الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: قِدَم نبوّته صلى الله عليه وسلم
1399 -
حدّثنا أحمد بن سليمان: نا يزيد بن محمد [بن عبد الصمد](1): نا أبو الجُماهِر [محمد بن عثمان](1): نا سعيد بن بشير: نا قتادة عن الحسن.
عن أبي هريرة أنّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: "كنتُ أوّلَ النّبيّين في الخَلْقِ، وآخرهم في البعثِ".
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 469) - وابن عدي في "الكامل"(3/ 49، 372، 373) وأبو نُعيم في "دلائل النبوة"(رقم: 3) وابن لال -ومن طريقه الديلمي- (كذا في "المقاصد": (ص 327) من طريق سعيد بن بشير به.
وإسناده ضعيف: سعيد ضعيف كما في "التقريب". وتابعه خُليد بن دَعْلج عند ابن عدي (3/ 49)، وخُلَيد ضعيف أيضًا.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 149) والطبري في "التفسير"(21/ 79) بسندٍ صحيحٍ عن قتادة مرسلًا.
1400 -
أخبرنا أبو عمر (2) محمد بن سليمان بن داود اللبّاد: نا أبو الطيّب طاهر بن علي بطبريّة سنةَ أربعٍ وثلاثمائة: نا إبراهيم بن سلمة: نا محمد بن شُعيب عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة.
(1) من (ف).
(2)
في الأصل: (عمرو)، والمثبت من (ظ) و (ر) و (ف) وابن عساكر.
عن أبي هريرة، قال: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم: متى وَجَبَت لك النُّبوّة؟ قال: "بين خَلْق آدمَ ونفخِ الرُّوح فيه". صلَّى الله عليهما (1).
أخرجه الترمذي (3609) -وقال: حسن صحيح- والحاكم (2/ 609) وأبو نعيم في "الدلائل"(8) و"أخبار أصبهان"(2/ 226) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 130) والخطيب في "التاريخ"(5/ 83) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به (2).
ورجاله ثقات، وقد صرّح الوليد بالتحديث عند أبي نعيم والبيهقي، وصرّح الأوزاعي به كذلك عند أبي نعيم والخطيب فأمنّا تسوية الوليد، إلَّا أن يحيى لم يصرّح بالسماع وهو موسوم بالتدليس.
وانظر ما بعده.
1401 -
حدّثنا خيثمة: نا أبو جعفر محمد بن علي الطبري بصُور: نا حفص بن عمر البصري: نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسولَ الله! متى كنتَ نبيًّا؟ قال: "وآدمُ مُنْجدلٌ في طينتِه".
شيخ خيثمة لم أعثر على ترجمة له.
وقد ورد الحديث من رواية ميسرة الفجر، والعرباض بن سارية، وابن عبّاس:
أمّا حديث ميسرة:
فقد أخرجه أحمد (5/ 59) وابنه عبد الله في "السنّة"(رقم: 864) وابن
(1) ليست في (ظ) و (ر) و (ف)، وفي (ظ) و (ر) بعد "آدم": صلى الله عليه وسلم فالظاهر أنّها من زيادات النُّسّاخ.
(2)
عزاه الشيخ الألباني في "الصحيحة"(4/ 472) إلى أبي نعيم في "أخبار أصبهان" فقط.، فكأنّه لم يقف عليه عند الترمذي والحاكم، والله أعلم.
أبي عاصم في "السنّة"(410) والطبراني في "الكبير"(20/ 353) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 53) عن منصور بن سعد، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 374) وابن سعد في "الطبقات"(7/ 60) والحاكم (2/ 608 - 609) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الدلائل" (1/ 84 - 85 و 2/ 129) والذهبي في "النبلاء" (7/ 384) -وقال: صالح السند- وابن الأثير في "أُسْد الغابة"(4/ 509) من طريق إبراهيم بن طَهْمان، والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 392) من طريق الثوري، كلهم عن بُدَيل بن ميسرة العقيلي عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول الله! متى كُتبت [وفي رواية: كنت] نبيًّا؟ قال: "وآدمُ بين الرّوح والجسد".
وإسناده صحيح، وقال الحافظ في "الإِصابة" (3/ 470):"سنده قويٌّ".
لكن اختُلِف في تسمية صحابيّه: فقيل: عبد الله بن أبي الجذعاء، أخرجه ابن سعد (7/ 59) والذهبي في "النبلاء" (11/ 109 - 110) من طريقين عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عنه. وقيل:(عن رجل) بالإِبهام، هكذا أخرجه أحمد (4/ 66 و 5/ 379) وابن أبي عاصم في "السنة" (411) و"الآحاد والمثاني" (5/ 347) من طريقين عن حماد بن سلمة به كسابقه. وتابع حمادًا على إبهامه: إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيّة عند ابن سعد (1/ 148) وخالد بن عبد الله الواسطي عند الروياني في "مسنده"(ق 258/ ب - 259/ أ)، وهما ثقتان.
وقال الحافظ في "الإِصابة"(3/ 470): "لكن اختلف فيه على بُدَيل بن ميسرة: فرواه منصور بن سعد عنه هكذا، وخالفه حمّاد بن زيد فرواه عن بُدَيل عن عبد الله بن شقيق، قال: قيل: يا رسول الله!
…
لم يذكر ميسرة، وكذا رواه حماد عن والده وعن خالد الحذّاء، كلاهما عن عبد الله بن شقيق. أخرجه البغوي. وكذا رواه حماد بن سلمة عن خالد عن عبد الله بن شقيق قال: قلت: يا رسول الله!
…
أخرجه البغوي أيضًا.
وأخرجه من طريق أخرى عن حماد، فقال: عن عبد الله بن شقيق عن رجلٍ، قال: قلت: يا رسول الله!
…
وأخرجه أحمد من هذا الوجه، وسنده صحيح. وقد قيل إنه عبد الله بن أبي الجدعاء، وميسرة لقبٌ". أهـ.
قلت: وعلى أيّ حالٍ فإن الاختلاف في تسمية الصحابي لا يقدح في صحة الحديث؛ لأن الصحابة كلهم عدولٌ فلا تضرّهم الجهالة، والله أعلم.
وأمّا حديث العرباض:
فقد أخرجه ابن سعد (1/ 148 - 149) وأحمد (4/ 127) وابنه عبد الله في "السنّة"(865) والبخاري في "التاريخ"(6/ 68) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 345) والطبري في "التفسير"(1/ 435) والطبراني في "الكبير"(18/ 252، 253) وابن حبّان (2093) والحاكم (2/ 418) -وصحّحه، وسكت عليه الذهبي- أبو نُعيم في "الدلائل"(9، 10) والبيهقي في "الشعب"(2/ 134) و"الدلائل"(2/ 130) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ ق 125/ ب- 126/ أ) من طريق معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد الكلبي عن عبد الأعلى -وفي رواية لأحمد وابنه والطبري وأبي نعيم: عبد الله- بن هلال السُّلمي عنه مرفوعًا: "إنّي عند الله لخاتم النبيين وإنّ آدمَ لمُنْجدِلٌ في طينته".
وسعيد وشيخه ذكرهما ابن حبّان في "ثقاته"(6/ 361 و 5/ 128)، وقال البزّار عن سعيد: شامي ليس به بأس. (كشف الأستار: 3/ 113)، وشيخه لم أرَ من وثقه غير ابن حبان، فهو مستور الحال.
وقد رواه أبو بكر بن أبي مريم -وهو ضعيف- عن سعيد عن العرباض، فأسقط:(عبد الأعلى)، هكذا أخرجه من طريقه: أحمد (4/ 128) وابن أبي عاصم في "السنة"(409) والبزّار (كشف- 2365) والطبري (1/ 435) والطبراني (18/ 253) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 89 - 90) وابن عساكر (7/ ق 125/ ب).
وقد وسم الألباني في "تخريج السنة"(1/ 179) سعيد بن سويد بالتدليس، ولم يذكر مستنده في ذلك، فإن عدّ إسقاط (عبد الأعلى) من السند تدليسًا من سعيد فهذا لا يُسلَّم له؛ لأنّ الراويَ عنه ضعيف الحفظ فربما أسقطه غلطًا منه، ورواية معاوية بن صالح -وهو لا بأس به- تؤيد هذا الاحتمال.
وقال الهيثمي (8/ 223): "وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد، وقد وثّقه ابن حبّان". أهـ. وعبد الأعلي بن هلال لم يُخرّج له صاحبا الصحيح شيئًا.
أمّا حديث ابن عبّاس:
فقد أخرجه البزّار (كشف- 2364) والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 300) والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 165/ ب) وابن عدي في "الكامل"(7/ 37) من طريق نصر بن مُزاحم عن قيس عن جابر الجُعْفي عن الشعبي عنه قال: قيل: يا رسول الله! متى كُتِبتَ نبيًّا؟ قال: "وآدمُ بين الروح والجسد".
قال البزّار: "لا نعلمه يُروى عن ابن عبّاس إلَّا من هذا الوجه، ونصر لم يكن بالقوي، ولم يكن كذّابًا ولكنّه يتشيع، ولم نجد هذا الحديثَ إلَّا عنده". وقال الطبراني: "لا يُروى عن ابن عبّاس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به نصر".
ونصر كذّبه أبو خيثمة، وقال أبو حاتم: زائغ الحديث متروك. وقال العجلي: كان رافضيًّا غاليًا، ليس بثقة ولا مأمون. (اللسان: 6/ 157). وجابر الجُعْفي رافضيٌّ كذّبه أبو حنيفة وابن معين وغيرهما.
وقال الهيثمي (8/ 223): "وفيه جابر بن يزيد الجعْفي، وهو ضعيف"!
ورُوي مرسلًا:
أخرجه ابن سعد (1/ 148) من رواية جابر الجعفي أيضًا عن الشعبيّ،