الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطبوع: محمد!]، بن المنذر به بلفظ: أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه.
وفي "صحيح البخاري"(6/ 183) من رواية خالد بن سعيد عن أبيه عنها قالت: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي
…
الحديث، وفيه: فذهبتُ ألعب بخاتم النبوة، فزَبَرَني أبي.
4 - باب: إخبار الجنّ بنبوّته صلى الله عليه وسلم
1405 -
حدّثنا أبو الحارث محمد بن الحارث بن هانىء بن مُدْلِجٍ بن المقداد بن زَمْل بن عمرو العُذْري من لفظه، قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه عن أبيه.
عن زَمْل بن عمرو العُذْري، قال: كان لبني عُذرة صنمٌ يُقال له: (خُمَامُ)(1)، وكانوا يُعظِّمونه، وكان في بني هند بن حَرَام بن ضِنَّة بن عبد بن كبير (2) بن عُذْرَة، وكان سادنُه رجلًا يُقال له:(طارق)، وكانوا يعترون (3) عنده. فلما ظهر النبيُّ صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتًا يقول:(يا بني هند بن حرام، ظهر الحقُّ وأَوْدَى حُمَامُ، ودفع الشّركَ الإِسلامُ). قال: ففزِعْنا لذلك وهالنا. فمكثْنا أيّامًا ثم سمِعْنا صوتًا وهو يقول: (يا طارقُ يا طارقُ، بُعِث النبيُّ الصادقُ، بوحيٍ ناطق، صَدَعَ صادعٌ، بأرض تهامة، لناصريه السّلامة، ولخاذليه النّدامة. هذا الوداع مني إلى يوم القيامة).
(1) بوزن: غُراب كما في "تاج العروس"(8/ 264)، لكن وقع فيه بالحاء المهملة.
(2)
بالأصل (كثير) والتصويب من "أُسد الغابة"(2/ 108) حيث قال: "بعد الكاف باء موحدة".
(3)
يذبحون العتيرةُ، وهي شاة يذبحونها لأصنامهم. "قاموس".
قال زمل [بن عمرو](1). فابتعتُ راحلةً ورحلتُ، حتى أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مع نَفَرٍ من قومي، وأنشدتُه شعرًا قلتُه:
إليك رسولَ الله أعملتُ نصّها (2)
…
أُكلِّفُها حَزْنًا وقَوْزًا (3) من الرملِ
لأنصرَ خيرَ الناس نصرًا مُؤزّرًا
…
وأعقُدَ حبلًا من حبالِك في حبلي
وأشهدُ أنَّ اللهَ لا شيءَ غيرُه
…
أدينُ له ما أثقلتْ قَدَمي نَعْلي
قال: فأسلمتُ وبايعتُه، وأخبرناه بما سمعناه، فقال:"ذلك من كلام الجنِّ".
فقال (4): "يا معشرَ العرب! إنّي رسولُ الله إلى الأنام كافّةً، أدعوهم إلى عبادةِ الله وحدَه، وأنيِ رسولُه وعبدُه، وأن يحجّوا البيتَ، ويصوموا [شهرًا من اثني عشرَ شهراً وهو] (5) شهرُ رمضان. فمن أجابني فله الجنّةُ نزُلًا وثوابًا، ومن عصاني كانت له النارُ منقلبًا".
قال: فأسلمنا وعَقَدَ لنا لواءً، وكَتَبَ لنا كتابًا، نُسختُه:
بسم الله الرحمن الرحيم
"من محمّدٍ رسولِ الله لزَمْل بن عمرو ومن أسلم معه خاصةً: أنّي بعثتُه إلى قومه عامّةً، فمن أسلمَ ففي حزبِ الله ورسوله، ومن أبى فله أمانُ شهرين.
شهِد عليُّ بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري".
الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": الحافظ في "الإِصابة"(1/ 551).
(1) من (ظ) و (ر).
(2)
نصَّ ناقته: استخرجَ أقصى ما عندها من السَّيْر.
(3)
القَوْز: الكثيب المُشرف.
(4)
في (ظ) و (ر): (ثم قال)، وكذا عند ابن عساكر.
(5)
من (ظ) و (ر)، وهي عند ابن عساكر أيضًا.