الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - باب: سورة آل عمران
1330 -
أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو محمد مُضَر بن محمد الأسدي: نا يحيى بن عربي أبو زكريا: نا خالد بن الحارث عن ابن عجلان عن نافع.
عن ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة نَفَرٍ، فأنزل تبارك وتعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].
أخرجه الترمذي (3005) -وقال: حسن غريب صحيح- وابن خزيمة (623) -واستغربه- من طريق يحيى بن حبيب بن عربي به.
وأخرجه أحمد (2/ 104) وابن خزيمة (624) من طريق خالد بن الحارث به.
وعندهم زيادة: "قال: فهداهم الله للإِسلام".
وإسناده حسنٌ من أجل ابن عجلان.
والحديث أخرجه البخاري (8/ 225 - 226) من رواية سالم بن عبد الله عن أبيه نحوه.
1331 -
حدّثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة اللَّيثي: نا علي بن أحمد بن مروان بواسط: نا حُميد بن الرّبيع الخزّاز: نا هُشَيم عن حُميد الطّويل وداود بن أبي هند.
عن أنس بن مالك، قال: لمّا كان يومُ أُحدٍ كُسِرتُ رُباعيَّهُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وشُجَّ في وجهه، فجَعَلَ الدَّمُ يسيلُ على وجهه، فجَعَلَ يمسحه (1) بيده،
(1) في (ر): (يمسح).
ويقول: "كيف يُفلح قومٌ فعلوا هذا بنبيِّهم وهو يدعوهم إلى الله عز وجل؟! " فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(ط 3 (1) - 2/ 281) من طريق حُميد به، وقال:"وذِكْرُ داود بن أبي هند في هذا الإِسناد باطلٌ، لم يذكر عن هُشيم إلَّا حُميد هذا، وقد روى أصحاب هُشيم: زحمويه الواسطي وجماعةٌ معه عن هُشيم عن حُميد عن أنس".
وحُميد كذّبه ابن معين، وقال النسائي: ليس بشيءٍ. وقال ابن عدي: ضعيف جدًّا. وأحسن القولَ فيه أحمد. (اللسان: 2/ 363 - 364).
وقد أخرجه أحمد (3/ 99) عن هُشيم قال: أخبرنا حُميد عن أنس، وهكذا رواه عن هُشَيم: ابن مَنيع عند الترمذي (3002) -وقال: حسن صحيح-، وأبو خيثمة عند أبي يعلى (3738)، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقي عند الطبري (4/ 57). وكلهم ثقات ولم يذكروا فيه:(داود بن أبي هند).
وأخرجه أحمد (3/ 178 - 179، 201، 206) والترمذي (3003) والنسائي في "التفسير"(97) وابن ماجه (4027) والطبري (4/ 57) وابن أبي حاتم في "التفسير"(1388) والنحّاس في "ناسخه"(ص 109) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 80) والبغوي في "شرح السنة"(13/ 333 - 334) من طرقٍ عن حُميد به.
وإسناده صحيح، قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 201 - 202): "وقال أبو عبيدة الحدّاد عن شعبة: لم يسمع حُميد من أنس إلَّا أربعةً وعشرين حديثًا، والباقي سمعها من ثابت أو ثبّته فيها ثابت. قلت [القائل هو
(1) بدءًا من هذا الموضع فإنني أعتمد هذه الطبعة في العزو لأنها خير من سابقتيها.
العلائي]: فعلى تقدير أن تكونَ مراسيل فقد تبَّين الواسطةُ فيها وهو ثقةٌ محتجٌّ به".
والحديث أخرجه مسلم (3/ 1417) من رواية ثابت عن أنس.
1332 -
حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذْلَم القاضي: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أبو اليَمَان الحَكَم بن نافع البَهْراني: أنا شعيب بن أبي حمزة عن الزُّهري، قال: أخبرني عروة بن الزُّبَير.
أنَّ أسامة بن زيد أخبره أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ على حمارٍ، على إكافٍ (1) على قطيفةٍ فَدَكيَّةٍ، وأردفَ أسامةُ بن زيد وراءه يَعودُ سعدَ بن عُبادة من بني الحارث بن الخزرج قبلَ وقعة بدرٍ، فسار حتى مرَّ بمجلسٍ فيه عبد الله بن أُبَيّ ابن سَلول -وذلك قبلَ أن يُسلم عبد الله بن أُبَيّ ابن سَلول-. قال: وفي المجلس أخلاطُ من المسلمين والمشركين عَبَدةِ الأوثان واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رَوَاحة. فلما غشتِ المجلسَ عَجاجةُ الدّابة خمّر ابن أُبَيّ أنفَه بردائه، ثمّ قال: لا تُغبِّروا علينا!. فسلّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم وقف فَنَزَلَ، فدعاهم إلى الله عز وجل وقرأ عليهم القرآن. وقالٍ عبد الله بن أبَيّ ابن سَلول: أيُّها المرءُ! إنّه لأحسَنُ ممّا تقول، وإنْ كان حقًّا فلا تؤذينا به في مجالسنا، ارجعْ إلى رَحْلك، فمن جاءك فاقصصْ عليه. فقال عبد الله بن رَواحة: بلى يا رسول الله! اغشنا به في مجالسنا، فإنّا نحبّ ذلك. فاستبّ المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخفِّضهم حتى سكنوا (2). ثمَّ رَكِبَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم دابّته حتى دَخَلَ على سعد بن عُبادة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا سعدُ! ألمْ تسمعْ ما قال أبو حُباب -يُريد: عبدَ الله بن أُبَيّ ابن سَلول-؟! قال كذا وكذا! ". قال
(1) إكاف الحمار: برذعته. "قاموس".
(2)
في (ظ): (سكتوا).
سعد بن عبادة: يا رسول الله! اعفُ عنه واصفحْ، فوالذي نزّل الكتابَ لقد جاء اللهُ بالحقِّ الذي أُنزل عليك ولقد اصطلح هذه البَحْرة (1) على أن يُتَوِّجوه ويُعصِّبوه، فلما ردّ الله عز وجل ذلك بالحق الذي أعطاك الله شَرَق بذلك! فذلك فَعَلَ ما رأيت. فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فكان (2) النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم اللهُ عز وجل ويصبرون على الأذى. قال الله تبارك وتعالى:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186]، وقال الله تبارك وتعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]. وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتأوّل في العفو ما أمره اللهُ به حتى أذِنَ الله عز وجل فيهم. فلما غزا النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا فقَتَل الله به من قَتَلَ من صناديد كفّار قريش قال ابن أُبَيّ بن سَلول ومن معه من المشركين من عَبَدةِ الأوثان: هذا أمرٌ قد توجّه. فبايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على الإِسلام فأسلموا.
أخرجه أحمد (5/ 203) والبخاري (8/ 230) عن شيخهما أبي اليَمَان به.
وأخرجه مسلم (3/ 1422 - 1423، 1424) من طريقين آخرين عن الزهري به، دون قوله: فكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون
…
إلخ.
1333 -
أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلَم قراءةً عليه: نا أبو زُرعة: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا الوليد: نا سعيد وغيره عن الزُّهري عن عروة ابن الزبير.
(1) كذا في الأصول، وعند البخاري:(أهل هذا البحيرة).
(2)
في (ظ): (وكان).
أنَّ أسامة بن زيد أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رَكِبَ يومًا على حمارٍ بإكافٍ عليه قطيفةٌ فَدَكيَّةٌ، رِدْفه أسامةُ بن زيد، يعودُ سعدَ بن عُبادة
…
وذَكَرَ الحديثَ.
1334 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه: نا أبو بكر أحمد بن مُعلّى بن يزيد الأسدي: نا عبد الرحمن ابن إبراهيم وهشام، قالا: نا الوليد: نا سعيد بن عبد العزيز وغيره عن الزُّهري عن عروة بن الزُّبير.
أنَّ أسامة بن زيد أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَكِبَ يومًا حمارًا بإكافٍ وعليه قَطيفةٌ فَدَكِيَّةٌ، رِدْفُه أسامة بن زيد، يعودُ سعدَ بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج وذلك قبلَ وقعةِ بدرٍ. فمرَّ على عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول -قبلَ إسلامه- وفي المجلس أخلاطٌ من المسلمين والمشركين واليهود وعابدةِ الأوثان، فلمّا غشيتِ المجلسَ عَجاجةُ الدّابّةِ خمّر ابنُ أُبَيّ أنفَه بردائه، ثم قال: لا تُغبّروا علينا. فسلّم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ وَقَفَ فدعاهم إلى الله عز وجل، وقرأ عليهم القرآن. فقال ابن أُبي: أيُها المرءُ! إنّه لأحسنُ ممّا تقول، فلا تؤذينا في مجلسنا، وارجع إلى رَحْلك، فمن جاءك فاقْصُصْ عليه. فقال عبد الله بن رَواحة: بلى يا رسول الله! اغشَنا في مجلسنا، فإنّا نحبّ ذلك. فاستبّ المسلمون والمشركون واليهودُ حتى كادوا يقتتلون، فخفّضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكنوا (1). وسار حتى دخل على سعد بن عُبادة، فقال:"أيْ سعدُ! ألم تسمعْ ما قال أبو الحُباب؟! " وخبَّره ما كان. فقال سعد: يا رسول الله! اعفُ عنه واصفحْ، فوالذي أَنَزَل عليك الكتابَ لقد جاءك الله بالحقّ الذي أنزله عليك وقد اصطلح أهلُ هذه البَحْرَةِ أن يُتوِّجوه ويُعصِّبوه بالعِصابة، فردَّ اللهُ ذلك بالحقّ الذي أنزله عليك".
(1) في (ظ): (سكتوا).