الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"شرح السنّة"(4/ 155) والمزي في "التهذيب"(1/ 433) من طرقه عن زَنْفَل به.
قال الترمذي: "هذا حديث غريبٌ؛ لا نعرفه إلَّا من حديث زَنْفَل، وهو ضعيفٌ عند أهل الحديث، ويقال له: زنفل العَرَفي، وكان سكن عرفات. وتفرّد بهذا الحديث، ولا يُتابع عليه". أهـ. ونقل الحافظ في "تخريج الأذكار" -كما في شرحها لابن علّان (3/ 356) - عن البزّار أنه قال: لا نعلمه يروى إلَّا بهذا الإِسناد، ولا يُتابع زَنْفَل عليه. وعن الدارقطني أنه قال في "الأفراد": تفرّد به زَنْفَل.
وزَنْفَل ضعيف كما في "التقريب". وسئل أبو زُرعة -كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 203 - 204) عن هذا الحديث، فقال:"هذا حديثٌ منكرٌ، وزَنْفَل فيه ضعفٌ، ليس بشيءٍ". وقال النووي في "الأذكار"(ص 101) والحافظ في "الفتح"(11/ 184): "إسناده ضعيف".
16 - باب: ما يقول عند رؤية المُبتلى
1591 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب، وأبو مُحْرِز عبد الواحد ابن إبراهيم بن عبد الواحِد العَبْسي، قالا: نا أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن الحسن بن السَّكَن العامريّ الحافظ: نا محمَّد بن موسى الجُرَشي: نا زياد بن الربيع اليَحْمَدي (1) عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه.
عن جدِّه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"ما من مسلمٍ يفجأه مُبتلًى فيقول: (الحمدُ لله الذي عافاني ممّا ابتلاك به) إلَّا عافاه اللهُ من ذلك البلاء، كائنًا ما كان، أبدًا ما عاش".
(1) وقيل: (اليُحْمِدي).
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(جزء أحمد بن عتبة -ص 204) من طريق تمّام.
وأخرجه الطيالسي (رقم: 13) وعبد بن حميد في "المنتخب"(38) والترمذي (3431) والعقيلي في "الضعفاء"(3/ 270) والخرائطي في "فضيلة الشكر لله"(ص 33) والطبراني في "الدعاء"(797) وابن عدي في "الكامل"(5/ 136 و 6/ 212) وابن السنيّ (308) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 265) والبيهقي في "الشعب"(4/ 108 و 7/ 506 - 507) والبغوي في "شرح السنة"(5/ 130 - 131) من طرقٍ عن عمرو بن دينار به.
قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ، وعمرو بن دينار قَهْرُمانُ آل الزبير شيخٌ بصريٌّ، وليس هو بالقوي في الحديث، وقد تفرّد بأحاديث عن سالم بن عبد الله". وقال ابن عدي: "ولا يُعرف هذا الحديث عن سالم، ولا يرويه عنه غير عمرو بن دينار هذا".
وعمرو هذا ضعيف كما في "التقريب"، وقد اضطرب فيه: فقال مرّة: عن سالم عن أبيه مرفوعًا فلم يذكر عمر، هكذا أخرجه ابن ماجه (3892) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 239/ أ- ب) -ومن طريقه: أبو القاسم الحنّائي في "فوائده"(ق 34/ ب) - عنه، وقال أخرى: عن سالم عن أبيه موقوفًا، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 395). ومن وجوه الاضطراب أنَّه أرسله عن سالم، أخرجه الحنّائي، وجعله أيضًا من كلامه أخرجه عبد الرزاق (10/ 445) -ومن طريقه: البيهقي (4/ 108) -.
وله طريقان آخران عن ابن عمر:
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(798) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 13 - 14) و"أخبار أصبهان"(1/ 271) -ومن طريقه: ابن عساكر (15/ ق 256/ أ) - من طريق مروان بن محمَّد الطاطري عن الوليد بن عتبة عن محمَّد بن سوقة عن نافع عنه مرفوعًا.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث محمَّد، تفرد به مروان عن الوليد":. أهـ. والوليد قال البخاري: معروف الحديث. وقال أبو حاتم: مجهول. وقال الحافظ في "التقريب": مستور. فهذا الإِسناد صالح للاعتبار.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 239/ ب) من طريق زكريا بن يحيى الضرير: ثنا شبابة بن سوار: ثنا المغيرة بنِ مسلم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، وقال:"لم يروه عن أيّوب إلَّا المغيرة، ولا عنه إلا شبابة، تفرّد به زكريا".
ورجاله ثقات غير زكريا، فقد ذكره الخطيب في "التاريخ"(8/ 457) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وقال الهيثمي (10/ 138): "وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضّرير ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وورد من حديث أبي هريرة:
أخرجه الترمذي (3432) -واستغربه (1) - وابن أبي الدنيا في "الشكر"(187) والبزّار (كشف-3118) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(ص 33 - 34) والطبراني في "الدعاء"(799) و"الصغير"(1/ 241) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 239/ ب) وابن عدي (4/ 143) والبيهقي في "الشعب"(4/ 107 - 108 و 7/ 507) من طريق عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضَّلني على كثير ممّن خلق تفضيلًا. لم يصبه ذلك البلاء". لفظ الترمذي والطبراني في "الدعاء" ورواية للخرائطي، ورواية الآخرين: "
…
فقد أدّى شكر تلك النعمة".
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلَّا بهذا الإِسناد، وعبد الله بن
(1) في "تحفة الأشراف"(9/ 409) والترغيب: "حسن غريب".
عمر قد احتمل أهل العلم حديثَه. وقال الطبراني: لم يروه عن سهيل إلَّا عبد الله، تفرّد به مُطرِّف. وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم يرويه عن عبد الله بن عمر غير أبي مصعب مطرّف هذا. قلت: قد رواه عن عبد الله: أبو بكر محمَّد بن سنان العَوَقي -وهو ثقة ثبت- عند ابن أبي الدنيا والخرائطي والبيهقي.
وعبد الله بن عمر العمري قال في "التقريب": "ضعيف عابد". أهـ. ومع هذا فقد قال المنذري في "الترغيب"(4/ 273) والهيثمي (10/ 138): "إسناده حسنٌ"!.
ولم ينفرد به العمري، فقد تابعه عبد الله بن جعفر المدني عند الطبراني في "الدعاء"(800)، لكنّه ضعيف كما في "التقريب".
وأخرجه الطبراني (801) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث عن عيسى بن موسى بن إياس بن البُكير عن صفوان بن سُليم عن رجل عن أبي هريرة مرفوعًا.
وعيسى ضعّفه أبو حاتم، ووثّقه ابن حبّان. (الميزان: 3/ 325) وعبد الله بن صالح صدوق كثير الغلط. وتابعيّه لم يسمَّ، فالسند ضعيف.
فطرق الحديث مفرداتها لا تخلو من ضعف، لكنها باجتماعها ترتقي بالحديث إلى درجة الحسن، لا سيّما أنها خالية من المتهمين والمتروكين.
1592 -
حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن سعيد بن عُبيد الله بن فُطيس الورّاق: نا جعفر بن محمَّد بن جعفر بن رُشيد الكوفي: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ناشب بن عمرو: مقاتل بن حيّان عن عبد الله بن أبي مُلَيْكة.
عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبدٍ مؤمنٍ ينظر إلى صاحب بلاءٍ ما كان من بلائه فيحمدُ اللهَ على عافيته، ثم يقول: (اللَّهمَّ