الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: فضل التهليل والتسبيح والتحميد
1558 -
أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حَذْلَم من لفظه: نا يزيد بن محمَّد بن عبد الصمد: نا هشام بن إسماعيل العطّار: نا الوليد بن مسلم: نا عبد الله بن العلاء بن زَبْر وابن جابر، قالا: نا أبو سلّام الأسود، قال:
حدّثني أبو سُلْمى (1) راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بخٍ بخٍ لخمسٍ ما أثقلهُنَّ في الميزان": لا إله إلَّا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولدُ الصالح يُتوفى للمرء المسلم فيحتِسبُه".
ورواه غيره عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر عن أبي سلّام الأسود عن ثوبان.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(6/ 58 و 7/ 433) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم: 167) وابن أبي عاصم في "السنة"(781) و"الآحاد والمثاني"(470) والدولابي في "الكنى"(1/ 36) والطبراني في "الكبير"(22/ 348) و"مسند الشاميين"(615، 804) و"الدعاء"(1680) وابن حبّان (الإِحسان- 3/ 114 - 115) والحاكم (1/ 511 - 512) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب"(7/ 136) والخطيب في "الموضح"(2/ 141) وابن عساكر (19/ 35 /ب) من طريق الوليد به.
(1) في الأصل: (سليمان)، والتصويب من (ظ) وهامش الأصل ففيه:(كذا في الأصول: "سليمان"، وصوابه: "سلمى").
وإسناده صحيح. وقال الهيثمي (10/ 88): "رجاله ثقات".
وأخرجه أحمد (3/ 443 و4/ 237) عن عفّان بن مسلم عن أبان العطّار عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلّام عن أبي سلّام عن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعًا، وأخرجه (5/ 366) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي سلّام أن رجلًا حدّثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وأخرجه من هذا الوجه الروياني في "مسنده"(ق 217/ ب)، لكن قال:(عن أبي أمامة).
ويحيى مدلس وقد عنعنه، وقال ابن معين: لم يلقَ زيدًا. وقال الهيثمي (10/ 88): "ورجاله رجال الصحيح".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 235/ ب) من طريق عكرمة بن عمّار عن يحيى عن أبي سلّام عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعًا. وعكرمة مضطرب الحديث عن يحيى كما قال أحمد وابن المديني والبخاري وغيرهم.
1559 -
حدّثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر: نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، قال: حدّثني أبي عن أبي سلّام الأسود، قال:
أخبرني ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بخٍ! بخ! خمسٌ ما أثقَلهنَّ في الميزان: لا إله إلَّا الله، وسبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، والولدُ الصالحُ يتوفَّى للمرء المسلم فيحتسِبُه".
وقد تابع إبراهيمَ جماعةٌ.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1679) و"مسند الشاميين"(801) من طريق إبراهيم به.
وإبراهيم قال النسائي: ليس بثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". (اللسان: 1/ 70).
وتابعه زيد بن يحيى الدمشقي عند البزار (كشف- 3072)، وزيد ثقة كما في "التقريب"، لكن الراوي عنه العباس بن عبد العظيم الباشاني شيخ البزّار لم أعثر على ترجمةٍ له. وقد قال البزّار:"لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلَّا من هذا الوجه عن ثوبان، وإسناده حسن". وقال الهيثمي (10/ 88): "رواه البزّار وحسّن إسناده، إلَّا أن شيخه العباس بن عبد العظيم الباشاني لم أعرفه".
فالصواب في الحديث أنه من مسند أبي سُلمى، وإلى هذا مال المزّي في "تحفة الأشراف" (9/ 220) حيث قال:"وكأن حديث الوليد بن مسلم أشبه بالصواب".
تنبيه على تنبيه!:
قال الشيخ الألباني في "الصحيحة"(3/ 203): " (تنبيه) وقع الحديث في "الجامع الصغير" معزوًا لأحمد عن أبي أمامة أيضًا، وهو وهم لا أدرى منشأه، وقد انطلى أمره على المناوي فلم ينبّه عليه، وليس له أصلٌ عن أبي أمامة مطلقًا فيما علمت"!!.
قلت: هو في "مسند الإِمام أحمد"(5/ 253)، وأخرجه أيضًا الطيالسي في "مسنده" (رقم: 1139) والبغوي في "الجعديات"(رقم: 2198) من طريق يعلي بن عطاء عن شيخ من أهل دمشق عن أبي أمامة مرفوعًا. وإسناده ضعيف لإِبهام تابعيّه.
1560 -
أخبرنا أبو الحسين محمَّد بن هميان البغدادي: نا الحسن ابن عَرفَة: نا أبو بدر شجاع بن الوليد: نا زائدة بن قدامة، قال: سمعت منصورًا يُحدِّث عن طلحة بن مُصرِّف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة.
عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال: (لا إله
إلَّا الله، وحده لا شريك له، له الملك (1)، وهو على كل شيءٍ قدير)، عشرَ مرّاتٍ كُنَّ كعِدْل نَسَمةٍ".
أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 310) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(رقم: 125) من طريق زائدة به، وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1717) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور به.
1561 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السَّفر، وأحمد بن سليمان بن حَذْلَم، قالا: نا بكّار بن قتيبة: نا يعقوب بن إسحاق المقرئ: نا مالك بن مِغْوَل عن طلحة بن مُصرِّف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة.
عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال: (لا إله إلَّا الله، وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير) عشرَ مرّات فهوكعتق نَسَمةٍ"(2).
أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" -كما في "تحفة الأشراف"(2/ 26)(3) - والطبراني في "الدعاء"(1724) من طريق مالك به.
وأخرجه الطيالسي (740) وابن أبي شيبة (10/ 301) وأحمد (4/ 285، 304) والروياني في "مسنده"(ق 79/ أ) والطبراني في "مسند الشاميين"(767) و"الدعاء"(1715 - 1723) وابن حبّان (الإِحسان- 3/ 130) والحاكم (1/ 501) والبيهقي في "الشعب"(3/ 223 - 224) من طرقٍ عن طلحة به.
وإسناده صحيح. وقال المنذري في "الترغيب"(2/ 419): "رواته
(1) عند مخرجي الحديث زيادة: "وله الحمد".
(2)
هذا الحديث تكرر في (الفوائد) مرتين.
(3)
لم أجده في "عمل اليوم والليلة" المطبوع.
محتجٌّ بهم في الصحيح" وكذا قال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 430) كذا قالا، وابن عوسجة ليس من رجال الصحيح.
1562 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمَّد بن السفر، وعبد الرحمن بن عبد الله بن راشد، وأحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلَم، قالوا: نا بكّار بن قُتيبة: نا رَوح بن عُبادة القيسي: نا حجّاج بن الصوّاف عن أبي الزُّبَير.
عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: (سُبحان الله العظيم وبحمده) غُرِست له نخلةٌ في الجنّة".
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(5/ 43) من طريق تَمَّام.
1563 -
وأخبرنا الحسن بن حبيب: نا بكّار بن قتيبة، وأبو أميّة الطَّرَسُوسي [محمد بن إبراهيم بن مسلم](1)، وعلي بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق، قالوا: نا روح بن عبادة: نا حجّاج الصوّاف بإسناده مثله.
1564 -
وأخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عبد الحكم (2) القَطْري بالرَّمْلة: نا آدم بن أبي إياس: نا حمّاد بن سلمة عن الحجّاج بن أبي عثمان الصوّاف. فذكر مثلَ حديث رَوح بن عُبادة، وقال:"غُرِس له نبتٌ أو شجرةٌ".
أخرجه الترمذي (3464) -وقال: حسن صحيح- وأبو يعلى (4/ 165) -وعنه: ابن حبّان (الإِحسان- 3/ 109) - والطبراني في "الصغير"(1/ 103) و"الدعاء"(1675) والبيهقي في "الدعوات"(رقم: 127) من طرقٍ عن روح بن عبادة به.
(1) من (ظ).
(2)
في (ظ): (عبد الملك) خطأ، والمثبت موافق لما ذكره الذهبي في "النبلاء"(15/ 413) في مشايخ خيثمة، وانظر أيضًا:"اللباب"(3/ 45).
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 290) والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(827) والحاكم (1/ 501، 512) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طرقٍ عن حماد بن سلمة به.
وأخرجه الترمذي (3465) -وحسّنه- وابن حبّان (3/ 109 - 110) من طريق مُؤَمّل بن إسماعيل عن حمّاد عن أبي الزبير به، ولم يذكر حجّاجًا. ومؤمّل ضعيف الحفظ، فلا يُعوّل على ما انفرد به.
ورجاله ثقات إلَّا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه، لكن له شواهد يُحسّن بها، من حديث ابن عباس، وابن عمرو، وأبي هريرة، ومعاذ بن أنس:
أما حديث ابن عباس:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 236/ أ) و"الدعاء"(1676) من طريق عمران بن عبيد الله عن الحكم بن أبان عن عكرمة عنه مرفوعًا: "من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر، غرس الله له بكل واحدةٍ منهن شجرةً في الجنة".
قال المنذري في "الترغيب"(2/ 425): "إسناده حسن، لا بأسَ به في المتابعات". وقال الهيثمي (10/ 91): "رجاله موثقون".
وعمران قال البخاري: فيه نظر. وضعّفه ابن معين. وقال ابن عدي في "الكامل"(5/ 96): "غير معروفٍ" وذكره ابن حبّان في "ثقاته"(8/ 497).
وأما حديث ابن عمرو:
فأخرجه البزّار (كشف- 3079) من طريق محمَّد بن بشر (بالأصل: بشير. تحريف) عن يونس بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: "من قال: (سبحان والله وبحمده) غُرست له نخلة في الجنة". وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 296، 300) من طريق أبي داود الحفري عمر بن سعد عن يونس عن عمرو عن جدّه موقوفًا.
وهذا الاضطراب من يونس بن الحارث فإنه ضعيف كما في "التقريب" ووهم فيه جماعة:
فقد قال المنذري (2/ 422) والدمياطي في "المتجر الرابح"(ص 432) والهيثمي (10/ 94): "رواه البزّار بإسنادٍ جيّد". وقال الشيخ الألباني في "الصحيحة"(1/ 95) عن إسناد ابن أبي شيبة: "رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين عمرو وجدّه ابن عمر"! وفاتهم جميعًا ضعف يونس!
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "زوائد ابن ماجه"(2/ 263) - وعنه: ابن ماجه (3807) -وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 218/ أ- ب) والحاكم (1/ 512) - وصحّحه وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي سنان القَسْمَلي عن عثمان بن أبي سودة عنه مرفوعًا: "قل:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكبر يغرس لك بكلّ واحدةٍ شجرةٌ في الجنة".
قال المنذري (2/ 424) والدمياطي (ص 436): "إسناده حسنٌ". وقال البوصيري: "هذا إسنادٌ حسنٌ: أبو سنان اسمه عيسى بن سنان، مختلفٌ فيه". أهـ. وفي "التقريب": "ليّن الحديث".
وأما حديث معاذ بن أنس:
فأخرجه أحمد (3/ 440) من طريق ابن لهيعة عن زبّان -وهو ابن فائد- عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعًا: "من قال: (سبحان الله العظيم) نبت له غرس في الجنة".
ابن لهيعة وشيخه ضعيفان، وسهل وثّقه العجلي وضعّفه ابن معين.
وقال الهيثمي (10/ 95): "إسناده حسنٌ"!.
1565 -
أخبرنا أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب: نا أحمد بن
محمَّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، قال: حدثني أبي عن أبيه عن سفيان الثوري عن محمَّد بن المنكدر.
في جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال (لا إله إلَّا الله) غُرِست له شجرةٌ في الجنة".
شيخ تمّام، قال الكتاني: كان يُتَّهم. (اللسان: 5/ 417). وشيخه قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر. ونقل عن أبي الجهم الشعراني أنه قال: قد كان كَبُر فكان يُلقّن ما ليس من حديثه فيتلقّن. (اللسان: 1/ 295).
وقد مضى له شاهدان من حديث أبي هريرة وابن عبّاس في تخريج الحديث السابق.
1566 -
أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد: نا يوسف بن موسى: نا مُخَيْمِر بن سعيد: نا رَوْح بن عبد الواحد: نا خُلَيد عن قتادة.
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا غَلَبَكم الليلُ أن تُكابِدوه (1)، وعدوُّكم أن تجاهدوه (2)، ومالُكم أن تنفقوا، فأكثروا من قول: (سبحان الله وبحمده)، فإنّهن خيرٌ من جبل ذهبٍ وفضّةٍ أن يُنفَقوا في سبيل الله".
عزاه إلى "فوائد تَمَّام": الحافظ ابن ناصر الدين في شرح حديث التسبيح (ص 98).
إسناده ضعيف: خُليد هو ابن دَعْلَج ضعيف كما في "التقريب"، ورَوْح بن عبد الواحد قال أبو حاتم: ليس بالمتين، أحاديثه متناقضة. (اللسان: 2/ 466). والراوي عنه لم أر من ذكره.
(1) في (ظ) و (ف): (تكابدوا)، (تجاهدوا).
(2)
في (ظ) و (ف): (تكابدوا)، (تجاهدوا).
وقد رُوي من حديث أبي أمامة، وابن مسعود، وابن عباس:
أما حديث أبي أمامة:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 228) عن شيخه أحمد بن محمَّد بن يحيى بن حمزة عن أبيه جده قال: ثنا حدّاد العُذْري مع ابن جابر عن العباس بن ميمون عن القاسم عنه مرفوعًا: "من هاله الليل أن يكابده، وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر أن يقول: (سبحان الله وبحمده)، فإنّها أحبُّ إلى الله من جبل ذهب وفضة ينفقان في سبيل الله".
وشيخ الطبراني سبق الكلام عليه في تخريج الحديث السابق، وحدّاد العذري لم أعثر على ترجمةٍ له، والعباس ذكره ابن عساكر في "التاريخ" (8/ ق 494/ ب) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال الدمياطي في "المتجر الرابح" (ص 432):"إسناده لا بأس به".
وأخرجه أيضًا في "الكبير"(8/ 230) و"مسند الشاميين"(رقم: 174) من طريق سليمان بن أحمد الواسطي عن عتبة بن حماد عن عبد الرحمن بن ثابت ثوبان عن القاسم مثله.
وإسناده تالف: سليمان كذّبه ابن معين وصالح جزرة. (اللسان: 3/ 72) وقال الهيثمي (10/ 94): "وفيه سليمان بن أحمد الواسطي، وثّقه عبدان وضعّفه الجمهور، والغالب على بقية رجاله التوثيق".
وأخرجه في "الكبير"(8/ 263) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم مثله، وإسناده واهٍ: علي متروك، وعثمان ضعّفوه.
وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه الإِسماعيلي في "معجمه"(2/ 726 - 727) والدارقطني في "العلل"(5/ 271) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "العلل"(رقم: 1401)
من طريق أحمد بن جناب عن عيسى بن يونس عن الثوري عن زُبيد عن مرّة عنه مرفوعًا: "
…
فإن ضنّ أحدكم بالمال أن ينفقه، وهاب الليل أن يكابده، وخاف العدو أن يجاهده، فليكثر من: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر".
هكذا رواه عيسى بن يونس -وهو ثقة- عن الثوري فرفعه، وخالفه عبد الرحمن بن مهدي -وهو الإِمام الثبت- فرواه عن الثوري موقوفًا، أخرجه الحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (رقم: 1134)، وتابعه أيضًا على وقفه: وكيع بن الجراح -قال ابن معين: هو أثبت من عبد الرحمن في سفيان- عند ابن أبي شيبة (10/ 391 - 392)، ومحمد بن كثير العبدي -وهو كما قال الحافظ: ثقة لم يُصب من ضعّفه- عند البخاري في "الأدب"(275).
ومما يؤيّد الوقف:
أن الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ 229) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 165 - 166 و 5/ 35) من طرقٍ عن محمَّد بن طلحة بن مصّرف عن زُبيد به موقوفًا مثله.
وإسناده حسنٌ: محمَّد فيه لينٌ. وقال المنذري في "الترغيب"(2/ 435): "رواته ثقات". وقال الهيثمي (10/ 90): "رجاله رجال الصحيح".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 165 - 166) بسندٍ لا بأس به عن مالك بن مِغْوَل -وهو ثقة- عن زُبَيد به موقوفًا بلفظ: "
…
فإذا بخلتم بالمال أن تنفقوه، وجبنتم عن العدو أن تقاتلوه، وضعفتم عن الليل أن تساهروه، فاستكثروا من قول:(سبحان الله، والحمد لله) فإنّها أحبُّ إلى الله من جبلي ذهب وفضةٍ".
وقال الدارقطني بعد أن ذكر وجوه الاختلاف في الحديث: "والصحيح موقوف".
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1/ 425 - 426) من طريق مِهران بن هارون الرازي عن سفيان بن عقبة عن حمزة الزيّات والثوري عن زُبيد به مرفوعًا.
ومِهران لم أظفر بترجمةٍ له.
وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(رقم: 641) والبزّار (كشف- 3058) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(ص 41) والطبراني في "الكبير"(11/ 84) والبيهقي في "الشعب"(1/ 290 - 291) وابن النجّار في "ذيل تاريخ بغداد"(3/ 220) من طريق إسرائيل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عنه مرفوعًا: "من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبَخِلَ بالمال أن ينفقه، وجَبُن عن العدو أن يجاهده، فليكثر ذكر الله".
قال البزّار: "لا نعلمه يروى إلَّا عن ابن عبّاس، ولا نعلم له إلَّا هذا الطريق". أهـ. وأبو يحيى ليّن الحديث كما في "التقريب". وقال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديث مناكير جدًّا كثيرة.
وقال الهيثمي (10/ 74): "وفيه أبو يحيى القتات وقد وُثّق وضعّفه الجمهور، وبقية رجال البزّار رجال الصحيح". أهـ. وأشار الحافظ الدمياطي في "المتجر الرابح"(ص 411) إلى ضعف حديث ابن عبّاس.
والخلاصة أن هذا الحديث ثابت من كلام ابن مسعود فحسب، والله أعلم.