الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب: سورة يس
1357 -
حدَّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علَاّن الحرَّاني الحافظ: نا العبَّاس بن محمد بن أبي شحمة: نا أبو همَّام الوليد بن شُجاع: حدَّثني أبي: نا زياد بن خيثمة عن محمد بن جُحادة عن الحسن.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ (يس) في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ الله عز وجل غُفِر له من تلك الليلة".
أخرجه الدارمي (2/ 457) وابن حبَّان (665) -ووقع عنده: (عن جندب) بدل (أبي هريرة)! - والبيهقي في "الشعب"(2/ 480) والخطيب في "التاريخ"(3/ 253) من طريق أبي همَّام به.
وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق آخر عن شجاع بن الوليد به.
والحسن لم يسمع من أبي هريرة كما قال أيّوب وعلي بن زيد وبهز بن أسد وابن المديني والبزار وأبو حاتم وأبو زرعة، بل قال يونس بن عبيد: ما رآه قط!. وذكر أبو زرعة وأبو حاتم أنَّ من قال عن الحسن: (حدَّثنا أبو هريرة) فقد أخطأ.
ومع هذا قال السيوطي في "اللآلئ"(1/ 235): "هذا إسنادٌ على شرط الصحيح"(1)!!.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير"(المطالب: ق 139/ أ، تفسير ابن كثير: 3/ 563) من طريق هشام بن زياد عن الحسن، قال: سمعت أبا هريرة
…
فذكر الحديث.
(1) وقلَّده الشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 303) في ذلك! وما كتابه هذا إلَّا مختصر لكتاب السيوطي، فكان الأولى أن يُسمَّى:"الفوائد المجموعة من اللالىء المصنوعة"!.
قال ابن كثيرة "إسناده جيِّدٌ"!. وهذا مستغربٌ من مثله، ولا أدري كيف خفي عليه حال هشام بن زياد المكنَّى بأبي المقدام وهو متروك كما في "التقريب"! وبالتالي فلا قيمة إذًا لتصريح الحسن بسماعه من أبي هريرة. وأخرجه من هذا الطريق ابن الضريس في "فضائل القرآن" (221) والبيهقي (2/ 484 - 485) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 247) بلفظ: "من قرأ ليلة الجمعة (حم) الدخان ويس
…
".
ورُوي من طرق عن الحسن، وليس في شيءٍ منها التصريح بسماعه من أبي هريرة:
فقد أخرجه الطيالسي (2467) والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 203) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 159) و"أخبار أصبهان"(1/ 252) من طريق جَسْر بن فرقد عن الحسن.
وجَسْر قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وتركه الدارقطني، وضعفه البخاري والنسائي وابن حبان (اللسان: 2/ 104).
وقال العقيلي: "والرواية في هذا المتن فيها لينٌ".
وأخرجه ابن السنِّي في "عمل اليوم الليلة"(674) وابن عدي في "الكامل"(1/ 416) من طريق الأغلب بن تميم عن أيّوب ويونس وهشام عن الحسن، وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب.
والأغلب قال البخاري وابن حبّان ومسلمة: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء. (اللسان: 1/ 464) وقد رواه أيضًا عن جَسْر أبي جعفر عن غالب القطّان عن الحسن. أخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 159/ ب) و"الصغير"(1/ 149) والخطيب (10/ 257 - 258). قال الطبراني: لم يُدخل أحدٌ فيما بين جَسْر والحسن غالبًا إلَّا أغلب بن تميم. وقال الهيثمي (7/ 97): "وفيه أغلب بن تميم، وهو ضعيف".
وأخرجه ابن عدي (2/ 299) من طريق الحسن بن دينار عن الحسن، وابن دينار متروك كذَّبه أحمد وابن معين وأبو خيثمة وأبو حاتم. (اللسان: 2/ 203 - 205).
وأخرجه البيهقي (2/ 480) من طريق المبارك بن فضالة عن أبي العوّام عن الحسن.
والمبارك يدلِّس تدليسَ التسوية، وأبو العوَّام هو عمران القطَّان، فهو يروي عن الحسن كما في "تهذيب الكمال"(2/ 1057) و"الميزان"(3/ 236)، وإنما ذكرت هذا تنبيهًا لمن قال فيه:"لم أعرفه".
وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 67 - 68): "سألت أبي عن حديثٍ رواه علي بن ميمون الرقِّي عن محمد بن كثير الصنعاني عن مَخْلَد بن حسين عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ يس في ليلة غُفِر له. قال أبي: هذا حديث باطلٌ، إنَّما رواه جبير [كذا، ولعلَّها: جَسْر] عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلٌ. أهـ. قلت: وابن كثير صدوق كثير الغلط كما في "التقريب".
ورُوي من حديث ابن مسعود، وأنس، ومعقل بن يسار، وأُبي، وقول الحسن:
أما حديث ابن مسعود:
فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 130) من طريق أبي مريم عن عمرو بن مرَّة عن الحارث بن سويد عنه مرفوعًا: "من قرأ (يس) في ليلة أصبح مغفورًا له". وقال: "هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الحارث ومن حديث عمرو بن مرَّة لم يروه عن عمرو إلَّا أبو مريم، وهو: عبد الغفار بن القاسم كوفيٌّ في حديثه لينٌ".
قلت: تسامح أبو نعيم فيه كثيرًا! فقد كذَّبه سماك الحنفي
وعبد الواحد بن زياد وأبو داود، واتهمه ابن المديني بالوضع، وتركه غيرهم. (اللسان: 4/ 42).
وأمَّا حديث أنس:
فأخرجه ابن عدي (4/ 193) من طريق العلاء بن مسلمة عن علي بن عاصم عن حُميد عنه مرفوعًا: "من قرأ (يس) في كلّ ليلةٍ ابتغاءَ وجه الله عز وجل غُفِرَ له".
والعلاء متروك ورماه ابن حبّان بالوضع. كذا في "التقريب". وشيخه ضعَّفوه.
وأما حديث معقل:
فأخرجه الروياني في "مسنده"(ق 221/ أ) والبيهقي في "الشعب"(2/ 479) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عنه مرفوعًا: "من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله عز وجل غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".
وفيه من لم يُسمَّ.
وأمَّا حديث أُبَيّ:
فأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1036) من طريق مَخْلَد بن عبد الواحد بسنده عنه مرفوعًا: "
…
ومن قرأ (يس) وهو يُريد بها الله عز وجل غفر الله له".
ومَخْلد قال ابن حبّان: منكر الحديث جدًّا، وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 83): وروى عنه شبابة بن سوّار عن ابن جُدْعان وعن عطاء بن أبي ميمونة عن زرٍّ بن حُبيش عن أُبي عن النبي صلى الله عليه وسلم بذاك الخبر الطويل في فضائل السور، فما أدري من وَضَعَه إن لم يكن مخلد افتراه".
وأما قول الحسن:
فأخرجه الدارمي (2/ 456) من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه قال:
بلغني عن الحسن، قال: من قرأ (يس) في ليلة ابتغاء وجه الله -أو: مرضاة الله- غُفِرَ له.
وهذا مع كونه مقطوعًا منقطعٌ.
ولا يثبت في فضل (يس) حديثٌ، والله أعلم.
1358 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمد بن زياد الزّعفراني الرازي ببغداد: نا إبراهيم بن المنذر الحِزامي (ح). وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن (1) القرشي قراءةً عليه: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي قراءةً عليه، قالا (2): نا إبراهيم بن المنذر، -وهو الحِزامي-: نا إبراهيم بن مهاجر بن مِسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحُرَقَة.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللهَ عز وجل قرأ (طه) و (ياسين) قبلَ أن يخلقَ آدمَ بألف عامٍ، فلمّا سَمِعَ الملائكةُ القرآنَ قالوا: طُوبى لأمّةٍ يُنزَّل هذا عليها، وطوبى لأجوافٍ تحمل هذا، وطوبى لألسنٍ تكلَّمُ بهذا".
1359 -
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي قراءةً عليه: نا عمر بن حفص العسكري بحلب: نا إبراهيم بن المنذر الحِزامي بمكّةَ: نا إبراهيم بن المهاجر بن مِسمار: نا عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحُرَقَة عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره مثله.
1360 -
حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي الوراق: نا أحمد بن عمر بن زَنْجويه القطّان ببغداد: نا إبراهيم بن
(1) في (ظ): (ابن مروان).
(2)
كذا بالتثنية!
المنذر الحِزامي: نا إبراهيم بن مهاجر بن مِسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن عبد الرحمن بن الحارث.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره مثله.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: (إبراهيمُ بن مهاجر ضعيفٌ).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(12/ ق 31/ أ) من طريق تمّام الأخير، وقال:"كذا قال! وإنّما هو: عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقَة".
وأخرجه الدارمي (2/ 456) وابن أبي عاصم في "السنَّة"(607) عن شيخهما إبراهيم بن المنذر به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(ص 166) والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 66) والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 159/ أ) وابن حبّان في "المجروحين"(1/ 108) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(3/ 88 - ط العلمية) وابن عدي في "الكامل"(1/ 216) واللالكائي في "أصول السنّة"(رقم: 368، 369) والبيهقي في "الشُّعب"(2/ 476 - 477) و"الأسماء والصفات"(ص 300 - 301) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 109 - 110) من طرقٍ عنه.
قال الطبراني: لا يُروى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلّا بهذا الإِسناد، تفرّد إبراهيم بن المنذر. وقال ابن عدي:"وإبراهيم بن مهاجر بن مسمار لم أجد له حديثًا أنكرَ من حديث "قرأ طه ويس" لأنّه لم يروه إلَّا إبراهيم، ولا يروي بهذا الإِسناد ولا بغير هذا الإِسناد هذا المتن إلَّا إبراهيم هذا".
وإبراهيم ضعيف كما في "التقريب" وشيخه قال أحمد: تركنا حديثه
وخرّقناه. وقال ابن المديني: ليس بثقةٍ. وقال النسائي والساجي: متروك. (اللسان: 4/ 298) فالسند واهٍ.
وقال ابن حبان وابن الجوزي: هذا حديث موضوع. وتعقّبهما الحافظ في "أطراف العشرة" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 10) - فقال: "زعم ابن حبّان وتبعه ابن الجوزي أن هذا المتن موضوع، وليس كما قالا! فإنّ مولى الحُرَقَة هو عبد الرحمن بن يعقوب من رجال مسلم، والراوي عنه وإن كان متروكًا عند الأكثر، ضعيفًا عند البعض فلم يُنسب للوضع، والراوي عنه لا بأس به (1)، وإبراهيم بن المنذر من شيوخ البخاري".
وقال ابن كثير في "تفسيره"(3/ 141): "هذا حديث غريبٌ، وفيه نكارة، وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تُكلِّم فيهما".
والحكمُ بنكارة الحديث هو أعدلُ الأقوال، وهو ما أشار إليه الحافظان ابن عدي وابن كثير، والله أعلم.
وقال السيوطي في "اللآلىء"(1/ 10): "وله طريق آخر عن أنس، أخرجه الدّيلمي". وكشف حال هذا الطريق ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة"(1/ 139) فقال: "قلت: في سنده: محمد بن سهل بن الصباح، فإن يكن هو العطّار شيخ أبي بكر الشافعي -كما ظنّه بعض أشياخي- فقد مرّ في "المقدّمة" أنّه وضّاع، وإلَّا فمجهولٌ. وعنه: علي بن جعفر بن عبد الله الأنصاري الأصبهاني لم أعرفه. وعن هذا محمد بن عبد العزيز قال الخطيب: فيه نظرٌ". أهـ.
وابن سهل كذّبه أبو أحمد الحاكم، واتّهمه الدارقطني بالوضع. (اللسان: 5/ 194).
(1) كذا قال هنا مع أنه جزم بضعفه في "التقريب"!