الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن عُلاثة فيه كلامٌ، لكن النبلاء من الراوي عنه فإنّه متروك وكذّبه الخطيب.
ومن حديث عبد الله بن عمرو:
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 139/ أ - ب) من طريق عمرو بن الحصين عن ابن عُلاثة عن عَبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن باباه عنه مرفوعًا: "إنّ لله عند أقوامٍ نِعمًا يقرُّها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملّوهم، فإذا ملّوهم نقلها إلى غيرهم".
وتقدّم الكلام عليه في سابقه.
وقال الهيثمي (8/ 192): "فيه عمرو بن الحُصين، وهو متروك".
قال الزَّبيدي في "شرح الإِحياء"(8/ 176): "هذه الأخبار وإن كانت طرقها غير محفوظةٍ، ولكن بعضها يؤكّد بعضًا". أهـ. قلت: لا سيّما بعد استثناء الواهي منها.
15 - باب: طلب الخير عند حسان الوجوه
1286 -
حدّثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب: نا أحمد بن خُليد الكِنْدي بحلب: نا أبو يعقوب الأفطس: نا المبارك بن فَضالة عن الحسن.
عن أبي بَكْرةَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا الخيرَ عندَ حِسان الوجوه".
الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 81) وابن عراق في "التنزيه"(2/ 134).
وإسناده واهٍ: شيخ تمّام قال الكتّاني: كان يُتّهم. (اللسان: 5/ 411). وشيخه لم أقف على ترجمته، والمبارك والحسن مشهوران بالتدليس.
1287 -
أخبرنا خَيثمة بن سليمان: نا السَّريُّ بن يحيى: نا قَبيصة بن عقبة: نا سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء.
عن ابن عباس أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوا الخيرَ عند حِسان الوجوه".
الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السخاوي في "المقاصد"(ص 81).
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 59) والخطيب في "التاريخ"(11/ 43 و 13/ 158) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 159) - من طريق طلحة بن عمرو به. وهو عند الخطيب من رواية قبيصة بن عقبة به.
وإسناده واهٍ: طلحة متروك كما في "التقريب".
وله طرق أخرى عن ابن عباس:
فأخرجه الخطيب (4/ 185) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 159) - من طريق عيسى بن خشنام المدائني عن أحمد بن سلمة المدائني عن منصور بن عمار عن أبي حفص الأبّار عن ليث عن مجاهد عنه مرفوعًا.
وابن سلمة قال الذهبي في "الميزان"(1/ 101): "متّهمٌ بالكذب". أهـ. والراوي عنه قال الخطيب: حدّث حديثًا منكرًا. (اللسان: 4/ 394). ومنصور ضعيف كما في "اللسان"(6/ 98).
وأخرجه الخطيب (7/ 11) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 159 - 160) - من طريق يحيى بن يزيد أبي زكريا الخوّاص عن مصعب بن سلام عن عبّاد القرشي عن عمرو بن دينار عنه مرفوعًا.
ومصعب قال ابن الجوزي: "ضعّفه ابن المديني ويحيى وأبو داود". أهـ. وقال العلّامة المعلّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص 67): "وشيخه والراوي عنه لم أعرفهما".
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 340) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 160) - من طريق عصمة بن محمد الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عنه مرفوعًا.
وإسناده تالف، عصمة قال العقيلي: يحدّث بالبواطيل عن الثقات. ونقل عن ابن معين أنه قال: هذا كذّابٌ يضع الحديثَ. وقال العقيلي: والرواية في هذا ليّنة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 139/ ب) و"الصغير"(1/ 228) وابن عدي في "الكامل"(3/ 1167) والبيهقي في "الشُّعب"(3/ 278 - 279، 279) من طريق سليم بن مسلم الخشّاب عن ابن جريج عن ابن أبي مُليكَة عنه مرفوعًا.
وإسناده واهٍ؛ سليم -قيل بفتح السين، وقيل بالتصغير- متروك كما قال ابن معين والنسائي. (اللسان: 3/ 113).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 81) من طريق عبد الله بن خِراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عنه مرفوعًا.
وإسناده تالفٌ: ابن خِراش قال الساجي: ضعيف جدًا، ليس بشيءٍ، كان يضع الحديث. وقال محمد بن عمّار الموصلي: كذّاب. وضعّفه غيرهما.
1288 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا هشام بن علي بن هشام السِّيرافي بالبصرة، وأحمد بن الأسود الحنفي، قالا: نا سليمان بن كرّاز الطُّفَاوي أبو أحمد: نا عمر بن صُهْبان الأسلمي عن محمد بن المُنكدِر عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلبوا الحوائجَ عند حِسان الوجوه".
واللفظُ لهشام بن علي.
الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 79).
أخرجه البزّار (كشف - 1948) والخرائطي في "اعتلال القلوب" -كما في "اللآلئ"(2/ 79) - والعقيلي (2/ 138 - 139) والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين - ق 139/ ب) وابن عدي (3/ 1138) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 156) و"أخبار أصبهان"(1/ 151) من طريق ابن كرّاز به.
وإسناده واهٍ: قال الهيثمي (8/ 194): "فيه عمر بن صُهْبان، وهو متروك". أهـ. وابن كرّاز -وقيل: كرَان بالنون وتخفيف الراء- قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. وغمزه ابن عدي، وقال الفلاّس: ليس به بأس. (اللسان: 3/ 101).
وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(3/ 158 - ط العلمية) وعنه: أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 309 و 2/ 214) من طريق خلف بن يحيى قاضي الري عن مصعب بن سلّام عن العباس بن عبد الله القرشي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعًا. وخلف قال أبو حاتم: متروك الحديث، كان كذابًا، لا يُشتغل به ولا بحديثه. (الجرح: 3/ 372).
1289 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عمران الدَّيْنَوري: نا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن مِهْران المستملي الدَّيْنَوري: نا عبّاد بن عمرو: نا نصر بن سلاّم المدني (1) عن مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء.
عن أبي هريرة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "اطلبوا الخيرَ عند حِسان الوجوه".
(1) في الأصل (المزني)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ر) وكتب الرجال.
الحديث عزاه إلى "فوائد تمّام": السيوطي في "الجامع الصغير"(رقم: 1107).
وأخرجه الخطيب في "الرواة عن مالك" -كما في "اللسان"(6/ 152) - من طريق شيخ شيخ تمّام به.
وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 251) في ترجمة نصر: "عن مالك بخبرٍ باطلٍ، متنه: الخير عند حسان الوجوه".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 139/ ب) وأبو الشيخ في "الأمثال"(70) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 246 - 247) من طريقين آخرين عن طلحة بن عمرو به. وطلحة متروك كما تقدّم.
وله طريقان آخران عن أبي هريرة:
الأول: أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(53) وأبو الشيخ (69) والدارقطني -"كما في "اللآلئ" (2/ 80) - ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 161) - من طريق يزيد بن عبد الملك النّوفلي عن عمران بن أبي أنس عنه مرفوعًا.
ويزيد واهي الحديث.
الثاني: أخرجه العقيلي (2/ 321) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 161) - من طريق محمد بن الأزهر البلخي عن زيد بن الحباب عن عبد الرحمن بن إبراهيم القاص عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعًا.
وابن الأزهر قال أحمد: لا تكتبوا عنه، فإنّه يُحدّث عن الكذابين. والقاص ضعّفه ابن معين والنسائي والدارقطني وغيرهم. (اللسان: 3/ 401 - 402).
وللحديث طرق أخرى عن غير من تقدّم، فقد رُوي من حديث ابن عمر، وأنس، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، ويزيد القسملي، وعبد الله بن جراد، وأبي خُصَيفة.
أما حديث ابن عمر.
فأخرجه عَبْد بن حُميد في "المنتخب"(751) وابن أبي الدنيا (52) وأبو الشيخ (71) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 385 - 386) والقضاعي في "مسند الشهاب"(661) والخطيب (11/ 295 - 296) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 160) - من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المُجبَّر عن نافع عنه مرفوعًا.
وابن المُجبَّر -بفتح الباء الثقيلة- قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال أبو زرعة: واهٍ. وقال البخاري: سكتوا عنه. وتركه أبو داود والنسائي. وضعّفه غيرهم. (اللسان: 5/ 245 - 246).
ونقل ابن الجوزي عن الإِمام أحمد أنّه سُئل عن هذا الحديث، فقال: كذِبٌ.
وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين"(2/ 313) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 160) - من طريق روح بن عبادة عن شعبة عن قتادة عن ابن المسيب عنه مرفوعًا.
والكُدَيمي متّهم بالوضع.
وأخرجه السِّلَفي في "الطّيوريات" -كما في "اللآلئ"(2/ 79) - من طريق إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الحلبي عن عثمان بن سعيد عن عبد الله بن محمد البغوي عن آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب عن نافع عنه.
قال العلّامة المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص 68): "وفيه من لم أعرفه". أهـ. وُينظر في السند بين السِّلفي وإسحاق بن إبراهيم الحلبي.
وأما حديث أنس:
فأخرجه الخطيب (3/ 226) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 161) - من طريق أبي بكر محمد بن محمد الطرازي عن أبي سعيد العدوي عن خِراش عنه مرفوعًا.
قال ابن الجوزي: "الطرازي قال الخطيب: هو ذاهب الحديث. وفيه: أبو سعيد العدوي، وقد سبق أنّه كان يضع الحديث. وفيه: خِراش، قال ابن عدي: هو مجهول. وقال ابن حبّان: لا يحلّ الاحتجاج به، ولا كتب حديثه إلَّا على جهة الاعتبار".
وأخرجه ابن الجوزي (2/ 161) من طريق سليمان بن سلمة عن عبد العظيم بن حبيب الفهري عن ابن أبي ذئب عن الزهري عنه مرفوعًا.
قال ابن الجوزي: "سليمان اتّهمه ابن حبّان بوضع الحديث".
وأمّا حديث عائشة:
فأخرجه البخاري في "التاريخ"(1/ 51) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 162) - من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المُلَيكي عن امرأته جبرة بنت محمد بن ثابت بن سباع عن أبيها عنها مرفوعًا.
والمُلَيكي ضعيف كما في "التقريب"، وقد تُوبع: تابعه إسماعيل بن عياش عند ابن أبي الدُّنيا (51) وأبي يعلى (8/ 199) وأبي الشيخ (67) -ومن طريقه الشجري في "أماليه"(2/ 154) - والبيهقي في "الشعب"(3/ 278). وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وجَبْرة مدنيّة. وتابعه أيضًا: خالد بن عبد الرحمن المخزومي عند البيهقي (3/ 278)، وهو متروك كما في "التقريب".
وجَبْرة وأبوها -أو: أمها كما وقع عند ابن أبي الدنيا وأبي يعلى- قال العراقي في "تخريج الإِحياء"(4/ 105): "لا أعرف حالهما". أهـ. وقال الهيثمي (8/ 195). "وفيه من لم أعرفهم".
وأخرجه العقيلي (2/ 121) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 162) - من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عنها مرفوعًا.
وإسناده واهٍ: سليمان متروك.
وأخرجه أبو الشيخ (68) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي عن الزهري عن عروة عنها مرفوعًا.
والوقّاصي متروك، وقال ابن معين: كان يكذب.
وأخرجه ابن عدي (2/ 622) -ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 162) - من طريق الحكم بن عبد الله الأيلي عن الزهري عن ابن المسيب عنها مرفوعًا.
والحكم قال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة. وقال السعدي وأبو حاتم: كذّاب. (اللسان: 2/ 332).
وأما حديث عبد الله بن عمرو:
فأخرجه ابن عدي (6/ 2226) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا.
والليثي قال أبو داود: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وتركه النسائي والدارقطني. (اللسان: 5/ 216).
وأما حديث يزيد القسملي.
فأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"[كما في "المطالب" (المسندة: ق 90/ أ)]-ومن طريقه أبو الشيخ (72) وابن الجوزي (2/ 161 - 162) - عن عبّاد بن عبّاد عن هشام بن زياد عن الحجاج بن يزيد عن أبيه مرفوعًا.
وهشام متروك كما في "التقريب"، والحجّاج ضعّفه الأزدي. (الميزان: 1/ 465) وأبوه حكم الذهبي على روايته بالإِرسال، وقال ابن مندة -كما في "أُسد الغابة" (4/ 709) -:"مجهول".
وأما حديث عبد الله بن جراد:
فأخرجه ابن عدي (7/ 2742) وأبو الشيخ (73) والبيهقي في "الشعب"(7/ 435) من طريق يعلي بن الأشدق عنه- وزاد أبو الشيخ: وكليب بن جَزِي ورقاد بن ربيعة.
وابن الأشدق قال البخاري: لا يُكتب حديثه. وقال أبو زرعة: ليس بشيءٍ، لا يصدق. وقال ابن حبان: وضعوا له أحاديث فحدّث بها. (اللسان: 6/ 312).
وأمّا حديث أبي خُصَيفة:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 396) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن يزيد بن خُصيفة عن أبيه عن جدّه مرفوعًا.
ويحيى قال أبو حاتم: منكر الحديث (اللسان: (6/ 281)). وأبوه واهي الحديث. وقال الهيثمي (8/ 195): "وكلاهما ضعيف".
ورُوي مرسلًا:
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 10) من مراسيل عطاء والزهري وأبي مصعب الأنصاري، ومرسل أبي مصعب عند البرجلاني في "كتاب الكرم والجود"(18) أيضًا، وأخرجه ابن أبي الدنيا (54) من مرسل عمرو بن دينار.
* * *
وقد تبيّن مما تقدّم أن طرق الحديث كلها واهية، ولا يقوي بعضها بعضًا لشدة وهنها، والقول العدل فيه أنه حديث ضعيف لا حسنٌ ولا موضوع، والله أعلم.
فصل: في أقوال أهل العلم فيه:
قال العقيلي (2/ 139): "ليس في هذا الباب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيءٌ يثبت". أهـ. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وكذا الصاغاني في