المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - باب: ما يقول عند القيام من المجلس - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام - جـ ٤

[جاسم الفهيد الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌(24) " كتاب البرِّ والصِلة

- ‌1 - باب: برّ الوالدين

- ‌2 - باب: رحمة الولد

- ‌3 - باب: الإِحسان إلى البنات ومحبّتهنّ

- ‌4 - باب: العدل بين الأبناء

- ‌5 - باب: ثواب صلة الرحم وتحريم قطعها

- ‌6 - باب: حقّ الجار

- ‌7 - باب: ثواب الإِحسان إلى الأرملة واليتيم والمسكين

- ‌8 - باب: حقّ الضّيف

- ‌9 - باب: ما جاء في السخاء والبخل

- ‌10 - باب: إكرام الإِخوان

- ‌11 - باب: كل معروف صدقة، وما وقى به المرء عرضَه

- ‌12 - باب: الدّلالة على الخير، وإغاثة اللهفان

- ‌13 - باب: الستر على المسلمين وإقالة عثراتهم وإعانتهم

- ‌14 - باب: قضاء الحوائج

- ‌15 - باب: طلب الخير عند حسان الوجوه

- ‌16 - باب: طلب الفضل عند الرُّحماء

- ‌17 - باب: في الرحمة

- ‌18 - باب: ثواب قَوْد الأعمى

- ‌19 - باب: في فضل الإِطعام والسَّقي والكِسوة

- ‌(25) " كتاب التفسير

- ‌1 - باب: ثواب تلاوة القرآن

- ‌2 - باب: فضل تعلّم القرآن وتعليمه

- ‌3 - باب: تحسين الصوت بالقرآن

- ‌4 - باب: في القرَّاء المنافقين

- ‌5 - باب: الجدال في القرآن

- ‌6 - باب: عدد الحروف التي أنزل عليها القرآن

- ‌7 - باب: سورة الفاتحة

- ‌8 - باب: سورة البقرة

- ‌9 - باب: سورة آل عمران

- ‌10 - باب: سورة النِّساء

- ‌11 - باب: سورة المائدة

- ‌12 - باب: سورة الأنعام

- ‌13 - باب: سورة الأعراف

- ‌14 - باب: سورة الأنفال

- ‌15 - باب: سورة الحجر

- ‌16 - باب: سورة النَّحل

- ‌17 - باب: سورة الإِسراء

- ‌18 - باب: سورة الأنبياء

- ‌19 - باب: سورة الروم

- ‌20 - باب: سورة السجدة

- ‌21 - باب: سورة يس

- ‌22 - باب: سورة (ق)

- ‌23 - باب: سورة الطور

- ‌24 - باب: سورة النجم

- ‌25 - باب: سورة النازعات

- ‌26 - باب: سورة المطففين

- ‌27 - باب: سورة البروج

- ‌28 - باب: سورة الضُّحى

- ‌29 - باب: سورة الزلزلة

- ‌30 - باب: سورة الكوثر

- ‌31 - باب: في القراءات

- ‌(26) " كتاب المَغَازِي

- ‌1 - باب: قتل أبي جهل

- ‌2 - باب: في قاتل حمزة رضي الله عنه

- ‌3 - باب: فتح خيبر

- ‌4 - باب: فتح مكّة

- ‌5 - باب: غزوة حُنين

- ‌(27) " كتاب علامات النُّبُوَّة

- ‌1 - باب: قِدَم نبوّته صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب: في أسمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب: في خاتم نُبوّته صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب: إخبار الجنّ بنبوّته صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - باب: مسائل عبد الله بن سَلَام للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب: معجزته صلى الله عليه وسلم في الماء والطعام

- ‌7 - باب: تسليم الحجر عليه صلى الله عليه وسلم قبل بعثته

- ‌8 - باب: انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم

- ‌9 - باب: إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيب

- ‌10 - باب: فضله صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب: حرصه صلى الله عليه وسلم على أمَّته

- ‌12 - باب: في جمال خَلْقه صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - باب: حُسن خُلقه صلى الله عليه وسلم ومعاشرته

- ‌14 - باب: كراهيته صلى الله عليه وسلم أن توجد منه ريح مؤذية

- ‌15 - باب: جُوده صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - باب: خصائصه صلى الله عليه وسلم

- ‌(28) " كتاب الأنبياء عليهم السلام

- ‌1 - باب: عِدّة المرسلين عليهم السلام

- ‌2 - باب: حياة الأنبياء عليهم السلام

- ‌3 - باب: قبور الأنبياء عليهم السلام

- ‌4 - باب: كنية آدم عليه السلام

- ‌5 - باب: فضل إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌6 - باب: ما جاء في لوط ويوسف عليهما السلام

- ‌7 - باب: فضل يونس عليه السلام

- ‌8 - باب: ما جاء في موسي عليه السلام

- ‌9 - باب: في داود عليه السلام

- ‌10 - باب: نقش خاتم سليمان عليه السلام

- ‌11 - باب: في دانيال عليه السلام

- ‌(29) " كتاب المناقب

- ‌1 - باب: فضل أبي بكر الصدّيق

- ‌2 - باب: فضل عمر بن الخطاب

- ‌3 - باب: في فضل أبي بكر وعمر وغيرهما

- ‌4 - باب: فضل عليّ بن أبي طالب

- ‌5 - باب: العشرة المُبشَّرين بالجنة

- ‌6 - باب: فضل الزُّبير بن العوَّام

- ‌7 - باب: فضل أبي عبيدة بن الجراح

- ‌8 - باب: فضل أهل البيت

- ‌9 - باب: فضل الحسن بن علي

- ‌10 - باب: فضل خديجة

- ‌11 - باب: فضل فاطمة

- ‌12 - باب: فضل عائشة

- ‌13 - باب: فضل زيد بن حارثة وابنه

- ‌14 - باب: فضل سعد بن معاذ

- ‌15 - باب: فضل عبد الله بن مسعود

- ‌16 - باب: فضل أبي طلحة الأنصاري

- ‌17 - باب: فضل جرير بن عبد الله

- ‌18 - باب: فضل أبي الدرداء

- ‌19 - باب: فضل عبد الله بن عمرو ابن أمِّ حرام

- ‌20 - باب: فضل قيس بن عاصم

- ‌21 - باب: فضل النابغة الجَعْدي

- ‌22 - باب: فضل مدلوك أبي سفيان

- ‌23 - باب: فضل عمرو الطّائي

- ‌24 - باب: في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وعمِّه وغيرهم

- ‌25 - باب: فضل أسعد الحميري

- ‌26 - باب: في حاتم الطائي

- ‌27 - باب: فضل أهل بدر والحُدَيبية

- ‌28 - باب: فضل المهاجرين والأنصار

- ‌29 - باب: فضل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو رأى من رآه

- ‌30 - باب: في فضل الصحابة والقرون الثلاثة

- ‌31 - باب: النهي عن سبّ الصحابة

- ‌32 - باب: فضل قريش

- ‌33 - باب: ما جاء في قبائل العرب

- ‌34 - باب: حُبِّ العرب

- ‌35 - باب: فضل أهل الحجاز

- ‌36 - باب: فضل من مات بالمدينة

- ‌37 - باب: فضل الشام ودمشق

- ‌38 - باب: فضل الرَّمْلة

- ‌39 - باب: فضل عُمان

- ‌40 - باب: فضل رجال من بني فارس

- ‌41 - باب: فضل هذه الأمة

- ‌42 - باب: فضل الإِنسان

- ‌(30) " كتاب الدعوات

- ‌1 - باب: فضل التهليل والتسبيح والتحميد

- ‌2 - باب: إحصاء الأسماء الحسنى

- ‌3 - باب: اسم الله الأعظم

- ‌4 - باب: الاستغفار

- ‌5 - باب: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب: ما يقال في الصباح والمساء

- ‌7 - باب: ما يقول إذا أوى إلى فراشه

- ‌8 - باب: ما يقول إذا تضوّر من الليل

- ‌9 - باب: التشهد عند الدخول على أهله

- ‌10 - باب: ما يقول عند القيام من المجلس

- ‌11 - باب: ما يقول عند أول لقمة من الطعام

- ‌12 - باب: التسمية عند وضع الثياب

- ‌13 - باب: ما يقول عند الجماع

- ‌14 - باب: ما يقول عند الكرب

- ‌15 - باب: الاستخارة

- ‌16 - باب: ما يقول عند رؤية المُبتلى

- ‌17 - باب: ما يقول عند رؤية المطر

- ‌18 - باب: ما يقول إذا أفطر عند قوم

- ‌19 - باب: قول الرجل لأخيه: جزاك الله خيرًا

- ‌20 - باب: ما يقول للمريض إذا عُوفي

- ‌21 - باب: ما يقول عند دخول السوق

- ‌22 - باب: فضل الدعاء

- ‌23 - باب: الاستكثار من دعاء الناس

- ‌24 - باب: دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب

- ‌25 - باب: الدعاء بـ (يا ذا الجلال والإِكرام)

- ‌26 - باب: آداب الدعاء

- ‌27 - باب: سؤال الجنَّة والاستجارة من النار ثلاثًا

- ‌28 - باب: من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌29 - باب: فيمن دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن أهلًا لذلك

- ‌30 - باب: الاستعاذة

الفصل: ‌10 - باب: ما يقول عند القيام من المجلس

(8/ 452 - 454) ومسلم (4/ 2129 - 2136) من طريق الزهري عن سعيد وآخرين عن عائشة، وفيه:

قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّم ثم جلس. قالت: فتشهّد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس.

‌10 - باب: ما يقول عند القيام من المجلس

1580 -

حدّثنا خالد: نا أحمد: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهيعة عن خالد بن أبي عمران عن نافع.

عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقوم من مجلسٍ إلَّا دعا: "اللَّهم ارزقني من خشيتك ما تحول بيني وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تدخلني به جنّتك، ومن التقوى ما تهوّن به عليَّ مصائب الدّنيا، وأمتعني بسمعي وبصري وقوّتي ما أحييتني، واجعلهم الوارثَ منّي، واجعل ثأري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همّي، ولا مبلغَ علمي، ولا تسلّط عليّ من لا يرحمني".

أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(5/ ق 256/ ب) من طريق تَمَّام.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(رقم: 1911) من طريق ابن لهيعة به.

وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه، وقد توبع:

تابعه عبيد الله بن زَحْر عند الترمذي (3502) -وحسّنه- والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(401، 402) -وعنه: ابن السنّي (446) - والطبراني وأبي الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(4/ 345 - ط العلمية)، وابن زَحْر ليّن الحديث.

وتابعه الليث بن سعد -الإِمام الحافظ- عند الطبراني والحاكم

ص: 424

(1/ 528) -وصححه على شرط البخاري، وسكت عليه الذهبي-. لكن راويه عن الليث كاتبه عبد الله بن صالح، وهو صدوق كثير الغلط.

فالحديث حسنٌ بمجموع هذه الطرق.

1581 -

أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي قراءةً عليه: نا عثمان بن عبد الله بن أبي جَميل: نا حجّاج بن محمَّد الأعور عن ابن جُريج، قال: أخبرني موسى بن عُقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه.

عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من جلس في مجلس كَثُرَ فيه لَغَطَهُ ثمّ قال قبلَ أن يقوم: (سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) إلَّا غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك".

أخرجه أحمد (2/ 494 - 495) والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 105) والترمذي (3433) -وقال: حسن صحيح- والنسائي في "اليوم والليلة"(397) -وعنه: ابن السنّي (447) - والطحاوي في "معاني الآثار"(4/ 289) والطبراني في "الدعاء"(1914) وابن حبّان (2/ 354 - 355) والحاكم في "المستدرك"(1/ 536 - 537) و"معرفة علوم الحديث"(ص 113) وابن جُمَيع في "معجم شيوخه"(ص 239 - 240) - ومن طريقه: الذهبي في "النبلاء"(6/ 335)، وقال: صحيح غريبٌ- والبيهقي في "الشعب"(1/ 435) والخطيب في "الجامع"(1/ 132) والبغوي في "شرح السنّة"(5/ 134) من طرقٍ عن حجّاج به.

قال البخاري عقبه: "وقال موسى عن وُهيب: نا سهيل عن عون بن عبد الله بن عتبة قوله، ولم يذكر موسى بن عقبة سماعًا من سُهيل، وحديث وُهَيب أولى". وروى الحاكم في "المعرفة"(ص 113 - 114) والخليلي في "الإِرشاد"(3/ 960 - 961) والخطيب في "التاريخ"(2/ 28 - 29) نحو ذلك عن البخاري في حكايةٍ جرت له مع مسلم بن الحجّاج صاحب "الصحيح".

ص: 425

وقال الحاكم في "المعرفة": "هذا حديث من تأمّله لم يشك أنّه من شرط الصحيح، وله علة فاحشة". ثم ذكر إعلال البخاري للحديث. وقد غفل عن هذه العلة فأورده في "المستدرك"، ثم قال:"هذا الإِسناد صحيح على شرط مسلم، إلَّا أن البخاريَّ قد علّله بحديث وُهَيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن كعب الأحبار من قوله، فالله أعلم". أهـ. قال الحافظ في "النكت على كتاب ابن الصلاح"(2/ 718): "وهذا الذي ذكره لا وجود له عن البخاري، وإنما الذي أعلّه في جميع طرق هذه الحكاية هو الذي ذكره الحاكم أولًا". [يعني: في "المعرفة"].

وقد سبق البخاري بهذا الإِعلال الإِمام أحمد:

ففي "العلل" للدارقطني (8/ 203 - 204): "وخالفهم وُهَيب بن خالد: رواه عن سهيل عن عون بن عبد الله قولَه. وقال أحمد بن حنبل: حدّث به ابن جريج عن موسى بن عقبة، وفيه وهم، والصحيح قول وُهيب. وقال [يعني: أحمد]: وأخشى أن يكون ابن جريج دلّسه عن موسى بن عقبة: أخذه من بعض الضعفاء عنه. والقول كما قال أحمد".

وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 195): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه ابن جريج -فذكر الحديث-، فقالا: هذا خطأ، رواه وُهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوف، وهذا أصحُّ. قلت لأبي: الوهمُ ممّن هو؟ قال: يحتمل أن يكون الوهم من ابن جريج، ويحتمل أن يكون من سهيل، وأخشى أن يكون ابن جريج دلّس [تحرف في المطبوع إلى: وليس!] هذا الحديث عن موسى بن عقبة ولم يسمعه من موسى، أخذه من بعض الضعفاء. سمعت أبي مرة أخرى يقول: لا أعلم روى هذا الحديث عن سهيل أحدٌ إلَّا ما يرويه ابن جريج عن موسى، ولم يذكر ابن جريج فيه الخبر، فأخشى أن يكون أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى [أحد المتروكين]، إذ لم يروه أصحاب سهيل".

ص: 426

قلت: أما الخشية من تدليس ابن جريج فقد قال الحافظ في "النكت"(2/ 724): "فقد أمناها لوجودنا هذا الحديث من طرقٍ عدة عن ابن جريج قد صرّح فيها بالسماع من موسى". ثم قال (2/ 725 - 726): "وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه، وذلك أن سهيلًا كان قد أصابته علّة نسي من أجلها بعض حديثه، ولأجل هذا قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجُّ به (1). فإذا اختلف عليه ثقتان في إسنادٍ واحدٍ: أحدهما أعرف بحديثه -وهو: وُهيب- من الآخر -وهو: موسى- قَوِيَ الظنّ بترجيح رواية وهيب، لاحتمال أن يكون عند تحديثه لموسى بن عقبة لم يستحضره كما ينبغي، وسلك فيه الجادّة، فقال: (عن أبيه عن أبي هريرة) كما هي العادة في أكثر أحاديثه. ولهذا قال البخاري في تعليله: لا نعلم لموسى سماعًا من سهيل". يعني: أنه إذا كان غير معروف بالأخذ عنه، ووقعت عنه رواية واحدة خالفه فيها من هو أعرف بحديثه وأكثر له ملازمة رجحت روايته على تلك الرواية المنفردة". أهـ. كلام الحافظ، وقد قال في "الفتح" (13/ 545): "وأما من صحّحه فإنّه لا يرى هذا الاختلاف علّةً قادحةً، بل يجوّز أنه عند موسى بن عقبة على الوجهين".

وتابع موسى على روايته:

1 -

محمَّد بن أبي حميد عند الطبراني في "الدعاء"(1913)، ومحمد ضعيف كما في "التقريب".

2 -

إسماعيل بن عياش عند الفريابي في كتاب "الذكر" كما في "النكت"(2/ 722). وإسماعيل ضعيف في روايته عن أهل الحجاز، وسهيل مدني. وقد قال أبو حاتم -كما في "العلل" (2/ 196) -:"فما أدري ما هذا؟! نفس إسماعيل ليس برواية عن سهيل، إنما روى عنه أحاديث يسيرة".

(1) وقال ابن معين: ليس حديثه بحجة.

ص: 427

3 و 4 - عاصم بن عمر، وسليمان بن بلال عند الدارقطني في "الأفراد" -كما في "النكت"- من رواية الواقدي عنهما. والواقدي متّهمٌ.

وله عن أبي هريرة طريقٌ آخر:

أخرجه أبو داود (4858) والطبراني في "الدعاء"(1915) وابن حبّان (2/ 353 - 354) والمزي في "التهذيب"(2/ 808) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عنه مرفوعًا.

وعبد الرحمن ذكره الذهبي في "الميزان"(2/ 580) وقال: "له ما يُنكر". أهـ. وقد خولف فيه كما سيأتي في حديث عبد الله بن عمرو.

وقد جاء الحديث من رواية جماعة من الصحابة، وهم: أبو برزة الأسلمي، ورافع بن خَديج، وجبير بن المطعم، والسائب بن يزيد، وعائشة، والزبير، وابن مسعود، وأنس، وعلي، وابن عمر، وأبي سعيد، ورجل من الصحابة.

أمّا حديث أبي بَرْزَة:

فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256) وأحمد (4/ 425) والدارمي (2/ 283) وأبو داود (4859) والنسائي في "اليوم والليلة"(426) والروياني في "مسنده"(ق 223/ أ) والطبراني في "الدعاء"(1917) والحاكم (1/ 537) والخطيب في "الجامع"(2/ 132 - 133) من طريق الحجّاج بن دينار عن أبي هاشم عن أبي العالية عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأَخَرَةٍ إذا أراد أن يقوم من المجلس: (سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلَّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك). فقال رجل: يا رسول الله! إنّك لتقول قولًا ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال: "كفّارةٌ لما يكون في المجلس".

قال ابن القيم في "تهذيب السنن"(7/ 203): "إسناده حسنٌ: الحجّاج صدوق وثّقه غير واحدٍ، وأبو هاشم هو الرمّاني من رجال الصحيحين". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح"(13/ 545): "سنده قويٌّ".

ص: 428

وأمّا حديث رافع:

فأخرجه النسائي (427) والطبراني في "الصغير"(1/ 222) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 239 ب-240/ أ) و"الكبير"(4/ 342) و"الدعاء"(1918) والحاكم (1/ 537) من طريق يونس بن محمَّد المؤدّب عن مصعب بن حيّان عن أخيه مقاتل عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه أنه قال: كان صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مجلس حتى يقول: سبحانك

، ثم يقول: إنّها كفارة ما يكون في المجلس". لفظ الطبراني، وقال: "لم يروه عن أبي العالية عن رافع إلَّا مقاتل، ولا عنه إلَّا أخوه مصعب، تفرّد به يونس".

ومصعب ليّن الحديث كما في "التقريب" وقال الهيثمي (10/ 141): "رجاله ثقات"! وقال المنذري في "الترغيب"(2/ 412): "إسناده جيد"!

وقد أُعلّ حديثهما بالإِرسال:

ففي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 188) بعد ما ذكر سند الحديثين: "قلت: ورواه منصور عن فُضيل بن عمرو عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلٌ. قال أبي: حديث منصور أشبه، لأن حديث أبي هاشم رواه حجّاج بن دينار عن أبي هاشم، وحجّاج ليس بالقوي. وحديث الربيع بن أنس دونه [كذا] مصعب بن حيّان عن مقاتل بن حيّان عن الربيع. قال أبو زرعة: حديث منصور أشبه، لأن الثوري رواه وهو أحفظهم".

ورواية منصور هذه عند ابن أبي شيبة (10/ 256) والنسائي (430) من رواية الثوري عنه، وتابعه عليه: إسرائيل بن يونس عند النسائي (428). وإسناد المرسل صحيح.

وأما حديث جبير:

فأخرجه النسائي (424) وابن أبي عاصم في "الدعاء" -كما في "النكت"(2/ 735) - والطبراني في "الكبير"(2/ 145) و"الدعاء"(1919) من طريق عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة عن مسلم بن أبي حُرَّة -زاد

ص: 429

النسائي وابن أبي عاصم: وداود بن قيس- عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعًا: "من قال: (سبحانك

) في مجلس ذكرٍ كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في غير مجلس ذكرٍ كانت كفّارةً".

قال الحافظ في "النكت": رجاله ثقات إلَّا أنّه اختلف في وصله وإرساله، فقال ابن صاعد: تفرّد عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة بقوله: (عن نافع بن جبير عن أبيه). أهـ.

وعبد الجبار صدوق، وقد خالفه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر العدني -وهو صدوق ملازم لابن عيينة- فرواه عن ابن عيينة عن ابن عجلان عن مسلم عن نافع بن جبير مرسلًا، أخرجه النسائي (425). وهكذا رواه الحسين بن الحسن المروزي في كتاب "البر والصلة" عن ابن عيينة وعلي بن غراب كليهما عن ابن عجلان به مرسلًا كما في "النكت". وذكر الحافظ أن الليث بن سعد رواه عن ابن عجلان هكذا.

ومما يؤيد الإِرسال:

ما أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(2/ 17 - 18) من طريق روح بن عبادة والقعنبي عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلًا، وقال:"هذا أولى". وكان قد أخرجه قبل ذلك من رواية خالد بن يزيد العمري عن داود به متصلًا. ورواية خالد هذه أخرجها أيضًا: الطبراني (2/ 145 - 146) والخطيب في "الجامع"(2/ 132). وخالد متهم بالكذب.

وقال الحافظ في "النكت"(2/ 736): "ورُوِّيناه في (فوائد على بن حجر) عن إسماعيل بن جعفر [وهو ثقةٌ ثبتٌ] عن داود بن قيس عن نافع مرسلًا أيضًا".

وأخرجه الحاكم (1/ 537) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأحمد بن الحسين

ص: 430

اللهبي عن داود بن قيس عن نافع عن أبيه. لكن في الإِسناد سقطًا بين داود والراويين عنه. وقال الدمياطي في "المتجر الرابح"(ص 477): "رواه الطبراني والنسائي والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. قلت: وإسناد الثلاثة كما قال".

وأما حديث السائب:

فأخرجه أحمد (3/ 450) والطحاوي في "معاني الآثار"(4/ 289) والطبراني في "الكبير"(7/ 183) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن يزيد بن خصيفة عنه مرفوعًا. بنحو حديث أبي هريرة.

قال الحافظ في "النكت"(2/ 732): "رجاله ثقات أثبات، والسائب قد صحَّ سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث صحيح". أهـ. وصححه أيضًا في "الفتح"(13/ 545).

وأما حديث عائشة:

فأخرجه النسائي في "الصغرى"(رقم: 1344) و"اليوم والليلة"(400) والطبراني في "الدعاء"(1912) والبيهقي في "الشعب"(1/ 435) -ومن طريقه: السمعاني في "أدب الإِملاء"(ص 75) - من طريق خلّاد بن سليمان عن خالد بن أبي عمران عن عروة عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسًا أو صلّى صلاةً تكلم بكلمات، فسألت عائشة عن تلك الكلمات، فقال: "إن تكلّم بخيرٍ كان طابعًا عليهنّ إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفّارة

له: سبحانك

إلخ".

وإسناده قوي كما قال الحافظ في "الفتح"(13/ 545)، وصحّحه في "النكت".

وأخرجه النسائي (398) والطحاوي في "معاني الآثار"(4/ 290) والحاكم (1/ 496 - 497) -وصحّحه، وقال الذهبي: على شرط خ، م-

ص: 431

والسمعاني (ص 75) من طريق الليث بن سعد عن ابن الهاد عن يحيى بن سعيد عن زُرارة بن أوفى عنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلَّا قال: (سبحانك

إلخ) فقلت له: يا رسول الله! ما أكثرَ ما تقول هؤلاء الكلماتِ إذا قمت! فقال: "إنّه لا يقولهن أحد حين يقوم من مجلسه إلَّا غُفر له ما كان في ذلك المجلس".

هكذا رواه شعيب بن الليث، ويحيى بن بُكير، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن عبد الحكم عن الليث. وخالفهم قتيبة بن سعيد فرواه عن الليث عن يحيى عن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري عن رجل من أهل الشام عن عائشة، هكذا أخرجه النسائي (399). وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 349) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث والليث عن يحيى به كرواية قتيبة.

وزُرارة قيل: هو ابن أوفى، وهذا ما يقتضيه تصحيحُ الذهبيِّ الحديثَ على شرط الشيخين، ورجّح ذلك الإِسماعيلي فقد أخرج هذا الحديث -كما في "التهذيب" (3/ 324 - 325) - في "مسند يحيى بن سعيد" في باب:(زُرارة بن أوفى عن عائشة). وقال الحافظ في "التهذيب": "هو عندي وهمٌ، والصواب أنه كان عن (ابن زُرارة) فوقع فيه حذفٌ والله أعلم". وهو ما رجّحه المزّي، وابن زُرارة هو محمَّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة المذكور في رواية قتيبة وابن وهب. ومما يؤكّد ما ذهبا إليه: أن يحيى بن سعيد الأنصاري لا تعرف له رواية عن ابن أوفى، بل هو ممن يروي عن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري الذي لم يدرك عائشة، وبالتالي فالحديث منقطع الإِسناد من هذا الوجه.

وأمّا حديث الزُّبير:

فأخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 75 - 76) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 239/ ب) عن شيخه محمَّد بن علي بن حبيب الطرائفي عن

ص: 432

محمَّد بن يحيى الكلبي الحرّاني عن الحسن بن محمَّد بن أعين عن عبد العزيز ابن صهيب عن حبّال مولى الزبير عن مولاه مرفوعًا: "إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون فيها على أنفسكم فقولوا عند مقامكم: سبحانك

إلخ- يُكفّر عنكم ما أصبتم فيها". وقال: لا يروى عن الزبير إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به الطرائفي".

وقال الهيثمي (10/ 142): "وفيه من لم أعرفه". أهـ. قلت: يعني شيخ الطبراني ومولى الزبير. وقال الحافظ في "الفتح"(13/ 545): "سنده ضعيف".

وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 203) وابن عدي في "الكامل"(7/ 240) من طريق يحيى بن كثير البصري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي عنه مرفوعًا: "كفارة المجلس أن يقول العبد: سبحانك. . . الحديث".

وابن كثير ضعيف كما في "التقريب". وقد تابعه عبيد بن عمرو الحنفي عند الطبراني في "الأوسط"(1249)، وعبيد ضعّفه الأزدي والدارقطني. (اللسان: 4/ 121). وقال الهيثمي (10/ 141): "وفيهما عطاء بن السائب، وقد اختلط".

وأما حديث أنس:

فأخرجه البزار (كشف- 3123) والطحاوي في "معاني الآثار"(4/ 289) والعقيلي في "الضعفاء"(3/ 217) والطبراني في "الدعاء"(1916) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 255/ أ) من طريق عثمان بن مطر عن ثابت عنه مرفوعًا: "كفارة المجلس أن تقول: سبحانك

الحديث".

قال البزّار: "لا نعلمه يروى عن أنس إلَّا من هذا الوجه، وعثمان ليّن

ص: 433

الحديث". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 141): "وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف". وقال الحافظ في "الفتح" (13/ 545):"سنده ضعيف". وذكره في "النكت"(2/ 732) أن الحسين بن الحسن المروزي أخرجه في زيادات "البر والصلة" من طريق فلان بن غياث عن ثابت به. وفلان غير معروف، وليس هو حفص بن غياث، فإنّ لا يروى عن ثابت.

وأما حديث علي:

فقد قال الحافظ في "النكت"(2/ 738): "رواه أبو علي ابن الأشعث في كتاب "السنن" بإسناده المشهور عن أهل البيت، وهو ضعيف". وقال في "الفتح"(13/ 545 - 546): "سنده واهٍ".

وابن الأشعث هو محمَّد بن محمَّد بن الأشعث الكوفي قال الدارقطني: وضع ذاك الكتاب. يعني: العلويّات. "اللسان: 5/ 362".

وأما حديث ابن عمرو:

فأخرجه أبو داود (4857) والطبراني في "الدعاء"(1915) وابن حبّان (2/ 352) والمزّي في "التهذيب"(2/ 808) من طريق سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عنه قال: كلمات لا يتكلم بهنّ أحد في مجلس لغو أو مجلس باطل، عند قيامه، ثلاث مرّات، إلَّا كفرتهن عنه،

ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلَّا خُتِم له بهنّ عليه كما يُختم بالخاتم على الصحيفة سبحانك

إلخ". وهو موقوف.

وإسناده جيّد. ورُوي عنه مرفوعًا:

أخرجه الطبراني في "الكبير" -كما في "النكت"(2/ 730) - من طريق محمَّد بن جامع العطّار عن حصين بن نُمير عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعًا: "كفارة المجلس: سبحانك

إلخ".

وقال الهيثمي (10/ 142): "وفيه محمَّد بن جامع العطّار وثّقه ابن حبّان

ص: 434

وضعّفه جماعة، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: ضعّفه أبو يعلى وأبو حاتم والدارقطني، وتركه ابن عبد البر. (اللسان: 5/ 99). وقد خولف فيه: فقد رواه محمَّد بن فضيل في "كتاب الدعاء" -كما في "النكت"- وعنه ابن أبي شيبة (10/ 256) -وفي سنده سقط وتحريف- عن حصين بن عبد الرحمن به موقوفًا. قال الحافظ: "وكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الله بن إدريس الأودي وغير واحدٍ عن حصين موقوفًا".

وأما حديث أبي سعيد:

فأخرجه جعفر الفريابي في "كتاب الذكر" -كما في "النكت"- عن شيخه الفلاس عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي هاشم عن أبي مِجْلَز عن قيس بن عباد عنه أنّه قال: من قال في مجلسه: (سبحانك

) ختمت بخاتم فلم تُكسر إلى يوم القيامة".

قال الحافظ: "إسناده صحيح وهو موقوف، لكن له حكم المرفوع؛ لأنّه مما لا يقال بالرأي". قلت: لكن له علة:

فقد رواه عمرو بن مرزوق -عند الطبراني في "الدعاء"(391) - ومحمد بن جعفر (غندر) -عند النسائي في "اليوم والليلة"(82) - عن شعبة مثله، لكن قالا: "من توضأ فقال: (سبحانك

) كتب في رقّ ثم طبع بطابع فلم يُكسر إلى يوم القيامة". وقال البيهقي في "الشعب" (3/ 21): "ورواه معاذ بن معاذ عن شعبة موقوفًا".

وهكذا رواه الثوري عند عبد الرزاق (1/ 186) وابن أبي شيبة (1/ 3 و 10/ 450 - 451) والنسائي (83)، وهُشَيم عند سعيد بن منصور كما في "نتائج الأفكار"(1/ 250).

فالذي عليه أكثر الرواة كون هذه الرواية في الوضوء، ولما كان مخرج الروايتين واحدًا، تعيّن الحكم بشذوذ رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، والله أعلم.

ص: 435