الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبي هريرة، قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد بعضُ ما يكون بين الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعوا لي أصحابي -أو: أُصيحابي-، إنَّ أحدَكم لو أنفق مثلَ أُحُدٍ ذهبًا لم يبلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَه".
أخرجه النسائي في "الفضائل"(رقم: 204) والبزَّار (كشف-2768) واللالكائي في "شرح أصول السنَّة"(2345) وابن عساكر (10/ ق 63/ أ) من طريق الحسين بن علي الجعفي عن زائدة به.
وعاصم هو ابن بهدلة، وفي حفظه كلام، وقد خالفه الأعمش -وهو من أثبت الناس في أبي صالح- فرواه عنه عن أبي سعيد، فهو المحفوظ. قال الحافظ في جزئه المذكور (ص 77):"والأعمش أحفظ من عاصم فروايته مقدَّمة".
والحديث أخرجه مسلم (4/ 1967) من رواية أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. واتفق الحفاظ على توهيم هذه الرواية، وأن الصواب أن الحديث من مسند أبي سعيد. وتجدُ تفصيل ذلك في جزء الحافظ المذكور، والذي لخصه في "الفتح"(7/ 35 - 36).
32 - باب: فضل قريش
1535 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد وجعفر بن محمَّد العَدَبَّسيّ، في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا سليمان بن داود (1) بن علي الهاشمي: نا إبراهيم بن سعد: نا
(1) في الأصل: (بن داود بن داود) مكرَّرًا! وكتب ناسخ (ظ) -وهو الحافظ عبد الغني المقدسي- بالهامش: (في الأصل: داود بن داود. وهو غلطٌ، والصواب ما علَّقته).
صالح بن كيسان عن الزهري عن محمَّد بن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد.
عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يُرِدْ هوانَ قريش أهانه اللهُ".
1536 -
أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي: نا يعقوب بن حُميد بن كاسب: نا إبراهيم بن سعد: نا صالح بن كَيسان عن الزُّهريَ، قال: حدَّثني محمَّد ابن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي عن يوسف بن الحكم -هو: أبو الحجَّاج بن يوسف- عن محمَّد بن سعد.
عن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
لم يُجوِّده إلَّا سليمان بن داود الهاشمي ويعقوب بن حُمَيد.
هما في "مسند المقلّين من الأمراء والسلاطين" لتمَّام (ص 63 - 64).
وأخرجه ابن النجَّار في "ذيل تاريخ بغداد"(3/ 82) من طريق تمَّام الأول.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 103) والترمذي (3905) -واستغربه- وأبو يعلى (2/ 113) -ومن طريقه: ابن عساكر (15/ ق 193/ أ- ب) - والهيثم بن كليب في "مسنده"(رقم: 123) والحاكم (4/ 74) وأبو نعيم في "المعرفة"(رقم: 542) والبغوي في "شرح السنّة"(14/ 61) والمزي في "التهذيب"(3/ 1204) من طريق سليمان بن داود به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنّة"(رقم: 1503) عن يعقوب بن حُميد به.
هكذا روياه عن إبراهيم بن سعد، وخولفا فيه:
فقد أخرجه أحمد (1/ 171، 183) -ومن طريقه ابن عساكر (15/ ق 193/ أ) - عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم، وعن أبي كامل الجَحْدري وأخرجه الهيثم بن كليب (124) عن يعقوب، وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 171) وابن أبي عاصم (1504) والهيثم (125) والحاكم (4/ 74) عن يزيد بن الهاد، كلّهم إبراهيم بن سعد به، لكن قالوا: عن يوسف عن سعد، فلم يذكروا:(محمَّد بن سعد).
وذكر الدارقطني هذا الاختلاف في "العلل"(4/ 360)، ثم قال:"والقولان عنه [يعني: إبراهيم] محفوظان". وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 365 - 366) -: "يُخالَف في هذا الإِسناد، واضطُرِب في هذا الحديث".
ومحمد بن أبي سفيان لم يوثّقه غير ابن حبّان، وشيخه وثّقه العجلي وابن حبّان، وقال كعب بن علقمة: كان فاضلًا من خيار الناس. وقال الحافظ عن كليهما: مقبول. أي عند المتابعة.
وأخرجه عبد الرزاق (11/ 58) ومن طريقه: الضياء في "المختارة"(3/ 225) عن معمر عن الزهري عن عمر بن سعد عن أبيه مرفوعًا: "من يُهن قريشًا يهنه الله". وأخرجه أحمد (1/ 176) -ومن طريقه: الضياء (3/ 224) - عن عبد الرزاق، لكن قال:(عن عمر بن سعد أو غيره) على الشك.
وعمر بن سعد وثّقه العجلي، وقال ابن معين: كيف يكون من قتل الحسين ثقةً؟ وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 198): "هو في نفسه غير متّهم، لكنّه باشر قتال الحسين، وفعل الأفاعيل". أهـ. وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق، ولكن مَقَتَه الناس لكونه كان أميرًا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 334) من طريق الحسن بن داود المنكدري عن عبد الرزاق به، لكن قال:(عن عامر بن سعد).
وإسناده صالح: الحسن قال النسائي وابن عدي: لا بأس به. ووثّقه ابن حبّان، وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي.
لكن قال الدارقطني: "وَهِمَ فيه معمر، والصحيح حديث صالح بن كيسان".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1/ 108) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن ابن المُجبَّر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه.
وابن مجبر تركه أبو داود والنسائي، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وضعّفه غيرهم. (اللسان: 5/ 245).
وقال الدارقطني (4/ 362) عن هذه الرواية: "وهو وهمٌ، والصحيح: حديث الزهري عن محمَّد بن أبي سفيان".
وجاء الحديث أيضًا من رواية عثمان، وعمرو بن العاص، وابن عبّاس، وأنس:
وأمّا حديث عثمان:
فأخرجه أحمد (1/ 64) وابن أبي عاصم (1505) والبزار (كشف- 2781) والعقيلي في "الضعفاء"(3/ 124) وابن حبّان (2288) والحاكم (4/ 74) وابن عساكر (13/ ق 291/ ب) والضياء في "المختارة"(1/ 511 - 513) من طريق محمَّد بن حفص بن عمر التيمي عن عبيد الله بن عمر بن موسى عن ربيعة من أبي عبد الرحمن عن ابن المسيب عن عمرو بن عثمان عن أبيه مرفوعًا: "من أهان قريشًا أهانه الله".
عبيد الله قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه. وقال الذهبي: فيه لين.
والراوي عنه قال الحسيني: فيه نظر. وقد وثّقهما ابن حبّان. (اللسان: 4/ 109، التعجيل ص 363).
وقال الهيثمي (10/ 27): "ورجالهم ثقات".
وأمّا حديث عمرو بن العاص:
فأخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(2/ ق 399/ أ) من طريق إسحاق بن سعيد بن الأركون عن سلمة بن العيّار عن عبد الله بن لهيعة عن مِشْرَح بن هاعان عنه مرفوعًا.
وإسناده واهٍ: ابن الأركون قال أبو حاتم: ليس بثقةٍ. وقال الدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 363). وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه، ومِشْرَح يبعد -والعلم عند الله- سماعه من عمرو.
وعلاوةً على ذلك ففي الإِسناد إلى (إسحاق بن سعيد): أبو عبد الرحمن محمَّد بن الحسين السلمي صاحب "صاحب الصوفية"، وقد اتُّهِم.
وأمّا حديث ابن عباس:
فأخرجه تَمَّام في "مسند المقلّين"(ص 67) -ومن طريقه: ابن عساكر (10/ ق 94/ أ) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 109) والذهبي في "النبلاء"(6/ 73) من طريق أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة -واسمه: عبد الرحمن بن مسلم- عن محمَّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس عن أبيه عن جدِّه مرفوعًا.
وأبو مسلم هذا قال الذهبي في "الميزان"(5/ 590): "ليس بأهلٍ أن يًحملَ عنه شيءٌ، هو شرٌّ من الحجّاج وأسفكُ للدماء".
وأما حديث أنس:
فأخرجه ابن أبي عاصم (1506) والبزّار (كشف- 2782) والطبراني
في "الكبير"(1/ 233) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 200/ أ) وابن عدي (6/ 214) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 109/ ب) من طريق أبي هلال الراسبي عن قتادة عنه مرفوعًا.
قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلَّا أبو هلال. أهـ. واسمه: محمَّد بن سُليم، وهو ليّن الحديث. وقال الهيثمي (10/ 27):"وفيه محمَّد بن سليم أبو هلال، وقد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقيّة رجالهما رجال الصحيح". أهـ.
فالحديث بهذه الطرق حسنٌ على أقل أحواله، والله أعلم.
1537 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن قيل البالسي: نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد القرشي: نا خُلَيد بن دَعْلَج. (ح) وحدّثنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي من لفظه: نا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني: نا إسحاق بن سعيد الأرْكون: نا خُليد بن دَعْلَج عن عطاء بن أبي رباح.
عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمانُ الأرض من الغرق: القوسُ، وأمانُ الاختلافِ: الموالاةُ لقريشٍ. قريشٌ أهلُ الله، قريشٌ أهلُ الله، فإذا خالفتها قبيلةٌ من العرب صاروا حزبَ إَبليسَ".
1538 -
وأخبرني أبو علي [محمد بن هارون](1) الأنصاري: أنا أبو عبد الملك القرشي: نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد الأرْكون مثلَه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: " (خُليد بن دَعْلَج ضعيفٌ).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(2/ ق 379/ ب) من طريق تَمَّام.
(1) من (ظ).
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(747) و"الكبير"(11/ 196 - 197) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية"(9/ 65) - والحاكم (4/ 75) من طريق ابن الأركون به.
وصحّحه الحاكم، فتعقّبه الذهبي بقوله:"قلت: واهٍ، وفي إسناده ضعيفان". أهـ. يعني: خليدًا والراويَ عنه. فالأول ضعيف كما في "التقريب"، والثاني قال أبو حاتم: ليس بثقةٍ. وقال الدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 363).
وقد تُوبع ابن أركون:
تابعه محمَّد بن سليمان الحرّاني عند ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 143)، وهو صدوق كما في "التقريب"، لكنّ الراوي عنه: وهب بن حفص أحدُ الكذّابين.
وقد أخرجه الحاكم (3/ 149) من طريق ابن أركون به، لكن بلفظ: "النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها
…
" الحديث.
وصحّحه أيضًا، وتعقّبه الذهبي بقوله:"قلت: بل موضوع! ابن أركون ضعّفوه، وكذا خُليد ضعّفه أحمد وغيره".
1539 -
أخبرنا محمَّد بن محمَّد بن عبد الحميد بن خالد الفَزَاري: أنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك: نا أبو مسلمة (1) إسحاق بن سعيد ابن الأرْكون عن أبي مُسلم -يعني: سلمة بن العيّار- عن عبد الله بن لَهيعة عن مِشْرَح بن هاعان.
عن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قريشٌ
(1) في الأصل و (ش) و (ر): (سلمة)، والتصويب من (ظ) وترجمته عند ابن عساكر (2/ ق 380/ أ).