأحمد (5/ 3، 5) والبخاري في "الأدب"(3) وأبو داود (5139) والترمذي (1897) وهنّاد في "الزهد"(965) والطبراني (19/ 404 - 406) والحاكم (3/ 642 و 4/ 150) -وصحَّحه
(1) سقطت من (ظ).
(2)
في (ر): (أباك).
وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "السنن"(4/ 179) و"الشعب"(6/ 180) والبغوي في "شرح السنَّة"(13/ 5) من طرقٍ كثيرة عن بَهْز به.
وإسناده حسنٌ.
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (10/ 401) ومسلم (4/ 1974).
1257 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: أنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة: نا عَوْن بن عُمارة: نا بَهْزَ بن حَكيم عن أبيه.
عن جدِّه، قال: قلت: يا رسولَ الله! من أبرُّ؟. قال: "أمَّك". قلت: ثمّ من؟ قال: "ثمّ أمَّك". قلت: ثمّ من؟. قال: "ثمّ أباك، ثمّ الأقربَ فالأقربَ".
عَوْنٌ ضعيفٌ كما في "التقريب".
1258 -
أخبرنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب: نا بكر بن سهل الدِّمْياطي: نا عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي: نا أبو يحيى -هو: عبد الله بن يحيى البُرُلُّسي- عن الخليل بن مُرَّة، قال: حدّثني بَهْزُ بن حَكيم عن أبيه.
عن جدّه، قال: قال رجلٌ: يا رسولَ الله! أوصنى! قال: "أوصيك بأمِّك" ثلاثًا. ثمّ قلتُ (1): أوصني!. قال: "أوصيك بأبيك ثمّ الأقربَ فالأقربَ".
الخليل ضعيف كما في "التقريب". وبكر ضعّفه النسائي. (اللسان: 2/ 51).
1259 -
حدّثني أبو زُرعة محمّد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن عبد الله ابن عمرو بن عبد الله بن صفوان النَّصري، قالا: نا وصيف بن عبد الله
(1) كذا بالأصول.