الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا انفرد. (اللسان: 1/ 86). وفي السند انقطاع بين علي بن ثابت وابن سيرين.
وخلاصة القول أن هذا الحديث ضعيف جدًا وإن تعددت طرقه؛ لأنها لا تخلو من كذّاب أو متروك. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وهذا مسلَّمٌ له في أكثر الطرق، والحقّ ما قاله الحافظ في "المطالب" (ق 88/ ب) حيث قال:"ولا يثبت من هذا شيءٌ".
19 - باب: في فضل الإِطعام والسَّقي والكِسوة
1295 -
أخبرنا يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار: أنا علي بن العبّاس بن الوليد المَقَانِعي بفائدة ابن عقدة -وقال: ما سمعتُه إلّا منه-: نا الحسين بن نصر بن مُزاحِم: نا خالد بن عيسى العُكْلي عن حُصين أبي عبد الرحمن عن مِسْعَر بن كِدام عن أشعث بن أبي الشعثاء عن رجاء بن حَيْوة.
عن معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تبخلُنَّ على إخوانكم بذات أيديكم يُمسِكِ الله عز وجل ما في يديه عنكم، فإن {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96]، فلا تمنعوهم المعونةَ بأنفسكم أو المشيَ في حوائجهم فيحجبَ اللهُ دعاءكم. فإنّ من القرابة القريبةِ غدًا عند الله والزُّلفى لديه: إطعامَ الرجلِ منكم أخاه الجائعَ السَّغْبانَ. ومن الوسيلة إلى ربَّكم غدًا: أن يكسوَ أحدُكم أخاه ثوبًا يكسوه اللهُ عز وجل من خُضْر الجنة غدًا. وإنّ من مقدّمات الخير بكم إلى ربّكم: أن يسقيَ أحدُكم أخاه ويرويَه من الماء يسقيه اللهُ عز وجل من الرّحيق المختومِ". ثمّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26].
إسناده ضعيف منقطع: الحسين بن نصر والاثنان فوقه لم أعثر على ترجمة لهم. ورجاء روايته عن معاذ مرسلة كما قال المِزّيّ.
1296 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: نا أبو القاسم منصور بن عبد الله الورّاق، قال: حدّثني علي بن جابر ابن بشر (1) الأوْدِي: نا حسن بن حسين بن عطية: نا أبي عن مِسْعَر بن كِدام عن عطيّة.
عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلَكم رجلٌ مسرفٌ على نفسه وكان مسلمًا: كان إذا أكل طعامًا طَرَحَ تُفالةَ (2) طعامه على مَزْبَلَةٍ، فكان يأوي إليها عابدٌ، فإن وَجَدَ كِسرة كلها، وإن وَجَدَ بَقْلَةً أكلها، وإن وَجَدَ عَرْقًا (3) تعرّقه". قال: "فلم يزل كذلك حتى قبض اللهُ عز وجل ذلك الملكَ فأدخله النارَ بذنوبه. فخرج العابدُ إلى الصحراء مقتصرًا على مائها وبَقْلِها، ثمّ إنّ الله عز وجل قبض ذلك العابد، فقال: هل لأحدٍ عندك معروفٌ تكافئه؟ قال: لا، يا ربِّ. قال: فمن أين كان معاشُك؟ -وهو أعلمُ بذلك-. قال: كنتُ آوي إلى مَزْبَلة ملكٍ. فإن وجدتُ كِسرةً أكلتُها، وإن وجدتُ بَقْلةً أكلتُها، وإن وجدت عَرْقًا تعرّقته فقبضتَه فخرجتُ إلى البريّة مقتصرًا علي بَقْلها ومائها. فأمر الله عز وجل بذلك الملك، فأُخرج من النار جمرةً تنفض، فأُعيد كما كان. فقال: يا ربّ! هذا الذي كنت آكل من مَزْبَلته". قال: "فقال الله عز وجل له: خْذْ بيده فأدخِله الجنّةَ من معروفٍ كان منه إليك لم يعلم به، أَمَا لو عَلِمَ به ما أدخلتُه النَّارَ".
الحديث عزاه في "الكنز"(6/ 201) إلى: "فوائد تمّام".
(1) في (ظ): (بسر).
(2)
كذا بالمثناة، والثُفالة - بالمثلّثة بقية الشيء.
(3)
العَرْق: العظم إذا أُخِذ منه معظم اللحم. "نهاية".
وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(17/ ق 110/ ب- 111/ أ) من طريق تمّام وغيره، وقال. "هذا حديثٌ غريبٌ".
وإسناده واهٍ: الحسين بن الحسن بن عطيّة -وقد نُسِب في السند إلى جدّه- ضعيف كما قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. (اللسان: 2/ 278) وجدّه عطية العَوْفي ضعيف أيضًا. وابنه الحسن لم أعثر على ترجمته، وليس هو المذكور في "اللسان"(2/ 199) و"الجرح"(3/ 6) فهذا متقدّمٌ يروي عن التابعي عبد الملك بن عُمير. ومنصور ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه علي لم أعثر على ترجمة له.