الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - باب: فضل المهاجرين والأنصار
1523 -
أخبرنا أحمد بن سليمان: نا سعد بن محمَّد البيروتي: نا يعقوب بن حميد بن كاسب: نا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن ابن أبي سعيد الخدري.
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوضَعُ للمهاجرين يومَ القيامة منابرُ يجلسون عليها، قد أَمِنوا العقابَ".
ثمَّ يقول أبو سعيد: لو حَبوتُ بها (1) أحدًا حَبوتُ بها قومي.
أخرجه البزَّار (كشف- 1753) عن شيخه حمزة بن مالك المدني عن عمّه سفيان بن حمزة به، وسمَّى ابن أبي سعيد: عبد الرحمن. وقال: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإِسناد".
وقال الهيثمي (5/ 254 - 255): "رواه البزَّار عن شيخه حمزة بن مالك بن حمزة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: تابعه عند تمَّام يعقوب بن حميد، وهو لا بأس به.
وأخرجه ابن حبَّان (1582) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير عن ابن أبي سعيد به، وأخرجه الحاكم (4/ 76 - 77) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمِّه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن كثير عن عبد الرحمن بن أبي سعيد به. ولفظهم:"للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة، قد أمنوا من الفزع".
وصحَّحه الحاكم فتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلت: أحمدُ واهٍ". أهـ.
(1) في الأصل -مضببًا- و (ر) و (ش): (لها)، والتصويب من (ظ) ومخرّجي الحديث.
وأحمد هذا ضعّفوه لاختلاطه، لكن لا تعلّق له بهذا الحديث لأنه قد تُوبع عليه كما تقدَّم.
والحديث في إسناده ضعف، فكثير ضعَّفه النسائي، وقال أبو حاتم: صالح ليس بالقوي. وقال ابن معين ويعقوب بن سفيان: ليس بذاك. وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين. وقال أحمد وابن عدي: لا بأس به. ووثَّقه ابن عمَّار وابن حبَّان. ولا تُعرف له رواية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، وإنما يروى عن ابنه رُبَيح، لكن هذا لا يمنع من أن يكون قد أدركه، فهو يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر المتوفي سنة (106) أي قبل وفاة عبد الرحمن بستّ سنين.
1524 -
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن زامل الأذرَعيّ قراءةً عليه: نا أبو محمَّد عبد الله بن جعفر بن أحمد العسكري بالرَّافقة: نا عفّان -يعني: ابن مسلم الصفَّار-: نا سُلَيم -هو: ابن أخضر- نا ابن عَون: نا هشام بن زيد.
عن أنس بن مالك، قال: لمَّا كان يوم حُنين جَمَعَت هوازن وغَطَفان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جمعًا كثيرًا (1)، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف أو أكثر من عشرة آلاف. قال: ومعه الطُّلقاءُ، قال: فجاؤوا بالغنائم والذريَّة فجعلوها خلفَ ظهورهم. قال: فلما التقوا ولّى الناسُ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلةٍ بيضاءَ. قال: ونزل فقال: "إنِّي عبد الله ورسوله"(2). قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم نداءين لم يُخلط بهما كلامٌ. قال: فالتفت عن يمينه، فقال:"يا معشرَ الأنصار! ". قالوا: لبَّيك يا رسول الله! أبشر نحن معك. قال: ثمَّ نزل بالأرض فالتقوا، فَهَزموا وأصابوا من الغنائم. فأعطى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الطُّلقاءَ وقَسَمَ فيها، فقالتِ الأنصار: نُدعى عند الشّدّةِ، وتُقسمُ الغنيمةُ لغيرنا!. فبلغ ذلك
(1) في (ر): (كبيرًا)، ولم تعجم في (ظ) و (ف).
(2)
تكررت (ورسوله) في الأصل مرتين، وهي سبق قلم من الناسخ.